البيان الكامل منقولاً لصاحب علم الكتاب الامام ناصر محمد اليماني في بيان المتشابه من القرآن في قوله تعالى
(( فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ )) صدق الله العظيم
-------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدي النبي الأمي الامين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين, وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخي الكريم أهلا وسهلاً بشخصكم المُحترم وجميع الوافدين لحوار المهدي الإمام ناصر محمد اليماني في طاولة الحوار الحُرة لجميع عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحق من كافة البشر أرحب بهم جميعاً وحقاً علينا مفروضاً أن نحترم من يحترمنا في الحوار مهما كان مُخالفاً لأمرنا فإنا لقادرون بإذن الله العليم الحكيم مُعلم المهدي المنتظر أن نُهيمن عليهم بسُلطان العلم المُحكم البين من أحكام الكتاب المُبين من القرآن العظيم وإنا لصادقون بإذن الله العزيز الحكيم ولسنا من الذين يقولون مالا يفعلون..
وأما السؤال الأول الموجه إلينا من الضيف الكريم فيقول فيه:
س1)و السؤال هل نستدل باحكامنا و شرعنا من شرع و احكام من كانوا قبلنا - فإن هذا شرع من قبلنا،
ج1) وإليك الجواب المُحكم من الكتاب المُبين الذي يفهمه عالم الأمة وجاهلها لأن الجواب سنأتي به مُباشرة من آيات الكتاب المُحكمات البينات قال الله تعالى:
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}صدق الله العظيم
وأما دليلك الذي أتيت لنا به من الكتاب في قول الله تعالى:
قال تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) } البقرة
وقلت إن هذه سُنة من سُنن الله في كتاب التوراة أن التوبة لمن اراد أن يتوب إلى الله من بني إسرائيل فعليه أن يقتل نفسه ثم يتوب الله عليه حسب فتوى أخي زيد إبن حارثة !
ج2) وإليك الجواب من مُحكم الكتاب إن كنت من أولوا الألباب فكيف تجعل التوبة إلى الله بارتكاب جريمة من أعظم جرائم الإثم في الكتاب أن يعتدي الإنسان على نفسه بالقتل و قال الله تعالى:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}صدق الله العظيم
وأتيتك بالجواب من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُن أم الكتاب وأما دليلك فكان من الآيات المُتشابها في قول الله تعالى:
{ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
صدق الله العظيم
ووجه التشابه فيها هو قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ }
صدق الله العظيم
والحمدُ لله الذي أتاني البيان الحق للكتاب مُحكمه ومُتشابهه الذي لا يعلم بتأويل المُتشابه من الكتاب إلا الله وحده ويُعلم به عبده وإنا لصادقون وإليك البيان الحق لهذه الآية المُتشابهة في الكتاب في قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ }
فظننم أن الذي يريد أن يتوب من بني إسرائيل فعليه بقتل نفسه وإنكم لخاطئوون, فكيف تكون التوبة إلى الله أن ييأس من رحمته فيقوم بقتل نفسه فيرتكب من أعظم آثام الكتاب المُحرمة في جميع الكتب السماوية أن يقتل الإنسان نفسه تصديقاً لقول الله تعالى:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
بمعنى أن قتل النفس هو اليأس من رحمة الله فكيف تجعلونه التوبة إلى الله الذي وعد التائبين برحمته أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً إنهُ هو الغفور الرحيم؟!
ونعود لبيان اللآية المُتشابهة في قول الله تعالى:
قال تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} البقرة
ووجه التشابه فيها هو قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
فأما التوبة في هذه الآية فهي من المُحكمات في قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم
ومن ثم أحرقه ونبذه في اليم فنسفه نسفاً ثم علموا أنهم ظلموا أنفسهم فتابوا إلى بارئهم فتاب الله عليهم وعفى عنهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}صدق الله العظيم
وناتي الآن لبيان المُتشابه في قول الله تعالى:
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
وإنما يقصد الله أن يقتل بعضهم بعضاً فيدفع بعضهم ببعض لمنع الفساد في الارض تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}صدق الله العظيم
ولكنه غركم يا معشر عُلماء المُسلمين وجه التشابه في قول الله تعالى:
(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )
وإنما يقصد بأنفسهم أي بعضهم بعضاً, وقال الله تعالى:
{ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }
صدق الله العظيم
أي فسلموا على أنفسكم أي يُسلموا على بعضهم بعضاً من بني جنسهم وليس أنه يقول للحمار أو البقرة السلام عليكم لأنه لن تفطن لغته بل السلام على أهل البيت الذي دخلتم إلى بيوتهم من أنفسكم فيردوا السلام عليكم بأحسن منها فيقولوا أهل البيت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أو يردوها فيقولوا وعليكم السلام تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }صدق الله العظيم
وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }
صدق الله العظيم
وتبين لنا المقصود من قوله تعالى:
{فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ }
أي يُسلموا على بعضهم بعضاً وكذلك قول الله تعالى :
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}
أي يقتل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً * فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً * وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
فانظروا للنتيجة:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
إذاً أصبح الحق واضحاً وجلياً بالمقصود من قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم }
وهو الدفاع عن ديارهم وعرضهم وأرضهم من المُعتدين عليهم وأما قول الله تعالى:
{أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم }
وذلك الخروج للجهاد في سبيل الله لقتال المُفسدين في الأرض واعلاء كلمة الله ومن ثم انظروا لقول الله تعالى:
{ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
ثم انظروا لقاتل نفسه :
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}صدق الله العظيم
أفلا ترون يامعشر عُلماء الأمة أنكم لا تعلمون البيان الحق للمُتشابه من القرآن فظننتم أن المقصود من قول الله
تعالى:
{فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} البقرة
فظننتم أنهُ يأمرهم بقتل أنفسهم فكيف يقول:
{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
أفلا تعقلون؟! فكيف تتبعوا المُتشابه من القرآن والذي لا يزال بحاجة للراسخون في العلم أن يأتوا لكم بتأويله ولم يأمركم الله بتأويلة بل أمركم بالإيمان به حتى يبعث الله لكم إماماً كريماً يأتي لكم بتاويله, وأمركم الله بالإستمساك والإتباع لآيات الكتاب المُحكمات البينات هُن أم الكتاب التي بين الله لكم فيهم الحلال والحرام
ثم إنظروا لقاتل نفسه:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فما لكم وللمُتشابه من القرآن ولم يامركم الله إلا بالإيمان به أنهُ كذلك من عند الله ولا يعلم تأويله إلا الله فيُعلمه لمن يشاء من عبادة المُصطفين أئمة للمُسلمين إن وجدوا وإذا لا يوجد فيكم إمام حكم عدل بالقول الفصل فيما كنتم فيه تختلفون فاتركوا الإختلاف في المُتشابه واتفقوا على الإيمان به ثم استمسكوا بمُحكم الكتاب في آياته المُحكمات البينات هُن أم الكتاب من ازاغ عنهم واتبع ظاهر المُتشابه من القرآن فقد غوى وهوى وكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيق في نار جهنم الأرض السابعة من بعد أرضكم وهل تدرون لماذا؟
وذلك لأن المُتشابه من القرآن سوف تجدوا ظاهره يُخالف لمُحكم القرآن تماما مثال قول الله تعالى
ونأتي الآن لبيان المُتشابه في قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
وقول الله تعالى
ثم انظروا لقاتل نفسه :
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فانظروا في هاتين الآيتين أحدهن من الآيات المُتشابهات وهي قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
والأخرى من الآيات المُحكمات:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
إذاً لو يتبعوا ظاهر الآية المُتشابهه لضلوا ضلالاً بعيداً
وظن الذين لا يعلمون أن التوبة للآثمين واليائسين من رحمة الله أن يقتل نفسه, وإن ذلك خيراً له عند بارئه ويأتي بالدليل من ظاهر الآية المُتشابهة:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
ولكنه خالف أمر الله المُحكم وازداد إثماً بالإثم الأعظم فكان مصيرة نار جهنم خالداً فيها تصديقاً لقول الله تعالى:
والأخرى من الآيات المُحكمات:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فبالله عليكم لو سألتكم يامعشر عُلماء الأمة عن قول الله تعالى هل تعلمون البيان لقول الله تعالى:
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم
لأجبتموني جميعاً وقُلتم:
{أي جاءكم رسول بشر مثلكم من ذات أنفسكم }
ثم أرد عليكم وأقول:
إذاً لماذا أضليتم بفتواكم أن قول الله تعالى:
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
أنه يقصد أن يقتلوا أنفسهم!, ولم تعلموا أنه يقصد دفع البشر بعضهم بعضاً تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيم}
فكيف يُهدى من بعد موته بقتل نفسه ؟أفلا تتقون!
فتدبروا وتفكروا قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} صدق الله العظيم
ومن متى رُسل الله يأمرون الناس أن يقتلوا أنفسهم حاشا لله تا لله ما أمر الإنسان بقتل نفسه إلا الشيطان مُخالفة لأمر الرحمن فهل تريدوا أن تتيعوا أمر الشيطان وتعرضوا عن أمر الرحمن أفلا تتقون يا معشر عُلماء الأمة الذين يقولون على الله مالا يعلمون ويحسبون أنهم مُهتدون ؟!
وأما بيانك لقول الله تعالى:
{وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
[الأعراف:163] صدق الله العظيم
فتلك آية من الله لهم أن تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً مُتطايرة إلى البر بالساحل ثم تعود إلى البحر كمثل آية ثمود ,وقال الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا *فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا } صدق الله العظيم
وكذلك الحيتان جعلها الله آية لهم وفتنة لهم.. هل يلتزموا بأمر الله فلا يعتدوا عليها لأنها سوف تخرج إلى بين أيدهم على ساحل البحر مُتطايرة من البحر ثم تعود إلى البحر وتلك آية لهم كما آية ثمود الناقة, والناقة حلال للبشر نحرها أو الجمل ولكن الله جعلها آية لهم وفتنة لأنه يعلم أنهم سوف يخالفون أمر ربهم فيعقروها تحدياً منهم لخالفة أمر الله وكفراً منهم بالحق فانظر للنتيجة :
{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }صدق الله العظيم
وكذلك أصحاب السبت اعتدوا على الأسماك التي كانت تخرج بأمر الله إلى ساحل قريتهم آية لهم ونهو أن يعتدوا عليها ولكنهم اعتدوا عليها تحدياً منهم لمخالفة أمر الله فوعظهم الصالحون وقالوا لهم لا تخالفوا أمر الله فتقربوها بسوء فيسحتكم بعذاب بئيس وقال الله تعالى :
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ }صدق الله العظيم
ولكنك جعلت شريعة مُستمرة ولكننا لا نرى الأسماك اليوم كل يوم سبت تطاير من البحر إلى ساحله اليابسه فتعود إليه بل كانت تلك آية من الله محدودة الزمن فتنة لهم بالإلتزام بأمر الله فهي آية لهم من ربهم مثلها كمثل الناقة فخالفوا أمر الله تحدياً منهم ..
وأما صيد البر المُحرم على الحُجاج وأنتم حرم فكذلك فتنة لهم من الله وابتلاء هل يلتزموا بأمر الله تصديقاً لقول الله تعالى:
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة:94]
وقال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ }[المائدة]،
وذلك إمتحان للتقوى ليُطهر الله قلوبهم تطهيراً)
وأما بيانك لقول الله تعالى:
{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ماحملت ظهورهما والحوايا أو مااختلط بعظم} صدق الله العظيم
فإنك لمن الخاطئين.. بل بيانها الحق:
فأما قوله تعالى:
{وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر }
فذلك محرم في التوراة والإنجيل, وأما قول الله تعالى:
{ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ماحملت ظهورهما والحوايا أو مااختلط بعظم} صدق الله العظيم
فتلك طيبات أحلت لهم وإنما حرمها عليهم بأن أصاب أغنياءهم من أهل الرباء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل بأمراض حتى حرموها على أنفسهم فإذا أكلوا من اللحم المُختلط بالشحم وهو ألذ الحوم فإذا اكلوا منها مرضوا تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباًأَلِيماً} صدق الله العظيم
وكذلك تُشاهد كثير من الأغنياء اليوم الذين لا ينفقون من أموالهم في سبيل الله يبتليهم الله بأمراض كمرض السكر وما شابه ذلك حتى لا يستمتعوا بأموالهم شيئاً فيحرموا على أنفسهم ولو أنفقوا في سبيل الله وتابوا إلى الله متابا وأنفقوا لشفاهم الله وأكلوا بأموالهم مالذ وطاب وآخرين يبتليهم الله بذلك إبتلاء من الفقراء
وطعام أهل الكتاب حلال لنا كما هو حلال لهم طعامنا إلا ما حرّمه الله علينا جميعاً في الشريعة الإسلامية الحق, وقال الله تعالى:
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ} صدق الله العظيم
وأما تحريم التماثيل والتصاوير فسبقت فتوانا بالحق أنهُ ليس حرام فيها إلا ما كان سفور وفجور وفتنة للناظرين كمثال صورة النساء العاريات فلا يجوز أن يزين بها حيطان جدرانه ولا تليق بمُسلم ولن تدخل الملائكة الطوافون البيوت التي فيها صور لأمراة عارية أو صورة لرجل يقبل امرأة أو ما شابه ذلك من صور الفسق والفجور فهذا يدل على عدم تقوى صاحب البيت
أما صور أهلك فاجعل صورة لأبيك في حائط جدرانك حتى إذا مات لا ينساه الناس ولا تنساه أنت فما أن تنظر إليه أو ينظروا إليه ضيوفك إلا وذكرتهم صورته المُعلقة بالحائط به من بعد موته فيقولوا الله يرحمة فيدعو ا له بالرحمة وكذلك صورة لأمك في حجرات نساءك حتى إن ماتت فتذكركم بها كُل ما رأيتم الصورة فتدعوا لها أو يتذكرها الزائرات والأقارب كلما زاروكم فينظرون إلى الصورة فتذكرهم بها فيدعون لها بالرحمة والغفران
فما خطبكم ياقوم لا تفرقون بين الحلال والحرام وجعلتم الصور سواء في الحرم وهم يختلفان صور الفسق والفجور وصور الذكر الخالية من السفور والفجور
فما خطبكم لا تميزون بين الحلال والحرام ومن أخطر الفتاوى على العالم أن يقول هذا حلال وهذا حرام من غير علم ولا سُلطان منير, وقال الله تعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
(( فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ )) صدق الله العظيم
-------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدي النبي الأمي الامين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين, وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخي الكريم أهلا وسهلاً بشخصكم المُحترم وجميع الوافدين لحوار المهدي الإمام ناصر محمد اليماني في طاولة الحوار الحُرة لجميع عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحق من كافة البشر أرحب بهم جميعاً وحقاً علينا مفروضاً أن نحترم من يحترمنا في الحوار مهما كان مُخالفاً لأمرنا فإنا لقادرون بإذن الله العليم الحكيم مُعلم المهدي المنتظر أن نُهيمن عليهم بسُلطان العلم المُحكم البين من أحكام الكتاب المُبين من القرآن العظيم وإنا لصادقون بإذن الله العزيز الحكيم ولسنا من الذين يقولون مالا يفعلون..
وأما السؤال الأول الموجه إلينا من الضيف الكريم فيقول فيه:
س1)و السؤال هل نستدل باحكامنا و شرعنا من شرع و احكام من كانوا قبلنا - فإن هذا شرع من قبلنا،
ج1) وإليك الجواب المُحكم من الكتاب المُبين الذي يفهمه عالم الأمة وجاهلها لأن الجواب سنأتي به مُباشرة من آيات الكتاب المُحكمات البينات قال الله تعالى:
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}صدق الله العظيم
وأما دليلك الذي أتيت لنا به من الكتاب في قول الله تعالى:
قال تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) } البقرة
وقلت إن هذه سُنة من سُنن الله في كتاب التوراة أن التوبة لمن اراد أن يتوب إلى الله من بني إسرائيل فعليه أن يقتل نفسه ثم يتوب الله عليه حسب فتوى أخي زيد إبن حارثة !
ج2) وإليك الجواب من مُحكم الكتاب إن كنت من أولوا الألباب فكيف تجعل التوبة إلى الله بارتكاب جريمة من أعظم جرائم الإثم في الكتاب أن يعتدي الإنسان على نفسه بالقتل و قال الله تعالى:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}صدق الله العظيم
وأتيتك بالجواب من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُن أم الكتاب وأما دليلك فكان من الآيات المُتشابها في قول الله تعالى:
{ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
صدق الله العظيم
ووجه التشابه فيها هو قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ }
صدق الله العظيم
والحمدُ لله الذي أتاني البيان الحق للكتاب مُحكمه ومُتشابهه الذي لا يعلم بتأويل المُتشابه من الكتاب إلا الله وحده ويُعلم به عبده وإنا لصادقون وإليك البيان الحق لهذه الآية المُتشابهة في الكتاب في قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ }
فظننم أن الذي يريد أن يتوب من بني إسرائيل فعليه بقتل نفسه وإنكم لخاطئوون, فكيف تكون التوبة إلى الله أن ييأس من رحمته فيقوم بقتل نفسه فيرتكب من أعظم آثام الكتاب المُحرمة في جميع الكتب السماوية أن يقتل الإنسان نفسه تصديقاً لقول الله تعالى:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
بمعنى أن قتل النفس هو اليأس من رحمة الله فكيف تجعلونه التوبة إلى الله الذي وعد التائبين برحمته أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً إنهُ هو الغفور الرحيم؟!
ونعود لبيان اللآية المُتشابهة في قول الله تعالى:
قال تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} البقرة
ووجه التشابه فيها هو قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
فأما التوبة في هذه الآية فهي من المُحكمات في قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} صدق الله العظيم
ومن ثم أحرقه ونبذه في اليم فنسفه نسفاً ثم علموا أنهم ظلموا أنفسهم فتابوا إلى بارئهم فتاب الله عليهم وعفى عنهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}صدق الله العظيم
وناتي الآن لبيان المُتشابه في قول الله تعالى:
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
وإنما يقصد الله أن يقتل بعضهم بعضاً فيدفع بعضهم ببعض لمنع الفساد في الارض تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}صدق الله العظيم
ولكنه غركم يا معشر عُلماء المُسلمين وجه التشابه في قول الله تعالى:
(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )
وإنما يقصد بأنفسهم أي بعضهم بعضاً, وقال الله تعالى:
{ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }
صدق الله العظيم
أي فسلموا على أنفسكم أي يُسلموا على بعضهم بعضاً من بني جنسهم وليس أنه يقول للحمار أو البقرة السلام عليكم لأنه لن تفطن لغته بل السلام على أهل البيت الذي دخلتم إلى بيوتهم من أنفسكم فيردوا السلام عليكم بأحسن منها فيقولوا أهل البيت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أو يردوها فيقولوا وعليكم السلام تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }صدق الله العظيم
وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }
صدق الله العظيم
وتبين لنا المقصود من قوله تعالى:
{فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ }
أي يُسلموا على بعضهم بعضاً وكذلك قول الله تعالى :
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}
أي يقتل بعضهم بعضاً للجهاد في سبيل الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً * فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً * وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
فانظروا للنتيجة:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
إذاً أصبح الحق واضحاً وجلياً بالمقصود من قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم }
وهو الدفاع عن ديارهم وعرضهم وأرضهم من المُعتدين عليهم وأما قول الله تعالى:
{أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم }
وذلك الخروج للجهاد في سبيل الله لقتال المُفسدين في الأرض واعلاء كلمة الله ومن ثم انظروا لقول الله تعالى:
{ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}صدق الله العظيم
ثم انظروا لقاتل نفسه :
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}صدق الله العظيم
أفلا ترون يامعشر عُلماء الأمة أنكم لا تعلمون البيان الحق للمُتشابه من القرآن فظننتم أن المقصود من قول الله
تعالى:
{فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} البقرة
فظننتم أنهُ يأمرهم بقتل أنفسهم فكيف يقول:
{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
أفلا تعقلون؟! فكيف تتبعوا المُتشابه من القرآن والذي لا يزال بحاجة للراسخون في العلم أن يأتوا لكم بتأويله ولم يأمركم الله بتأويلة بل أمركم بالإيمان به حتى يبعث الله لكم إماماً كريماً يأتي لكم بتاويله, وأمركم الله بالإستمساك والإتباع لآيات الكتاب المُحكمات البينات هُن أم الكتاب التي بين الله لكم فيهم الحلال والحرام
ثم إنظروا لقاتل نفسه:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فما لكم وللمُتشابه من القرآن ولم يامركم الله إلا بالإيمان به أنهُ كذلك من عند الله ولا يعلم تأويله إلا الله فيُعلمه لمن يشاء من عبادة المُصطفين أئمة للمُسلمين إن وجدوا وإذا لا يوجد فيكم إمام حكم عدل بالقول الفصل فيما كنتم فيه تختلفون فاتركوا الإختلاف في المُتشابه واتفقوا على الإيمان به ثم استمسكوا بمُحكم الكتاب في آياته المُحكمات البينات هُن أم الكتاب من ازاغ عنهم واتبع ظاهر المُتشابه من القرآن فقد غوى وهوى وكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيق في نار جهنم الأرض السابعة من بعد أرضكم وهل تدرون لماذا؟
وذلك لأن المُتشابه من القرآن سوف تجدوا ظاهره يُخالف لمُحكم القرآن تماما مثال قول الله تعالى
ونأتي الآن لبيان المُتشابه في قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
وقول الله تعالى
ثم انظروا لقاتل نفسه :
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فانظروا في هاتين الآيتين أحدهن من الآيات المُتشابهات وهي قول الله تعالى:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
والأخرى من الآيات المُحكمات:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
إذاً لو يتبعوا ظاهر الآية المُتشابهه لضلوا ضلالاً بعيداً
وظن الذين لا يعلمون أن التوبة للآثمين واليائسين من رحمة الله أن يقتل نفسه, وإن ذلك خيراً له عند بارئه ويأتي بالدليل من ظاهر الآية المُتشابهة:
{ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
ولكنه خالف أمر الله المُحكم وازداد إثماً بالإثم الأعظم فكان مصيرة نار جهنم خالداً فيها تصديقاً لقول الله تعالى:
والأخرى من الآيات المُحكمات:
{و َلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}صدق الله العظيم
فبالله عليكم لو سألتكم يامعشر عُلماء الأمة عن قول الله تعالى هل تعلمون البيان لقول الله تعالى:
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم
لأجبتموني جميعاً وقُلتم:
{أي جاءكم رسول بشر مثلكم من ذات أنفسكم }
ثم أرد عليكم وأقول:
إذاً لماذا أضليتم بفتواكم أن قول الله تعالى:
{فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}صدق الله العظيم
أنه يقصد أن يقتلوا أنفسهم!, ولم تعلموا أنه يقصد دفع البشر بعضهم بعضاً تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيم}
فكيف يُهدى من بعد موته بقتل نفسه ؟أفلا تتقون!
فتدبروا وتفكروا قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُم مِن لَدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} صدق الله العظيم
ومن متى رُسل الله يأمرون الناس أن يقتلوا أنفسهم حاشا لله تا لله ما أمر الإنسان بقتل نفسه إلا الشيطان مُخالفة لأمر الرحمن فهل تريدوا أن تتيعوا أمر الشيطان وتعرضوا عن أمر الرحمن أفلا تتقون يا معشر عُلماء الأمة الذين يقولون على الله مالا يعلمون ويحسبون أنهم مُهتدون ؟!
وأما بيانك لقول الله تعالى:
{وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
[الأعراف:163] صدق الله العظيم
فتلك آية من الله لهم أن تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً مُتطايرة إلى البر بالساحل ثم تعود إلى البحر كمثل آية ثمود ,وقال الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا *فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا } صدق الله العظيم
وكذلك الحيتان جعلها الله آية لهم وفتنة لهم.. هل يلتزموا بأمر الله فلا يعتدوا عليها لأنها سوف تخرج إلى بين أيدهم على ساحل البحر مُتطايرة من البحر ثم تعود إلى البحر وتلك آية لهم كما آية ثمود الناقة, والناقة حلال للبشر نحرها أو الجمل ولكن الله جعلها آية لهم وفتنة لأنه يعلم أنهم سوف يخالفون أمر ربهم فيعقروها تحدياً منهم لخالفة أمر الله وكفراً منهم بالحق فانظر للنتيجة :
{فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }صدق الله العظيم
وكذلك أصحاب السبت اعتدوا على الأسماك التي كانت تخرج بأمر الله إلى ساحل قريتهم آية لهم ونهو أن يعتدوا عليها ولكنهم اعتدوا عليها تحدياً منهم لمخالفة أمر الله فوعظهم الصالحون وقالوا لهم لا تخالفوا أمر الله فتقربوها بسوء فيسحتكم بعذاب بئيس وقال الله تعالى :
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ }صدق الله العظيم
ولكنك جعلت شريعة مُستمرة ولكننا لا نرى الأسماك اليوم كل يوم سبت تطاير من البحر إلى ساحله اليابسه فتعود إليه بل كانت تلك آية من الله محدودة الزمن فتنة لهم بالإلتزام بأمر الله فهي آية لهم من ربهم مثلها كمثل الناقة فخالفوا أمر الله تحدياً منهم ..
وأما صيد البر المُحرم على الحُجاج وأنتم حرم فكذلك فتنة لهم من الله وابتلاء هل يلتزموا بأمر الله تصديقاً لقول الله تعالى:
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة:94]
وقال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ }[المائدة]،
وذلك إمتحان للتقوى ليُطهر الله قلوبهم تطهيراً)
وأما بيانك لقول الله تعالى:
{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ماحملت ظهورهما والحوايا أو مااختلط بعظم} صدق الله العظيم
فإنك لمن الخاطئين.. بل بيانها الحق:
فأما قوله تعالى:
{وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر }
فذلك محرم في التوراة والإنجيل, وأما قول الله تعالى:
{ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ماحملت ظهورهما والحوايا أو مااختلط بعظم} صدق الله العظيم
فتلك طيبات أحلت لهم وإنما حرمها عليهم بأن أصاب أغنياءهم من أهل الرباء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل بأمراض حتى حرموها على أنفسهم فإذا أكلوا من اللحم المُختلط بالشحم وهو ألذ الحوم فإذا اكلوا منها مرضوا تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباًأَلِيماً} صدق الله العظيم
وكذلك تُشاهد كثير من الأغنياء اليوم الذين لا ينفقون من أموالهم في سبيل الله يبتليهم الله بأمراض كمرض السكر وما شابه ذلك حتى لا يستمتعوا بأموالهم شيئاً فيحرموا على أنفسهم ولو أنفقوا في سبيل الله وتابوا إلى الله متابا وأنفقوا لشفاهم الله وأكلوا بأموالهم مالذ وطاب وآخرين يبتليهم الله بذلك إبتلاء من الفقراء
وطعام أهل الكتاب حلال لنا كما هو حلال لهم طعامنا إلا ما حرّمه الله علينا جميعاً في الشريعة الإسلامية الحق, وقال الله تعالى:
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ} صدق الله العظيم
وأما تحريم التماثيل والتصاوير فسبقت فتوانا بالحق أنهُ ليس حرام فيها إلا ما كان سفور وفجور وفتنة للناظرين كمثال صورة النساء العاريات فلا يجوز أن يزين بها حيطان جدرانه ولا تليق بمُسلم ولن تدخل الملائكة الطوافون البيوت التي فيها صور لأمراة عارية أو صورة لرجل يقبل امرأة أو ما شابه ذلك من صور الفسق والفجور فهذا يدل على عدم تقوى صاحب البيت
أما صور أهلك فاجعل صورة لأبيك في حائط جدرانك حتى إذا مات لا ينساه الناس ولا تنساه أنت فما أن تنظر إليه أو ينظروا إليه ضيوفك إلا وذكرتهم صورته المُعلقة بالحائط به من بعد موته فيقولوا الله يرحمة فيدعو ا له بالرحمة وكذلك صورة لأمك في حجرات نساءك حتى إن ماتت فتذكركم بها كُل ما رأيتم الصورة فتدعوا لها أو يتذكرها الزائرات والأقارب كلما زاروكم فينظرون إلى الصورة فتذكرهم بها فيدعون لها بالرحمة والغفران
فما خطبكم ياقوم لا تفرقون بين الحلال والحرام وجعلتم الصور سواء في الحرم وهم يختلفان صور الفسق والفجور وصور الذكر الخالية من السفور والفجور
فما خطبكم لا تميزون بين الحلال والحرام ومن أخطر الفتاوى على العالم أن يقول هذا حلال وهذا حرام من غير علم ولا سُلطان منير, وقال الله تعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار