الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
10 - رمضان - 1444 هـ
01 - 04 - 2023 مـ
10:57 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=411290
______________
رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..
سَلامُ الله عليكُم ورَحمة الله وبركاتُه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار وجميع المُسلِمين لرَبِّ العالَمين، ورمضان مُبارك علينا وعليكم وجَميع المُسلِمين، وتقبَّل الله صِيامَكم وصالِحَ أعمالكم..
وأفتِيكُم بالحَقِّ أنّ رسولَ الله موسى ونبيّ الله هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام هُم عَلَى أخَوَين يَنتَسِبونَ إلى أبيهم الأوَّل (الأب لأبَوَيهِم) وهو ينتَسِبُ في الأسباطِ إلى ذُرِّيَّةِ رسولِ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، كون رسول الله موسى ونبيّ الله هارون هُم أبناء عُمومَةٍ - مِن ذُرِّيَّة إخوةٍ أشِقّاء - وإخوَة مِن أمٍّ؛ كونَ الأخ الأكبَر هو أبو نبيّ الله هارون تزوَّجَ امرأةً صالِحةً فأنجبَتْ له هارون وأخته الأكبَر مِن هارون ثمّ ماتَ وهم لا يزالوا صِغارًا، ثُمّ تزوَّجها أخوه ليقومَ بتربية أبناءِ شقيقِه؛ فذُرّيّة شقيقهِ (هارون وأخته) ولذلك تزوّجها حِرصًا على تربيةِ أولادِ أخيهِ، وحتى لا يتيَتَّموا مِن أبيهم وفِراقِ أُمّهِم ولذلك تزوَّجها الشَّقيقُ فأنجبَت له نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ نبيّ الله هارون وأخته هُم أبناء عَمّ نبيّ الله موسى، ولكنَّهم إخوته مِن أُمِّه فَهُم أكبَر مِن موسى عليهم الصَّلاة والسَّلام، وتزوَّجَت أُخت هارون أحَدَ بَنِي إسرائيل فأنجبَتْ طِفلًا وهو مِن الأطفال الذين قتلَهم فِرعون في جِيلِ موسى مِن بَنِي إسرائيل - الرُّضَّع - مواليد ذلك العام الذي وُلِدَ فيه نبيُّ الله موسى عليه الصّلاة والسّلام، ولذلك قالت أُمّ موسى لأختِه مِن أُمِّه: ''فبِما أنَّكِ مِن المُرضِعاتِ تُدِرِّينَ لَبَنًا فاذهبي إلى قصرِ فِرعون كمُرضِعةٍ لتَأتِيني بأخبار أخيكِ؛ ما لم.. فسوف أذهبُ فأُخبِرهُم أنّه ابني فأُرضِعه لهم ببَلاش، وقال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].
بِمَعنى أنَّ هارون وأخته هُم أكبَرُ مِن موسى؛ بل البِنت أجِدُها أكبر مِن هارون وهارون أصغَر مِنها، ولكنّ هارون أكبر سِنًّا مِن موسى.
ألا وإنَّ المرأة المُرضِع وهارون هُم أبناء عمِّ موسى (شقيقُ أبيه) وإخوة موسى مِن أمِّه عليهم الصَّلاة والسَّلام.
وأمّا آل يعقوب ابن عِمران فيَنتَسِبون لذُرِّيّة نبيّ الله يوسف كَما يَنتَسِبُ لذُرِّيّةِ رسول الله يوسف نَبيُّ الله موسى وابن عمِّه نبيّ الله هارون، وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٥٥﴾ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦﴾ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿١٥٧﴾ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٥٨﴾ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴿١٥٩﴾ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٦٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ورُبّما يَودُّ أحدُ السَّائلين أن يقول: ''يا ناصِر محمد اليماني، فما هو الدَّليل القطعِيّ أنّ آل عمران وقومهم قد أخفَوْا على بني إسرائيل بعثَ نبيّ الله عيسى الذي كلَّمَهم في المَهدِ صبِيًّا؟''
فمِن ثمّ نرُدُّ على السَّائلين أجمعين وأقول؛ قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].
فسَلوا عقولَكم؛ فهل يَحتاجُ نبيّ الله عيسى لمُعجزاتِ آياتِ التَّصديق حينَ بعثَه الله بعد أن بَلَغَ رُشدَه فبَعَثهُ الله بكتابِ الإنجيل إلى بني إسرائيل؟ فماذا بعد مُعجزة مولودٍ في المَهدِ صبِيًّا عرَّفهُم بشأنِه يومَ ولَدَتهُ أمّه فكلَّمَ آلَ عِمران والصَّالحين مِن أبناء عُمومتِهم مِن ذُرِّيَّة أسباطِ أخِ يوسف فَهُم آباء الحَوارِييّنَ الصّالحينَ منهم؟!
وحتى لا نَخرُجَ عَن الموضوع نعودُ لنبيّ الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وعلى أُمِّه وأُسَلِّم تسليمًا الذي عَرَّفَ بشأنِه في نفس اليوم الذي حمَلت بِه أُمّه بكلمةٍ مِن الله (كُن فَيكون)، فوَلدتهُ في نفس يوم الجمعة كونها انتبَذتْ مِن أهلها مكانًا شَرقيًّا صباح يوم الجمعة؛ مكانًا شرقيًّا فاتَّخَذَت مِن دونهما حِجابًا لتتعبَّدَ بذِكرِ ربِّها، وفي نفس اللحظة تنزَّلت عليها الملائكة والرُّوح فيها فتَمثَّل لها الرُّوح القُدُس - جبريل - بشَرًا سوِيًّا ليَهَبَ لها قَولَ البُشرى مِن الله أنَّ الله يُبشِّرُها بالمسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون)، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
والسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسه: فَمِن المفروضِ أن ينتَظروا - بنو إسرائيل - أن يكبُرَ وهم على أحَرِّ مِن الجَمْرِ مُستعجِلينَ بتكليفِه بتبليغِ رسالة ربّه كونَه عرَّفهُم بشأنه وهو في المَهدِ صبِيًّا، وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].
إذًا فَلَم يَعُد هُناكَ داعي لمُعجزةِ آياتِ التَّصديقِ برسالتِه لبني إسرائيل حين يَكبُر كونَه كلَّمهم بنُبوَّتِه وهو في المهدِ صبِيًّا، فنستَنبِطُ أنّ آلَ عِمران والحَوَاريّين الأوَّلين اضطرُّوا أن يُخفوا مُعجِزَة تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا حِفاظًا على حياتِه مِن أشرار أسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ كونَ بنو إسرائيل قتَلوا نبيَّ الله يحيى قُبَيلَ بعثِ نبيّ الله عيسى بِرَغم أنّ نبيّ الله يحيى مُعجزةٌ مِن الله في حَملِه وهم يعلمونَ بقِصَّة حَملِه وأُمّه عاقِر في سنِّ اليأسِ، وأخبَرهم نبيّ الله زكريا بأنَّ الملائكة بشَّرَتهُ بغُلامٍ اسمُه يحيى وجاؤوا باسمِه مِن رَبِّ العالَمين ولم يجعلِ الله له مِن قَبلُ سَمِيًّا فصَدَقَهُ الله البِشارَة وحمَلتهُ زوجة زكريا القاعِد ووضَعتهُ وآتاهُ الله الحُكمَ صبِيًّا، ورغم ذلك قتَلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - حَسَدًا مِن عِند أنفسهم، ولهذا السّبب تم إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا؛ فكلَّم آلَ عِمران وقومَهم مِن أبناء عمومتِهم (آباء الحَواريِينَ) على ذلك مِن الشَّاهدين ولكِنَّهم كَتَموا الأمْر حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - كما قتَلوا نبيّ الله يحيى مِن قَبلِه، ولذلك لم تَتِم مُحاجَّة بني إسرائيل بالتَّكليم في المَهدِ صبِيًّا كونهم لا يَعلمون، ولذلك أيَّدَهُ الله بمُعجزاتِ التّصديقِ لنبُوَّتِه ليُصدِّقوا دعوَتَه؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
ورمضان مُبارَك علينا وجَميع المُسلِمين.
ولا نزالُ نُؤكِّدُ للعالَمين بأنَّ ما كتبناهُ مِن البيانِ الحَقِّ للقرآن العَظيم فسوف يَرَوْنَ آياتِ التَّصديقِ على الواقِِع الحقيقيّ لا شَكَّ ولا رَيبَ متى ما يشاءُ الله ربُّ العالَمين وإلى الله تُرجَعُ الأمور تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
أخوكم خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
10 - رمضان - 1444 هـ
01 - 04 - 2023 مـ
10:57 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=411290
______________
رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..
سَلامُ الله عليكُم ورَحمة الله وبركاتُه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار وجميع المُسلِمين لرَبِّ العالَمين، ورمضان مُبارك علينا وعليكم وجَميع المُسلِمين، وتقبَّل الله صِيامَكم وصالِحَ أعمالكم..
وأفتِيكُم بالحَقِّ أنّ رسولَ الله موسى ونبيّ الله هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام هُم عَلَى أخَوَين يَنتَسِبونَ إلى أبيهم الأوَّل (الأب لأبَوَيهِم) وهو ينتَسِبُ في الأسباطِ إلى ذُرِّيَّةِ رسولِ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، كون رسول الله موسى ونبيّ الله هارون هُم أبناء عُمومَةٍ - مِن ذُرِّيَّة إخوةٍ أشِقّاء - وإخوَة مِن أمٍّ؛ كونَ الأخ الأكبَر هو أبو نبيّ الله هارون تزوَّجَ امرأةً صالِحةً فأنجبَتْ له هارون وأخته الأكبَر مِن هارون ثمّ ماتَ وهم لا يزالوا صِغارًا، ثُمّ تزوَّجها أخوه ليقومَ بتربية أبناءِ شقيقِه؛ فذُرّيّة شقيقهِ (هارون وأخته) ولذلك تزوّجها حِرصًا على تربيةِ أولادِ أخيهِ، وحتى لا يتيَتَّموا مِن أبيهم وفِراقِ أُمّهِم ولذلك تزوَّجها الشَّقيقُ فأنجبَت له نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ نبيّ الله هارون وأخته هُم أبناء عَمّ نبيّ الله موسى، ولكنَّهم إخوته مِن أُمِّه فَهُم أكبَر مِن موسى عليهم الصَّلاة والسَّلام، وتزوَّجَت أُخت هارون أحَدَ بَنِي إسرائيل فأنجبَتْ طِفلًا وهو مِن الأطفال الذين قتلَهم فِرعون في جِيلِ موسى مِن بَنِي إسرائيل - الرُّضَّع - مواليد ذلك العام الذي وُلِدَ فيه نبيُّ الله موسى عليه الصّلاة والسّلام، ولذلك قالت أُمّ موسى لأختِه مِن أُمِّه: ''فبِما أنَّكِ مِن المُرضِعاتِ تُدِرِّينَ لَبَنًا فاذهبي إلى قصرِ فِرعون كمُرضِعةٍ لتَأتِيني بأخبار أخيكِ؛ ما لم.. فسوف أذهبُ فأُخبِرهُم أنّه ابني فأُرضِعه لهم ببَلاش، وقال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].
بِمَعنى أنَّ هارون وأخته هُم أكبَرُ مِن موسى؛ بل البِنت أجِدُها أكبر مِن هارون وهارون أصغَر مِنها، ولكنّ هارون أكبر سِنًّا مِن موسى.
ألا وإنَّ المرأة المُرضِع وهارون هُم أبناء عمِّ موسى (شقيقُ أبيه) وإخوة موسى مِن أمِّه عليهم الصَّلاة والسَّلام.
وأمّا آل يعقوب ابن عِمران فيَنتَسِبون لذُرِّيّة نبيّ الله يوسف كَما يَنتَسِبُ لذُرِّيّةِ رسول الله يوسف نَبيُّ الله موسى وابن عمِّه نبيّ الله هارون، وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٥٥﴾ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦﴾ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿١٥٧﴾ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٥٨﴾ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴿١٥٩﴾ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٦٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ورُبّما يَودُّ أحدُ السَّائلين أن يقول: ''يا ناصِر محمد اليماني، فما هو الدَّليل القطعِيّ أنّ آل عمران وقومهم قد أخفَوْا على بني إسرائيل بعثَ نبيّ الله عيسى الذي كلَّمَهم في المَهدِ صبِيًّا؟''
فمِن ثمّ نرُدُّ على السَّائلين أجمعين وأقول؛ قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].
فسَلوا عقولَكم؛ فهل يَحتاجُ نبيّ الله عيسى لمُعجزاتِ آياتِ التَّصديق حينَ بعثَه الله بعد أن بَلَغَ رُشدَه فبَعَثهُ الله بكتابِ الإنجيل إلى بني إسرائيل؟ فماذا بعد مُعجزة مولودٍ في المَهدِ صبِيًّا عرَّفهُم بشأنِه يومَ ولَدَتهُ أمّه فكلَّمَ آلَ عِمران والصَّالحين مِن أبناء عُمومتِهم مِن ذُرِّيَّة أسباطِ أخِ يوسف فَهُم آباء الحَوارِييّنَ الصّالحينَ منهم؟!
وحتى لا نَخرُجَ عَن الموضوع نعودُ لنبيّ الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وعلى أُمِّه وأُسَلِّم تسليمًا الذي عَرَّفَ بشأنِه في نفس اليوم الذي حمَلت بِه أُمّه بكلمةٍ مِن الله (كُن فَيكون)، فوَلدتهُ في نفس يوم الجمعة كونها انتبَذتْ مِن أهلها مكانًا شَرقيًّا صباح يوم الجمعة؛ مكانًا شرقيًّا فاتَّخَذَت مِن دونهما حِجابًا لتتعبَّدَ بذِكرِ ربِّها، وفي نفس اللحظة تنزَّلت عليها الملائكة والرُّوح فيها فتَمثَّل لها الرُّوح القُدُس - جبريل - بشَرًا سوِيًّا ليَهَبَ لها قَولَ البُشرى مِن الله أنَّ الله يُبشِّرُها بالمسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون)، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
والسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسه: فَمِن المفروضِ أن ينتَظروا - بنو إسرائيل - أن يكبُرَ وهم على أحَرِّ مِن الجَمْرِ مُستعجِلينَ بتكليفِه بتبليغِ رسالة ربّه كونَه عرَّفهُم بشأنه وهو في المَهدِ صبِيًّا، وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].
إذًا فَلَم يَعُد هُناكَ داعي لمُعجزةِ آياتِ التَّصديقِ برسالتِه لبني إسرائيل حين يَكبُر كونَه كلَّمهم بنُبوَّتِه وهو في المهدِ صبِيًّا، فنستَنبِطُ أنّ آلَ عِمران والحَوَاريّين الأوَّلين اضطرُّوا أن يُخفوا مُعجِزَة تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا حِفاظًا على حياتِه مِن أشرار أسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ كونَ بنو إسرائيل قتَلوا نبيَّ الله يحيى قُبَيلَ بعثِ نبيّ الله عيسى بِرَغم أنّ نبيّ الله يحيى مُعجزةٌ مِن الله في حَملِه وهم يعلمونَ بقِصَّة حَملِه وأُمّه عاقِر في سنِّ اليأسِ، وأخبَرهم نبيّ الله زكريا بأنَّ الملائكة بشَّرَتهُ بغُلامٍ اسمُه يحيى وجاؤوا باسمِه مِن رَبِّ العالَمين ولم يجعلِ الله له مِن قَبلُ سَمِيًّا فصَدَقَهُ الله البِشارَة وحمَلتهُ زوجة زكريا القاعِد ووضَعتهُ وآتاهُ الله الحُكمَ صبِيًّا، ورغم ذلك قتَلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - حَسَدًا مِن عِند أنفسهم، ولهذا السّبب تم إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا؛ فكلَّم آلَ عِمران وقومَهم مِن أبناء عمومتِهم (آباء الحَواريِينَ) على ذلك مِن الشَّاهدين ولكِنَّهم كَتَموا الأمْر حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - كما قتَلوا نبيّ الله يحيى مِن قَبلِه، ولذلك لم تَتِم مُحاجَّة بني إسرائيل بالتَّكليم في المَهدِ صبِيًّا كونهم لا يَعلمون، ولذلك أيَّدَهُ الله بمُعجزاتِ التّصديقِ لنبُوَّتِه ليُصدِّقوا دعوَتَه؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
ورمضان مُبارَك علينا وجَميع المُسلِمين.
ولا نزالُ نُؤكِّدُ للعالَمين بأنَّ ما كتبناهُ مِن البيانِ الحَقِّ للقرآن العَظيم فسوف يَرَوْنَ آياتِ التَّصديقِ على الواقِِع الحقيقيّ لا شَكَّ ولا رَيبَ متى ما يشاءُ الله ربُّ العالَمين وإلى الله تُرجَعُ الأمور تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
أخوكم خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار