الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 08 - 1432 هـ
13 - 07 - 2011 مـ
5:26 صباحاً
ــــــــــــــــ
ردّ الإمام ناصر محمد اليماني عن صحة الحديث القائل:
[ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]
_____________________
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحق من ربّهم في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
وإني أرى فضيلة الشيخ محمد حسان يفتي أنّ الحديث الوارد عن النبي في صحيح البخاري ومسلم أنه قال: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار] انتهى.
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان لقد أمركم الله في محكم القرآن إلى تحكيم العقل من قبل الاتّباع لما وجدتم عليه الذين من قبلكم فأمركم الله أن تستخدموا عقولكم من قبل الاتِّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
ويا شيخ محمد حسان، فلنفرض أنّكم انطلقتم إلى قوم يُصلّون في بيوتهم فأخذتموهم قهراً من بيوتهم لحضور صلاة الجماعة، فهل ترى أنّ الله سوف يتقبل منهم صلاتهم؟ أو أنّهم إن يأتوا لصلاة الجماعة خشية أن تَحرقوا عليهم بيوتهم فهل ترون أنّ الله سوف يتقبّل منهم صلاتهم؟ والجواب بالحقّ: فلن يتقبل الله منهم صلاتهم ما داموا حضروا صلاة الجماعة خشيةً منكم. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].
ويا أخي الكريم لم يأمركم الله بالتدخل بينه وبين عباده فيما يخصّ الله وحده كمثل الركن الأول الشهادة الحقّ، وكذلك الصلاة وكذلك الصيام وكذلك الحج، فهذه الأركان الأربعة هي بين العبد وربه كونها تخصّ الله وحده، وأما ما يخصّ الناس فيما بينهم فهو ركن الزكاة كونها حقّ الفقراء على الأغنياء؛ بل هي حقوق الإنسان على أخيه الإنسان في الدم سواء يكون مسلماً أم كافراً. فأما المؤمنون فتؤخذ منهم كفرض الزكاة ليزكيهم الله بها، وأما الكفار فتؤخذ منهم كذلك نفس القدر للزكاة ولكنها لا تسمى زكاةً كون الله لن يتقبلها منهم ولن يزكيهم بها كونهم لا يؤمنون بالله فيعبدونه وحده لا شريك له بل يؤتون بها وهم كافرون، ولذلك تسمى جزية ومن ثم تضاف الزكاة والجزية إلى بيت أموال المسلمين ومن ثمّ تقسّم على فقراء المسلمين والكافرين بالسويّة من غير تفضيلٍ لمسلمٍ على كافرٍ، ألا وإنّ فرض الزكاة هي حقوق للإنسان الفقير على أخيه الإنسان الغني، سواء يكون الفقراء مسلمين أم كافرين، فهي تُقسَّم عليهم بالسويّة.
وأما ركن الشهادة بالإيمان بالله ورسله فلم يأمركم الله أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)} [البقرة]، كون الاستقامة جعلها الله أمرَ اختيارٍ ولم يأمركم الله على إجبارِ البشر على الهدى إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلْ الحقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف]، ولم يأمركم الله أن تكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلاً} صدق الله العظيم [المزمل:19].
ولم يأمر الله الرسل في كافة الأمم على أن يجبروا أقوامهم على الإيمان بالرحمن، وإنما على الرسل البلاغ وعلى الله الحساب تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النحل:35]، كون الله أمر رسله من أولهم إلى خاتمهم بعدم إكراه الناس على الإيمان وإنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)} صدق الله العظيم [الرعد:40].
فكيف يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]؟
ويا رجل إنما هذا تشويه وتخويفُ الناس حتى لا يكونوا مؤمنين، فاتقوا الله الرحمن الذي أنزل الفرقان -يا محمد حسان- واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن حتى تعلموا الحديث الحقّ من الحديث الباطل في كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار، أم إنكم لن تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ وهيهات هيهات، إذاً لجعلتُ لكم علي سلطان بغير الحقّ ومن ثم تجادلوني بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، ثم لا أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا رجل ألستم تؤمنون بكتاب التوراة والإنجيل أنها كتب منزّلة من ربّ العالمين كمثل القرآن العظيم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يدعوا أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة أو كتاب الإنجيل؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]، كون الله قد جعل حكم الاختلاف بينهم في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ علَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان المحترم، وإليكم سؤال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني كما يلي: لماذا لم يأمر الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب التوراة والإنجيل برغم أنها كتبٌ من الله أنزلها على رُسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام؟ فما السبب من عدم الاحتكام إليها كون العقل والمنطق يقول لا بد أنه يوجد هناك سبب؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].
ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحكم المهيمن على كتاب التوراة والإنجيل فما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فليعلم أهل الكتاب أنه مفترى على الله في كتاب التوراة والإنجيل وما افتراه رسولا الله عيسى ولا موسى عليهما الصلاة والسلام وآلهم الأطهار؛ بل حرّفَهُ قومٌ آخرون من بعد ذلك من بعد ما عقلوا أنه الحقّ من عند ربهم، ويريدون أن يضلوا البشر ضلالاً بعيداً حتى يكونوا سواء معهم في نار جهنم كونهم من رحمة الله يائسون، وقال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].
فهل أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ والجواب: كلا لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي كونهم يعلمون أنّ القرآن سوف يفضح زورهم وبهتانهم على ربّهم وأنبيائه، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وما أشبه الليلة بالبارحة يا فضيلة الشيخ محمد حسان! فما أشبه عُلماء المُسلمين بعلماء اليهود الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي منهم وأجابوا دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليجعله الله الحكم والمرجع للمُسلمين وأهل التوراة وأهل الإنجيل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من الأحزاب جميعاً فالنار موعده وقد كفر بما أنزل على محمد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)} صدق الله العظيم [هود:17].
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليس لي شرط عليكم أنتم وأهل الكتاب إلا أن ترتضوا أن يكون الله ربّ العالمين هو الحَكَمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وإنما الإمام المهدي مكلفٌ ليستنبط لكم أحكام الله بينكم، بالحقّ آتيكم بها من محكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، أجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن ولا تكونوا أول كافرٍ به يا معشر علماء المُسلمين. فإذا أبيتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم -ويريد أهل السنة أن نحتكم إلى كتاب البخاري ومسلم، ويريد الشيعة أن نحتكم إلى كتاب بحار الأنوار- إذاً فأهل الكتاب من اليهود أو النصارى سوف يقولون: "يا ناصر محمد اليماني بل نحن ندعوك إلى الاحتكام إلى كتاب الله التوراة كما يريد اليهود أو إلى كتاب الإنجيل كما يريد النصارى، ثم يقولون فهما كتابين اعترف بهما الربّ في محكم القرآن في قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى ءاثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَءاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}صدق الله العظيم [المائدة].
ولكنك لن تجد أنّ الله معترفٌ بكتاب البخاري ومسلم أنّهما من عند الله كما اعترف الله بالتوراة والإنجيل أنها كتب من لدنه، إذاً فكتاب التوراة والإنجيل هم الأولى أن نحتكم إليهم فهي أحق من كتاب البخاري ومسلم"، ومن ثم يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر اليهود والنصارى إنّ المهديّ المنتظَر لا يكفر بما أنزل الله من الحقّ في التوراة والإنجيل غير أنها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن عليهما، وما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى من شياطين البشر منكم، ولذلك جعل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يردُّ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يردُّ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢﴾ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّـهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٣﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّق بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٥﴾ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿٥٢﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿٥٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فانظروا لقول الله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة].
فتدبروا بالضبط {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم، وتبيّنوا بالضبط أنّ الله جعل القرآن هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل في قول الله تعالى:{مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم.
وأُشهِدُ الله وكفى بالله شهيداً أنني لا أكفر بكتاب التوراة والإنجيل وإنما أكفر بما جاء فيهما مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فاتقوا الله يا أهل الكتاب واتبعوني أهدكم صراطاً سوياً، وأُشهدُ الله أني المهديّ المنتظَر من أنصار رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام ومن أنصار المسيح عيسى ابن مريم ومن أنصار رُسل الله جميعاً من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى آلهم الطيبين وأسلمُ تسليماً ولا أفرق بين أحدٍ من رسل الله جميعاً ونحن له مُسلمون.
ويا معشر المُسلمين اتقوا الله واكفروا بالتعددية المذهبية في دين الله واكفروا بالتعددية السياسية واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم جميعاً ولا تفرقوا، واعلموا أنّ القرآن العظيم هو الحبل الذي أمر الناس جميعاً أن يعتصموا به ويكفروا بما خالف لمحكمه لعلكم تُرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بالحقّ مِن ربّكم فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر المُسلمين لا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فيعذبكم الله عذابا نُكراً مع الكافرين بالقرآن العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره ما كان للمهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أن يتَّبع أهواءكم ولا أهواء أهلِّ الكتاب حتى لو حاورتكم وجادلتكم الدهر كُله إلى اليوم الآخر فلما اتبعتُ أهواءكم ولو اتّبعتُ أهواءكم لضللت إذاً وما أنا من المهتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الحقّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الجاهلين بالحقّ من ربّهم فيقول: "يا ناصر محمد، إنما هذه الآية تخص بالخطاب إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: ولكني من أتباع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً فقط لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل بصيرة له ولمن اتَّبَعَهُ ودعا بدعوته وحاج بحجته. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} صدق الله العظيم [يوسف].
ويا معشر اليهود والنصارى والمُسلمين، إنّني الإمام المهدي أُشهدُ الله الواحد القهار أنّي أعلن الكفر المطلق بشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود وأُذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
فمن كان ينتظر الشفاعة من وليٍ أو من نبيٍ بين يدي الله فقد أشرك بربه ما لم ينزل الله به من سلطانٍ ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وسوف يكفر أنبياء الله وأولياؤه بشرككم يا معشر الذين ينتظرون الشفاعة من أنبيائهم لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ ربّك بَصِيرًا ﴿٢٠﴾وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم؟ فأما السؤال في قول الله تعالى: {أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، فهو موجَّه من ربّ العالمين إلى أنبيائه وأوليائه فيقول لهم: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء فوعدتموهم بالشفاعة بين يدي الله من عذابه؟ ومن ثم ردّ أنبياءُ الله وأولياؤه وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً(18)} صدق الله العظيم [الفرقان]، ومن ثم قال الله للمشركين في عقيدة الشفاعة بين يديه من عذابه، قال الله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً(19)} صدق الله العظيم [الفرقان]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
فاتقوا الله يا عباد الله، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ وتالله لا أعلم بعبيد يشفعون للعبيد بين يدي الربّ المعبود لا في السموات ولا في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].
ويا قوم وتالله لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به عباده المقربين بسبب عقيدتهم أنهم سوف يشفعون لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
ويا قوم وتالله لا أعلم بنجاةٍ لكم من عذاب الله إلا أن تأتوا إليه بقلوب سليمة من الشرك بالله إنّي لكم ناصح أمين، وأولئك هم الفرقة الناجية من بين الأمم ولهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].
وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} صدق الله العظيم [الشعراء].
ألا والله الذي لا إله غيره لن يتبع الرسل والإمام المهدي إلا الذين يعقلون من الأمم، وبيني وبينكم هو حجّة العقل والمنطق، فلا تتّبعوني حتى أقيم عليكم حجة العقل والمنطق من محكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، ومن يكفر به من الأحزاب جميعاً فالنار موعده والحكم لله وهو خير الفاصلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
11 - 08 - 1432 هـ
13 - 07 - 2011 مـ
5:26 صباحاً
ــــــــــــــــ
ردّ الإمام ناصر محمد اليماني عن صحة الحديث القائل:
[ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]
_____________________
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحق من ربّهم في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
وإني أرى فضيلة الشيخ محمد حسان يفتي أنّ الحديث الوارد عن النبي في صحيح البخاري ومسلم أنه قال: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار] انتهى.
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان لقد أمركم الله في محكم القرآن إلى تحكيم العقل من قبل الاتّباع لما وجدتم عليه الذين من قبلكم فأمركم الله أن تستخدموا عقولكم من قبل الاتِّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
ويا شيخ محمد حسان، فلنفرض أنّكم انطلقتم إلى قوم يُصلّون في بيوتهم فأخذتموهم قهراً من بيوتهم لحضور صلاة الجماعة، فهل ترى أنّ الله سوف يتقبل منهم صلاتهم؟ أو أنّهم إن يأتوا لصلاة الجماعة خشية أن تَحرقوا عليهم بيوتهم فهل ترون أنّ الله سوف يتقبّل منهم صلاتهم؟ والجواب بالحقّ: فلن يتقبل الله منهم صلاتهم ما داموا حضروا صلاة الجماعة خشيةً منكم. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].
ويا أخي الكريم لم يأمركم الله بالتدخل بينه وبين عباده فيما يخصّ الله وحده كمثل الركن الأول الشهادة الحقّ، وكذلك الصلاة وكذلك الصيام وكذلك الحج، فهذه الأركان الأربعة هي بين العبد وربه كونها تخصّ الله وحده، وأما ما يخصّ الناس فيما بينهم فهو ركن الزكاة كونها حقّ الفقراء على الأغنياء؛ بل هي حقوق الإنسان على أخيه الإنسان في الدم سواء يكون مسلماً أم كافراً. فأما المؤمنون فتؤخذ منهم كفرض الزكاة ليزكيهم الله بها، وأما الكفار فتؤخذ منهم كذلك نفس القدر للزكاة ولكنها لا تسمى زكاةً كون الله لن يتقبلها منهم ولن يزكيهم بها كونهم لا يؤمنون بالله فيعبدونه وحده لا شريك له بل يؤتون بها وهم كافرون، ولذلك تسمى جزية ومن ثم تضاف الزكاة والجزية إلى بيت أموال المسلمين ومن ثمّ تقسّم على فقراء المسلمين والكافرين بالسويّة من غير تفضيلٍ لمسلمٍ على كافرٍ، ألا وإنّ فرض الزكاة هي حقوق للإنسان الفقير على أخيه الإنسان الغني، سواء يكون الفقراء مسلمين أم كافرين، فهي تُقسَّم عليهم بالسويّة.
وأما ركن الشهادة بالإيمان بالله ورسله فلم يأمركم الله أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)} [البقرة]، كون الاستقامة جعلها الله أمرَ اختيارٍ ولم يأمركم الله على إجبارِ البشر على الهدى إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلْ الحقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف]، ولم يأمركم الله أن تكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلاً} صدق الله العظيم [المزمل:19].
ولم يأمر الله الرسل في كافة الأمم على أن يجبروا أقوامهم على الإيمان بالرحمن، وإنما على الرسل البلاغ وعلى الله الحساب تصديقاً لقول الله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النحل:35]، كون الله أمر رسله من أولهم إلى خاتمهم بعدم إكراه الناس على الإيمان وإنما عليهم البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)} صدق الله العظيم [الرعد:40].
فكيف يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار]؟
ويا رجل إنما هذا تشويه وتخويفُ الناس حتى لا يكونوا مؤمنين، فاتقوا الله الرحمن الذي أنزل الفرقان -يا محمد حسان- واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن حتى تعلموا الحديث الحقّ من الحديث الباطل في كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار، أم إنكم لن تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ وهيهات هيهات، إذاً لجعلتُ لكم علي سلطان بغير الحقّ ومن ثم تجادلوني بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، ثم لا أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا رجل ألستم تؤمنون بكتاب التوراة والإنجيل أنها كتب منزّلة من ربّ العالمين كمثل القرآن العظيم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمر الله محمداً عبده ورسوله أن يدعوا أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة أو كتاب الإنجيل؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]، كون الله قد جعل حكم الاختلاف بينهم في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ علَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)} صدق الله العظيم [النمل].
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان المحترم، وإليكم سؤال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني كما يلي: لماذا لم يأمر الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو أهل الكتاب للاحتكام إلى كتاب التوراة والإنجيل برغم أنها كتبٌ من الله أنزلها على رُسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام؟ فما السبب من عدم الاحتكام إليها كون العقل والمنطق يقول لا بد أنه يوجد هناك سبب؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].
ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحكم المهيمن على كتاب التوراة والإنجيل فما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فليعلم أهل الكتاب أنه مفترى على الله في كتاب التوراة والإنجيل وما افتراه رسولا الله عيسى ولا موسى عليهما الصلاة والسلام وآلهم الأطهار؛ بل حرّفَهُ قومٌ آخرون من بعد ذلك من بعد ما عقلوا أنه الحقّ من عند ربهم، ويريدون أن يضلوا البشر ضلالاً بعيداً حتى يكونوا سواء معهم في نار جهنم كونهم من رحمة الله يائسون، وقال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].
فهل أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ والجواب: كلا لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي كونهم يعلمون أنّ القرآن سوف يفضح زورهم وبهتانهم على ربّهم وأنبيائه، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وما أشبه الليلة بالبارحة يا فضيلة الشيخ محمد حسان! فما أشبه عُلماء المُسلمين بعلماء اليهود الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي منهم وأجابوا دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليجعله الله الحكم والمرجع للمُسلمين وأهل التوراة وأهل الإنجيل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من الأحزاب جميعاً فالنار موعده وقد كفر بما أنزل على محمد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17)} صدق الله العظيم [هود:17].
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليس لي شرط عليكم أنتم وأهل الكتاب إلا أن ترتضوا أن يكون الله ربّ العالمين هو الحَكَمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وإنما الإمام المهدي مكلفٌ ليستنبط لكم أحكام الله بينكم، بالحقّ آتيكم بها من محكم القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ، ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ويا فضيلة الشيخ محمد حسان، أجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن ولا تكونوا أول كافرٍ به يا معشر علماء المُسلمين. فإذا أبيتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم -ويريد أهل السنة أن نحتكم إلى كتاب البخاري ومسلم، ويريد الشيعة أن نحتكم إلى كتاب بحار الأنوار- إذاً فأهل الكتاب من اليهود أو النصارى سوف يقولون: "يا ناصر محمد اليماني بل نحن ندعوك إلى الاحتكام إلى كتاب الله التوراة كما يريد اليهود أو إلى كتاب الإنجيل كما يريد النصارى، ثم يقولون فهما كتابين اعترف بهما الربّ في محكم القرآن في قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى ءاثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَءاتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}صدق الله العظيم [المائدة].
ولكنك لن تجد أنّ الله معترفٌ بكتاب البخاري ومسلم أنّهما من عند الله كما اعترف الله بالتوراة والإنجيل أنها كتب من لدنه، إذاً فكتاب التوراة والإنجيل هم الأولى أن نحتكم إليهم فهي أحق من كتاب البخاري ومسلم"، ومن ثم يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر اليهود والنصارى إنّ المهديّ المنتظَر لا يكفر بما أنزل الله من الحقّ في التوراة والإنجيل غير أنها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن عليهما، وما خالف فيهما لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى من شياطين البشر منكم، ولذلك جعل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يردُّ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يردُّ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٤٢﴾ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّـهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٣﴾ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّق بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٥﴾ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿٥٢﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿٥٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
فانظروا لقول الله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم [المائدة].
فتدبروا بالضبط {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم، وتبيّنوا بالضبط أنّ الله جعل القرآن هو الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل في قول الله تعالى:{مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ} صدق الله العظيم.
وأُشهِدُ الله وكفى بالله شهيداً أنني لا أكفر بكتاب التوراة والإنجيل وإنما أكفر بما جاء فيهما مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فاتقوا الله يا أهل الكتاب واتبعوني أهدكم صراطاً سوياً، وأُشهدُ الله أني المهديّ المنتظَر من أنصار رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام ومن أنصار المسيح عيسى ابن مريم ومن أنصار رُسل الله جميعاً من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى آلهم الطيبين وأسلمُ تسليماً ولا أفرق بين أحدٍ من رسل الله جميعاً ونحن له مُسلمون.
ويا معشر المُسلمين اتقوا الله واكفروا بالتعددية المذهبية في دين الله واكفروا بالتعددية السياسية واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم جميعاً ولا تفرقوا، واعلموا أنّ القرآن العظيم هو الحبل الذي أمر الناس جميعاً أن يعتصموا به ويكفروا بما خالف لمحكمه لعلكم تُرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بالحقّ مِن ربّكم فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر المُسلمين لا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم فيعذبكم الله عذابا نُكراً مع الكافرين بالقرآن العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره ما كان للمهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أن يتَّبع أهواءكم ولا أهواء أهلِّ الكتاب حتى لو حاورتكم وجادلتكم الدهر كُله إلى اليوم الآخر فلما اتبعتُ أهواءكم ولو اتّبعتُ أهواءكم لضللت إذاً وما أنا من المهتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الحقّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الجاهلين بالحقّ من ربّهم فيقول: "يا ناصر محمد، إنما هذه الآية تخص بالخطاب إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: ولكني من أتباع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يجعل الله القرآن العظيم بصيرةً فقط لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل بصيرة له ولمن اتَّبَعَهُ ودعا بدعوته وحاج بحجته. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} صدق الله العظيم [يوسف].
ويا معشر اليهود والنصارى والمُسلمين، إنّني الإمام المهدي أُشهدُ الله الواحد القهار أنّي أعلن الكفر المطلق بشفاعة العبيد للعبيد بين يدي الربّ المعبود وأُذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
فمن كان ينتظر الشفاعة من وليٍ أو من نبيٍ بين يدي الله فقد أشرك بربه ما لم ينزل الله به من سلطانٍ ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وسوف يكفر أنبياء الله وأولياؤه بشرككم يا معشر الذين ينتظرون الشفاعة من أنبيائهم لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ ربّك بَصِيرًا ﴿٢٠﴾وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿٢٢﴾ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم؟ فأما السؤال في قول الله تعالى: {أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، فهو موجَّه من ربّ العالمين إلى أنبيائه وأوليائه فيقول لهم: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء فوعدتموهم بالشفاعة بين يدي الله من عذابه؟ ومن ثم ردّ أنبياءُ الله وأولياؤه وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً(18)} صدق الله العظيم [الفرقان]، ومن ثم قال الله للمشركين في عقيدة الشفاعة بين يديه من عذابه، قال الله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً(19)} صدق الله العظيم [الفرقان]، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
فاتقوا الله يا عباد الله، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ وتالله لا أعلم بعبيد يشفعون للعبيد بين يدي الربّ المعبود لا في السموات ولا في الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].
ويا قوم وتالله لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون به عباده المقربين بسبب عقيدتهم أنهم سوف يشفعون لهم بين يدي ربهم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
ويا قوم وتالله لا أعلم بنجاةٍ لكم من عذاب الله إلا أن تأتوا إليه بقلوب سليمة من الشرك بالله إنّي لكم ناصح أمين، وأولئك هم الفرقة الناجية من بين الأمم ولهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].
وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} صدق الله العظيم [الشعراء].
ألا والله الذي لا إله غيره لن يتبع الرسل والإمام المهدي إلا الذين يعقلون من الأمم، وبيني وبينكم هو حجّة العقل والمنطق، فلا تتّبعوني حتى أقيم عليكم حجة العقل والمنطق من محكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، ومن يكفر به من الأحزاب جميعاً فالنار موعده والحكم لله وهو خير الفاصلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ ربّك وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار