فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطاهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين ولا افرق بين احدً من رُسله وأنا من المُسلمين والحمدُ لله رب العالمين
قال تعالى{ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }صدق الله العظيم
اللهم صلى على عبادك أولوا الألباب وسلمُ تسليماً وسبقت فتوانا بالحق أنه لن يتبع الأنبياء والمُرسلين والمهدي المنتظر إلا الذين يستخدموا عقولهم وأولئك الذين هداهم الله من عباده تصديقاً لقول الله تعالى((أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)صدق الله العظيم
والسوآل الذي يطرح نفسه فمنهم أولوا الألباب والجواب إنهم اللذين لا يتبعون الذين من قبلهم بالإتباع الأعمى بل يردوا بصيرة الداعية إلى الله إلى عقولهم هل تقرها أم تنكرها كونها لاتعمى الأبصار عن التمييز بين الحق والباطل ولذلك فسوف يسألكم الله عن عقولكم لو لم تتبعوا الحق من ربكم وكذلك سوف يسألكم الله عن عقولكم لو أتبعتم الباطل من الذين يقولون على الله ماليس له برهان من ربهم إلا إتباع الظن .
قال الله تعالى
(( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) صدق الله العظيم
وسبق أن أفتيناكم من محكم الكتاب أن أصحاب النار من الجن والإنس هم الذين لا يتفكرون فيما أُنزل إليهم من ربهم فهم عنه مُعرضون وقال الله تعالى
(( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ))صدق الله العظيم
وكذلك تجدوا الفتوى من الكافرين عن سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم فقالوا أنه عدم استخدام العقل ولذلك قالوا
(( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ))صدق الله العظيم
وهاهم المُسلمون عادوا لسر عبادة الأصنام وقد يستغرب الباحث عن الحق فيقول ولكننا لا نعلم أن المسلمين عادوا لعبادة الأصنام ثم نرد عليهم بالحق ونقول وذلك لأنكم لا تعلمون ما هو السر لعبادة الأمم الأولى للأصنام وإنما الأصنام تماثيل صنعتها الأمم الأولى لأنبياء الله في كل أمه وأولياءه المُكرمين فيعتقدوا أنهم شفعاءهم عند الله حتى إذا جاء حشرهم فيعرفون أولياء الله الذي جسدوا الأصنام تماثيل لصورهم ولذلك يقولوا
((وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )) صدق الله العظيم
وإنما يشركوا بعد حين من بعث نبيهم بسبب تعظيمه والمبالغة فيه من بعض أتباعه بعد حين من موته فيصنعوا لصورهم تماثيل من بعد موتهم ولذلك فهم غافلون عن عبادتهم وقال الله تعالى
(( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )) صدق الله العظيم
وقال الله تعالى(( وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ )) صدق الله العظيم
وسأل الله أنبياءه ورُسله وقال الله تعالى
(( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَِ(17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18)فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً (19)) صدق الله العظيم
وتجدوا أن سبب ضلالهم هم أنهم لم يتبعوا ذكر ربهم المُنزل إليهم ولذلك قالوا الأنبياء
(( سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18)) صدق الله العظيم
وقال الله تعالى(( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )) صدق الله العظيم
وقال الله تعالى (( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )) صدق الله العظيم
فانظروا لقول أنبياء الله الذين أعتقدوا في شفاعتهم قالوا
(( وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )) صدق الله العظيم
إذاً فقد كفر بعقيدة المبالغة فيهم بغير الحق لأنهم عباد الله المُكرمين وكانوا عليهم ضداً تصديقاً لقول الله تعالى
(( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا )) صدق الله العظيم
وذلك هو سرعبادة الأصنام إذاً فلا فرق بين شرك الأمم الأولى وشرككم إلا قليلاً كونكم ترجون شفاعة أنبياء الله ورُسله وأولياءه المقربون فترجون منهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله فذلك شرك بالله فلا ينبغي لهم أن يكونوا أرحم من الله أرحم الراحمين فكيف تنكروا صفة الله أنه ارحم الراحمين فكيف يشفع لكم ممن هم أدنى رحمةً بكم من الله أفلا تعقلون ولربما يود احد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون أن يقاطعني فيقول ألم يقول الله تعالى
(( وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ )) صدق الله العظيم
ثم يرد عليه الإمام المهدي عن البيان الحق لقول الله تعالى
(( إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ )) أي شهد أن الله هو ارحم الراحمين ولذلك يحاج ربه في تحقيق النعيم الأعظم حتى يرضى الله في نفسه تصديقاً لقول الله تعالى
((وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِي السَّمَواتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآء وَيَرْضَى )) صدق الله العظيم
وبما انه لا يجرئ احداً لخطاب الرب إلا الذي أذن له أن يخاطب ربه وذلك لأنه يعلم أنه سوف يقول صواباً ولذلك تجدوه يحاج ربه أن يرضى في نفسه ولذلك قال الله تعالى
(( إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآء وَيَرْضَى )) صدق الله العظيم
إذاً لن تجدوه سأل الله الشفاعة بل يخاطب ربه بتحقيق النعيم الأعظم ويرضى فإذا رضي تحققت الشفاعة من الله إليه فتشفع لهم رحمته في نفسه وهو العلي الكبير وقال الله تعالى
(( ولا تَنْفَعُ الشَفَاعَة عِنْدَهُ إِلاَّ لمِنْ أَذِنَ له حتَّى إِذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا مَاذا قَالَ ربُّكم قالوا الحقَّ وهو العليُّ الكبير)) صدق الله العظيم
فتفاجئ أهل النار بقول الله لأحد النفوس المُطمئنة (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
ومن ثم يتفا جئ عباد الله بإذن الله لهم ولعبده بالدخول جنته فيقولوا (( مَاذا قَالَ ربُّكم )) ومن ثم يرد عليهم زُمرته من عبيد النعيم الأعظم ((قالوا الحقَّ وهو العليُّ الكبير)) صدق الله العظيم
وأما عباد الله المُكرمون فهم لا يملكون الشفاعة تصديقاً لقول الله تعالى
(( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ )) صدق الله العظيم
وذلك لأنهم لا يعقلون سرا لشفاعة كونهم لا يحيطون بسرإسم الله الأعظم ليحاجوا ربهم أن يحققه لهم ولذلك قال الله تعالى
(( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ )) صدق الله العظيم
وإنما يقصد الله أنهم لا يعقلون سرا لشفاعة أي لا يفهمون بالسر ولذلك لا ينبغي أن يخاطب الرب في سرا لشفاعة إلا الذي يعقل سرها أي الذي يعلم بسرها وأضرب لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى
(( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ )) صدق الله العظيم
وموضع السوأل هو في قول الله تعالى (( مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ )) أي من بعد ما علموه وإنما اضرب لكم على ذلك مثل لكي تعلمون البيان لكلمات التشابه أنه يأتي في مواضع ذكر العقل ولا يقصد به بالأبصار بل العلم والفهم مثال في قول الله تعالى
(( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ )) صدق الله العظيم
وتبين لكم انه يقصد بقوله (( أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ )) أي لا يملكون الشفاعة كونهم لا يعقلون سرا لشفاعة ولن يعقل سر الشفاعة إلا الذي علم ألناس بحقيقة أسم الله الأعظم وذلك لان أسم الله الأعظم هو السر للذي أذن له الرحمن وقال صواباً وجميع المتقون من قبل لا يملكون منه خطاباً فيشفعوا كونهم لا يعقلون سرإسم الله الأعظم جميع المُتقون وملائكة الرحمن المُقربون ولذلك لا يملكون منه خطاباً في سرا لشفاعة جميعاً وقال الله تعالى
(( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ )) صدق الله العظيم
وإنما يأذن للعبد الذي علم بحقيقة أسم الله الأعظم ولذلك يأذن الله له أن يُخاطب ربه كونه سوف يقول صواباً وذلك هو المُستثنى الذي يأذن الله له أن يخاطبه في سرا لشفاعة ولذلك قال الله تعالى
(( إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)) صدق الله العظيم
كون القول الصواب هو انه سوف يخاطب ربه أن يحقق لهُ النعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى ولذلك قال الله تعالى
((وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِي السَّمَواتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآء وَيَرْضَى )) صدق الله العظيم
وذلك لأن رضا الله هو النعيم الأعظم من نعيم جنته تصديقاً لقول الله تعالى
((وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) صدق الله العظيم
إذاً قد تبين لكم حقيقة أسم الله الأعظم أنهُ ليس أسم أعظم من أسماء الله الحُسنى أيما تدعون فله الأسماء الحُسنى من غير تفريق فذلك إلحاد في أسماء الله الحُسنى وإنما يوصف الأسم الأعظم بالأعظم كون الله جعله هذا الاسم صفة لرضوان نفسه تعالى على عباده فيجدوا أنه حقاً نعيم أعظم من نعيم الجنة ولذلك يوصف بالأعظم تصديقاً لقول الله تعالى
((وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) صدق الله العظيم
فهل عقلتم حقيقة أسم الله الأعظم ففي ذلك السر لمن أذن الله له بالخطاب كونه يتخذ رضوان الله غاية وليس وسيلة لكي يفوز بالجنة وكيف يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فلما يا قوم تبالغون في أنبياء الله ورُسله ولم تقتدوا بهداهم فحذوا حذوهم فتنافسونهم وعبيد الله جميعاً في حُب الله وقربه بل أبيتم وتزعموا أنهم شُفعاءكم بين يدي الله وقال الله
(( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (56) قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (58) وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِى الْكِتَابِ مَسْطُورًا (59) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا (60)) صدق الله العظيم
إذاً آية العذاب بسب التي سوف تشمل قرى المُسلمين والكافرين بذكر الله القرآن العظيم هو أن الإمام
يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فتنافسوا كافة عبيد الله الأولين والآخرين في حُب الله وقربه أيهم اقرب من غير تعظيم ولا تفضيل لأحد عبيده من دونه فتجعلوه خط أحمر بينكم وبين ربكم فتعتقدوا أنه لا ينبغي لأحدكم أن ينافس أنبياء الله ورُسله في حُب الله وقربه فذلك شرك بالله ظلم عظيم لأنفسكم فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً فلا أجد في الكتاب المُخلصين لربهم إلا قليلاً كون أكثرا لناس لا يؤمنون ثم أجد كثيراً من الذين آمنوا لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مُشركون به عباده المُقربون بسبب تعظيمهم بغير الحق فجعلوا الله حصرياً لهم من دونهم بسبب اعتقادهم أنهم هم عباده المُكرمين ويا سبحان ربي وهل تدروا لماذا كرمهم الله وذلك لأنهم يعبدون ربهم وحده لا شريك له فيتنافسوا إلى ربهم أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فمن الذي نهاكم أن تقتدوا بهداهم حتى يكرمكم الله مثلهم لو حذوتم حذوهم فنافستم أنبياء الله ورُسله والمهدي المنتظر وجبريل وكافة عبيد الله في الملكوت جميعهم يتنافسون إلى ربهم أيهم اقرب ولذلك جعل الله العبد الفائز بأعلى درجة مجهولاً بين عبيده أجمعين وبما أنهم يعلمون بذلك تجدونهم يتنافسون إلى ربهم أيهم اقرب ولكنكم أشركتم بالله يامن تعتقدوا انه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأنبياء بسبب عقيدتكم الباطل أن ذلك لا يحق إلا لهم كون الله اصطفاهم من بينكم ثم يقول المهدي المنتظر يا سُبحان الله الواحد القهار فهل جعلتموهم أولاد الله ولذلك ليس لكم الحق في ذات الله مالهم أفلا تتقوا الله إذا لماذا خلقكم الله إن كنتم صادقين وللأسف فكما قلنا لكم من قبل أن أكثر الناس لا يؤمنون وللأسف أجد أن أكثر الذين آمنوا بالله لا يؤمنون إلا وهم به مُشركون عباده المقربون وقال الله تعالى
(( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ))صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت اللهم فشهد وما كان للإمام المهدي الحق من ربكم ولا لجميع الأنبياء والمُرسلون أن ننهاكم أن تنافسونا إلى الله ويا سُبحان الله وما ابتعثنا الله بذلك بل ابتعثنا الله أن ندعوكم لتحقيق الهدف من خلقكم فتعبدوا الله وحده لا شريك له ليتنافس جميع العبيد إلى الرب المعبود لا إله غيره ولا معبوداً سواه فكونوا ربانيين واعبدوا الرب المعبود ونافسوا عبيده جميعاً في حُبه وقربه إن كنتم إياه تعبدون وقال الله تعالى
(( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ )) صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت اللهم فشهد اللهم قد بلغت اللهم فشهد اللهم فمن بلغ عني العالمين فاجعله من الآمنين وثبته على الصراط المستقيم ليكون من الموقنين الربانيين الذين لا يشركوا بالله شيئاً
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخوكم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
__________________
بســم الله الرحمــن الرحيــم
قال الله تعالى :
((فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) صدق الله العظيم
البيعة لله
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار