.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    وصية الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحق.. وردّه المُفحم على من ادّعى أن الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل. 05-09-2011 - 10:15 AM

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11616
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

     وصية الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحق.. وردّه المُفحم على من ادّعى أن الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل.  05-09-2011 - 10:15 AM Empty وصية الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحق.. وردّه المُفحم على من ادّعى أن الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل. 05-09-2011 - 10:15 AM

    مُساهمة من طرف ابرار الخميس أغسطس 01, 2019 10:23 am

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 10 - 1432 هـ
    05 - 09 - 2011 مـ
    10:37 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    وصية الإمام ناصر محمد باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ
    وردّه المُفحم على من ادّعى أنّ الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل
     ..



    بسم الله العزيز الغفور والصلاة والسلام على النبيّ الأمّي وآله وجميع المسلمين إلى يوم النشور..

    ويا بنّور (bennour) ، اتّقِ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور واتبع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ تفُز بتجارةٍ لن تبور، ولم يأمركم الله بالاعتصام بالقرآن العظيم وحده إلا حين تجدون ما يخالفه في سنة البيان كون ما خالف لمحكم القرآن في سنة البيان فهو حديثٌ مفترى من عند الشيطان جاءكم من عند غير الرحمن ولذلك ستجدونه مخالفاً لمحكم القرآن، وهنا عليكم بالاعتصام بمحكم القرآن والكفر بما خالف لمحكم القرآن إن كنتم به مؤمنين. ولكنكم معشر القرآنيين كفرتم بسنّة البيان الحقّ والباطل وقلتم سوف نعتصم بالقرآن وكفانا، ومن ثم نقول لكم ولكني الإمام المهدي من أشدِّ الناس اعتصاما وتمسكاً بالقرآن العظيم وأعلم بمحكمه وبيان متشابهه ولا أقول على الله إلا الحقّ الذي لا يحتمل الشكّ شيئاً، غير أني لا أكفر بسنة البيان الحقّ النبوية، ألا والله إنّ إيماني بسنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم كون الأحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة هي كذلك من عند الله كما القرآن العظيم من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    فما خطبكم يا معشر القرآنيين تكفرون بالسُّنة النّبويّة الحقّ، أفلا تعلمون أنّ أحاديث السُّنة النّبويّة هي كذلك من عند الله؟ ولذلك علمكم كيف تستطيعون أن تكشفوا الأحاديث في السُّنة التي لم يقلها النبيّ فأمركم أن تتدبّروا محكم القرآن العظيم، فلو كان ذلك الحديث من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد علمتم أنّ الله يخاطب المؤمنين بهذا القرآن العظيم وأعلَمهم بوجود طائفة بينهم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر بإضلال المسلمين عن طريق أحاديث السُّنة النّبويّة، ولذلك قال الله تعالى: 
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ نعود لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، فانظر لقول الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً يا رجل، فإذا كان الحديث النّبويّ مفترى على الله ورسوله في سنة البيان فحتماً ستجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وهذا هو الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة في سنّة البيان، أمركم الله بتدبر محكم القرآن فلو كان الحديث في سنة البيان مفترى من عند غير الله أي من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وقد علمتم أنّ الله يخاطب في هذا الموضع المؤمنين وليس خطابه موجّهاً للكافرين بالقرآن العظيم. وقال الله تعالى: 
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً فالخطاب موجّه للمسلمين وليس للكافرين بهذا القرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: 
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدّة كما يلي:
    أولاً: إنه توجد طائفة بين صحابة رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن اتِّباع الذِّكر عن طريق الأحاديث -أحاديث عن النبي- زوراً وبهتاناً، فيجعلونها تأتي مخالفةً لمحكم القرآن العظيم، كونه لئن نجح أعداء الله بصدّكم عن اتِّباع محكم القرآن فقد أخرجوكم من النور إلى الظلمات، فمن اعتصم بما خالف لمحكم القرآن العظيم فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً.

    وهذا هو حكم الله بينكم استنبطناه لكم من محكم كتابه بأنّ الله أمركم بعرض أحاديث النبيّ على القرآن للمقارنة بين حديث الله في محكم كتابه وحديث رسوله في سنة البيان، وعلمكم الله أنّه إذا كان حديثٌ مفترًى فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن البيِّن اختلافاً كثيراً، فكيف يكون مجيء هذا الحديث بياناً لآياتٍ في القرآن ومن ثمّ يأتي مخالفاً لمحكم القرآن؟ فلا يقبل ذلك عقلٌ ولا منطقٌ كون الأحاديث الحقّ في سنة البيان لا تزيد القرآن إلا بياناً وتوضيحاً للمسلمين، أما أن تخالف محكم القرآن فهي حتماً أحاديثٌ مفتراة من عند غير الله ولم ينطق الذي لا ينطق بها في الدين الذي لا ينطق عن الهوى جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرواية الحق:

    وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
    [ألا إنّ رحى الإسلام دائرة. قال: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: اعرضوا حديثي على الكتاب، فما وافقه فهو مني وأنا قلته]. رواه الطبراني في الكبير، وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك منكر الحديث.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 
    [ما أتاكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف كتاب الله فلم أقله وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني الله] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
     [إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فأعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به] صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.

    حدثنا ‏عبد بن حميد ‏حدثنا ‏حسين بن علي الجعفي ‏قال سمعت ‏حمزة الزيات ‏عن ‏أبي المختار الطائي ‏عن ‏‏ابن أخي الحارث الأعور عن ‏الحارث ‏قال: ‏مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على ‏علي ‏ ‏فقلت يا أمير المؤمنين ألا ‏ ‏ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث قال وقد فعلوها قلت نعم قال أما إني قد سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقول: 
    ‏[ألا إنها ستكون ‏ ‏فتنة ‏ ‏فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو ‏الفصل ‏ليس بالهزل من تركه من جبار‏ ‏قصمه ‏الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا ‏تزيغ ‏به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا ‏يخلق ‏على كثرة ‏الرد‏ ‏ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا ‏ {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به‏} ‏من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم] صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ بُكَيْرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 
    [إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَقَالَ : إِنَّهُ سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ! فَقُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَيَقْضِي بِغَيْرِهِ يَقْصِمُهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلُّهُ اللَّهُ] صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ولكن للأسف إنّ علماء السنّة كفروا بهذه الأحاديث النّبويّة الحقّ ونقتبس من فتواهم بما يلي:


    حديث عرض السنة على القرآن مكذوب.. الحديث الذي يرويه القائلون بعدم استقلال السنة بالتشريع، وهو: "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه". فقد بين أئمة الحديث وصيارفته أنه موضوعٌ مختلقٌ على النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضعته الزنادقة كي يصلوا إلى غرضهم الدنيء من إهمال الأحاديث، وقد عارض هذا الحديث بعض الأئمة فقالوا: عرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فوجدناه مخالفا له، لأنا وجدنا في كتاب الله {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، ووجدنا فيه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}، ووجدنا فيه {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}. وهكذا نرى أن القرآن الكريم يكذب هذا الحديث ويرده. وقد حاول بعض المستشرقين واتباعهم الذين صنعهم الإستعمار على يديه أن يُحيون ما ندرس من هذه الدعوة الخبيثة، ولكن الله سبحانه قيَّض لهؤلاء في الحديث -كما قيض لأسلافهم في القديم- من وضع الحقّ في نصابه، ورد كيدهم في نحورهم {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

    ومن ثمّ نقول لهم: يا معشر علماء السُّنة المحترمين، فما دمتم تقولون أنّ هذا الحديث مفترى على النبيّ فأنتم تؤمنون أنّ الأحاديث السنيّة ليست محفوظةً من التحريف، ولكن للأسف أنّ منكم من ينكر الحقّ ويقرّ بالباطل الذي فيها، ويحسبون أنهم مهتدون! واعتصمتم بالسُّنة النّبويّة الحقّ منها والباطل، وتحسبون أنّكم مهتدون! وكذلك علماء الشيعة فهم كذلك مثلكم سُنيين فهم معتصمون بروايات العترة والأحاديث الواردة عنهم -الحق والباطل- ويحسبون أنهم مهتدون وهم على ضلالٍ مبينٍ كما أهل السنة والجماعة على ضلالٍ مبينٍ إلا من رحم ربي.

    وأما القرآنيّون وما أدراك ما القرآنيّون فهم كذلك على ضلالٍ مبينٍ كأمثال فضيلة الشيخ (بنّور) الذي يستمسك حسب زعمه بالقرآن العظيم ويكفر وينكر سنة محمدٍ رسول الله الحقّ، وأعوذ بالله أن أكون من القرآنيين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وأعوذ بالله أن أكون من السُنيين الذين يتمسكون بالحقِّ والباطل المفترى ويحسبون أنهم مهتدون، وأعوذ بالله أن أكون من الشيعة فأكثرهم مشركون بالله بسبب المبالغة في آل البيت ويحسبون أنهم مهتدون، إلا من رحم ربي وجاء لربه بقلبٍ سليمٍ من جميع المسلمين لا يشرك بالله شيئاً.

    ويا بنّور، أقسم بمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور الذي وعد بالجنة للأبرار والنار للفجار الله الواحد القهار أنّ الفرقة الناجية ليس كما تزعمون بأنها فرقةٌ مذهبيّة؛ بل هي من مختلف الفرق وهم الذين جاءوا ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ من الشرك، ويغفر الله لهم ما دون ذلك إنّ ربي غفور رحيم.

    ويا بنّور إني المهديّ المنتظَر أعلن الكفر المطلق بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله، وأدعو القرآنيين والشيعة والسنة والجماعة إلى اتِّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فمن اتِّبع القرآن وحده وترك السُّنة النّبويّة الحقّ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن اتِّبع السنّة وحدها وترك القرآن العظيم فقد كفر بما أُنزل على محمد، فلا تكونوا كمثل القوم الذين يكفرون يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولا تفرِّقوا بين قول الله ورسوله، فاتقوا الله واتَّبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إلا ما خالف في سنّة البيان لمحكم القرآن فهنا أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بالحديث المخالف لمحكم كتاب الله سواء يكون في السُّنة النّبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة فقد أمركم الله بالكفر المطلق بما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم.

    يا معشر المسلمين والنصارى واليهود فإني أدعوكم جميعاً للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لكم من محكمه الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون إن كنتم مؤمنين بالقرآن العظيم أنه كتابٌ ربّ العالمين المحفوظ من التحريف ليكون المرجع الحقّ للتوراة والإنجيل والسُّنة النّبويّة.

    ويا قوم إن الله حين بعث جدّي محمد رسول الله بالقرآن العظيم لم يدعُ أهل الكتاب للاحتكام إلى التوراة والإنجيل برغم أنه يؤمن بها كمثل إيمانه بالقرآن العظيم، ولكن، هل تعلمون ما السبب؟ وذلك لأنها لم تعد محفوظة من التحريف والتزييف ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع للتوراة والإنجيل فما جاء مخالفاً فيها لمحكم القرآن العظيم فلم يقله الله ولا موسى ولا عيسى عليهم الصلاة والسلام، كون الله أفتاكم أن التوراة والإنجيل ليسا محفوظين من التحريف. وقال الله تعالى: 
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِ‌يقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ونظراً لأنّ التوراة والإنجيل لم تعد محفوظة من التحريف أمر الله نبيَّه أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم بالحقِّ فيما اختلفوا فيه في التوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَكْثَرَ‌ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك دعاهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف فأعرض المعرضون عن الحقّ منهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: 
    {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِ‌يقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، وكذلك علماء المسلمين في عصر بعث المهديّ المنتظَر! فقد وصل عمر دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى نهاية السنة السابعة وعلماء المسلمين لا يزالون معرضين عن دعوة الإمام المهديّ للاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف حجّة الله على رسوله وعلى المؤمنين إلى يوم الدين حتى لا تكون لهم الحجّة على ربهم يوم الدين. قال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾}صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا بنّور، اتقِ الله من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإنّي المهديّ المنتظَر المتّبع لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إلا ما وجدته مخالفاً في سنّة البيان لمحكم القرآن فعندها أعتصمُ بحبل الله القرآن العظيم وأكفر بما يخالفه في السُّنة النّبويّة كون ما خالفه في أحاديث السنة فهو حديث مفترٍى من عند الشيطان وليس من عند الرحمن، فهل أنتم مهتدون؟

    ويا بنّور، إني المهديّ المنتظَر لم يجعلني الله من القرآنيين من الذين يقولون على الله بالتفسير ما لا يعلمون كمثل قول بنّور أنّ الصلاة المفروضة أول ما فرضت هي صلاة الليل ومن ثمّ يأتي بقول الله تعالى: 
    {إِنَّ رَ‌بَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ‌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَ‌ءُوا مَا تَيَسَّرَ‌ مِنَ الْقُرْ‌آنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْ‌ضَىٰ وَآخَرُ‌ونَ يَضْرِ‌بُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَآخَرُ‌ونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَاقْرَ‌ءُوا مَا تَيَسَّرَ‌ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِ‌ضُوا اللَّـهَ قَرْ‌ضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرً‌ا وَأَعْظَمَ أَجْرً‌ا وَاسْتَغْفِرُ‌وا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    ومن ثمّ يردّ على بنّور المهديُّ المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: اتقِ الله حبيبي في الله، وتالله إنكم لتخلطون بين صلاة النَافلة والصلاة المفروضة فخلطتم الحابل بالنابل وعجنتم القرآن وضللتم عن سواء السبيل كما ضلَّ الشيعة والسُّنة وفِرَقِ المسلمين إلا من رحم ربي، ويا رجل فلو تدبرت الآيات التترى لتَبيَّنَ لكم أنّه يقصد صلاة النافلة وليس الصلاة المفروضة، فانظر لقول الله تعالى: 
    {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِ‌ضُوا اللَّـهَ قَرْ‌ضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرً‌ا وَأَعْظَمَ أَجْرً‌ا ۚ وَاسْتَغْفِرُ‌وا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم؛ وهنا يقصد الصلاة المفروضة وما قبلها هي صلاة النافلة الطوعيّة بالتهجد بالقرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:79].

    وكان محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهجد بكافة ما قد تنزل عليه بالقرآن العظيم في نافلة الليل. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:79]. ومن ثم لم يصلِّ صلاة النافلة الطوعية كافة صحابة النبيّ بل فقط طائفة من الذين معه كون نافلة الليل لم تكن صلاةً مفروضةً جبرياً على المؤمنين بل لمن شاء التّنفل، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم [المزمل:20].

    فانظر يا بنور لقوله تعالى: 
    {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم، أي وطائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس جميع الذين معه من المؤمنين، ولكن الذين معه ملتزمون جميعاً بالصلاة المفروضة. تصديقاً لقول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    وهذا منظر محمد رسول الله والذين معه بشكل عام في صلاة الجماعة المفروضة، كونهم كانوا يحضرونها جميعاً وهم الذين معه بشكل عام، ولكن حين يأتي لذكر صلاة نافلة الليل فهنا جاء التبعيض. بقول الله تعالى: 
    {وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} صدق الله العظيم، كونهم لا يصلي النافلة الليلية إلا طائفةٌ من الذين معه كونها ليست صلاة مفروضة بل لمن شاء وهي أشدُّ وَطْئاً وأقومُ قيلاً، كون القلب يتأثر حين يخلو مع ربه يتبتل إليه تبتيلاً، ولكنكم يا بنور خلطتم ذكر صلاة النافلة بالفرض كونكم تقولون على الله ما لا تعلمون بل تفسرون القرآن برأيكم من عند أنفسكم.

    وتهجَّد بما تنزل على رسول الله من القرآن في نافلة الليل بعضٌ من صحابة النبيّ كما يفعل النبيّ برغم أن تلك صلاة نافلة ولم تكن فرضاً جبرياً على المؤمنين، ولكن حين كثر القرآن العظيم فقد أصبح عليهم شاقّاً ولن يحصوا قراءة القرآن أجمعين حتى لو صلّوا إلى الصبح، ولذلك قال الله تعالى:
     {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [المزمل:20].

    فانظر لقول الله تعالى:
     {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} صدق الله العظيم. فهل تعلم البيان لقول الله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي علم أنكم لن تستطيعوا أن تقرأوا القرآن كاملاً في النافلة الليلية، فتذكروا يا قرآنيين قول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:79].

    ولذلك كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهجد بالقرآن كاملاً في صلاة النافلة الليلية وبعض صحابته طوعاً من أنفسهم برغم أنها ليست مفروضة من الله، ولكن حين كثر تنزيل القرآن أصبح عليهم طويلاً وشاقاً لن يستطيعوا أن يُحصوا كافة القرآن، ولذلك قال الله تعالى:
     {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} وذلك في صلاة النافلة الليلية.

    ومن ثمّ نأتي لقول الله تعالى: 
    {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} وهنا يقصد الصلاة المفروضة عليهم وهي غير صلاة النافلة التي كانوا يقرأون فيها القرآن كاملاً، ثم أمرهم الله أن يقرأوا ما تيسر منه رحمة من الله بهم. قال الله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [المزمل:20]. فما خطبكم يا معشر القرآنيين تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض؟ 

    ويا رجل، إنما الصلوات أول ما فرضت خمسين صلاة وتمّ التخفيف في ذات الموقف من قبل التنفيذ إلى خمس صلواتٍ مفروضاتٍ، أولهم المغرب وثانيهم العشاء وثالثهم الصلاة الوسطى (الفجر) ورابعهم صلاة الظهر وخامس الصلوات وآخرها صلاة العصر، وإنا لصادقون. ولكن غرّكم ذكر المواقيت الثلاثة كونكم لا تعلمون أن صلاة الظهر والعصر لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وكذلك صلاة المغرب والعشاء لا يفترقان جمع تقديم أو تأخير، وأما الصلاة الوسطى فهي صلاة وسطى بمفردها، وهي صلاة الفجر.

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يحضر لدينا أحد علماء القرآنيين المشهورين لدى الأمّة للحوار في شأن الصلوات الخمس ويقوم بتنزيل صورته واسمه بالحقِّ ومن ثم يبدأ الحوار بينه وبين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لأجعلنّه بين خيارين اثنين إما أن يتبع القرآن أو يكفر به ولا خيار ثالث سيكون بين يديه، كونه كلما جاء يجادلني بآيةٍ فسوف نأتيه بالحقِّ وأحسن تفسيراً -بإذن الله- حتى يفقد كافة ما كان يعتبره برهاناً له من القرآن، كون ناصر محمد اليماني سوف يأتيه بالبيان لذات الآية من محكم القرآن في قلب وذات الموضوع وأُبيِّنُ القرآن بالقرآن وليس بظنّ الشيطان بغير علمٍ من الله، فلن أقول مثلكم: فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبتُ فمن الله! هيهات هيهات؛ بل ذلك قول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، كون القول في الدين محرم أن يكون بالنسبية المئوية يحتمل الصح ويحتمل الخطأ.

    ولربما بنّور يودّ أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: "ولكننا نحن القرآنيّون ليس لدينا قولٌ بالظنّ بل نجادل بآيات الكتاب، ألم ترَ أني أتحدى بالقسم بالله العظيم؟ وذلك لأننا لا نقول بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: بل قسمك قسم الفُجّار كونك تأتي بالتفسير من عند نفسك وليس من محكم الذِّكر بآياتٍ بيِّناتٍ، ويا رجل فلا ينبغي لي أن أصدقك فاتّبعك نظراً لأنك تقسم بالله العظيم أنّ الحقّ معك ولا ينبغي لك أن تتبعني لو أقسمت لك بالله العظيم أنّ الحقّ معي، هيهات هيهات... فلم يجعل الله سلطان دين الهدى في القسم ولا في الاسم ولا في الرؤيا بالمنام بل في سلطان العلم من الرحمن تأتينا به من آيات الكتاب المحكمات أو آتيك به من آيات الكتاب المحكمات، أفلا تعلم أنه يوجد في القرآن آيات مُبيِّناتٍ لآيات أُخر؟ تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} صدق الله العظيم [النور:34]، وكذلك آيات بيِّنات، وهنَّ آيات الكتاب المحكمات، هُن أمّ الكتاب وأصل الدين، فإذا تركتموهم هلكتم.

    ويا أخي الكريم بنّور، سبق لنا الحوار معك في مواضيع أُخر وأقمنا عليك الحجّة بالحقِّ وها أنت تأتينا لتجادلنا في الصلوات الخمس! ويا رجل قل لأكبر علماء القرآنيين المشهورين أن يتقدم لحوار المهديّ المنتظَر عبر طاولة الحوار العالميّة 
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلامية) ويقوم بتنزيل صورته واسمه ومن ثمّ يتمُّ التأكد من شخصيته ومن ثمّ نبدأ الحوار في عمود الدين - الصلاة - الصلة بين العبد وربه من تركها فقد كفر وإن كان من المسلمين فهو في النار. وقال الله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    ألا والله لو تعلم يا بنّور كم يحرجني أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار أن أستكمل لهم بيان الصلوات فأعتذر لهم إلى أجل مسمى بإذن الله، وأمرتهم أن يصلوا كما يصّلي أهل السنة والجماعة، فبرغم أن صلواتهم زائدة وشاقة كثيراً على المسلمين كونها زائدة في ركعاتها وتَفَرُقِ أوقاتها ولكنها خالية من الشرك فليس فيها تراب الحسين وليس فيها يا علي ولا يا أبا الحسن، فهم لا يدعون آل بيت رسول الله ولا غيرهم من دون الله، غير أنّ أهل السنة أوقعهم أخيراً الشيطانُ في الشرك بسبب عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

    وأكثر المستهزئين بالمهديّ المنتظَر هم من علماء الشيعة والسنة برغم أنّ كلهم سنّيّون، كونهم معرضون عن كتاب الله القرآن العظيم ويتبعون الروايات وحسبهم ذلك ولا يأخذون من القرآن إلا ما وافق لرواياتهم، وما جاء في محكمه مخالفاً لها فتجدهم شيعة وسنة يعرضون عنه، ويقولون لا يعلم تأويله إلا الله، أولئك كذلك يكفرون، يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

    ويا قوم اتَّبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولا تفرقوا بين الله ورسوله، فلا يختلف حديث الله عن حديث رسوله، كون القرآن والسنة الحقّ نور على نور، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً، فقد تنزَّل جبريل عليه الصلاة والسلام على رسول الله وهو بين صحابته بقول الله تعالى:
    {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنة:3]، ومن ثم سمع الصحابة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينادي فجأة بأعلى صوته حتى أفزعهم وهو يقول: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فلا أغني عنك من الله شيئاً، فقد جاءني جبريل آنفا وقال: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم].

    فاتقوا الله عباد الله واتَّبعوا كتاب الله وسنة رسوله ولا تكونوا قرآنيين فتتبعوا القرآن وتذروا سنة البيان، ولا تكونوا سنيين فتتبعوا السنة الحقّ منها والباطل وتذروا محكم القرآن؛ بل الحقّ هو أن تتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إلا ما خالف لمحكم القرآن العظيم، فهنا أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، وتكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في سنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو في التوراة أو في الإنجيل، فلا تتّبعوا ما يخالف لمحكم القرآن العظيم في كافة الكتب والنسخ التوراتية والإنجيل ولا في كتاب البخاري ومسلم ولا بحار الأنوار ولا غيرهم، إني لكم من الله نذيرٌ مبين، وأوشكَ الله أن يغضب لكتابه القرآن العظيم فاتقوا الله وأطيعوني، وتواضعوا للحوار لعلكم تهتدون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخو المسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 11:52 am