- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 02 - 1430 هـ
22 - 02 - 2009 مـ
09:15 مساءً
________
ردود الإمام على المسمى جعفر:
إليك سؤالٌ من المهديّ المنتظَر: هل الملائكة أعلم أم الشيعة الاثني عشر؟ فتعال لنحتكم إلى الذِّكر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:63].
وعفى الله عنك يا جعفر يا من تشتم خليفة الله المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهر الإمام ناصر محمد اليمانيّ، ويا جعفر إني لا أتغنى لكم بالشعر ولا أساجعكم بالنثر وبيني وبينكم البيان الحقّ للذِّكر ولكلّ دعوى برهان فلنحتكم إلى مُحكم القرآن فأستنبط لكم السلطان فيما كنتم فيه تختلفون، وأهيمن عليكم بالعلم والسلطان من مُحكم القرآن وأُحاجّكم بالبيان الحقّ للقرآن، وجادلني بعلمٍ ولا تكن من الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} صدق الله العظيم [الحج:3].
ويا جعفر، إنك تكذب وتسبّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك، وإليك سؤالٌ من المهديّ المنتظَر: هل الملائكة أعلم أم الشيعة الاثني عشر؟ فتعال لنحتكم إلى الذِّكر، وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أجادلكم أولاً من القرآن العظيم فإذا لم أجد ضالتي فيه فمن ثمّ أذهب إلى السُّنة المحمديّة صلّى الله عليه وآله وسلم، فتعال لأعلمك ناموس اصطفاء الخليفة بأنّ شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حُكمه أحداً، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سبحانه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعلم مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].
فانظر يا جعفر لردّ الله الواحد القهّار على ملائكته المقربين الذين أبدوا لهم رأياً آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظر إلى ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أعلم مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يصطفي خليفة الله الشيعة الاثني عشر من دونه؟ فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يحقّ لمن هم من دونهم يا جعفر؟ ومن ثم بيّن الله لملائكته برهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنه يزيده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعلم غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأعلم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟ أفلا ترون ردّ الله على ملائكته بالتكذيب أنّهم أعلم من ربّهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنهم أعلم من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} لأنهم ليسوا أعلم من ربّهم في اصطفاء الخليفة ولذلك كان الردّ عليهم قاسياً من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثمّ أدرك الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة ربِّهم وربُّهم أعلم منهم، ولذلك سبّحوا لربّهم من أن يكونوا أعلم منه سبحانه وقالوا:
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
، فتدبر المقطع كاملاً تجد أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به من يعلم الغيب في السماوات والارض ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعلم غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأعلم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدة في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:
1 - إنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم.
2 - إنّ اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المقربين التدخل فيه فليسوا هم أعلم من الله وهو أعلم حيث يجعلُ علم رسالته.
3 - نجد أنّ الله علَّم ملائكته بالبرهان لمن اصطفاه الله خليفة أنه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلّماً لهم العلمَ، ولذلك قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم.
فتبيّن لنا أنّ آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أن الملائكة علماء ولكن الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك برهان الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم بأنّكم تجدون أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليكم.
وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله فكذلك لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه، فانظر لخليفة الله طالوت فهل نبيُّهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائداً وإماماً وملكاً؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطةً في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ منه وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247].
ويا معشر الشيعة والسُّنة، أأنتم من يُقسّم رحمة الله فتصطفون من تشاؤون، أفلا تتقون؟ فأمّا السُّنة فحرّموا على خليفة الله أن يُعرِّفهم بنفسه وقالوا إنّ المهديّ المنتظر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر، وأنهم هم من يعلم المهديّ المنتظَر فيُعرّفونه على شأنه في المسلمين أنه الإمام المهديّ شرط أن يُنكر أنه الإمام المهديّ مبعوث من ربّ العالمين، ومن ثمّ يزدادون إصراراً بل أنت الإمام المهديّ ولكنك لا تعلم أنك الإمام المهديّ، فيجبرونه على البيعة كرهاً وهو من الصاغرين، برغم أنهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرقٍ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيوحّد صفّهم ويلُمّ شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرّقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النبويّة الحقّ التي تفتي أهل السُّنة أنّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أبشّركم بالمهديّ يُبعث في أمّتي على اختلافٍ من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحا] صدق عليه الصلاة والسلام.
فكيف أنّكم تعتقدون يا معشر السُّنة أنّ الله يبعث المهديّ في أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم تُحرِّمون عليه أن يقول لكم: يا أمّة محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل فأطيعوا أمري وإن عصيتم أظهرني الله عليكم ببأسٍ شديدٍ من لدنه في ليلةٍ وأنتم صاغرون، فتقولون {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].
وأما الشيعة وما أدراك ما الشيعة فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وآتوه الحُكم صبياً، ألا والله لا يأتيهم مهديّهم الذي له ينتظرون لو انتظروا له خمسين مليون سنةٍ حتى يجعلوا الأحجار عنباً والماء ذهباً، ذلك لأنه ما أنزل الله به من سلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنَّة رسوله الحقّ. ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إني أنا المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهَّر من ذُرية الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ولم تلدني أمّي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وجئتَ على قدرٍ يا موسى.
ويا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنكم لا تبصرون فكيف يُبصرُ البدر وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلم؟ وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامرّاء، أما إذا أبيتم إلا المكوث في ظلمات السرداب فلن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب حتى مجيء كوكب العذاب كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار لطلوع الشمس من مغربها ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر من الله الواحد القهّار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكُبرى اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر وجئتكم أنا وكوكب النار على قدرٍ في الكتاب المُسطَّر، فيأتيكم في موعده المقرّر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور، حتى إذا كذَّبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلةٍ يسبق الليل النهار وقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم فيُصدِّق بالبيان الحقّ للذكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النار سقر سنتها شهرٌ من شهور السنة الكونيّة، وطول السَّنة الكونيّة خمسون ألف سنةٍ بحساب أيامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم بمعنى أنّ اثنتي عشرة دورةً فلكيّةً لكوكب سقر يعدل خمسين ألف سنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].
وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
وكما قُلنا إن حساب السَّنة الواحدة لدورة كوكب سقر تعدل شهراً واحداً فقط من شهور السنة الكونيّة بمعنى أنّ السَّنة الواحدة من سنين كوكب النار سقر بحسب أيامنا هي بالضبط أربعة آلاف سنةٍ ومائة عامٍ وستةٌ وستون سنةً وثمانية أشهرٍ تماماً بحسب أيامنا بدقةٍ مُتناهية، ولكن هذه ليست إلا سنةً واحدةً من سنين كوكب النار وهي تعدل شهراً واحداً فقط من أشهر السنة الكونيّة الكُبرى، وطول السنة الكونيّة الكُبرى هي خمسون ألف سنةٍ من السنين الأرضية، وأما طلوع الشمس من مغربها فلا ينبغي له أن يحدث إلا بعد انتهاء خمسين مليون سنةٍ منذ أن بدأ الله خلق الخلائق الحية من بعد خلق الكون، وأما خلق البشر في الأرض المفروشة فهو قريب جداً ليس إلا قبل ألفِ سنةٍ من سنين الأرض المفروشة، وبما أنّ يوم الأرض المفروشة طوله كسنةٍ مما نعدُّه نحن إذاً السنة الواحدة من سنين الأرض المفروشة هي تعدل 360 سنةًَ مما نعدُّه بأيامنا، وبما أن العمر الكُلي منذ أن خلق الله آدم إلى البعث الأول هو ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة وأول الأنبياء من البشر هو آدم عليه الصلاة والسلام وأول خُلفاء الله أجمعين من البشر هو آدم وآخر مرةٍ يتنزل الأمر بالخلافة هو في عصر المهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].
وتلك ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة ويومها سنةٌ مما نعدُّه نحن، وبين الأمر الذي تنزل بطاعة أول خليفة من البشر إلى آخر أمرٍ تنزل بطاعة المهديّ المنُتظر بينهم بالضبط (360000 سنة) ثلاثُ مائةٍ وستون ألف سنةٍ من سنينكم، ولكنه ليس إلا ألف سنةٍ من سنين الأرض التي كان فيها خليفة الله آدم وسبق وأن علّمناكم بحقيقة الأرض المفروشة ذات المشرقين كما في الصورة أدناه:
وسبق وأن علّمناكم بحقيقة هذه الأرض ذات المشرقين من جهتين متقابلتين، وتوجد باطن هذه الأرض التي نعيش عليها، ولها بوابتان من جهتين متقابلتين، وهي أرضٌ مستويةٌ وبل مُمهدةٌ تمهيداً يَرى مشرقَها الشمالي الواقفُ في منتهى مشرقها الجنوبي، ويومها سنةٌ تشرق فيه الشمس مرتين في يومٍ واحدٍ، ويومها كما قلنا يعدل سنةً واحدةً من سنيننا؛ إذاً كم ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة؟ حتماً يعدل بحساب أيامنا = 360000 سنةً مما نعدّه نحن بحساب أيامنا ولكن ذلك ليس إلا سنةً واحدةً فقط من السنيين في الكتاب عند الله، وذلك لأنّ اليوم الواحد عند الله في الكتاب يعدل كألف سنةٍ مما نعدّه نحن، إذاً حتماً السنة الواحدة سوف تساوي 360000 ألف سنةٍ وهي تعدل كما قلنا ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة ويوجد هناك فرقٌ بين هاتين الآيتين وهما قول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].
وقوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ ربّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج:47].
فكما قلنا أن البيان لقول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم، أنّ ذلك بدأ من أول أمرٍ من الله بطاعة أول خليفةٍ في البشر آدم عليه الصلاة والسلام إلى آخر أمرٍ بطاعة خاتم خلفاء الله المهديّ المنتظر، فالزمن بينهما كان مقداره ألف سنةٍ مما تعدّون، ومعنى قوله تعالى: {مِّمَّا تَعُدُّونَ} أي أن اليوم كسنةٍ في الحساب وهو يوم الأرض المفروشة ذات المشرقين والتي يستحوذ عليها الآن المسيح الدجال ويومها كسنةٍ من سنينكم كما أخبركم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ يوم الدجال كسنةٍ أي كسنةٍ من سنينكم، إذاً كم ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة = بحسب أيامنا حتماً سوف تعادل بحساب أيامنا أكيد = 360000 سنة، إذاً كم السنة عند الله في الكتاب؟ فبما أنّ اليوم الواحد كألف سنة، إذاً السنة الواحدة أكيد = 360000 سنة بحسب أيامنا. تصديقاً لقول الله تعالى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ ربّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم.
إذاً السنة حتماً = 360000 سنةٍ بحسب أيامنا، وكذلك الألف السنة من سنين الأرض المفروشة كذلك تساوي 360000 سنةٍ من سنيننا بالساعة والدقيقة والثانية لو كنتم تعلمون، ولن أزيدكم على ذلك شيئاً في أسرار الحساب في الكتاب إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيءٍ رحمةً وعلماً.
ويا معشر علماء الأمّة اتقوا الله واعترفوا بالحقّ، وللأسف إن كثيراً منكم لو آتيه بخمسين ألف برهانٍ من مُحكم القرآن أني الإمام المهديّ المنتظَر لنبذهم أجمعين وراء ظهره وقال بكل بساطة: "بل اسم المهديّ محمد بن عبد الله، أو اسم المهديّ محمد بن الحسن العسكريّ، أو اسم المهديّ أحمد بن عبد الله"، ومن ثم أرد عليكم وأقول: بالله عليكم هل تنتظرون نبياً أو رسولاً من بعد محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين؟ ومعروفٌ جوابكم كلا، ومن ثم أقول لكم إذاً المهديّ المنتظر سيأتي ناصراً لمحمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبذلك يتبيّن لكم الحكمة من التواطؤ لاسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد في اسم أبي، وذلك لكي يحمل الاسم الخبر أفلا تعقلون؟
وإن كذّبتم بأنّ الشمس أدركت القمر نذيراً للبشر قبل أن يسبق الليل النهار فانظروا يا قوم هل يوجد هناك كوكبٌ يحمل النار يقترب من أرضكم في عصري وعصركم؟ فهل فهمتم الخبر والبيان الحقّ للذكر؟ فلماذا تُكذِّبون الحقّ من ربّكم وبأي حقٍّ تكذِّبون إن كنتم صادقين؟ برغم أني لم آتِكم بدينٍ جديدٍ ولا سنةٍ جديدةٍ؛ بل أدعوكم للرجوع إلى كتاب الله وسنة محمدٍ رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإذا أنتم عن الحقّ مُعرضون بغير الحق! وإلى متى الإعراض عن الحقّ إلى متى؟ إلى أن تروا العذاب الأليم!
فأيُّ علماءٍ أنتم يا معشر علماء المسلمين؟ وسوف تتسبّبون في عذاب أمّة الإسلام بسبب إعراضكم عن الحقّ من ربّكم وأَتْباعكم مثلكم كالأنعام؛ بل هم أضلّ سبيلا، فلو يعملون مقارنةً بين بيان ناصر محمد اليمانيّ وبيان علمائهم لكتاب الله لوجدوا أنه كالفرق بين النور والظُلمات، وها هو موقع ناصر محمد اليمانيّ جعلناه طاولة الحوار العالميّة مسموحاً لكل البشر المسلمين والكفار والنّصارى واليهود والملحدين، وأحذّر الذين يغالطون الحقّ ويصدّون عنه من بعد ما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم من شياطين البشر من المسخ إلى خنازير! حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.
اللهم إني بريءٌ من كافة علماء المسلمين الذين تولَّوا عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ وبريءٌ من أتباعهم الذين هم مثلهم لا يعقلون ولا يُفرِّقون بين الحمير والبعير إمّعات لا يستخدمون عقولهم شيئاً، وأقسمُ بالله لتُسْألُنّ عن عقولكم وأبصاركم وأفئدتكم يا من تتبعون ما ليس لكم به علمٌ وقد حذّركم الله أن تتبعوا ما ليس لكم به علم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وإن كذَّبتم من بعد ما تبين لكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن ثمّ تُنظرون إيمانكم بإيمان علمائكم المستكبرين عن الحقّ فسوف تعلمون في يومٍ قريبٍ يجعل الولدان شيباً السماء مُنفطرٌ به كان وعده مفعولاً، فمن ينجيكم يا معشر المسلمين المعرضين عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ والمستمسكين بسنَّة الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون، ويا ويلكم من ربّ العالمين فإنه سوف يعذبكم مع الكفار بالقرآن العظيم لأنه لا فرق بينكم وبينهم شيئاً، ولذلك أُبشركم بعذابٍ شاملٍ لكافة قرى البشرية جميعاً حتى مكة المكرمة وهيئة كبار علمائها الذين استكبروا علينا بغير الحقّ إلا أن يعترفوا بالحقّ فكم دعوتهم وكم أرسلتُ لهم من بياناتٍ بالحجة بالحقّ، فمن ينجيهم من عذاب الله ومن ينجّي علماء الشيعة من عذاب الله ومن ينجّي كافة علماء المسلمين من عذاب الله إن أعرضوا عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحق؟
ويا معشر المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون إني مُلتزمٌ بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولربّما يود أحد علماء الأمّة أن يقول: "ونحن كذلك ملتزمون بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ"، ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: إنك تكذب على نفسك وأتباعك وتُضلونهم بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ بل بعلوم الظنّ والظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً واتَّبعتم أمر الشيطان وقلتم على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وأضلَّكم الحديث الباطل [كُل مُجتهد مُصيب] سواء أخطأ أو أصاب فله أجرٌ إن أصاب وأجرٌ إن أخطأ! ويا سبحان الله أتجعلون لمن يقول على الله ما لا يعلم ونفَّذ أمر الشيطان وعصى أمر الرحمن فتجعلون له أجراً؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 02 - 1430 هـ
22 - 02 - 2009 مـ
09:15 مساءً
________
ردود الإمام على المسمى جعفر:
إليك سؤالٌ من المهديّ المنتظَر: هل الملائكة أعلم أم الشيعة الاثني عشر؟ فتعال لنحتكم إلى الذِّكر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:63].
وعفى الله عنك يا جعفر يا من تشتم خليفة الله المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهر الإمام ناصر محمد اليمانيّ، ويا جعفر إني لا أتغنى لكم بالشعر ولا أساجعكم بالنثر وبيني وبينكم البيان الحقّ للذِّكر ولكلّ دعوى برهان فلنحتكم إلى مُحكم القرآن فأستنبط لكم السلطان فيما كنتم فيه تختلفون، وأهيمن عليكم بالعلم والسلطان من مُحكم القرآن وأُحاجّكم بالبيان الحقّ للقرآن، وجادلني بعلمٍ ولا تكن من الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} صدق الله العظيم [الحج:3].
ويا جعفر، إنك تكذب وتسبّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك، وإليك سؤالٌ من المهديّ المنتظَر: هل الملائكة أعلم أم الشيعة الاثني عشر؟ فتعال لنحتكم إلى الذِّكر، وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أجادلكم أولاً من القرآن العظيم فإذا لم أجد ضالتي فيه فمن ثمّ أذهب إلى السُّنة المحمديّة صلّى الله عليه وآله وسلم، فتعال لأعلمك ناموس اصطفاء الخليفة بأنّ شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حُكمه أحداً، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سبحانه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ ربّك لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعلم مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].
فانظر يا جعفر لردّ الله الواحد القهّار على ملائكته المقربين الذين أبدوا لهم رأياً آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظر إلى ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أعلم مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يصطفي خليفة الله الشيعة الاثني عشر من دونه؟ فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يحقّ لمن هم من دونهم يا جعفر؟ ومن ثم بيّن الله لملائكته برهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنه يزيده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعلم غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأعلم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟ أفلا ترون ردّ الله على ملائكته بالتكذيب أنّهم أعلم من ربّهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنهم أعلم من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} لأنهم ليسوا أعلم من ربّهم في اصطفاء الخليفة ولذلك كان الردّ عليهم قاسياً من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثمّ أدرك الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة ربِّهم وربُّهم أعلم منهم، ولذلك سبّحوا لربّهم من أن يكونوا أعلم منه سبحانه وقالوا:
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
، فتدبر المقطع كاملاً تجد أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به من يعلم الغيب في السماوات والارض ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أعلم غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأعلم مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدة في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:
1 - إنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم.
2 - إنّ اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المقربين التدخل فيه فليسوا هم أعلم من الله وهو أعلم حيث يجعلُ علم رسالته.
3 - نجد أنّ الله علَّم ملائكته بالبرهان لمن اصطفاه الله خليفة أنه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلّماً لهم العلمَ، ولذلك قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم.
فتبيّن لنا أنّ آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أن الملائكة علماء ولكن الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك برهان الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم بأنّكم تجدون أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليكم.
وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله فكذلك لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه، فانظر لخليفة الله طالوت فهل نبيُّهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائداً وإماماً وملكاً؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطةً في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ منه وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247].
ويا معشر الشيعة والسُّنة، أأنتم من يُقسّم رحمة الله فتصطفون من تشاؤون، أفلا تتقون؟ فأمّا السُّنة فحرّموا على خليفة الله أن يُعرِّفهم بنفسه وقالوا إنّ المهديّ المنتظر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر، وأنهم هم من يعلم المهديّ المنتظَر فيُعرّفونه على شأنه في المسلمين أنه الإمام المهديّ شرط أن يُنكر أنه الإمام المهديّ مبعوث من ربّ العالمين، ومن ثمّ يزدادون إصراراً بل أنت الإمام المهديّ ولكنك لا تعلم أنك الإمام المهديّ، فيجبرونه على البيعة كرهاً وهو من الصاغرين، برغم أنهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرقٍ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيوحّد صفّهم ويلُمّ شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرّقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النبويّة الحقّ التي تفتي أهل السُّنة أنّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم، وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أبشّركم بالمهديّ يُبعث في أمّتي على اختلافٍ من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحا] صدق عليه الصلاة والسلام.
فكيف أنّكم تعتقدون يا معشر السُّنة أنّ الله يبعث المهديّ في أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثم تُحرِّمون عليه أن يقول لكم: يا أمّة محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل فأطيعوا أمري وإن عصيتم أظهرني الله عليكم ببأسٍ شديدٍ من لدنه في ليلةٍ وأنتم صاغرون، فتقولون {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].
وأما الشيعة وما أدراك ما الشيعة فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وآتوه الحُكم صبياً، ألا والله لا يأتيهم مهديّهم الذي له ينتظرون لو انتظروا له خمسين مليون سنةٍ حتى يجعلوا الأحجار عنباً والماء ذهباً، ذلك لأنه ما أنزل الله به من سلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنَّة رسوله الحقّ. ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إني أنا المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهَّر من ذُرية الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ولم تلدني أمّي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وجئتَ على قدرٍ يا موسى.
ويا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنكم لا تبصرون فكيف يُبصرُ البدر وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلم؟ وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامرّاء، أما إذا أبيتم إلا المكوث في ظلمات السرداب فلن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب حتى مجيء كوكب العذاب كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار لطلوع الشمس من مغربها ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر من الله الواحد القهّار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكُبرى اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر وجئتكم أنا وكوكب النار على قدرٍ في الكتاب المُسطَّر، فيأتيكم في موعده المقرّر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور، حتى إذا كذَّبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلةٍ يسبق الليل النهار وقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم فيُصدِّق بالبيان الحقّ للذكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النار سقر سنتها شهرٌ من شهور السنة الكونيّة، وطول السَّنة الكونيّة خمسون ألف سنةٍ بحساب أيامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم بمعنى أنّ اثنتي عشرة دورةً فلكيّةً لكوكب سقر يعدل خمسين ألف سنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].
وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
وكما قُلنا إن حساب السَّنة الواحدة لدورة كوكب سقر تعدل شهراً واحداً فقط من شهور السنة الكونيّة بمعنى أنّ السَّنة الواحدة من سنين كوكب النار سقر بحسب أيامنا هي بالضبط أربعة آلاف سنةٍ ومائة عامٍ وستةٌ وستون سنةً وثمانية أشهرٍ تماماً بحسب أيامنا بدقةٍ مُتناهية، ولكن هذه ليست إلا سنةً واحدةً من سنين كوكب النار وهي تعدل شهراً واحداً فقط من أشهر السنة الكونيّة الكُبرى، وطول السنة الكونيّة الكُبرى هي خمسون ألف سنةٍ من السنين الأرضية، وأما طلوع الشمس من مغربها فلا ينبغي له أن يحدث إلا بعد انتهاء خمسين مليون سنةٍ منذ أن بدأ الله خلق الخلائق الحية من بعد خلق الكون، وأما خلق البشر في الأرض المفروشة فهو قريب جداً ليس إلا قبل ألفِ سنةٍ من سنين الأرض المفروشة، وبما أنّ يوم الأرض المفروشة طوله كسنةٍ مما نعدُّه نحن إذاً السنة الواحدة من سنين الأرض المفروشة هي تعدل 360 سنةًَ مما نعدُّه بأيامنا، وبما أن العمر الكُلي منذ أن خلق الله آدم إلى البعث الأول هو ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة وأول الأنبياء من البشر هو آدم عليه الصلاة والسلام وأول خُلفاء الله أجمعين من البشر هو آدم وآخر مرةٍ يتنزل الأمر بالخلافة هو في عصر المهديّ المنتظر ناصر محمد اليمانيّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].
وتلك ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة ويومها سنةٌ مما نعدُّه نحن، وبين الأمر الذي تنزل بطاعة أول خليفة من البشر إلى آخر أمرٍ تنزل بطاعة المهديّ المنُتظر بينهم بالضبط (360000 سنة) ثلاثُ مائةٍ وستون ألف سنةٍ من سنينكم، ولكنه ليس إلا ألف سنةٍ من سنين الأرض التي كان فيها خليفة الله آدم وسبق وأن علّمناكم بحقيقة الأرض المفروشة ذات المشرقين كما في الصورة أدناه:
وسبق وأن علّمناكم بحقيقة هذه الأرض ذات المشرقين من جهتين متقابلتين، وتوجد باطن هذه الأرض التي نعيش عليها، ولها بوابتان من جهتين متقابلتين، وهي أرضٌ مستويةٌ وبل مُمهدةٌ تمهيداً يَرى مشرقَها الشمالي الواقفُ في منتهى مشرقها الجنوبي، ويومها سنةٌ تشرق فيه الشمس مرتين في يومٍ واحدٍ، ويومها كما قلنا يعدل سنةً واحدةً من سنيننا؛ إذاً كم ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة؟ حتماً يعدل بحساب أيامنا = 360000 سنةً مما نعدّه نحن بحساب أيامنا ولكن ذلك ليس إلا سنةً واحدةً فقط من السنيين في الكتاب عند الله، وذلك لأنّ اليوم الواحد عند الله في الكتاب يعدل كألف سنةٍ مما نعدّه نحن، إذاً حتماً السنة الواحدة سوف تساوي 360000 ألف سنةٍ وهي تعدل كما قلنا ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة ويوجد هناك فرقٌ بين هاتين الآيتين وهما قول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [السجدة:5].
وقوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ ربّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج:47].
فكما قلنا أن البيان لقول الله تعالى: {يُدبر الأمر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم، أنّ ذلك بدأ من أول أمرٍ من الله بطاعة أول خليفةٍ في البشر آدم عليه الصلاة والسلام إلى آخر أمرٍ بطاعة خاتم خلفاء الله المهديّ المنتظر، فالزمن بينهما كان مقداره ألف سنةٍ مما تعدّون، ومعنى قوله تعالى: {مِّمَّا تَعُدُّونَ} أي أن اليوم كسنةٍ في الحساب وهو يوم الأرض المفروشة ذات المشرقين والتي يستحوذ عليها الآن المسيح الدجال ويومها كسنةٍ من سنينكم كما أخبركم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ يوم الدجال كسنةٍ أي كسنةٍ من سنينكم، إذاً كم ألف سنةٍ من سنين الأرض المفروشة = بحسب أيامنا حتماً سوف تعادل بحساب أيامنا أكيد = 360000 سنة، إذاً كم السنة عند الله في الكتاب؟ فبما أنّ اليوم الواحد كألف سنة، إذاً السنة الواحدة أكيد = 360000 سنة بحسب أيامنا. تصديقاً لقول الله تعالى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ ربّك كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم.
إذاً السنة حتماً = 360000 سنةٍ بحسب أيامنا، وكذلك الألف السنة من سنين الأرض المفروشة كذلك تساوي 360000 سنةٍ من سنيننا بالساعة والدقيقة والثانية لو كنتم تعلمون، ولن أزيدكم على ذلك شيئاً في أسرار الحساب في الكتاب إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيءٍ رحمةً وعلماً.
ويا معشر علماء الأمّة اتقوا الله واعترفوا بالحقّ، وللأسف إن كثيراً منكم لو آتيه بخمسين ألف برهانٍ من مُحكم القرآن أني الإمام المهديّ المنتظَر لنبذهم أجمعين وراء ظهره وقال بكل بساطة: "بل اسم المهديّ محمد بن عبد الله، أو اسم المهديّ محمد بن الحسن العسكريّ، أو اسم المهديّ أحمد بن عبد الله"، ومن ثم أرد عليكم وأقول: بالله عليكم هل تنتظرون نبياً أو رسولاً من بعد محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين؟ ومعروفٌ جوابكم كلا، ومن ثم أقول لكم إذاً المهديّ المنتظر سيأتي ناصراً لمحمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبذلك يتبيّن لكم الحكمة من التواطؤ لاسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد في اسم أبي، وذلك لكي يحمل الاسم الخبر أفلا تعقلون؟
وإن كذّبتم بأنّ الشمس أدركت القمر نذيراً للبشر قبل أن يسبق الليل النهار فانظروا يا قوم هل يوجد هناك كوكبٌ يحمل النار يقترب من أرضكم في عصري وعصركم؟ فهل فهمتم الخبر والبيان الحقّ للذكر؟ فلماذا تُكذِّبون الحقّ من ربّكم وبأي حقٍّ تكذِّبون إن كنتم صادقين؟ برغم أني لم آتِكم بدينٍ جديدٍ ولا سنةٍ جديدةٍ؛ بل أدعوكم للرجوع إلى كتاب الله وسنة محمدٍ رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإذا أنتم عن الحقّ مُعرضون بغير الحق! وإلى متى الإعراض عن الحقّ إلى متى؟ إلى أن تروا العذاب الأليم!
فأيُّ علماءٍ أنتم يا معشر علماء المسلمين؟ وسوف تتسبّبون في عذاب أمّة الإسلام بسبب إعراضكم عن الحقّ من ربّكم وأَتْباعكم مثلكم كالأنعام؛ بل هم أضلّ سبيلا، فلو يعملون مقارنةً بين بيان ناصر محمد اليمانيّ وبيان علمائهم لكتاب الله لوجدوا أنه كالفرق بين النور والظُلمات، وها هو موقع ناصر محمد اليمانيّ جعلناه طاولة الحوار العالميّة مسموحاً لكل البشر المسلمين والكفار والنّصارى واليهود والملحدين، وأحذّر الذين يغالطون الحقّ ويصدّون عنه من بعد ما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم من شياطين البشر من المسخ إلى خنازير! حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.
اللهم إني بريءٌ من كافة علماء المسلمين الذين تولَّوا عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ وبريءٌ من أتباعهم الذين هم مثلهم لا يعقلون ولا يُفرِّقون بين الحمير والبعير إمّعات لا يستخدمون عقولهم شيئاً، وأقسمُ بالله لتُسْألُنّ عن عقولكم وأبصاركم وأفئدتكم يا من تتبعون ما ليس لكم به علمٌ وقد حذّركم الله أن تتبعوا ما ليس لكم به علم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وإن كذَّبتم من بعد ما تبين لكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن ثمّ تُنظرون إيمانكم بإيمان علمائكم المستكبرين عن الحقّ فسوف تعلمون في يومٍ قريبٍ يجعل الولدان شيباً السماء مُنفطرٌ به كان وعده مفعولاً، فمن ينجيكم يا معشر المسلمين المعرضين عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ والمستمسكين بسنَّة الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون، ويا ويلكم من ربّ العالمين فإنه سوف يعذبكم مع الكفار بالقرآن العظيم لأنه لا فرق بينكم وبينهم شيئاً، ولذلك أُبشركم بعذابٍ شاملٍ لكافة قرى البشرية جميعاً حتى مكة المكرمة وهيئة كبار علمائها الذين استكبروا علينا بغير الحقّ إلا أن يعترفوا بالحقّ فكم دعوتهم وكم أرسلتُ لهم من بياناتٍ بالحجة بالحقّ، فمن ينجيهم من عذاب الله ومن ينجّي علماء الشيعة من عذاب الله ومن ينجّي كافة علماء المسلمين من عذاب الله إن أعرضوا عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحق؟
ويا معشر المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون إني مُلتزمٌ بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولربّما يود أحد علماء الأمّة أن يقول: "ونحن كذلك ملتزمون بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ"، ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: إنك تكذب على نفسك وأتباعك وتُضلونهم بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ بل بعلوم الظنّ والظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً واتَّبعتم أمر الشيطان وقلتم على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وأضلَّكم الحديث الباطل [كُل مُجتهد مُصيب] سواء أخطأ أو أصاب فله أجرٌ إن أصاب وأجرٌ إن أخطأ! ويا سبحان الله أتجعلون لمن يقول على الله ما لا يعلم ونفَّذ أمر الشيطان وعصى أمر الرحمن فتجعلون له أجراً؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار