الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 12 - 1429 هـ
24 - 12 - 2008 مـ
02:36 صباحاً
_________
كان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتحسر على الناس لأنهم لم يصدقوه ..
( إلى حبيبي وأحبُّ خلق الله إلى قلبي من بعد ربّي )
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حبيبي أُهدي إليه كلّ نصيبي في جنّة ربّي، إلى قُرّة عيني إلى مهجتي ورضواني من بعد ربّي، إلى من صبر على التبليغ بالقرآن العظيم حتى اكتمل نزوله للعالمين، إلى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً.
اللهم إني أُشهدك أني تنازلت عن ما عندك جميع أجر عملي في الآخرة حتى ولو كانت الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة التي يرجو أن يفوز بها هو عليه الصلاة والسلام فأنفقتها لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قُربةً إلى الله طمعاً في المزيد من حُبّ الله وقُربه إلى الله، طمعاً في المزيد من حبّه ورضوان نفسه حتى يكون الله راضياً في نفسه ذلك نعيمي الأعظم أن يكون الله راضياً في نفسه.
يا عجبي لأهل الجنان كيف يرضون بها وبدخولها فيستمتعون بها والله ليس راضياً في نفسه بسبب كفر عباده ولا يرضى لعباده الكفر، وأُشهد الله بأني قد حرّمت الجنّة على نفسي حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يرضى الله في نفسه ما لم يُدخل كلّ شيءٍ في رحمته إلّا من علم الحقّ فأعرض عنه لأنهم للحقّ كارهون.
اللهم اغفر لحبيبي وقُرّة عيني وأحبّ خلق الله إلى قلبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً، اللهم صلِّ عليه وسلّم تسليماً كثيراً عداد ثواني الدهر والشهر إلى اليوم الآخر يوم يقوم الناس لربّ العالمين، اللهم اجزه عنّا بخير ما جزيت به عبادك الصالحين وصلِّ عليه وسلِّم بالصلاة والسلام الخالدة بلا نهاية ولا حدود، إن الله وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً، والصلاة والسلام على كافة رسل الله أجمعين، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسُله وأنا من المسلمين.
وكان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتحسّر على الناس لأنهم لم يصدّقوه لأن الذين كذّبوه سوف يدخلون جهنّم داخرين، ثُمّ عاتب الله نبيّه عتاباً خفيفاً. وقال الله تعالى: {طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ ﴿٣﴾ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
ولكنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم استمر في التحسّر على الناس فعاتبه الله عتاباً آخر. وقال الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
فأبى محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلّا الاستمرار في التحسّر على العباد ألّا يكونوا مؤمنين، فعاتبه الله عتاباً آخر. وقال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ثُمّ أبى محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلّا أن يستمر! واستمر بالتحسّر على العباد فعاتبه الله عتاباً آخر. وقال الله تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].
ثُمّ أبى محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلّا الاستمرار في التحسّر على الناس لأنه ذو قلبٍ رحيمٍ، ومن ثُمّ تلقى عتاباً قاسياً من ربّ العالمين أن لا يكون من الجاهلين. وقال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فتعالوا لأُعلّمكم ماذا جَهِل محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو إذا كان هذا حاله في التحسّر على عباد الله فكيف بتحسّر من هو أرحم بعباده من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الله أرحم الراحمين! أم إنكم لا تعلمون أنّ الله يتحسّر على الكفّار من عباده حتى إذا كذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فيقول: قال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وفي ذلك يكمن سرّ الإمام المهديّ، وحرّمت على نفسي جنّة ربّي حتى يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده شيئاً.
ويا عجبي من الذين يهنئون بالجنّة والحور العين فيستمتعون بها ولكنهم لا يعلمون كيف حال أرحم الراحمين في نفسه! ولكن الخبير بالرحمن قد أخبركم بحاله تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
وبسبب هذا العلم سوف يهدي الله بالإمام المهديّ الناس أجمعين الأولين منهم والآخرين فيجعل الله الناس أُمّةً واحدةً على صِراطٍ مستقيم، جميع من أهلكهم الله فإنهم إليكم عائدون ولكن أكثركم للحقّ مُنكرون.
ويا معشر المسلمين إنما جعل الله الإمام المهديّ إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإماماً لرسول الله إلياس صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإماماً لنبيّ الله إدريس صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإماماً لرسول الله اليسع صلّى الله عليه وآله وسلّم إلّا بدرجة العلم.
ويا معشر المسلمين، ألم يقُل كليم الله موسى صلّى الله عليه وآله وسلّم للرجل الصالح: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فما خطبكم تحقّرون من شأن الإمام المهديّ الذي جعله الله إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ أم إنكم ترون أنه لا ينبغي أن يكون الإمام المهديّ إماماً لسوى ابن مريم فتحقّرون من شأن المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
فيا عُبّاد الرُسل والأنبياء وكُلٌ يعبد رسوله، اتقوا الله ولا تتدخلوا في شؤون الله، يرفع درجات من يشاء وإلى الله ترجع الأمور. أفكلّما فضّل الله عبداً مثلكم فإذا أنتم تدعونه من دون الله وتتوسلون به إلى الله فتشركون بالله؟ ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم فلا يؤمن أكثركم بالله إلّا وهم مشركون به عباده المُقرّبين؟ إنا لله وإنا إليه لراجعون.
ومن كان له أي اعتراضٍ على بياني هذا فيُنكر معرفة الحقّ فليتقدم للحوار مشكوراً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو أحباب الله في الدين الإمام ناصر محمد اليماني.
________________
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار