الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــ
لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء؟..
بسم الله الرحمن الرحيم
من الإمام الناصر لمحمدٍ وآل محمد ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين في جميع أقطار الكرة الأرضيّة في العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ أمّا بعد..
ما بالي أراكم صامتين؟ هل لا تزالون أحياءً أم ميتين؟ أم إنّكم في عالم الإنترنت لم تدخلوا مستغلين نعمة ربّكم لصالح دينكم لذلك لا تسمعوا ندائي لكم بالحوار ليلاً ونهاراً؟ أم إنّكم لا تستطيعون اتخاذ القرار؟ أم إنّكم علَيَّ تستكبرون فلم تتنازلوا للحوار؟ أم إنّكم في ريبةٍ من أمري فأنتم في ريبكم تترددون؟ أم إنّكم تعلمون بأني إمامٌ لكم فتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم بشأني فيكم لا تؤمنون؟ أم إنّكم مذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء؟ أم إنّ الله قد نزع ما أتاكم من العلم فلا تجدون ما تقولون؟ أم إنّكم لظهوري مُنتظرون أم إنّكم ترونني على ضلالٍ مبينٍ فتصمُتون حتى أضِلَّ المسلمين وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم على الحوار لا تتجرأون؟ أم إنّكم لخطئكم العقائدي في روايات المعجزات للباطل معترفون فأنتم من ربّكم خجلون؟ أم إنّكم تكيدوني؟ فكيدوني ولا تنظرون. أم أنه قد أخذتكم العزة بالإثم فأنتم عن إمامكم معرضون؟ أم إنّكم أهدى مني سبيلاً وأوفر علماً فحاوروني إن كنتم صادقين؟ وتالله لا أريد أن أظلمكم فأبهتكم بما ليس فيكم وأنتم بإمامتي مؤمنون ولشأني مصدقون، فإن كان كذلك فاشهدوا بأنّ:
أهدى الرايات رايتي في العالمين وإني حقاً أدعو النّاس إلى الحقّ وأهديهم إلى صراط مُستقيم.
أم إنّكم ترونني على ضلالٍ مبينٍ؟ فأنقذوا المسلمين من ضلالتي وادحروني بالعلم الحقّ من القرآن العظيم دحوراً كبيراً وتَبِّروا خزعبلاتي بالحقّ تتبيراً فتلجمونني من هذا القرآن العظيم إلجاماً حتى تخرصون لساني فتبطلون بياني البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم، هيهات هيهات وما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبتهُ بالحقّ بسلطان مبين يفهمهُ العالم والجاهل من المسلمين، فقد خُضت في أمور عقائديّة دينيّة لعلي أخرجكم من أوكاركم إلى ساحة الحوار للذود عن حياض الدّين إن كنتم ترونَني على ضلالٍ مبينٍ، فكم كتبت خطابات تدعو علماء الأمّة الإسلاميّة للنزول إلى ساحة الحوار فإذا هم لم ينزلوا فهل أصبح لا يهمهم أمر هذا الدّين العظيم أم إنهم أفتوا بالحريّة والديمقراطيّة حتى في أمور الدّين العقائديّة فكلٌ يقول فيه ما يحلو له؟ أم ماذا دهاكم يا معشر علماء المسلمين فكم أصبحت في حيرةٍ من أمركم ولن أتنازل عن الفتوى منكم للمسلمين في أمري بأنّ ( ناصر محمد اليماني) على ضلالٍ مبينٍ أو تشهدون بالحقّ بأني الإمام المُنتظر لهذه الأمّة لأخرجهم من الظُلمات إلى النّور، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولسوف أُذكركم بخطابين أنزلتهما في أمرين عقائديين فلا كذبتم ولا صدقتم ولن أتنازل عن فتواكم في هذين الخطابين المهمين واللذين صار لهما أكثر من ستة أشهر على صفحة الانترنت العالميّة
ولم يأتِ الردّ منكم عليهنّ! فإمّا إني قد غلبتكم بالحقّ أو تقدَّموا فاغلبوني بالعلم والسلطان من القرآن إن كنتم بهما تكذبون وإليكم هذين الخطابين والأول في عقيدة عذاب القبر:
والسؤال المطروح : هل عقيدة عذاب القبر للسوّءة هي منزلة العذاب البرزخي من بعد الموت؟ وإليكم الجواب من الكتاب ونفس الخطاب السابق والذي صار له ستة أشهر ولم أجد الاعتراض بل الصمت.
ــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدُنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمُرسلين إلى النّاس كافة، وعلى جميع رُسل الله في الأولين والآخرين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أما بعد..
يا معشر علماء الأمّة إني أدعوكم إلى الحوار للعودة إلى كتاب الله وسُنة رسوله لجمع شملكم وتوحيد صفّكم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون مستنبطاً الحُكم الحقّ والقول الفصل من كتاب الله، وأُحقُّ الحقّ وأبطل الباطل الذي أضافته اليهود عن رسول الله كذباً، ولن أستطيع إقناعكم ما لم تعتصموا بحبل الله جميعاً، فإن أبيتم فستظلّون على تفرقكم وفشلكم. وكيف أستطيع إقناعكم بالحقّ ما لم تستجيبوا إلى داعي الحقّ وهو الرجوع إلى كتاب الله؟ وتالله لا أعلم بحلٍّ لجمع شتاتكم غير ذلك، فإنكم قد وقعتم فيما نهاكم الله عنه وفرّقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ولكن حزب الله ليس إلّا واحداً، وهم من كانوا على ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً ولا يقولون على الله ورسوله غير الحقّ. فتعالوا لننظر بما استمسك به مُحمد رسول الله والذين معه وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿43﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿44﴾}صدق الله العظيم [الزخرف].
وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
ويا معشر علماء الأمّة، ألا ترون بأنّ الذِّكْر المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله إن لم يعمل به ويُبلّغ النّاس به، وكذلك حجّة الله على المُسلمين إن اتخذوا هذا القرآن مهجوراً واستمسكوا بما خالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً؟ غير أني لا أكفر بسنّة رسول الله الحقّ التي إمّا أن توافق هذا القرآن أو لا تخالف هذا القرآن، ولو لم أجد لبعض الأحاديث برهاناً في القرآن فيجب عليّ الأخذ به ما دام قد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن كان حديث مُفترى فليس عليَّ إثمُ شيئاً؛ بل إثمه على من افتراه.
أما إذا وجدت الحديث قد خالف ما أنزله الله في القرآن فجاء مُخالفاً للآيات المحكمات البيّنات ومن ثمّ آخذ به فقد كفرت بهذا القرآن العظيم واتَّبعت أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الذين حذّرنا الله منهم وحذّر رسوله، أولئك فريق تظاهروا بالإسلام كذباً فصدّوا عن سبيل الله بأحاديثٍ ما أنزل الله بها من سُلطان. وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحقّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال تعالى: {يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿100﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيات اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿101﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وقال تعالى: {يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].
يا معشر علماء أمّة الإسلام، لقد تفرّقتم إلى أحزابٍ وشيعٍ وقد جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ، وربّما يأتي في بعض خطاباتي أمرٌ موجود من قَبْلُ عند بعض طوائفكم وتنكره طائفةٌ أخرى، ثمّ يزعم بعض الجاهلين بأني أنتمي إلى مذهب هذه الطائفة غير أنّه لو يتتبع خطاباتي لوجد بأني أخالفها في أمرٍ آخر ويوجد هذا الأمر عند طائفةٍ أُخرى.
يا معشر علماء الأمّة، إنما أنا حكمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون من أمور دينكم، ولا ينبغي لي أن أستنبط حكمي من غير كتاب الله ذلك لأني لو استنبطت حكمي من السُّنة لما استطعت أن أقنعكم بالحكم الحقّ، ذلك بأن الذين لا يوافق هواهم الحكم الحقّ سوف يطعنون في الحديث الحقّ وفيمن رواه وأنه ليس عن رسول الله أو يضعِّفوه أو يقولوا فيه إدراج، ومن ثمّ ندخل في جدالٍ وحوارٍ طويلٍ ربّما لا نخرج منه بنتيجة، فيذهب كل منّا وهو مُصِرٌ على جداله.
فمن أجل ذلك أتحدى جميع علماء المُسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم بالحكم الحقّ مستنبطاً لهم من آيات القرآن العظيم ولن أجعل لهم عليّ سُلطاناً فأحكم بالقياس أو اجتهاداً مني ثمّ أقول والله أعلم ربّما يكون حُكمي صحيحاً وربّما أخطأت! هذا قول لن آخذ به ولن أقبله من أي عالمٍ، بل أحاوركم بآياتٍ في نفس الموضوع فلا نحيد عنه قيد شعرة، فمن اهتدى فلنفسه ومن أبى وقال حسبي ما وجدت عليه سلفي الذين من قبلي فأقول حتى لو خالف القرآن فهذا هو قول الجاهلية الأولى هذا ما وجدنا عليه آباءنا فكيف أُفرط في سلفي الصالح. ولو كان سوف يُجادلني بآيةٍ من القرآن لما استطاع أن يغلبني شيئاً كما سيزعم ذلك بأني سوف آخذ هذه الآية التي يُجادلني بها فأفسرها خيراً منه وأحسن تفسيراً.
يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إن كنتم تؤمنون بكتاب الله حقَّ إيمانه فإني أتحداكم بالحقّ وليس تحدي الغرور، فلنحتكم إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هُدىً ورحمةً للمؤمنين محفوظ إلى يوم الدين.
أما سنّة رسول الله فقد استطاع الباطل أن يأتيها من بين يديها في عهد رسول الله ومن خلفها من بعد وفاته وحرّفوا فيها كثيراً، ولم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنه سبحانه وتعالى لم يجعل لكم عليه سُلطاناً؛ بل بيّن لكم في القرآن بأنّ ما كان من أحاديث السُّنة من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، فمن آمن بهذه القاعدة فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ واعتصم بحبل الله القرآن العظيم. ومن قال بأنّ السُّنّةَ تنسخ القرآن وأصرّ على ذلك فقد كفر بالقُرآن، فلا أستطيع إقناعه أبداً وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.
يا معشر علماء الأمّة، لقد وجدت في كتاب الله بأّنهُ يوجد هناك عذابٌ للكفار من بعد الموت غير أنّ الله ورسوله لم يقولا بأنّ العذاب البرزخيّ يوجد في هذه الحُفرة التي تحفرونها لستر سوءات أمواتكم، فأي افتراءٍ أوقعكم فيه اليهود! بل كما يعلم الله لولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ لاعتنق كثيرٌ من النّاس دين الإسلام، ولكنكم أخبرتموهم بأنّ قبور الكفار تشتعل ناراً وتضيق عليهم حتى تتحطم أضلاعهم، فبحثوا عن صحة هذه العقيدة على الواقع الحقيقي لقبر أحد الكفار بعد حينٍ من موته فوجدوا بأنّ الأضلاع لم تتحطم شيئاً ولم يجدوا هذا القبر يحترق ناراً غير أنهم وجدوا الجثة قد عادت إلى أصلها تراب وإذا الأضلاع قائمة وليس بها أي كسر، ووجدوا الهيكل العظمي كالوضع الذي تركوه عليه ولم تعُد الحياة لهذا الجسد بعد أن تركوه، ولو عادت الروح إلى الجسد ولو برهةً لتحرّك الميت وغيّر وضعه السابق. ومن ثمّ خرج الباحثون عن حقيقة عقيدة المُسلمين في عذاب القبر بنتيجة هي المزيد من الكفر وإقامة الحجّة على المُسلمين بأنهم لم يجدوا مما يعتقدونهُ شيئاً، فنجح اليهود بمكر عذاب القبر في صدّ الكثير من العالمين. ولكن القرآن يُنكر ذلك جملةً وتفصيلاً، ويؤكّد العذاب بعد الموت مباشرةً إمّا في نعيم وإمّا في جحيم ما بعد الدُنيا من دار إلّا الجّنة أو النّار. وأرواح أهل النّار في النّار، وأرواح أهل الجّنة في الجّنة، فأمّا الذين سوف يدخلون الجّنة ولا تُسلَّم لهم كتب، أولئك هم المقربون السابقون بالخيرات والشهداء في سبيل الله، وأمّا الذين سوف تُصرف لهم كتب فهم سيدخلون الجّنة بحساب، ويؤجل دخولهم إلى يوم الحساب، أولئك هم أصحاب اليمين.
والروح من أمر قدرته تعالى لا تموت أبداً، فهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشم وتطعم وتحس وتتألم وتحب وتكره، فهذه الروح التي هي من أمر قدرة ربّي كُن فيكون، هي التي جعلت هذا الجسد حياً ويتحرك سعياً وتحملهُ في الطلوع وتمسكهُ في النزول وتشم وتطعم وترى وتتكلم وتحس وتتألم، فهل رأى أحدكم في المنام بأنه يتعذب رغم أنه لم يلمس جسده شيء؟ ولكنه أحس بالعذاب في الحلم كما يحسه في العلم تماماً ولم يكن الفرق بينهما شيئاً، حتى إذا أفاق وإذا بقلبه لم يزل يركض من الهلع والفزع. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ كفى بالمرء أن يوعظ في منامه ]. صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
إن في ذلك لآيةً لكم فلو كنتم تعقلون لما جادلتم في عذاب البرزخ شيئاً ولآمنتم بأنّ الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً، ولكنكم تظنون بأن الروح لا تحيا بدون الجسد، فكيف تتعذب بدون جسدها؟ فلا بد أن تعود إلى الجسد في القبر لكي ترى وتسمع وتتكلم وتتألم، ولكنكم ترون في المنام وأنتم لم تستخدموا أعينكم وتألّمتم ولم يمسَّ جلودكم شيء، فلماذا لا تؤمنون بالعذاب من بعد الموت يا معشر الكفار؟ وأين ذهبت أرواحكم بعد أن خرجت من الجسد الذي أصبح ساكناً بسبب خروج الروح؟ ذلك بأن الروح من أمر الله، وروح قدرته تعالى لا تحتاج إلى الجسد لكي تحيا؛ بل هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقتهُ فارق الحياة. إذاً سر الحياة في الروح، فأنت بالروح لا بالجسم إنساناً.
فيا معشر علماء أمّة الإسلام ألم يقل الله لكم في القرآن بأنّ العذاب البرزخيّ على الأنفس فقط بعد خروجهن من الأجساد في نفس اليوم فتذهب إلى عالم العذاب تاركةً الجسد وراءها فيموت لفراقها ويعود إلى أصله تراب؟ وأخبركم القرآن بهذا العذاب البرزخيّ على النّفس بعد خروجها من الجسد. وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:93].
ولكن هل تقتحم من الأرض إلى السماء؟ نقول لا تقتحم أرواح الكفار بل ترتفع إلى مكانٍ دون السماء وفوق الأرض ثمّ يكونون مَلأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض، ولكنهم دون السماء ذلك بأن الملائكة تحملهم إلى السماء فلا تُفتحُ لهم السماءُ أبوابها للاختراق إلى الجّنة، ومن ثمّ تسقطهم الملائكة فيخرّون من السماء إلى مكانٍ سحيقٍ وهي النّار، وتوجد دون السماء وفوق الأرض، فهي بين السماء والأرض. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿49﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿50﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿52﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿53﴾ إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿54﴾ هَٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾} صدق الله العظيم [ص].
يا معشر علماء الأمّة تيقّظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذاب آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكن أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنهم في عليين في نعيمٍ عند ربّهم يُرزقون.
وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ انتقل الوصف إلى عذابٍ آخر وهو العذاب البرزخيّ. قال تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾} صدق الله العظيم [ص].
والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث، ثم يصف الله حوارهم: {هَٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ} صدق الله العظيم [ص:95].
وقال هذا ملائكة خزنة جهنّم يبشِّرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربّهم. فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحبوا بالضيوف الجدد: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النّار ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النّار ﴿61﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقد قاموا بقتلهم؟ ولكنهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأنّ النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله.. {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأن النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمُرسلين بأنه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أنّ القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأنّ النّار كانت على طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمرّ بهم وشهد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ولكن بعقيدتكم بأنّ العذاب البرزخيّ في القبر وكلّاً يتعذب على حده في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأن رسول الله قال بأنه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتاً في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنّة غرابٍ إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد، فعلمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستراً للعورة وحفظاً لرائحة الجثة النتنة للإنسان؛ بل هي أعظم نتانةً من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر! ويا أرض أنبتي فتنبت! ويعيد الروح إلى جسدها! إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سُلطانٍ، ولا يوجد لخزعبلاتهم بُرهانٌ واحدٌ فقط في القُرآن، ولكننا نثبت بأنّ أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جهنّم خَالدّين فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب بالروح والجسم معاً. وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون قال: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [طه].
فعليكم أن تعلموا بأنّ هذه الآية تتكلم عن عوالمٍ ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأنّ السموات السبع مليئةٌ بالملائكة. وأما قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.
يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشككنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" . فأقول: تالله بأنّ ما يجلب للكفار الشك في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سُلطانٍ، ومن كان عنده سُلطاناً على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين! ذلك بأنّ القرآن يقول غير ذلك بأنّ العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القُرآن، وكذلك استنبطنا لكم بأنّها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقون بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.
ومن كان له أيّ اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.. وسلامُ الله على جميع علماء المُسلمين وأمّة الإسلام أجمعين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ومن كان له أيّ اعتراضٍ على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأما أن تأخذهُ العزة بالإثم فيقول: هههه. ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهديني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل فلا تجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلطٌ ولا أقبله وأتحدى بعلمٍ وكتابٍ منيرٍ، والسلام على من اتّبع الهُدى من النّاس أجمعين.
أخو المسلمين في الله ويحبهم في الله ناصر محمد اليماني..
ـــــــــــــــــــــ
ومن ثم إليكم هذا الخطاب الثاني والذي صار له كذلك أكثر من ستة أشهر وهو مطروحٌ للحوار ولم أجد عليه أي اعتراضٍ من علماء المسلمين، ولكني وجدت صمتٌ رهيبٌ عجيبٌ!
ناصر اليماني؛ خصمي المسيح الكذاب الشيطان الرجيم..
ـــــــــــــــــــ
لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء؟..
بسم الله الرحمن الرحيم
من الإمام الناصر لمحمدٍ وآل محمد ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين في جميع أقطار الكرة الأرضيّة في العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ أمّا بعد..
ما بالي أراكم صامتين؟ هل لا تزالون أحياءً أم ميتين؟ أم إنّكم في عالم الإنترنت لم تدخلوا مستغلين نعمة ربّكم لصالح دينكم لذلك لا تسمعوا ندائي لكم بالحوار ليلاً ونهاراً؟ أم إنّكم لا تستطيعون اتخاذ القرار؟ أم إنّكم علَيَّ تستكبرون فلم تتنازلوا للحوار؟ أم إنّكم في ريبةٍ من أمري فأنتم في ريبكم تترددون؟ أم إنّكم تعلمون بأني إمامٌ لكم فتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم بشأني فيكم لا تؤمنون؟ أم إنّكم مذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء؟ أم إنّ الله قد نزع ما أتاكم من العلم فلا تجدون ما تقولون؟ أم إنّكم لظهوري مُنتظرون أم إنّكم ترونني على ضلالٍ مبينٍ فتصمُتون حتى أضِلَّ المسلمين وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم على الحوار لا تتجرأون؟ أم إنّكم لخطئكم العقائدي في روايات المعجزات للباطل معترفون فأنتم من ربّكم خجلون؟ أم إنّكم تكيدوني؟ فكيدوني ولا تنظرون. أم أنه قد أخذتكم العزة بالإثم فأنتم عن إمامكم معرضون؟ أم إنّكم أهدى مني سبيلاً وأوفر علماً فحاوروني إن كنتم صادقين؟ وتالله لا أريد أن أظلمكم فأبهتكم بما ليس فيكم وأنتم بإمامتي مؤمنون ولشأني مصدقون، فإن كان كذلك فاشهدوا بأنّ:
أهدى الرايات رايتي في العالمين وإني حقاً أدعو النّاس إلى الحقّ وأهديهم إلى صراط مُستقيم.
أم إنّكم ترونني على ضلالٍ مبينٍ؟ فأنقذوا المسلمين من ضلالتي وادحروني بالعلم الحقّ من القرآن العظيم دحوراً كبيراً وتَبِّروا خزعبلاتي بالحقّ تتبيراً فتلجمونني من هذا القرآن العظيم إلجاماً حتى تخرصون لساني فتبطلون بياني البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم، هيهات هيهات وما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبتهُ بالحقّ بسلطان مبين يفهمهُ العالم والجاهل من المسلمين، فقد خُضت في أمور عقائديّة دينيّة لعلي أخرجكم من أوكاركم إلى ساحة الحوار للذود عن حياض الدّين إن كنتم ترونَني على ضلالٍ مبينٍ، فكم كتبت خطابات تدعو علماء الأمّة الإسلاميّة للنزول إلى ساحة الحوار فإذا هم لم ينزلوا فهل أصبح لا يهمهم أمر هذا الدّين العظيم أم إنهم أفتوا بالحريّة والديمقراطيّة حتى في أمور الدّين العقائديّة فكلٌ يقول فيه ما يحلو له؟ أم ماذا دهاكم يا معشر علماء المسلمين فكم أصبحت في حيرةٍ من أمركم ولن أتنازل عن الفتوى منكم للمسلمين في أمري بأنّ ( ناصر محمد اليماني) على ضلالٍ مبينٍ أو تشهدون بالحقّ بأني الإمام المُنتظر لهذه الأمّة لأخرجهم من الظُلمات إلى النّور، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولسوف أُذكركم بخطابين أنزلتهما في أمرين عقائديين فلا كذبتم ولا صدقتم ولن أتنازل عن فتواكم في هذين الخطابين المهمين واللذين صار لهما أكثر من ستة أشهر على صفحة الانترنت العالميّة
ولم يأتِ الردّ منكم عليهنّ! فإمّا إني قد غلبتكم بالحقّ أو تقدَّموا فاغلبوني بالعلم والسلطان من القرآن إن كنتم بهما تكذبون وإليكم هذين الخطابين والأول في عقيدة عذاب القبر:
والسؤال المطروح : هل عقيدة عذاب القبر للسوّءة هي منزلة العذاب البرزخي من بعد الموت؟ وإليكم الجواب من الكتاب ونفس الخطاب السابق والذي صار له ستة أشهر ولم أجد الاعتراض بل الصمت.
ــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدُنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمُرسلين إلى النّاس كافة، وعلى جميع رُسل الله في الأولين والآخرين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أما بعد..
يا معشر علماء الأمّة إني أدعوكم إلى الحوار للعودة إلى كتاب الله وسُنة رسوله لجمع شملكم وتوحيد صفّكم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون مستنبطاً الحُكم الحقّ والقول الفصل من كتاب الله، وأُحقُّ الحقّ وأبطل الباطل الذي أضافته اليهود عن رسول الله كذباً، ولن أستطيع إقناعكم ما لم تعتصموا بحبل الله جميعاً، فإن أبيتم فستظلّون على تفرقكم وفشلكم. وكيف أستطيع إقناعكم بالحقّ ما لم تستجيبوا إلى داعي الحقّ وهو الرجوع إلى كتاب الله؟ وتالله لا أعلم بحلٍّ لجمع شتاتكم غير ذلك، فإنكم قد وقعتم فيما نهاكم الله عنه وفرّقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ولكن حزب الله ليس إلّا واحداً، وهم من كانوا على ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً ولا يقولون على الله ورسوله غير الحقّ. فتعالوا لننظر بما استمسك به مُحمد رسول الله والذين معه وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿43﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿44﴾}صدق الله العظيم [الزخرف].
وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
ويا معشر علماء الأمّة، ألا ترون بأنّ الذِّكْر المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله إن لم يعمل به ويُبلّغ النّاس به، وكذلك حجّة الله على المُسلمين إن اتخذوا هذا القرآن مهجوراً واستمسكوا بما خالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً؟ غير أني لا أكفر بسنّة رسول الله الحقّ التي إمّا أن توافق هذا القرآن أو لا تخالف هذا القرآن، ولو لم أجد لبعض الأحاديث برهاناً في القرآن فيجب عليّ الأخذ به ما دام قد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن كان حديث مُفترى فليس عليَّ إثمُ شيئاً؛ بل إثمه على من افتراه.
أما إذا وجدت الحديث قد خالف ما أنزله الله في القرآن فجاء مُخالفاً للآيات المحكمات البيّنات ومن ثمّ آخذ به فقد كفرت بهذا القرآن العظيم واتَّبعت أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الذين حذّرنا الله منهم وحذّر رسوله، أولئك فريق تظاهروا بالإسلام كذباً فصدّوا عن سبيل الله بأحاديثٍ ما أنزل الله بها من سُلطان. وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحقّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال تعالى: {يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿100﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيات اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿101﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وقال تعالى: {يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].
يا معشر علماء أمّة الإسلام، لقد تفرّقتم إلى أحزابٍ وشيعٍ وقد جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ، وربّما يأتي في بعض خطاباتي أمرٌ موجود من قَبْلُ عند بعض طوائفكم وتنكره طائفةٌ أخرى، ثمّ يزعم بعض الجاهلين بأني أنتمي إلى مذهب هذه الطائفة غير أنّه لو يتتبع خطاباتي لوجد بأني أخالفها في أمرٍ آخر ويوجد هذا الأمر عند طائفةٍ أُخرى.
يا معشر علماء الأمّة، إنما أنا حكمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون من أمور دينكم، ولا ينبغي لي أن أستنبط حكمي من غير كتاب الله ذلك لأني لو استنبطت حكمي من السُّنة لما استطعت أن أقنعكم بالحكم الحقّ، ذلك بأن الذين لا يوافق هواهم الحكم الحقّ سوف يطعنون في الحديث الحقّ وفيمن رواه وأنه ليس عن رسول الله أو يضعِّفوه أو يقولوا فيه إدراج، ومن ثمّ ندخل في جدالٍ وحوارٍ طويلٍ ربّما لا نخرج منه بنتيجة، فيذهب كل منّا وهو مُصِرٌ على جداله.
فمن أجل ذلك أتحدى جميع علماء المُسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم بالحكم الحقّ مستنبطاً لهم من آيات القرآن العظيم ولن أجعل لهم عليّ سُلطاناً فأحكم بالقياس أو اجتهاداً مني ثمّ أقول والله أعلم ربّما يكون حُكمي صحيحاً وربّما أخطأت! هذا قول لن آخذ به ولن أقبله من أي عالمٍ، بل أحاوركم بآياتٍ في نفس الموضوع فلا نحيد عنه قيد شعرة، فمن اهتدى فلنفسه ومن أبى وقال حسبي ما وجدت عليه سلفي الذين من قبلي فأقول حتى لو خالف القرآن فهذا هو قول الجاهلية الأولى هذا ما وجدنا عليه آباءنا فكيف أُفرط في سلفي الصالح. ولو كان سوف يُجادلني بآيةٍ من القرآن لما استطاع أن يغلبني شيئاً كما سيزعم ذلك بأني سوف آخذ هذه الآية التي يُجادلني بها فأفسرها خيراً منه وأحسن تفسيراً.
يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إن كنتم تؤمنون بكتاب الله حقَّ إيمانه فإني أتحداكم بالحقّ وليس تحدي الغرور، فلنحتكم إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هُدىً ورحمةً للمؤمنين محفوظ إلى يوم الدين.
أما سنّة رسول الله فقد استطاع الباطل أن يأتيها من بين يديها في عهد رسول الله ومن خلفها من بعد وفاته وحرّفوا فيها كثيراً، ولم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنه سبحانه وتعالى لم يجعل لكم عليه سُلطاناً؛ بل بيّن لكم في القرآن بأنّ ما كان من أحاديث السُّنة من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، فمن آمن بهذه القاعدة فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ واعتصم بحبل الله القرآن العظيم. ومن قال بأنّ السُّنّةَ تنسخ القرآن وأصرّ على ذلك فقد كفر بالقُرآن، فلا أستطيع إقناعه أبداً وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.
يا معشر علماء الأمّة، لقد وجدت في كتاب الله بأّنهُ يوجد هناك عذابٌ للكفار من بعد الموت غير أنّ الله ورسوله لم يقولا بأنّ العذاب البرزخيّ يوجد في هذه الحُفرة التي تحفرونها لستر سوءات أمواتكم، فأي افتراءٍ أوقعكم فيه اليهود! بل كما يعلم الله لولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ لاعتنق كثيرٌ من النّاس دين الإسلام، ولكنكم أخبرتموهم بأنّ قبور الكفار تشتعل ناراً وتضيق عليهم حتى تتحطم أضلاعهم، فبحثوا عن صحة هذه العقيدة على الواقع الحقيقي لقبر أحد الكفار بعد حينٍ من موته فوجدوا بأنّ الأضلاع لم تتحطم شيئاً ولم يجدوا هذا القبر يحترق ناراً غير أنهم وجدوا الجثة قد عادت إلى أصلها تراب وإذا الأضلاع قائمة وليس بها أي كسر، ووجدوا الهيكل العظمي كالوضع الذي تركوه عليه ولم تعُد الحياة لهذا الجسد بعد أن تركوه، ولو عادت الروح إلى الجسد ولو برهةً لتحرّك الميت وغيّر وضعه السابق. ومن ثمّ خرج الباحثون عن حقيقة عقيدة المُسلمين في عذاب القبر بنتيجة هي المزيد من الكفر وإقامة الحجّة على المُسلمين بأنهم لم يجدوا مما يعتقدونهُ شيئاً، فنجح اليهود بمكر عذاب القبر في صدّ الكثير من العالمين. ولكن القرآن يُنكر ذلك جملةً وتفصيلاً، ويؤكّد العذاب بعد الموت مباشرةً إمّا في نعيم وإمّا في جحيم ما بعد الدُنيا من دار إلّا الجّنة أو النّار. وأرواح أهل النّار في النّار، وأرواح أهل الجّنة في الجّنة، فأمّا الذين سوف يدخلون الجّنة ولا تُسلَّم لهم كتب، أولئك هم المقربون السابقون بالخيرات والشهداء في سبيل الله، وأمّا الذين سوف تُصرف لهم كتب فهم سيدخلون الجّنة بحساب، ويؤجل دخولهم إلى يوم الحساب، أولئك هم أصحاب اليمين.
والروح من أمر قدرته تعالى لا تموت أبداً، فهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشم وتطعم وتحس وتتألم وتحب وتكره، فهذه الروح التي هي من أمر قدرة ربّي كُن فيكون، هي التي جعلت هذا الجسد حياً ويتحرك سعياً وتحملهُ في الطلوع وتمسكهُ في النزول وتشم وتطعم وترى وتتكلم وتحس وتتألم، فهل رأى أحدكم في المنام بأنه يتعذب رغم أنه لم يلمس جسده شيء؟ ولكنه أحس بالعذاب في الحلم كما يحسه في العلم تماماً ولم يكن الفرق بينهما شيئاً، حتى إذا أفاق وإذا بقلبه لم يزل يركض من الهلع والفزع. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ كفى بالمرء أن يوعظ في منامه ]. صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
إن في ذلك لآيةً لكم فلو كنتم تعقلون لما جادلتم في عذاب البرزخ شيئاً ولآمنتم بأنّ الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً، ولكنكم تظنون بأن الروح لا تحيا بدون الجسد، فكيف تتعذب بدون جسدها؟ فلا بد أن تعود إلى الجسد في القبر لكي ترى وتسمع وتتكلم وتتألم، ولكنكم ترون في المنام وأنتم لم تستخدموا أعينكم وتألّمتم ولم يمسَّ جلودكم شيء، فلماذا لا تؤمنون بالعذاب من بعد الموت يا معشر الكفار؟ وأين ذهبت أرواحكم بعد أن خرجت من الجسد الذي أصبح ساكناً بسبب خروج الروح؟ ذلك بأن الروح من أمر الله، وروح قدرته تعالى لا تحتاج إلى الجسد لكي تحيا؛ بل هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقتهُ فارق الحياة. إذاً سر الحياة في الروح، فأنت بالروح لا بالجسم إنساناً.
فيا معشر علماء أمّة الإسلام ألم يقل الله لكم في القرآن بأنّ العذاب البرزخيّ على الأنفس فقط بعد خروجهن من الأجساد في نفس اليوم فتذهب إلى عالم العذاب تاركةً الجسد وراءها فيموت لفراقها ويعود إلى أصله تراب؟ وأخبركم القرآن بهذا العذاب البرزخيّ على النّفس بعد خروجها من الجسد. وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:93].
ولكن هل تقتحم من الأرض إلى السماء؟ نقول لا تقتحم أرواح الكفار بل ترتفع إلى مكانٍ دون السماء وفوق الأرض ثمّ يكونون مَلأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض، ولكنهم دون السماء ذلك بأن الملائكة تحملهم إلى السماء فلا تُفتحُ لهم السماءُ أبوابها للاختراق إلى الجّنة، ومن ثمّ تسقطهم الملائكة فيخرّون من السماء إلى مكانٍ سحيقٍ وهي النّار، وتوجد دون السماء وفوق الأرض، فهي بين السماء والأرض. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿49﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿50﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿52﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿53﴾ إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿54﴾ هَٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾} صدق الله العظيم [ص].
يا معشر علماء الأمّة تيقّظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذاب آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكن أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنهم في عليين في نعيمٍ عند ربّهم يُرزقون.
وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ انتقل الوصف إلى عذابٍ آخر وهو العذاب البرزخيّ. قال تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾} صدق الله العظيم [ص].
والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث، ثم يصف الله حوارهم: {هَٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ} صدق الله العظيم [ص:95].
وقال هذا ملائكة خزنة جهنّم يبشِّرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربّهم. فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحبوا بالضيوف الجدد: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النّار ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النّار ﴿61﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقد قاموا بقتلهم؟ ولكنهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأنّ النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾} إلى قوله.. {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأن النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمُرسلين بأنه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أنّ القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأنّ النّار كانت على طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمرّ بهم وشهد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ولكن بعقيدتكم بأنّ العذاب البرزخيّ في القبر وكلّاً يتعذب على حده في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأن رسول الله قال بأنه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتاً في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنّة غرابٍ إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد، فعلمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستراً للعورة وحفظاً لرائحة الجثة النتنة للإنسان؛ بل هي أعظم نتانةً من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر! ويا أرض أنبتي فتنبت! ويعيد الروح إلى جسدها! إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سُلطانٍ، ولا يوجد لخزعبلاتهم بُرهانٌ واحدٌ فقط في القُرآن، ولكننا نثبت بأنّ أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جهنّم خَالدّين فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب بالروح والجسم معاً. وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون قال: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [طه].
فعليكم أن تعلموا بأنّ هذه الآية تتكلم عن عوالمٍ ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأنّ السموات السبع مليئةٌ بالملائكة. وأما قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.
يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشككنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" . فأقول: تالله بأنّ ما يجلب للكفار الشك في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سُلطانٍ، ومن كان عنده سُلطاناً على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين! ذلك بأنّ القرآن يقول غير ذلك بأنّ العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القُرآن، وكذلك استنبطنا لكم بأنّها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقون بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.
ومن كان له أيّ اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأني على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.. وسلامُ الله على جميع علماء المُسلمين وأمّة الإسلام أجمعين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ومن كان له أيّ اعتراضٍ على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأما أن تأخذهُ العزة بالإثم فيقول: هههه. ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهديني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل فلا تجادل في الله بغير علم ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلطٌ ولا أقبله وأتحدى بعلمٍ وكتابٍ منيرٍ، والسلام على من اتّبع الهُدى من النّاس أجمعين.
أخو المسلمين في الله ويحبهم في الله ناصر محمد اليماني..
ـــــــــــــــــــــ
ومن ثم إليكم هذا الخطاب الثاني والذي صار له كذلك أكثر من ستة أشهر وهو مطروحٌ للحوار ولم أجد عليه أي اعتراضٍ من علماء المسلمين، ولكني وجدت صمتٌ رهيبٌ عجيبٌ!
ناصر اليماني؛ خصمي المسيح الكذاب الشيطان الرجيم..
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار