.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين انتم يا علماء؟ 05-09-2010 - 01:10 AM

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11616
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين انتم يا علماء؟ 05-09-2010 - 01:10 AM Empty لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين انتم يا علماء؟ 05-09-2010 - 01:10 AM

    مُساهمة من طرف ابرار السبت سبتمبر 27, 2014 11:28 pm

    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــــ


    لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين انتم يا علماء؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الإمام الناصر لمحمدٍ وآل محمد ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين في جميع أقطار الكرة الأرضيّة في العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ أمّا بعد..

    ما بالي أراكم صامتون؟ هل لا تزالون أحياءً أم ميتين؟ أم إنّكم في عالم الإنترنت لم تدخلوا مستغلين نعمة ربّكم لصالح دينكم لذلك لا تسمعوا ندائي لكم بالحوار ليلاً ونهاراً؟ أم إنّكم لا تستطيعون اتخاذ القرار؟ أم إنّكم عني تستكبرون فلم تتنازلوا للحوار؟ أم إنّكم في ريبة من أمري فأنتم في ريبكم تترددون؟ أم إنّكم تعلمون بأني إمامٌ لكم فتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم بشأني فيكم لا تؤمنون؟ أم إنّكم مذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء؟ أم إن الله قد نزع ما أتاكم من العلم فلا تجدون ما تقولون؟ أم إنّكم لظهوري مُنتظرون أم إنّكم تروني على ضلالٍ مبينٍ فتصمُتون حتى أضِلَّ المسلمين وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم على الحوار لا تتجرؤون؟ أم إنّكم لخطئكم العقائدي في روايات المعجزات للباطل معترفون فأنتم من ربّكم خجلون؟ أم إنّكم تكيدوني؟ فكيدوني ولا تنظرون. أم أنها قد أخذتكم العزة بالإثم فأنتم عن إمامكم معرضين؟ أم إنّكم أهدى مني سبيلاً وأوفر علماً فحاوروني إن كنتم صادقين؟ وتالله لا أريد أن أظلمكم فأبهتكم بما ليس فيكم وأنتم بإمامتي مؤمنون ولشأني مصدقون، فإن كان كذلك فاشهدوا بأنّ: أهدى الرايات رايتي في العالمين وإني حقاً أدعو النّاس إلى الحقّ وأهديهم إلى صراط مُستقيم.

    أم إنّكم تروني على ضلالٍ مبينٍ؟ فأنقذوا المسلمين من ضلالتي وادحروني بالعلم الحقّ من القرآن العظيم دحوراً كبيراً وتبروا خزعبلاتي بالحقّ تتبيراً فتلجموني من هذا القرآن العظيم إلجاماً حتى تخرصون لساني فتبطلون بياني البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم، هيهات هيهات وما جادلني أحد من القرآن إلا غلبتهُ بالحقّ بسلطان مبين يفهمهُ العالم والجاهل من المسلمين، فقد خُضت في أمور عقائديّة دينيّة
    لعلي أخرجكم من أوكاركم إلى ساحة الحوار للذود عن حياض الدّين إن كنتم تروني على ضلالٍ مبينٍ، فكم كتبت خطابات تدعوا علماء الأمّة الإسلاميّة للنزول إلى ساحة الحوار فإذا هم لم ينزلوا فهل أصبح لا يهمهم أمر هذا الدّين العظيم أم أنهم أفتوا بالحريّة والديمقراطيّة حتى في أمور الدّين العقائديّة فكلٌ يقول فيه ما يحلو له؟ أم ماذا دهاكم يا معشر علماء المسلمين فكم أصبحت في حيرةٍ من أمركم ولن
    أتنازل عن الفتوى منكم للمسلمين في أمري بأن (ناصر محمد اليماني) على ضلالٍ مبينٍ أو تشهدون بالحقّ بأني الإمام المُنتظر لهذه الأمّة لأخرجهم من الظُلمات إلى النّور، ومن لم يجعل الله له من نورٍ فما له من نورٍ، ولسوف أُذكركم بخطابين أنزلتهما في أمرين عقائديين فلا كذبتم ولا صدقتم ولن أتنازل عن فتواكم في هذين الخطابين المهمين واللذين صار لهما أكثر من ستة أشهر على صفحة الانترنت العالميّة
    ولم يأتي الردّ منكم عليهنّ! فإمّا إني قد غلبتكم بالحقّ أو تقدموا فاغلبوني بالعلم والسلطان من القرآن إن كنتم بهما تكذبون وإليكم هذين الخطابين والأول في عقيدة عذاب القبر:

    والسؤال المطروح هل عقيدة عذاب القبر للسوءة هي منزلة العذاب البرزخي من بعد الموت؟ وإليكم الجواب من الكتاب ونفس الخطاب السابق والذي صار له ستة أشهر ولم أجد الاعتراض بل الصمت.
    ــــــــــــــــــــــ

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور الدُنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمُرسلين إلى النّاس كافة، وعلى جميع رُسل الله في الأولين والآخرين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أما بعد..

    يا معشر علماء الأمّة إني أدعوكم إلى الحوار للعودة إلى كتاب الله وسُنة رسوله لجمع شملكم وتوحيد صفكم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون مستنبطاً الحُكم الحقّ والقول الفصل من كتاب الله، وأُحقُّ الحقّ وأبطل الباطل الذي أضافته اليهود عن رسول الله كذباً، ولن أستطيع إقناعكم ما لم تعتصموا بحبل الله جميعاً، فإن أبيتم فستظلّون على تفرقكم وفشلكم. وكيف أستطيع إقناعكم بالحقّ ما لم تستجيبوا إلى داعي الحقّ وهو الرجوع إلى كتاب الله؟ وتالله لا أعلم بحلٍّ لجمع شتاتكم غير ذلك، فإنكم قد وقعتم في ما نهاكم الله عنه وفرقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ولكن حزب الله ليس إلّا واحداً، وهم من كانوا على ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً ولا يقولون على الله ورسوله غير الحقّ.فتعالوا لننظر بما استمسك به مُحمد رسول الله والذين معه وقال تعالى:
    { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾ } صدق الله العظيم [الأعراف]

    وقال تعالى:
    { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿43﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿44﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف]

    وقال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾ } صدق الله العظيم [الحجر]

    ويا معشر علماء الأمّة، ألا ترون بأن الذكر المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله إن لم يعمل به ويُبلّغ النّاس به، وكذلك حجّة الله على المُسلمين إن اتخذوا هذا القرآن مهجوراً واستمسكوا بما خالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً؟ غير أني لا أكفر بسنّة رسول الله الحقّ التي إمّا توافق هذا القرآن أو لا تخالف هذا القرآن، ولو لم أجد لبعض الأحاديث برهاناً في القرآن فيجب عليّ الأخذ به ما دام روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن كان حديث مُفترى فليس علي إثمُ شيءٍ بل إثمه على من افتراه. أما إذا وجدت الحديث قد خالف لما أنزله الله في القرآن فجاء مُخالفاً للآيات المحكمات البيّنات ومن ثمّ آخذ به فقد كفرت بهذا القرآن العظيم واتبعت أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الذين حذّرنا الله منهم وحذّر رسوله، أولئك فريق تظاهروا بالإسلام كذباً فصدّوا عن سبيل الله بأحاديثٍ ما أنزل الله بها من سُلطان. وقال تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحقّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿109﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]

    وقال تعالى: { يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿100﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيات اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿101﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران]

    وقال تعالى: { يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾ } صدق الله العظيم [النساء]

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، لقد تفرّقتم إلى أحزابٍ وشيعٍ وقد جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ، وربّما يأتي في بعض خطاباتي أمرٌ موجود من قَبْلُ عند بعض طوائفكم وتنكره طائفةٌ أخرى، ثمّ يزعم بعض الجاهلون بأني أنتمي إلى مذهب هذه الطائفة غير أنه لو يتتبع خطاباتي لوجد بأني أخالفها في أمرٍ آخر ويوجد هذا الأمر عند طائفةٌ أُخرى.

    يا معشر علماء الأمّة، إنما أنا حكمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون من أمور دينكم، ولا ينبغي لي أن أستنبط حكمي من غير كتاب الله ذلك بأني لو استنبطت حكمي من السُّنة لما استطعت أن أقنعكم بالحكم الحقّ، ذلك بأن الذين لا يوافق هواهم الحكم الحقّ سوف يطعنون في الحديث الحقّ وفيمن رواه وأنه ليس عن رسول الله أو يضعِّفوه أو يقولوا فيه إدراج، ومن ثمّ ندخل في جدال وحوار طويل ربّما لا نخرج منه بنتيجة، فيذهب كل منا وهو مُصِرٌ على جداله.

    فمن أجل ذلك أتحدى جميع علماء المُسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم بالحكم الحقّ مستنبطاً له من آيات القرآن العظيم ولن أجعل لهم عليّ سُلطان فأحكم بالقياس أو اجتهاد مني ثمّ أقول والله أعلم ربّما يكون حُكمي صحيحاً وربّما أخطأت! هذا قول لن آخذ به ولن أقبله من أي عالمٍ، بل أحاوركم بآياتٍ في نفس الموضوع فلا نحيد عنه قيد شعرة، فمن اهتدى فلنفسه ومن أبى وقال حسبي ما وجدت عليه سلفي الذين من قبلي فأقول حتى لو خالف القرآن فهذا هو قول الجاهلية الأولى هذا ما وجدنا عليه آباءنا فكيف أُفرط في سلفي الصالح. ولو كان سوف يُجادلني بآية من القرآن لما استطاع أن يغلبني شيئاً كما سيزعم ذلك بأني سوف آخذ هذه الآية التي يُجادلني بها فأفسرها خيراً منه وأحسن تفسيراً.

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إن كنتم تؤمنون بكتاب الله حق إيمانه فإني أتحداكم بالحقّ وليس تحدي الغرور، فلنحتكم إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هُدىً ورحمة للمؤمنين محفوظ إلى يوم الدين.

    أما سنّة رسول الله فقد استطاع الباطل أن يأتيها من بين يديها في عهد رسول الله ومن خلفها من بعد وفاته وحرّفوا فيها كثيراً، ولم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنه سبحانه وتعالى لم يجعل لكم عليه سُلطاناً بل بيّن لكم في القرآن بأنّ ما كان من أحاديث السُّنة من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، فمن آمن بهذه القاعدة فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ واعتصم بحبل الله القرآن العظيم.ومن قال بأن السُّنة تنسخ القرآن وأصرّ على ذلك فقد كفر بالقُرآن، فلا أستطيع إقناعه أبداً وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.

    يا معشر علماء الأمّة، لقد وجدت في كتاب الله بأنهُ يوجد هناك عذابٌ للكفار من بعد الموت غير أنّ الله ورسوله لم يقولا بأنّ العذاب البرزخيّ يوجد في هذه الحُفرة التي تحفرونها لستر سوءات أمواتكم فأي افتراء أوقعكم فيه اليهود؟ بل كما يعلم الله لولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان لاعتنق كثيرٌ من النّاس دين الإسلام، ولكنكم أخبرتموهم بأنّ قبور الكفار تشتعل ناراً وتضيق عليهم حتى تتحطم أضلاعهم، فبحثوا عن صحة هذه العقيدة على الواقع الحقيقي لقبر أحد الكفار بعد حينٍ من موته فوجدوا بأن الأضلاع لم تتحطم شيئاً ولم يجدوا هذا القبر يحترق ناراً غير أنهم وجدوا الجثة قد عادت إلى أصلها تراب وإذا الأضلاع قائمة وليس بها أي كسر، ووجدوا الهيكل العظمي كالوضع الذي تركوه عليه ولم تعُد الحياة لهذا الجسد بعد أن تركوه، ولو عادت الروح إلى الجسد ولو برهة لتحرك الميت وغيّر وضعه السابق. ومن ثمّ خرج الباحثون عن حقيقة عقيدة المُسلمين في عذاب القبر بنتيجة هي المزيد من الكفر وإقامة الحجّة على المُسلمين بأنهم لم يجدوا مما يعتقدونهُ شيئاً، فنجح اليهود بمكر عذاب القبر في صدّ الكثير من العالمين. ولكن القرآن يُنكر ذلك جملةً وتفصيلاً، ويؤكّد العذاب بعد الموت مباشرةً إمّا في نعيم وإمّا في جحيم ما بعد الدُنيا من دار إلّا الجّنة أو النّار. وأرواح أهل النّار في النّار، وأرواح أهل الجّنة في الجّنة، وهم الذين سوف يدخلون الجّنة ولا تُسلَّم لهم كتب، أولئك هم المقربون السابقون بالخيرات والشهداء في سبيل الله. وأمّا الذين سوف تصرف لهم كتب فهم سيدخلون الجّنة بحساب، ويؤجل دخولهم إلى يوم الحساب، أولئك هم أصحاب اليمين.

    والروح من أمر قدرته تعالى لا تموت أبداً، فهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشم وتطعم وتحس وتتألم وتحب وتكره، فهذه الروح التي هي من أمر قدرة ربّي كُن فيكون، هي التي جعلت هذا الجسد حياً ويتحرك سعياً وتحملهُ في الطلوع وتمسكهُ في النزول وتشم وتطعم وترى وتتكلم وتحس وتتألم، فهل رأى أحدكم في المنام بأنه يتعذب رغم أنه لم يلمس جسده شيء؟ ولكنه أحس بالعذاب في الحلم كما يحسه في العلم تماماً ولم يكن الفرق بينهما شيئاً، حتى إذا أفاق وإذا بقلبه لم يزل يركض من الهلع والفزع. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ كفى بالمرء أن يوعظ في منامه ] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

    إن في ذلك لآية لكم لو كنتم تعقلون لما جادلتم في عذاب البرزخ شيئاً ولآمنتم بأن الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً، ولكنكم تظنون بأن الروح لا تحيا بدون الجسد، فكيف تتعذب بدون جسدها؟ فلا بد أن تعود إلى الجسد في القبر لكي ترى وتسمع وتتكلم وتتألم، ولكنكم ترون في المنام وأنتم لم تستخدموا أعينكم وتألّمتم ولم يمسَّ جلودكم شيء، فلماذا لا تؤمنون بالعذاب من بعد الموت يا معشر الكفار؟ وأين ذهبت أرواحكم بعد أن خرجت من الجسد الذي أصبح ساكناً بسبب خروج الروح؟ ذلك بأن الروح من أمر الله، وروح قدرته تعالى لا تحتاج إلى الجسد لكي تحيا بل هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقتهُ فارق الحياة. إذاً سر الحياة في الروح، فأنت بالروح لا بالجسم إنساناً.

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام ألم يقل الله لكم في القرآن بأن العذاب البرزخيّ على الأنفس فقط بعد خروجهن من الأجساد في نفس اليوم تذهب إلى عالم العذاب تاركةً الجسد ورائها فيموت لفراقها ويعود إلى أصله تراب؟وأخبركم القرآن بهذا العذاب البرزخيّ على النّفس بعد خروجها من الجسد. وقال الله تعالى: { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:93]

    ولكن هل تقتحم من الأرض إلى السماء؟ نقول لا تقتحم أرواح الكفار فترتفع إلى مكان دون السماء وفوق الأرض ثمّ يكونوا ملأ أعلى بالنسبة لأهل الأرض، ولكنهم دون السماء ذلك بأن الملائكة تحملهم إلى السماء فلا تفتح لهم السماء أبوابها للاختراق إلى الجّنة، ومن ثمّ تسقطه الملائكة فيخرّ من السماء إلى مكانٍ سحيقٍ وهي النّار، وتوجد دون السماء وفوق الأرض، فهي بين السماء والأرض. وقال الله تعالى: { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿49﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿50﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿52﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿53﴾ إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿54﴾ هَٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جهنّم يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ } صدق الله العظيم [ص]

    يا معشر علماء الأمّة تيقظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذاب آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكن أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنهم في عليين في نعيم عند ربّهم يُرزقون.

    وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ أنتقل الوصف إلى عذاب آخر وهو العذاب البرزخيّ. قال تعالى:
    { وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ } صدق الله العظيم [ص]

    والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث، ثم يصف الله حوارهم: { هَٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } صدق الله العظيم [ص:95]

    وقال هذا ملائكة خزنة جهنّم يبشرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربهم. فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحبوا بالضيوف الجدد: { لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النّار ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النّار ﴿61﴾ } صدق الله العظيم [ص]

    ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقاموا بقتلهم؟ ولكنهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: { وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾ } إلى قوله { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾ } صدق الله العظيم [ص]

    فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأن النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: { إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النّار ﴿64﴾ } إلى قوله.. { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾ } صدق الله العظيم [ص]

    إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأن النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنكم لا تصدقون بقصة خاتم الأنبياء والمُرسلين بأنه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهد عذابهم البرزخيّ؟ألا ترون كيف أن القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأن النّار كانت على طريق رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ليلة المعراج فمر 
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11616
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين انتم يا علماء؟ 05-09-2010 - 01:10 AM Empty بقية الموضوع

    مُساهمة من طرف ابرار السبت سبتمبر 27, 2014 11:30 pm

    هذا هو ناموس المعجزات في كتاب الله كما أخبركم سياق الآية بأن الله لم يمتنع عن إرسال المعجزات مع محمد صلّى الله عليه وسلّم فيدخرها للمسيح الدجال بل بيّن الله لنا السبب فقال: { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾ } صدق الله العظيم

    فقد فتنكم اليهود يا معشر المسلمين عن ناموس المعجزات في كتاب الله؟ فمنذ الأزل الأول لم يحدث قط بأن الله أيّد أهل دعوة الباطل بمُعجزةٍ، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!! كيف يُصْدِقُ اللهُ دعوةَ أهل الباطل بمعجزة من عنده! فأي افتراء آمنتم به يا معشر المسلمين؟ ولكني أكفر بهذا الافتراء اليهودي وأبطله بتحدي هذا القرآن العظيم الذي لا يستطيع جميع شياطين الإنس والجنّ أن يأتوا بحقيقةٍ واحدةٍ فقط من حقائق هذا القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بإفك أكبر من الذباب بأن المسيح الدجال يحيي الموتى.

    وقد يقول رجل مقاطعاً إياي: "مهلاً مهلاً إنما يحيي المسيح الدجال رجلاً واحداً فقط". ثكلتكم أمهاتكم فما دام أحيا واحداً إذاً قدم البرهان بأنه قادر على أن يحيي الموتى أجمعين كما أحيا هذا الرجل الذي شقه إلى فلقتين. فتعالوا لنحتكم إلى كتاب الله هل يستطيع أهل الباطل أن يفعلوا ذلك؟ وسوف نجد بأن الله يقول إن استطاعوا فقد صدقوا بدعوتهم الباطل من دون الله. وقال تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَأنه لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾أنه لَقرآن كَرِ‌يمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُ‌ونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]

    ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بعكس هذه الآية تماماً ذلك بأننا نجد ربّ العالمين يتحدى الباطل وأهله بإحياء ميتٍ فيعيدون إلى جسده الروح بعد خروجها، فقال متحدياً: { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ }

    فبالله عليكم يا أمّة الإسلام هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ؟ بل تحديّ ربانيّ واضح للذين يدّعون مع الله إلهاً آخر أن يُحيي ميتاً فيعيد إليه روحه بعد خروجها.

    وقد يقاطعني أحد النّصارى قائلاً: "الله أكبر الله أكبر قد تبين بأن الله هو المسيح عيسى ابن مريم ذلك بأنه يحيي الموتى". فنقول له خسئت يا عدو الله وعدو المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فهل أيّدهُ الله بمعجزة إحياء الموتى إلا تصديقاً لحقيقة ما يدعوا النّاس إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أن أعبدوا الله ربّي وربّكم؟ وهل كانت معجزة إحياء الموتى محصورة لابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ بل أيّد الله بها كذلك موسى عليه الصلاة والسلام عندما قتل أحد بني إسرائيل نفساً منهم:
    { فَادَّارَ‌أْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِ‌جٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٧٢﴾ فَقُلْنَا اضْرِ‌بُوهُ بِبَعْضِهَا } [البقرة:72-73]

    فأخذ موسى عليه الصلاة والسلام قطعة من البقرة فضرب بها الميت فأحياه الله. وقال تعالى: { كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ } [البقرة:73]

    وكذلك أيّد الله بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ قال: { رَ‌بِّ أَرِ‌نِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [البقرة:260]

    ومن ثم أمر الله إبراهيم أن يأخذ أربعة من الطير فيذبحهن ثم يقطعهن ثم يجعل على كلّ جبل منهن جُزءاً، ثم أمر الله إبراهيم أن يناديهن فإذا بهنّ أتين إلى إبراهيم سعياً، ولم تكُن هذه المعجزة قصراً على رسول الله المسيح ابن مريم بل لا يستطيع المسيح عيسى أن يخلق بعوضة إلا بإذن الله تصديقاً لحقيقة ما يدعوا إليه ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال تعالى: { وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْ‌تَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ ربّي وَربّكم وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّ‌قِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَأنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ } صدق الله العظيم [المائدة]

    يا معشر النّصارى، إنما المعجزات لله يؤيّد بها من يشاءُ من عباده الصالحين تصديقاً لدعوتهم إلى صراط العزيز الحميد، وذلك هو سنة ناموس المعجزات في الكتاب، ولكن اليهود قلبوا هذا الناموس رأساً على عقب وفتنوا عقيدة المسلمين فأضلوهم عن ناموس المعجزات في الكتاب كما أضلوكم من قبل، فقالوا عُزيرٌ ابن الله وذلك حتى تقولوا بل المسيح عيس بن مريم ابن الله، وجعلوا أحاديث الباطل حقاً وحديث القرآن أصبح إذاً باطل عند من آمن بأحاديث أسطورة فتنة المسيح الدجال. وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فكيف تؤمنون بالباطل وتؤمنون بالقرآن؟ فكيف يجتمع النّور والظلمات؟ مالكم كيف تحكمون؟

    يا معشر الأمّة الإسلاميّة هل تعرِّفون لي ما هو القرآن الذي بين أيديكم؟ هل هو مجرد إعجاز لغوي حبر على ورقٍ وتحدٍ لغوي في نظركم فحسب؟ أم أنه تحدٍ في خلق السماوات والأرض وخلقكم وبعثكم وخلق وبعث كلّ دابة في الأرض أو طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم؟ وكذلك القرآن يتحدى فيقول: بأن الله هو المُبْدِئ والمُعيد فكيف لدجالٍ أن يعيد هذا الميت الذي قتله؟ ولكن الله أنكر ذلك وقال تعالى:
    { وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ } [سبأ]

    أم أن الدجال في نظركم ليس هو الباطل؟ بل هو الشيطان الرجيم بذاته وصفاته.

    ويا معشر علماء الأمّة، أليس إنزال المطر من حقائق هذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي؟ وقال تعالى:
    { أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾ } [الواقعة]

    فكيف يؤيّد الله المسيح الدجال بهذه الحقيقة القرآنية على الواقع الحقيقي في إنزال الغيث؟ ألم يقل الله تعالى:
    { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالجنّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً‌ا ﴿٨٨﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء]

    فكيف يتحدى الله جميع شياطين الإنس والجنّ الذين يكفرون بهذا القرآن أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله؟ فهل تقصدون أنه يعني مثل كلام القرآن فحسب؟ بل قولٌ وفعلٌ على الواقع الحقيقي، مالكم كيف تحكمون؟ ذلك بأن القرآن فيه ذِكْرُ فِعْل اللهِ تصديقاً لما ترونه على الواقع الحقيقي، وفيه ما سوف يَفعله فلم يأتي تأويله بعد، ذلك بأن القرآن له تأويل فعلي على الواقع الحقيقي ما قد كان وما سوف يكون، مالكم كيف تحكمون؟

    يا معشر المسلمين لقد صدّقتم بأن الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت! أليس إنبات الشجر حقيقة من حقائق هذا القرآن على الواقع الحقيقي؟
    وقال تعالى: { أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾ } [الواقعة]

    ما لكم كيف تحكمون؟ لقد أعطت اليهود المسيح الكذاب ملكوت السماء والأرض حتى أنه يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ولكن الله يتحدى جميع الذين يدعون الربوبيّة من شياطين الإنس والجنّ أن يأمروا السماوات والأرض إن كان لهم شُرك فيها فلن تطيع أمرهم مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ذلك لأنهم لم يخلقوا مثقال ذرة فيهم، فتعالوا ننظر إلى هذا التحدي العظيم والشامل. وقال تعالى: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْ‌كٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ‌ ﴿٢٢﴾ } صدق الله العظيم [سبأ]

    وكذب أعداء الله من شياطين البشر الذين افتروا على رسول الله، فإذا برزوا من عنده بيّتوا قولاً غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك وجدنا بين هذا الأحاديث والروايات المفتراة بينها وبين ما جاء في القرآن اختلا فاً كثيراً كما نبأنا الله بهذه القاعدة لاكتشاف أحاديث اليهود المدسوسة بين الأحاديث الحقّ التي وردت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك في أول هذا الخطاب في قوله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ } صد ق الله العظيم [النساء]

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام إني أشهد كم وأشهد جميع المسلمين والنّاس أجمعين وأُشهد كلّ دابة في الأرض أو طائرٍ يطير بجناحيه بأني أكفر بأن الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر، وأكفر بأن المسيح الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت، وأكفر بأن المسيح الدجال يحيي ميتاً قط بل لا يستطيع أن يحيي بعوضة، فمن كفر معي بالطاغوت أن يفعل ذلك وآمن بما أنزله الله على محمد - صلّى الله عليه وسلّم - في القرآن فقد اعتصم بحبل الله واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن آمن بهذه الخزعبلات التي ينفيها القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً في آيات محكمات واضحات بيّنات ثم ينبذ كتاب الله وراء ظهره ويؤمن بهذه الخزعبلات فقد كفر بالقرآن العظيم حبل الله المتين وغوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيق.

    وما قد ذكرت لكم إلا قليلاً من الآيات المحكمات التي تختلف مع هذه الروايات الباطلة، ولم يزل في القرآن مئات البراهين التي تنكر هذه الخزعبلات جملة وتفصيلاً، وأتحدى جميع علماء المسلمين على مختلف فرقهم وطوائفهم أن يأتوا ببرهان واحد فقط فقط فقط من آيات القرآن تكون برهاناً لهذه الخزعبلات التي يهتز منها عرش الرحمن من شدة غضب ومقت الرحمن الذي على العرش استوى، فهل يا معشر المسلمين همشتم القرآن إلى هذا الحد فنبذتموه وراء ظهوركم بحجة أنه لا يعلم تأويله إلا الله؟ وإنما يقصد المتشابه، ثكلتكم أمهاتكم، لكن اليهود أخرجوكم عن المحكم الواضح والبيّن.

    فيا علماء المسلمين من كان له اعتراض على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكورا، ويبرهن للناس أنني من الخاطئين وأني على ضلالٍ مبينٍ حتى لا أضل النّاس. وتباً له ألف تبٍ وتب فهو لن يستطيع إلا أن يكفر بما أنزلهُ الله في هذا القرآن العظيم، فيعتنق الأحاديث اليهودية التي تخالف حقائق آيات الله في القرآن العظيم ولا تنطبق مع كلمة واحدة من الآيات المحكمات التي جعلهن الله أساس عقيدة المؤمن في معرفته بالخالق، فهل من مبارز بالعلم والمنطق؟ ومن قام بحذف خطابي هذا لأنه خالف هواه فقد حذف الحقّ من منتداه وإنَّ عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين أو عليَّ إن كنت من الضالين المُضلين، فما خطبكم يا معشر المشرفين هل إذا لم يجد أحدكم ما يقول يستشيط غضباً فيقوم بحذف الخطاب بغير حق؟ فما جريمتي التي لا تغتفر؟ أليس الله بأحكم الحاكمين؟ وما هو ذنبي يا هذا فهل نطقت بكلمة من رأسي بل من كلام الله: { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ } صدق الله العظيم [المرسلات]

    الإمام ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر..
    ــــــــــــــــــــــ

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 2:48 pm