(الرد على الشيخ الكريم أحمد عيسى إبراهيم)
والناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 09 - 1431 هـ
20 - 08 - 2010 مـ
10:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى الشيخ الكريم أحمد عيسى إبراهيم المحترم، ونعم الرجل لو يتبع الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..
فيما يلي اقتباس من بيان الشيخ أحمد ابراهيم بما يلي باللون الأحمر:
ff0000]"ولن تقوم للمسلمين قائمة حتى يعودوا لكتاب الله ويستنبطوا شرعه وأحكامه منه لا من غيره ويرمون كل هذه الكتب الصفراء المنحرفة في مزبلة التاريخ"][/quote]
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: "بارك الله فيك، وذلك ما يدعوكم إليه الإمام المهديّ وهو الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وبرغم أنك تتشابه في دعوتك بدعوة ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وأراك يا شيخ أحمد تعتقد أنك الإمام المهديّ، ومن ثم تقول:
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم لا تزعل من الإمام المهديّ كونه لا يُداري في الحقّ شيئاً وأراك تشتم الذين فسّروا القرآن اجتهاداً منهم فتلوم عليهم، ولكني أراك تفعل كما يفعلون فتقوم بتفسير القرآن برأيك اجتهاداً منك أخي الكريم، فتذكر قول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } صدق الله العظيم [البقرة:44].
ويا أخي الكريم لا ينبغي للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يُجاملك أو يجامل أيّاً من علماء الأمَّة على حساب الدين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وأفتي بالحقّ إنَّ الله قد حرّم على علماء الأمَّة أن يقولوا على الله ما ليس لهم به علمٌ من الله بسلطانٍ مبينٍ من الرحمن كون ذلك من أمر الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولن تجد ناصر محمد اليماني يعيب على الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ومن ثم يقول على الله ما لا يعلم؛ بل ستجدني آتيك بالبرهان لبيان قول الله تعالى بآيةٍ أخرى من ذات القرآن وذلك لأني أعلمُ أنَّ كتاب الله تنزل فيه قرآن وبيانه في آيات مُتفرقات، بمعنى إن كتاب الله القرآن العظيم مُفصَّل وجعل الله تفصيله فيه لتحتكموا إليه فيما كنتم فيه تختلفون في الدين. وقال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴿٥٧﴾} [الأنعام].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} [الأنعام].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
فما هي الآيات المُحكمات؟ هُنّ البيِّنات للعالِم والجاهل لا يعرض عنها إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وذلك ما يدعوكم الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيِّنات لعالم الأمّة وجاهلها لكل ذي لسانٍ عربي مبينٍ حتى أستطيع أن أطهر السُّنة النَّبويّة تطهيراً من الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ عليه الصلاة والسلام، ولن آتيكم بما ينفي الحديث الباطل الموضوع إلا بآية في قلب وذات الموضوع فتجدون أنّ بين ذلك الحديث المُفترى وبين تلك الآية المُحكمة اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، ولكن الإمام المهديّ لا ينبغي لهُ أن يُنكر الأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة لأني إذا أنكرتها فقد أنكرت القرآن العظيم فلن تجدني أُفرق بين كتاب الله وسنة رسوله الحقّ شيئاً؛ بل درجة إيماني بالحديث الحقّ عن النَّبيّ عليه الصلاة والسلام كدرجة إيماني بالقرآن العظيم بالضبط، وتالله لو اجتمع يقين كافة عُلماء الحديث لما كان كمثل يقين ناصر محمد اليماني بالأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة، ولن يستطيع أي عالمٍ أن يجزم ويقسم بالله العظيم أنّ الحديث الفلاني نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل سوف يقول: "اللهُ أعلم! إنما ورد عن أُناس ثقات ثبت صلاحهم ولا نُزكّي على الله أحداً ولا نظن فيهم الكذب على النَّبيّ ولكننا لا نستطيع أن نُجزم ونقسم على أي حديث أنه نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ولكن ناصر محمد اليماني سوف تجده يجزم ويقسم بالله العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم إن الحديث الفلاني نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يجزم الإمام ناصر محمد اليماني على الحديث الحقّ في السنة النبوية؟ والجواب وذلك لأني لا أعتمد في صحة الحديث عن الثقات مهما كانت ثقتي بهم فأنا لا أعرفهم وربّي بهم عليم ولا أقول فيهم إلا خيراً، ولكني أَأْخذ الحديث الوارد فأعرضه على مُحكم كتاب الله فإذا تعارض هذا الحديث مع آية مُحكمة بيّنة فكيف أكفر بها وأتبع الحديث السُّني الذي جاء مُخالفاً لمحكم كتاب الله؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الذين قال الله عنهم: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].
ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم، بارك الله فيك فلا تُنكر السُّنة النَّبويّة الحقّ وذلك لأن الأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل هي أحاديث تزيد القرآن بياناً وتوضيحاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
وإنما تجد ناصر محمد اليماني يُعلن الكفر بحديثٍ ما في السُّنة النَّبويّة لكوني أعلمُ علم اليقين أن ذلك الحديث في السُّنة مُفترى جاء من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، وسبب يقيني في ذلك الحديث المُفترى هو لأني عرضته على محكم كتاب الله فوجدت إنَّ بينه وبين آية محكمة في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ومن ثم علمت إنَّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويّة لم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أعلن الكُفر بذلك الحديث المُفترى فأفركه بنعل قدمي كوني أعلمُ علم اليقين أنه حديث تلقاه شياطين البشر المُفترون من الشيطان الأكبر إبليس ليضلوكم عن سواء السبيل، ولن تعلموا ذلك حتى تُطبقوا الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ وما كان منها من عند غير الله فحتماً تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، بل مُتعاكساً تماماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].
ولسوف أضرب لكم على ذلك مثالاً في حديث ورواية مُتضادين في السُّنة النَّبويّة أحدهما حقّ والآخر باطلٌ مُفترى، وهما:
ومن ثم نأتي لعرض هذه الأحاديث على مُحكم القرآن العظيم، فهل فعلاً هي الحقّ من عند الله ورسوله الذي لا ينطق بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ ومن ثم نجد حُكم الله مُنتظرنا في الكتاب على علم من الله. وقال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنه:3].
ولذلك جمع النَّبيّ –عليه الصلاة والسلام- أقاربه من بني هاشم، وقال: [يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، عم رسول الله- اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب –عمة الرسول- اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فانظر يا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم كيف أنّ حديث الله المحفوظ من التحريف وكذلك الحديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة لا يختلفان شيئاً؛ بل هُنَّ نورٌ على نورٍ.
وبهذه الطريقة يستطيع الإمام المهديّ أن يُغربل سنة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حتى يعيدكم إلى منهاج النُّبوّة الأولى الذي كان عليه مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- والذين معه قلباً وقالباً، فلا ترمِ كُتب الأحاديث في الزبالة فاتقِ الله فلا يزال فيها من الحقّ شيئاً وأكثر ما فيها مُفترى ما أنزل الله به من سُلطان؛ بل خذ ما فيها من الحقّ وما خالف لمحكم كتاب الله فاقذف به في المزبلة بين القمامة لأنّ ما خالف لمحكم كتاب الله هو حديث شيطان رجيم وما كان حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين.
وأما حين ترون ناصر محمد اليماني يتجنب كثيراً الجدال بالأحاديث من السُّنة النَّبويّة لأني سوف آتيهم برواية أو حديث حقٍ واحدٍ ومن ثم يأتونني بألف حديث يناقض الحديث الحقّ ومن ثم أجعل لهم عليَّ سلطان بسُلطان الشيطان المُفترى. ولذلك أدعو كافة علماء الدين الذين فرقوا دينهم شيعاً إلى الاحتكام حصرياً إلى كتاب الله القرآن العظيم، ولكن ناصر محمد اليماني يقول: انتبهوا يا معشر عُلماء الأمَّة فلربما ناصر محمد اليماني من المهديين الذين يظهرون في عصر الحوار من قبل الظهور للمهدي المنتظر الحقّ فلربما ناصر محمد اليماني منهم، وبقي لكم كيف تعلمون هل ناصر محمد اليماني هو من المهديين الذين وسوست لهم مسوس الشياطين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون أم إنه الإمام المهديّ المنتظر خليفة الله المصطفى بالحقّ؟ والجواب تجدوه في فتوى محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته].
إذاً يا قوم يلزم هذه الرؤيا برهانٌ من الله على الواقع الحقيقي فيزيدني ربّي عليكم بسطةً في علم الكتاب حتى يصدق عبده الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي لكون الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكماً شرعياً للأمّة، ولكن إذا أصدقني ربّي الرؤيا الحقّ على الواقع الحقيقي فقد أصبحتْ برهاناً ملموساً بالحقّ لا شك ولا ريب وذلك لأنكم لا تنتظرون مهدياً منتظراً يأتيكم بكتابٍ جديدٍ من بعد خاتم النبيين جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل رجلٌ من الصالحين يزيده الله عليكم بسطةً في علم القرآن العظيم حتى يكون قادراً أن يستنبط لكم حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين فيجمع شمل المُسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون، ومن ثم يوحد صفهم ويجمع فرقتهم فيجعلهم والناس أجمعين أمةً واحدة على صراطٍ مُستقيمٍ، ولم يحدث قط في الكتاب أن ابتعث الله رسولاً فهدى الله به العالم بأسره فجعلهم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم؛ بل لا يزالون مُختلفين في عصر بعث كافة الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى خاتمهم جدي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].
وفي هذه الآية يجدُ الباحثون عن الحقّ في الذكر الخبر عن بعث المهديّ المنتظر الذي يهدي الله به أهل الأرض جميعاً فيجعل الناس أمةً واحدة على صراطٍ مستقيم إلى ما يشاء الله ولسوف نقوم ببيانها مرة أخرى مُتحديّاً أي عالم أن يأتي ببيان لهذه الآية هو خير من بيان ناصر محمد اليماني وأحسنُ تأويلاً، وإلى البيان الحق: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} وتجدون ما يقصد الله من قوله هذا في موضع آخر في قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس:99] ، ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، بمعنى أنه لن يتحقق هداهم في عصر بعث الأنبياء والمُرسلين، بل لا يزالون مختلفين من عصر بعث أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله إلى الناس أجمعين عليه الصلاة والسلام وآله الطيبين فلا يزالون مُختلفين ولم يتحقق الهدى الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} [النحل:36].
وقال الله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].
وهنا تبيَّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود:118]، وتبيّن لكم أنه يقصد أن في عصر بعث الأنبياء والمُرسلين لم يتحقق الهدى الشامل للعالمين، وبقي الإمام المهديّ الذي يعُلم الناس حقيقة اسم الله الأعظم الذي يوجد فيه سر الهدف من خلقهم وهو المقصود بقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:119]، ولم يقصد الله سبحانه أنه خلقهم من أجل الإمام المهدي! لأن الشيطان قد يوسوس لبعض أنصاري الذي عجز عن فتنته عن اتباع ناصر محمد اليماني ومن ثم يوسوس له الشيطان ليضله بطريقة أخرى وهي المبالغة في شأن ناصر محمد اليماني حتى يدخله في الشرك بالله فيجعله يزعم أنّ الله لم يخلق البشر إلا من أجل المهديّ المنتظر، ومن ثم يأتي بقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فيقنعهم الشيطان بهذا البرهان، ولكنه تأويلٌ بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، بل البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} وهو:
إن المهديّ المنتظر حقق الهدف الحقّ من خلقهم فدعاهم إلى عبادة النَّعيم الأعظم من نعيم الجنة، وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله ربّهم عليهم، فذلك هو النَّعيم الأكبر من نعيم الجنة المادي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبه:72].
وبقي البيان لقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} فما المقصود {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ}؟ وافتيكم بالحقّ: إن المقصود أنّ الله هدى الناس رحمة بالمهديّ المنتظر الذي حرّم على نفسه جنة النَّعيم حتى يحقق لهُ الله النَّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، وذلك لأن الإمام المهديّ يعبد رضوان الله في نفسه كغاية وليس كوسيلة بمعنى أنه لا يعبد رضوان الله كوسيلة ليدخله جنته ويقيه من ناره لأنَّ الذي يتخذ رضوان الله وسيلة سوف يكتفي أن الله رضي عنه فأدخله جنته ووقاه من ناره، إذاً اتخذ رضوان الله وسيلة لكي يقيه الله من ناره فيدخله جنته، ولكن الإمام المهديّ اتخذ رضوان الله غاية ولذلك لن يرضى بأي شيء كان حتى يكون ربّه قد رضي في نفسه، ولكن هذه الغاية حتماً سيحول بينه وبين تحقيقها جمع الذين ظلموا أنفسهم، فما أصعب ذلك الهدف لولا أن الله سيحققه بحوله وقوته، وفي ذلك السر من خلقهم أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم فهو نعيم أكبر من نعيم الجنة ولذلك خلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
بمعنى : أن الهدف من خلق عباده قد جعله الله في نفسه وهو أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم، فهل فهمتم الخبر وسر المهديّ المنتظر الذين تجهلون قدره ولا تحيطون بسره؟ فما بالكم بمن جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وسلم تسليماً؟ فها هو بينكم ولعنة الله على ناصر محمد اليماني إذا لم يكن هو المهديّ المنتظر المُصطفى من ربّ العالمين فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فأرجو من ربّي أن يغفر له ويهديه إلى الصراط المستقيم وليس رحمةً مني لم أدعُ على من عصاني، كلا وربّي ولكني أشهدُ أن الله هو أرحم الراحمين وبسبب هذه الصفة في نفسه أجده يقول حين يهلك الذين ظلموا أنفسهم وكذبوا برسله: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ودائماً يتوقف هُنا الذين يعبدون النَّعيم الاعظم من أنصار الإمام المهديّ قلباً وقالباً ومن ثم يُكرر في نفسه عدة مرات قول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءون (30)} صدق الله العظيم. ومن ثم يقول: "حبيبي أنت ربّي فكيف تُريدني أن أكون سعيداً في جنة النَّعيم وقد علمت بمدى تحسرك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم؟ بل أريدك ربّي أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، فإني أعبدُ رضوان نفسك ربّي كغاية وليست كوسيلة، ولكن حال بيني وبين تحقيق هذه الغاية السامية العُظمى كثيرٌ من خلقك فما ذنبي يا إلهي؟". ولذلك رحم الله الإمام المهديّ فهدى الأمّة من أجله كمرحلة أولى، ثم يتمم له هدفه في الآخرة (فيرضى) فيتحقق الهدف. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَرْضَى}؟ والجواب: وذلك لأن الذي أًذِن الله لهُ أن يُخاطب ربّه قال صواباً ولم يُحاج الله في عباده ويطلب من ربّه الشفاعة لهم سُبحانه، فهل هو أرحم بعباده من ربّهم الله أرحم الراحمين سُبحانه؟ بل أذن الله له لأنه يعلم أنه سوف يقول صواباً ويخاطب ربّه أن يُحقق لهُ النَّعيم الأعظم من نعيم جنته، إذاً العبد الذي أذن الله له أن يُخاطب ربّه قد رضي لهُ قولاً لأنه يعلم أنه سوف يحاجُّ ربّه في نعيم رضوانه ولذلك استثنى اللهُ العبدَ الذي سوف يخاطب ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم فيرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.
وذلك هو سر الشفاعة مُتعلقٌ بحقيقة اسم الله الأعظم ولأن الناس لا يحيطون بحقيقة اسم الله الأعظم كانت الشفاعة سبب فتنتهم في الإشراك بربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ فلا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مُشركون. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
فكن من الشاكرين يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم المُحترم إذ قدَّر الله خلقك في أمّة المهديّ المنتظر، وكن من الشاكرين إذ جعلك الله تعثر على دعوة الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، ولا تُنافس على منصب الإمام المهديّ حُباً للمُلك؛ بل الخلافة أمانة عُظمى في العنق فما أصعب حملها! وأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لولا أجبرني تحقيق هدفي على قبول أمانة الخلافة لما قبلتها ورفضتها كما رفضَتْها السماوات والأرض والجبال من قبل أن يحملها آدم وكان الإنسان ظلوماً جهولاً، ولذلك جعل الله حُب المُلك في نفس آدم هو سبب فتنته حتى نزع الله منه الخلافة ولم يجبره إبليس أن يعصي أمر الله فيأكل من الشجرة حتى خالف أمر ربّه في قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:35].
فلم يجبر إبليس آدم أن يأكل من الشجرة كرهاً وإنما قال: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120)} [طه] ، إذاً إن سبب فتنة آدم هو حُبه للملك كونه يجهل النَّعيم الأعظم منه {وَعَصَى آدَمُ ربّه فَغَوَى} صدق الله العظيم [طه:121].
وكذلك أنت يا شيخ أحمد فلو يحقق لك الله أمنيتك فيجعلك أنت الإمام المهديّ كذلك سيكون سبب فتنتك هو حبك للملك! ولكن.."الخلافة الشاملة في الدنيا والآخرة لا يستحقها إلا العبد الذي يعبدُ رضوان ربّه كغاية وليس كوسيلة لتحقيق الملك ولن يرضى بملكوت الآخرة والأولى ما لم يحقق الله له النَّعيم الأعظم من ملكوت الآخرة والأولى فيرضى في نفسه تعالى ثم يؤتيه الله ملكوت الآخرة والأولى "تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24)فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25)وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله عبد النَّعيم الأعظم أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
والناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 09 - 1431 هـ
20 - 08 - 2010 مـ
10:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى الشيخ الكريم أحمد عيسى إبراهيم المحترم، ونعم الرجل لو يتبع الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..
فيما يلي اقتباس من بيان الشيخ أحمد ابراهيم بما يلي باللون الأحمر:
ff0000]"ولن تقوم للمسلمين قائمة حتى يعودوا لكتاب الله ويستنبطوا شرعه وأحكامه منه لا من غيره ويرمون كل هذه الكتب الصفراء المنحرفة في مزبلة التاريخ"][/quote]
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: "بارك الله فيك، وذلك ما يدعوكم إليه الإمام المهديّ وهو الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وبرغم أنك تتشابه في دعوتك بدعوة ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وأراك يا شيخ أحمد تعتقد أنك الإمام المهديّ، ومن ثم تقول:
وهذه حقيقة أمرك وما تريد قوله، ولكن يوجد فرق بينك وبين ناصر محمد اليماني شاسع وأمدٌ بعيدٌ، فوالله لا أرى فرق بينك وبين الذين فسروا كتاب الله برأيهم اجتهاداً منهم ولا نقول فيهم إلا خيراً وغفر الله لهم وأدخلهم برحمته في عباده الصالحين.ألم يقل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [يواطئ اسمه اسمي] وأنا اسمي أحمد كتب:
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم لا تزعل من الإمام المهديّ كونه لا يُداري في الحقّ شيئاً وأراك تشتم الذين فسّروا القرآن اجتهاداً منهم فتلوم عليهم، ولكني أراك تفعل كما يفعلون فتقوم بتفسير القرآن برأيك اجتهاداً منك أخي الكريم، فتذكر قول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } صدق الله العظيم [البقرة:44].
ويا أخي الكريم لا ينبغي للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يُجاملك أو يجامل أيّاً من علماء الأمَّة على حساب الدين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وأفتي بالحقّ إنَّ الله قد حرّم على علماء الأمَّة أن يقولوا على الله ما ليس لهم به علمٌ من الله بسلطانٍ مبينٍ من الرحمن كون ذلك من أمر الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولن تجد ناصر محمد اليماني يعيب على الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ومن ثم يقول على الله ما لا يعلم؛ بل ستجدني آتيك بالبرهان لبيان قول الله تعالى بآيةٍ أخرى من ذات القرآن وذلك لأني أعلمُ أنَّ كتاب الله تنزل فيه قرآن وبيانه في آيات مُتفرقات، بمعنى إن كتاب الله القرآن العظيم مُفصَّل وجعل الله تفصيله فيه لتحتكموا إليه فيما كنتم فيه تختلفون في الدين. وقال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴿٥٧﴾} [الأنعام].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} [الأنعام].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
فما هي الآيات المُحكمات؟ هُنّ البيِّنات للعالِم والجاهل لا يعرض عنها إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وذلك ما يدعوكم الإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البيِّنات لعالم الأمّة وجاهلها لكل ذي لسانٍ عربي مبينٍ حتى أستطيع أن أطهر السُّنة النَّبويّة تطهيراً من الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ عليه الصلاة والسلام، ولن آتيكم بما ينفي الحديث الباطل الموضوع إلا بآية في قلب وذات الموضوع فتجدون أنّ بين ذلك الحديث المُفترى وبين تلك الآية المُحكمة اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، ولكن الإمام المهديّ لا ينبغي لهُ أن يُنكر الأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة لأني إذا أنكرتها فقد أنكرت القرآن العظيم فلن تجدني أُفرق بين كتاب الله وسنة رسوله الحقّ شيئاً؛ بل درجة إيماني بالحديث الحقّ عن النَّبيّ عليه الصلاة والسلام كدرجة إيماني بالقرآن العظيم بالضبط، وتالله لو اجتمع يقين كافة عُلماء الحديث لما كان كمثل يقين ناصر محمد اليماني بالأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة، ولن يستطيع أي عالمٍ أن يجزم ويقسم بالله العظيم أنّ الحديث الفلاني نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل سوف يقول: "اللهُ أعلم! إنما ورد عن أُناس ثقات ثبت صلاحهم ولا نُزكّي على الله أحداً ولا نظن فيهم الكذب على النَّبيّ ولكننا لا نستطيع أن نُجزم ونقسم على أي حديث أنه نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ولكن ناصر محمد اليماني سوف تجده يجزم ويقسم بالله العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم إن الحديث الفلاني نطق به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يجزم الإمام ناصر محمد اليماني على الحديث الحقّ في السنة النبوية؟ والجواب وذلك لأني لا أعتمد في صحة الحديث عن الثقات مهما كانت ثقتي بهم فأنا لا أعرفهم وربّي بهم عليم ولا أقول فيهم إلا خيراً، ولكني أَأْخذ الحديث الوارد فأعرضه على مُحكم كتاب الله فإذا تعارض هذا الحديث مع آية مُحكمة بيّنة فكيف أكفر بها وأتبع الحديث السُّني الذي جاء مُخالفاً لمحكم كتاب الله؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الذين قال الله عنهم: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].
ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم، بارك الله فيك فلا تُنكر السُّنة النَّبويّة الحقّ وذلك لأن الأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل هي أحاديث تزيد القرآن بياناً وتوضيحاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
وإنما تجد ناصر محمد اليماني يُعلن الكفر بحديثٍ ما في السُّنة النَّبويّة لكوني أعلمُ علم اليقين أن ذلك الحديث في السُّنة مُفترى جاء من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، وسبب يقيني في ذلك الحديث المُفترى هو لأني عرضته على محكم كتاب الله فوجدت إنَّ بينه وبين آية محكمة في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ومن ثم علمت إنَّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويّة لم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أعلن الكُفر بذلك الحديث المُفترى فأفركه بنعل قدمي كوني أعلمُ علم اليقين أنه حديث تلقاه شياطين البشر المُفترون من الشيطان الأكبر إبليس ليضلوكم عن سواء السبيل، ولن تعلموا ذلك حتى تُطبقوا الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النَّبيّ وما كان منها من عند غير الله فحتماً تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، بل مُتعاكساً تماماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].
ولسوف أضرب لكم على ذلك مثالاً في حديث ورواية مُتضادين في السُّنة النَّبويّة أحدهما حقّ والآخر باطلٌ مُفترى، وهما:
ومن ثم نأتي لعرض هذه الأحاديث على مُحكم القرآن العظيم، فهل فعلاً هي الحقّ من عند الله ورسوله الذي لا ينطق بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ ومن ثم نجد حُكم الله مُنتظرنا في الكتاب على علم من الله. وقال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنه:3].
ولذلك جمع النَّبيّ –عليه الصلاة والسلام- أقاربه من بني هاشم، وقال: [يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، عم رسول الله- اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب –عمة الرسول- اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فانظر يا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم كيف أنّ حديث الله المحفوظ من التحريف وكذلك الحديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة لا يختلفان شيئاً؛ بل هُنَّ نورٌ على نورٍ.
وبهذه الطريقة يستطيع الإمام المهديّ أن يُغربل سنة محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حتى يعيدكم إلى منهاج النُّبوّة الأولى الذي كان عليه مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- والذين معه قلباً وقالباً، فلا ترمِ كُتب الأحاديث في الزبالة فاتقِ الله فلا يزال فيها من الحقّ شيئاً وأكثر ما فيها مُفترى ما أنزل الله به من سُلطان؛ بل خذ ما فيها من الحقّ وما خالف لمحكم كتاب الله فاقذف به في المزبلة بين القمامة لأنّ ما خالف لمحكم كتاب الله هو حديث شيطان رجيم وما كان حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين.
وأما حين ترون ناصر محمد اليماني يتجنب كثيراً الجدال بالأحاديث من السُّنة النَّبويّة لأني سوف آتيهم برواية أو حديث حقٍ واحدٍ ومن ثم يأتونني بألف حديث يناقض الحديث الحقّ ومن ثم أجعل لهم عليَّ سلطان بسُلطان الشيطان المُفترى. ولذلك أدعو كافة علماء الدين الذين فرقوا دينهم شيعاً إلى الاحتكام حصرياً إلى كتاب الله القرآن العظيم، ولكن ناصر محمد اليماني يقول: انتبهوا يا معشر عُلماء الأمَّة فلربما ناصر محمد اليماني من المهديين الذين يظهرون في عصر الحوار من قبل الظهور للمهدي المنتظر الحقّ فلربما ناصر محمد اليماني منهم، وبقي لكم كيف تعلمون هل ناصر محمد اليماني هو من المهديين الذين وسوست لهم مسوس الشياطين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون أم إنه الإمام المهديّ المنتظر خليفة الله المصطفى بالحقّ؟ والجواب تجدوه في فتوى محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته].
إذاً يا قوم يلزم هذه الرؤيا برهانٌ من الله على الواقع الحقيقي فيزيدني ربّي عليكم بسطةً في علم الكتاب حتى يصدق عبده الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي لكون الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكماً شرعياً للأمّة، ولكن إذا أصدقني ربّي الرؤيا الحقّ على الواقع الحقيقي فقد أصبحتْ برهاناً ملموساً بالحقّ لا شك ولا ريب وذلك لأنكم لا تنتظرون مهدياً منتظراً يأتيكم بكتابٍ جديدٍ من بعد خاتم النبيين جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل رجلٌ من الصالحين يزيده الله عليكم بسطةً في علم القرآن العظيم حتى يكون قادراً أن يستنبط لكم حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين فيجمع شمل المُسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون، ومن ثم يوحد صفهم ويجمع فرقتهم فيجعلهم والناس أجمعين أمةً واحدة على صراطٍ مُستقيمٍ، ولم يحدث قط في الكتاب أن ابتعث الله رسولاً فهدى الله به العالم بأسره فجعلهم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم؛ بل لا يزالون مُختلفين في عصر بعث كافة الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى خاتمهم جدي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].
وفي هذه الآية يجدُ الباحثون عن الحقّ في الذكر الخبر عن بعث المهديّ المنتظر الذي يهدي الله به أهل الأرض جميعاً فيجعل الناس أمةً واحدة على صراطٍ مستقيم إلى ما يشاء الله ولسوف نقوم ببيانها مرة أخرى مُتحديّاً أي عالم أن يأتي ببيان لهذه الآية هو خير من بيان ناصر محمد اليماني وأحسنُ تأويلاً، وإلى البيان الحق: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} وتجدون ما يقصد الله من قوله هذا في موضع آخر في قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس:99] ، ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، بمعنى أنه لن يتحقق هداهم في عصر بعث الأنبياء والمُرسلين، بل لا يزالون مختلفين من عصر بعث أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله إلى الناس أجمعين عليه الصلاة والسلام وآله الطيبين فلا يزالون مُختلفين ولم يتحقق الهدى الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} [النحل:36].
وقال الله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].
وهنا تبيَّن لكم المقصود من قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود:118]، وتبيّن لكم أنه يقصد أن في عصر بعث الأنبياء والمُرسلين لم يتحقق الهدى الشامل للعالمين، وبقي الإمام المهديّ الذي يعُلم الناس حقيقة اسم الله الأعظم الذي يوجد فيه سر الهدف من خلقهم وهو المقصود بقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود:119]، ولم يقصد الله سبحانه أنه خلقهم من أجل الإمام المهدي! لأن الشيطان قد يوسوس لبعض أنصاري الذي عجز عن فتنته عن اتباع ناصر محمد اليماني ومن ثم يوسوس له الشيطان ليضله بطريقة أخرى وهي المبالغة في شأن ناصر محمد اليماني حتى يدخله في الشرك بالله فيجعله يزعم أنّ الله لم يخلق البشر إلا من أجل المهديّ المنتظر، ومن ثم يأتي بقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فيقنعهم الشيطان بهذا البرهان، ولكنه تأويلٌ بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، بل البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} وهو:
إن المهديّ المنتظر حقق الهدف الحقّ من خلقهم فدعاهم إلى عبادة النَّعيم الأعظم من نعيم الجنة، وهو أن يعبدوا نعيم رضوان الله ربّهم عليهم، فذلك هو النَّعيم الأكبر من نعيم الجنة المادي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبه:72].
وبقي البيان لقول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} فما المقصود {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ}؟ وافتيكم بالحقّ: إن المقصود أنّ الله هدى الناس رحمة بالمهديّ المنتظر الذي حرّم على نفسه جنة النَّعيم حتى يحقق لهُ الله النَّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، وذلك لأن الإمام المهديّ يعبد رضوان الله في نفسه كغاية وليس كوسيلة بمعنى أنه لا يعبد رضوان الله كوسيلة ليدخله جنته ويقيه من ناره لأنَّ الذي يتخذ رضوان الله وسيلة سوف يكتفي أن الله رضي عنه فأدخله جنته ووقاه من ناره، إذاً اتخذ رضوان الله وسيلة لكي يقيه الله من ناره فيدخله جنته، ولكن الإمام المهديّ اتخذ رضوان الله غاية ولذلك لن يرضى بأي شيء كان حتى يكون ربّه قد رضي في نفسه، ولكن هذه الغاية حتماً سيحول بينه وبين تحقيقها جمع الذين ظلموا أنفسهم، فما أصعب ذلك الهدف لولا أن الله سيحققه بحوله وقوته، وفي ذلك السر من خلقهم أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم فهو نعيم أكبر من نعيم الجنة ولذلك خلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].
بمعنى : أن الهدف من خلق عباده قد جعله الله في نفسه وهو أن يعبدوا رضوان ربّهم عليهم، فهل فهمتم الخبر وسر المهديّ المنتظر الذين تجهلون قدره ولا تحيطون بسره؟ فما بالكم بمن جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وسلم تسليماً؟ فها هو بينكم ولعنة الله على ناصر محمد اليماني إذا لم يكن هو المهديّ المنتظر المُصطفى من ربّ العالمين فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فأرجو من ربّي أن يغفر له ويهديه إلى الصراط المستقيم وليس رحمةً مني لم أدعُ على من عصاني، كلا وربّي ولكني أشهدُ أن الله هو أرحم الراحمين وبسبب هذه الصفة في نفسه أجده يقول حين يهلك الذين ظلموا أنفسهم وكذبوا برسله: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ودائماً يتوقف هُنا الذين يعبدون النَّعيم الاعظم من أنصار الإمام المهديّ قلباً وقالباً ومن ثم يُكرر في نفسه عدة مرات قول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءون (30)} صدق الله العظيم. ومن ثم يقول: "حبيبي أنت ربّي فكيف تُريدني أن أكون سعيداً في جنة النَّعيم وقد علمت بمدى تحسرك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم؟ بل أريدك ربّي أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، فإني أعبدُ رضوان نفسك ربّي كغاية وليست كوسيلة، ولكن حال بيني وبين تحقيق هذه الغاية السامية العُظمى كثيرٌ من خلقك فما ذنبي يا إلهي؟". ولذلك رحم الله الإمام المهديّ فهدى الأمّة من أجله كمرحلة أولى، ثم يتمم له هدفه في الآخرة (فيرضى) فيتحقق الهدف. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَرْضَى}؟ والجواب: وذلك لأن الذي أًذِن الله لهُ أن يُخاطب ربّه قال صواباً ولم يُحاج الله في عباده ويطلب من ربّه الشفاعة لهم سُبحانه، فهل هو أرحم بعباده من ربّهم الله أرحم الراحمين سُبحانه؟ بل أذن الله له لأنه يعلم أنه سوف يقول صواباً ويخاطب ربّه أن يُحقق لهُ النَّعيم الأعظم من نعيم جنته، إذاً العبد الذي أذن الله له أن يُخاطب ربّه قد رضي لهُ قولاً لأنه يعلم أنه سوف يحاجُّ ربّه في نعيم رضوانه ولذلك استثنى اللهُ العبدَ الذي سوف يخاطب ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم فيرضى في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.
وذلك هو سر الشفاعة مُتعلقٌ بحقيقة اسم الله الأعظم ولأن الناس لا يحيطون بحقيقة اسم الله الأعظم كانت الشفاعة سبب فتنتهم في الإشراك بربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ فلا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مُشركون. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
فكن من الشاكرين يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم المُحترم إذ قدَّر الله خلقك في أمّة المهديّ المنتظر، وكن من الشاكرين إذ جعلك الله تعثر على دعوة الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، ولا تُنافس على منصب الإمام المهديّ حُباً للمُلك؛ بل الخلافة أمانة عُظمى في العنق فما أصعب حملها! وأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لولا أجبرني تحقيق هدفي على قبول أمانة الخلافة لما قبلتها ورفضتها كما رفضَتْها السماوات والأرض والجبال من قبل أن يحملها آدم وكان الإنسان ظلوماً جهولاً، ولذلك جعل الله حُب المُلك في نفس آدم هو سبب فتنته حتى نزع الله منه الخلافة ولم يجبره إبليس أن يعصي أمر الله فيأكل من الشجرة حتى خالف أمر ربّه في قول الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:35].
فلم يجبر إبليس آدم أن يأكل من الشجرة كرهاً وإنما قال: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120)} [طه] ، إذاً إن سبب فتنة آدم هو حُبه للملك كونه يجهل النَّعيم الأعظم منه {وَعَصَى آدَمُ ربّه فَغَوَى} صدق الله العظيم [طه:121].
وكذلك أنت يا شيخ أحمد فلو يحقق لك الله أمنيتك فيجعلك أنت الإمام المهديّ كذلك سيكون سبب فتنتك هو حبك للملك! ولكن.."الخلافة الشاملة في الدنيا والآخرة لا يستحقها إلا العبد الذي يعبدُ رضوان ربّه كغاية وليس كوسيلة لتحقيق الملك ولن يرضى بملكوت الآخرة والأولى ما لم يحقق الله له النَّعيم الأعظم من ملكوت الآخرة والأولى فيرضى في نفسه تعالى ثم يؤتيه الله ملكوت الآخرة والأولى "تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24)فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25)وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله عبد النَّعيم الأعظم أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
عدل سابقا من قبل ابرار في الأحد مارس 10, 2019 9:29 pm عدل 1 مرات
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار