- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 03 - 1431 هـ
11 - 03 - 2010 مـ
07:24 مساءً
_________
الردّ على مهاب بالحقّ من محكم الكتاب ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
سلام الله عليكم أخي مهاب وجميع المُتّبعين لمحكم آيات الكتاب، وأُفتيك بالحقّ والقول الصواب أنّ فتواي لكوكب العذاب هو أمرٌ من الله العزيز الوهّاب إلى المهديّ المنتظَر أن ينذرهم من كوكب العذاب في الرؤيا الحقّ، ولم يجعل الله الرؤيا الحجّة لي عليكم؛ بل أتاني الله علم الكتاب وعلمت أنّ كوكب العذاب هو سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وتالله ما اعتمدت على علمِ وكتيباتِ البشر فما يدريني هل نطقوا بالحقّ والقول الصواب؟ لولا أن ربّي علمني فألهمني حقائق كوكب العذاب في محكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب خير الدواب لأنهم يرون المهديّ المنتظَر يُحاجِجْهم بالبيان الحقّ للذكر كتاب الله ومن أصدق من الله قيلاً؟ فمن كذّبني فإنه لم يكذّب ناصر محمد اليماني ولكنهم يجحدون بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم ليتبيّن لكم البيان الحقّ للذكر رسالة الله إلى البشر، وأنذرهم به أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر وأنها أدركت الشمس القمر من آيات التصديق للمهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله بالبيان الحقّ للذكر.
فاتقوا الله يا معشر البشر، وفرّوا إلى الله الواحد القهار قبل أن يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر أحد أشراط الساعة الكبر، ولذلك أقسم الله بآية الإدراك للشمس والقمر إنّها لإحدى أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} صدق الله العظيم [المدثر].
وكذلك علّمتُكم أنّ كوكب العذاب يأتي للأرض من أطرافها، والأطراف هي من جهة خطوط الطول وليس العرض وذلك لأنّ الأرض ليست كرويةً تماماً بل شبه كروية ولذلك لها أطراف، وسوف يأتي الكوكب من جهة الأطراف ليعذّب الله به البشر المعرضين عن الذكر رسالة الله إلى كافة البشر. ولذلك قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وهذه آيةٌ محكمةٌ لعالمكم وجاهلكم، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم.
فانظروا لقول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم، وهنا يتبيّن لكم أنّ ذلك الحدث سيحدث لمن يشاء الله من الكفار من قبل أن يدخلهم فيها، وذلك في عصر دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذكر، فتفكّر أخي الكريم في قول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم.
فهذا الحدث يحدث وهم لا يزالون في الحياة من قبل موتهم، ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)}
صدق الله العظيم.
فلماذا لا تفقهون آيات الكتاب المحكمات؟ وكذلك علَّمناكم أنها سوف تأتي من الأطراف أي من جهة الأقطاب شمالاً وجنوباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم معرضونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ولكنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفتِهم بموعد الحدث لأنّ الله لم يُعلمه بذلك لحكمة من الله. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ ربّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].
وكذلك أفتى الله رسوله أنّ موعد مرور كوكب سقر اللواحة للبشر هو في عصر المهديّ المنتظَر وليس في عصر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].
فاستغفروا الله يا معشر المسلمين وتوبوا إلى الله متاباً واتّبعوا الحقّ من ربّكم ليصرف الله عنكم بأسه منها ليلة مرورها ثم لا يعذب إلا الذين كفروا بالكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} صدق الله العظيم [سبأ:17].
ويا إخواني السائلين الباحثين عن الحقّ إني لا أعلم بأنّ ظهور المهديّ المنتظَر هو بخسفٍ في البيداء كما تنتظرون؛ بل يظهره الله على كافة البشر بكسف الحجارة بالدخان المبين من كوكب سقر. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلاٌّرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَـاٰلِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].
وليس الإمام المهديّ هو أوّل من حذّر البشر من كسف الحجارة بالدخان المبين؛ بل حذَّرهم من ذلك محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك رد عليه الكُفار بقولهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
وذلك لأنّ محمداً رسول الله أنذرهم بذلك الكسف بالدخان المبين، ولذلك قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92].
وذلك هو كسف الحجارة بالدخان المبين، ويظهر الله خليفته في الأرض الإمام المهديّ بآية الدُّخان المبين من كوكب جهنم ومن ثم يصدق المهديّ المنتظَر كافة البشر مسلمهم والكافر فيؤمنون جميعاً بالحقّ من ربّهم، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يرتقب لآية الدُّخان المبين لئن كذّب البشر بدعوة الاتّباع للذكر الذي جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
فانظر أخي الكريم إلى الآية التي سوف يُظهر الله بها المهديّ المنتظَر في ليلة على الناس كافة فيؤمنون بسببها بالحقّ من ربّهم. ولذلك قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم.
ومن ثم انظر إلى الإجابة لهم من ربّهم من بعد التصديق بخليفة ربّهم الحقّ الداعي إلى اتّباع القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم.
وهل تدري ماهي البطشة الكُبرى؟ وتلك هي الساعة. وذلك لأنّ العذاب العقيم هو قبل قيام الساعة يأتيهم بالدُّخان المبين ومن ثم يصدقون بالحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].
والذي يحذّر البشر منه المهديّ المنتظَر هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل يوم القيامة حسب أيام البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].
وهنا المصيبة يا إخواني المسلمين لأني أجد العذاب سوف يشمل قرى البشر مسلمهم وكافرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا سوف يشمل قرى البشر مسلمهم والكافر؟ والجواب بالحقّ: ذلك لأنهم معرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر مسلمهم وكافرهم؛ معرضون عن دعوة الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم ورفضوا أن يتبعوه مسلمهم وكافرهم؛ كما ترون إعراضهم في عصر دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم الذي يقول لهم: يا معشر البشر اتقوا الله فإني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين. ومن ثم ما كان قول المسلمين إلا أن قالوا: "بل المهديّ المنتظَر يظهره الله بخسفٍ في البيداء وليس بدخانٍ مبينٍ بكسف الحجارة من السماء". بل أول من كفر وأعرض عن دعوة المهديّ المنتظَر هم المسلمون وقالوا لخليفة ربّهم المنتظر: "بل أنت كذابٌ أشِر ولست المهديّ المنتظَر"، ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا معشر المسلمين، فماهي جريمتي التي لا تُغتفر في نظركم إلا لأني أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاحتكام إليه فأبيتم وأعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتباعه؟ فكيف لا يعذب الله قرى المسلمين مع قرى الكافرين بالذكر من ربّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58]؟
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم؟ أي كان ذلك موضحاً في سطور القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان].
فأين الخسف بالبيداء الذي يُظهر اللهُ به المهديّ المنتظر؟ بل فصّل الله لكم كيف سيُظهر خليفته الإمام المهديّ في ليلةٍ عليكم وعلى الناس كافةً وأنتم صاغرون، فأين المفر يا معشر المعرضين عن البيان الحقّ للذكر؟ أم إنّكم ترون بيان ناصر محمد اليماني للقرآن ليس إلا مجرد تفسيرٍ من تفاسيركم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وهيهات هيهات بل آتيكم بالبيان للقرآن بآياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب يفقههن ويعلمهن عالمكم وجاهلكم وتبيّن لكم أنه الحقّ من ربّكم وليس مجرد تفسيرٍ برأيي من رأسي من ذات نفسي مثلكم، وأعوذُ بالله أن يكون تفسير ناصر محمد اليماني كمثل تفسير علمائِكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون؛ بل ينتظرون من الله أجراً لهم بسبب قولهم على الله ما لا يعلمون وذلك لأنهم مُستمسكين بقول الشيطان الرجيم:
كُل مجتهد مُصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر
ومن ثم يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني: فكيف يكون مأجوراً من يقول على الله ما لم يعلم أنه الحقّ من ربّ العالمين، فكيف يكون له أجر؟ بل عليه وزرٌ، وسيحمل وزره ووزر الذين أضلّهم بغير علم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].
وكذلك للأسف إنّ أمّة المسلمين يتّبعون علماءهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وهم يعلمون أنهم اتّبعوا عقائد تخالف لمحكم كتاب الله البيّن لعالمهم وجاهلهم كمثل عقيدتهم أنّ الباطل المسيح الكذاب يحيي الموتى فيقطع رجل إلى نصفين فيعيده للحياة من بعد موته! وكذّبوا فتوى ربّهم في محكم كتابه القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].
بل علِم علماء المسلمين وأمّتهم بتحدي الله ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه في محكم القرآن العظيم أن يعيدوا الروح للجسد من بعد موتها وتحدى الله لئن فعلوا فقد صدقوا بدعوة الباطل من دون الله. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (76) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (77) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (78) فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (79) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (80) تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين (81) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (82) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (83) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (84) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (85) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (86) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (87) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (89) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (90) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (92) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (93) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (94) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (95) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حقّ الْيَقِينِ (96) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (97)} صدق الله العظيم [الواقعة].
فانظروا لتحدي الله المحكم للباطل وأوليائه في قول الله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (82) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (83) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (84) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (85) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (86) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (87)تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88)} صدق الله العظيم. فانظروا لقول الله تعالى لأهل الباطل: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88)} صدق الله العظيم.
ولكن المسلمين اتّبعوا عكس هذا التحدي واعتقدوا بعقيدة الباطل الذي لم ينزل الله بها من سلطان وقالوا: "بل المسيح الكذّاب يقطع رجلاً إلى نصفين ومن ثم يمرّ بين الفلقتين ومن ثم يعيد إليه روحه من بعد موته"! أفلا ترون يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم أنكم كالأنعام التي لا تتفكّر وتتبعون أحاديث وروايات الباطل المُفتراة وهي تُخالف لمحكم الذكر اختلافاً كثيراً؟ بل اتّبعتم العكس تماماً ولكنه لا يتناقض مع محكم القرآن إلا الباطل المُفترى، وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان. ألم يفتِكم الله في محكم كتابه العظيم فيما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويّة وعلَّمكم أنّ ما كان منها من عند غير الله ورسوله أنكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].
ولكن الإمام المهديّ طبّق الناموس الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة وتدبّر محكم القرآن، ومن ثم نسفنا الأحاديث المكذوبة نسفاً بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لتصحيح عقيدة المسلم.
ويا أخي الكريم مهاب، اتّقِ الله واتَّبع الحقّ في الكتاب، وتالله لو يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم لضللتُ وما اهتديتُ أبداً، وأقول لكم ما قاله جدّي بإذن الله لمن قبلكم للمعرضين عن القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].
ولذلك فإني الإمام المهديّ الذي لا يخاف في الله لومة لائم أعلن الكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في السنة النَّبويّة أو في التّوراة أو في الإنجيل، وأدعو كافة المسلمين واليهود والنّصارى إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كما دعاهم إليه جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وبما أنكم اتّبعتم ملّتهم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم ولذلك أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كما أعرضوا عنه من قبل فردّوكم من بعد إيمانكم بما أنزل الله في محكم القرآن لكافرين، ولم يعُد من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].
وقال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].
ولا ولن أتّبع أهواءكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم حتى ولو اجتمعتم على الباطل كُلُّكم أجمعون فلن أتّبع أهواءكم المخالفة لمحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].
وإنما أحاجِجْكم بمحكم القرآن العظيم، ولم أحاجِجْكم بتفسيرٍ يا مهاب بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، فاتّقِ الله ليجعل لك فرقاناً، ولسوف تجد أنّ تفاسير علمائِكم للقرآن وبيان المهديّ المنتظَر للقرآن أنّ الفرق بينهم كالفرق بين الظُلمات والنور وإن كان لديهم الحقّ فلا يخشى من كان على الحقّ، فليأتوا موقع الإمام ناصر محمد اليماني فيذودوا عن حياض الدين بعلم أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأهدى سبيلاً وأصدقُ قيلاً إن كانوا صادقين، وهيهات هيهات يا مهاب أن يغلبوا من آتاه الله علم الكتاب، وأقسمُ بالله العظيم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وليس قسم المغرور لألجمنهم وأخرس ألسنتهم بمحكم القرآن العظيم حتى يسلموا للحقّ تسليماً أو يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ بالفتح المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:87].
وإنما ابتعثني الله ناصراً لما جاء به جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولذلك جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، ولن اتّبع أهواء علماء المسلمين وأمّتهم الذين يعتصمون بما يخالف لمحكم القرآن العظيم ويحسبون أنهم مهتدون.
بل واتّبعتم ملّة أهل الكتاب المعرضين حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين، إلا من لم تأخذه العزّة بالإثم واتَّبع الحقّ من ربّه بعد ما تبيّن له أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ أولئك هم الأنصار السابقون الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ومنهم نصطفي بإذن الله الوزراء المُكرمين ولاتنا على العالمين من بعد الظهور وإلى الله تُرجع الأمور.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
الداعي إلى اتّباع الذكر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 03 - 1431 هـ
11 - 03 - 2010 مـ
07:24 مساءً
_________
الردّ على مهاب بالحقّ من محكم الكتاب ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
سلام الله عليكم أخي مهاب وجميع المُتّبعين لمحكم آيات الكتاب، وأُفتيك بالحقّ والقول الصواب أنّ فتواي لكوكب العذاب هو أمرٌ من الله العزيز الوهّاب إلى المهديّ المنتظَر أن ينذرهم من كوكب العذاب في الرؤيا الحقّ، ولم يجعل الله الرؤيا الحجّة لي عليكم؛ بل أتاني الله علم الكتاب وعلمت أنّ كوكب العذاب هو سقر اللواحة للبشر من عصرٍ إلى آخر، وتالله ما اعتمدت على علمِ وكتيباتِ البشر فما يدريني هل نطقوا بالحقّ والقول الصواب؟ لولا أن ربّي علمني فألهمني حقائق كوكب العذاب في محكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب خير الدواب لأنهم يرون المهديّ المنتظَر يُحاجِجْهم بالبيان الحقّ للذكر كتاب الله ومن أصدق من الله قيلاً؟ فمن كذّبني فإنه لم يكذّب ناصر محمد اليماني ولكنهم يجحدون بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم ليتبيّن لكم البيان الحقّ للذكر رسالة الله إلى البشر، وأنذرهم به أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر وأنها أدركت الشمس القمر من آيات التصديق للمهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله بالبيان الحقّ للذكر.
فاتقوا الله يا معشر البشر، وفرّوا إلى الله الواحد القهار قبل أن يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر أحد أشراط الساعة الكبر، ولذلك أقسم الله بآية الإدراك للشمس والقمر إنّها لإحدى أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} صدق الله العظيم [المدثر].
وكذلك علّمتُكم أنّ كوكب العذاب يأتي للأرض من أطرافها، والأطراف هي من جهة خطوط الطول وليس العرض وذلك لأنّ الأرض ليست كرويةً تماماً بل شبه كروية ولذلك لها أطراف، وسوف يأتي الكوكب من جهة الأطراف ليعذّب الله به البشر المعرضين عن الذكر رسالة الله إلى كافة البشر. ولذلك قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وهذه آيةٌ محكمةٌ لعالمكم وجاهلكم، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم.
فانظروا لقول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم، وهنا يتبيّن لكم أنّ ذلك الحدث سيحدث لمن يشاء الله من الكفار من قبل أن يدخلهم فيها، وذلك في عصر دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذكر، فتفكّر أخي الكريم في قول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)} صدق الله العظيم.
فهذا الحدث يحدث وهم لا يزالون في الحياة من قبل موتهم، ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)}
صدق الله العظيم.
فلماذا لا تفقهون آيات الكتاب المحكمات؟ وكذلك علَّمناكم أنها سوف تأتي من الأطراف أي من جهة الأقطاب شمالاً وجنوباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربّهم معرضونَ ﴿٤٢﴾ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ﴿٤٣﴾ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ﴿٤٥﴾ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ولكنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفتِهم بموعد الحدث لأنّ الله لم يُعلمه بذلك لحكمة من الله. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ ربّي أَمَدًا} صدق الله العظيم [الجن:25].
وكذلك أفتى الله رسوله أنّ موعد مرور كوكب سقر اللواحة للبشر هو في عصر المهديّ المنتظَر وليس في عصر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].
فاستغفروا الله يا معشر المسلمين وتوبوا إلى الله متاباً واتّبعوا الحقّ من ربّكم ليصرف الله عنكم بأسه منها ليلة مرورها ثم لا يعذب إلا الذين كفروا بالكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} صدق الله العظيم [سبأ:17].
ويا إخواني السائلين الباحثين عن الحقّ إني لا أعلم بأنّ ظهور المهديّ المنتظَر هو بخسفٍ في البيداء كما تنتظرون؛ بل يظهره الله على كافة البشر بكسف الحجارة بالدخان المبين من كوكب سقر. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلاٌّرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَـاٰلِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].
وليس الإمام المهديّ هو أوّل من حذّر البشر من كسف الحجارة بالدخان المبين؛ بل حذَّرهم من ذلك محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك رد عليه الكُفار بقولهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
وذلك لأنّ محمداً رسول الله أنذرهم بذلك الكسف بالدخان المبين، ولذلك قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92].
وذلك هو كسف الحجارة بالدخان المبين، ويظهر الله خليفته في الأرض الإمام المهديّ بآية الدُّخان المبين من كوكب جهنم ومن ثم يصدق المهديّ المنتظَر كافة البشر مسلمهم والكافر فيؤمنون جميعاً بالحقّ من ربّهم، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يرتقب لآية الدُّخان المبين لئن كذّب البشر بدعوة الاتّباع للذكر الذي جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
فانظر أخي الكريم إلى الآية التي سوف يُظهر الله بها المهديّ المنتظَر في ليلة على الناس كافة فيؤمنون بسببها بالحقّ من ربّهم. ولذلك قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم.
ومن ثم انظر إلى الإجابة لهم من ربّهم من بعد التصديق بخليفة ربّهم الحقّ الداعي إلى اتّباع القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم.
وهل تدري ماهي البطشة الكُبرى؟ وتلك هي الساعة. وذلك لأنّ العذاب العقيم هو قبل قيام الساعة يأتيهم بالدُّخان المبين ومن ثم يصدقون بالحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].
والذي يحذّر البشر منه المهديّ المنتظَر هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل يوم القيامة حسب أيام البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58].
وهنا المصيبة يا إخواني المسلمين لأني أجد العذاب سوف يشمل قرى البشر مسلمهم وكافرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا سوف يشمل قرى البشر مسلمهم والكافر؟ والجواب بالحقّ: ذلك لأنهم معرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر مسلمهم وكافرهم؛ معرضون عن دعوة الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم ورفضوا أن يتبعوه مسلمهم وكافرهم؛ كما ترون إعراضهم في عصر دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم الذي يقول لهم: يا معشر البشر اتقوا الله فإني أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين. ومن ثم ما كان قول المسلمين إلا أن قالوا: "بل المهديّ المنتظَر يظهره الله بخسفٍ في البيداء وليس بدخانٍ مبينٍ بكسف الحجارة من السماء". بل أول من كفر وأعرض عن دعوة المهديّ المنتظَر هم المسلمون وقالوا لخليفة ربّهم المنتظر: "بل أنت كذابٌ أشِر ولست المهديّ المنتظَر"، ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا معشر المسلمين، فماهي جريمتي التي لا تُغتفر في نظركم إلا لأني أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاحتكام إليه فأبيتم وأعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتباعه؟ فكيف لا يعذب الله قرى المسلمين مع قرى الكافرين بالذكر من ربّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:58]؟
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} صدق الله العظيم؟ أي كان ذلك موضحاً في سطور القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان].
فأين الخسف بالبيداء الذي يُظهر اللهُ به المهديّ المنتظر؟ بل فصّل الله لكم كيف سيُظهر خليفته الإمام المهديّ في ليلةٍ عليكم وعلى الناس كافةً وأنتم صاغرون، فأين المفر يا معشر المعرضين عن البيان الحقّ للذكر؟ أم إنّكم ترون بيان ناصر محمد اليماني للقرآن ليس إلا مجرد تفسيرٍ من تفاسيركم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وهيهات هيهات بل آتيكم بالبيان للقرآن بآياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ هُنّ أمّ الكتاب يفقههن ويعلمهن عالمكم وجاهلكم وتبيّن لكم أنه الحقّ من ربّكم وليس مجرد تفسيرٍ برأيي من رأسي من ذات نفسي مثلكم، وأعوذُ بالله أن يكون تفسير ناصر محمد اليماني كمثل تفسير علمائِكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون؛ بل ينتظرون من الله أجراً لهم بسبب قولهم على الله ما لا يعلمون وذلك لأنهم مُستمسكين بقول الشيطان الرجيم:
كُل مجتهد مُصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر
ومن ثم يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني: فكيف يكون مأجوراً من يقول على الله ما لم يعلم أنه الحقّ من ربّ العالمين، فكيف يكون له أجر؟ بل عليه وزرٌ، وسيحمل وزره ووزر الذين أضلّهم بغير علم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].
وكذلك للأسف إنّ أمّة المسلمين يتّبعون علماءهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وهم يعلمون أنهم اتّبعوا عقائد تخالف لمحكم كتاب الله البيّن لعالمهم وجاهلهم كمثل عقيدتهم أنّ الباطل المسيح الكذاب يحيي الموتى فيقطع رجل إلى نصفين فيعيده للحياة من بعد موته! وكذّبوا فتوى ربّهم في محكم كتابه القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].
بل علِم علماء المسلمين وأمّتهم بتحدي الله ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه في محكم القرآن العظيم أن يعيدوا الروح للجسد من بعد موتها وتحدى الله لئن فعلوا فقد صدقوا بدعوة الباطل من دون الله. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (76) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (77) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (78) فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (79) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (80) تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين (81) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (82) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (83) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (84) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (85) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (86) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (87) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (89) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (90) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (92) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (93) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (94) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (95) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حقّ الْيَقِينِ (96) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (97)} صدق الله العظيم [الواقعة].
فانظروا لتحدي الله المحكم للباطل وأوليائه في قول الله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (82) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (83) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (84) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (85) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (86) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (87)تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88)} صدق الله العظيم. فانظروا لقول الله تعالى لأهل الباطل: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (88)} صدق الله العظيم.
ولكن المسلمين اتّبعوا عكس هذا التحدي واعتقدوا بعقيدة الباطل الذي لم ينزل الله بها من سلطان وقالوا: "بل المسيح الكذّاب يقطع رجلاً إلى نصفين ومن ثم يمرّ بين الفلقتين ومن ثم يعيد إليه روحه من بعد موته"! أفلا ترون يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم أنكم كالأنعام التي لا تتفكّر وتتبعون أحاديث وروايات الباطل المُفتراة وهي تُخالف لمحكم الذكر اختلافاً كثيراً؟ بل اتّبعتم العكس تماماً ولكنه لا يتناقض مع محكم القرآن إلا الباطل المُفترى، وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان. ألم يفتِكم الله في محكم كتابه العظيم فيما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويّة وعلَّمكم أنّ ما كان منها من عند غير الله ورسوله أنكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].
ولكن الإمام المهديّ طبّق الناموس الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة وتدبّر محكم القرآن، ومن ثم نسفنا الأحاديث المكذوبة نسفاً بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لتصحيح عقيدة المسلم.
ويا أخي الكريم مهاب، اتّقِ الله واتَّبع الحقّ في الكتاب، وتالله لو يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم لضللتُ وما اهتديتُ أبداً، وأقول لكم ما قاله جدّي بإذن الله لمن قبلكم للمعرضين عن القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].
ولذلك فإني الإمام المهديّ الذي لا يخاف في الله لومة لائم أعلن الكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في السنة النَّبويّة أو في التّوراة أو في الإنجيل، وأدعو كافة المسلمين واليهود والنّصارى إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كما دعاهم إليه جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وبما أنكم اتّبعتم ملّتهم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم ولذلك أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كما أعرضوا عنه من قبل فردّوكم من بعد إيمانكم بما أنزل الله في محكم القرآن لكافرين، ولم يعُد من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].
وقال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ} صدق الله العظيم [النمل:81].
ولا ولن أتّبع أهواءكم يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم حتى ولو اجتمعتم على الباطل كُلُّكم أجمعون فلن أتّبع أهواءكم المخالفة لمحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].
وإنما أحاجِجْكم بمحكم القرآن العظيم، ولم أحاجِجْكم بتفسيرٍ يا مهاب بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، فاتّقِ الله ليجعل لك فرقاناً، ولسوف تجد أنّ تفاسير علمائِكم للقرآن وبيان المهديّ المنتظَر للقرآن أنّ الفرق بينهم كالفرق بين الظُلمات والنور وإن كان لديهم الحقّ فلا يخشى من كان على الحقّ، فليأتوا موقع الإمام ناصر محمد اليماني فيذودوا عن حياض الدين بعلم أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأهدى سبيلاً وأصدقُ قيلاً إن كانوا صادقين، وهيهات هيهات يا مهاب أن يغلبوا من آتاه الله علم الكتاب، وأقسمُ بالله العظيم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وليس قسم المغرور لألجمنهم وأخرس ألسنتهم بمحكم القرآن العظيم حتى يسلموا للحقّ تسليماً أو يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ بالفتح المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:87].
وإنما ابتعثني الله ناصراً لما جاء به جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولذلك جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، ولن اتّبع أهواء علماء المسلمين وأمّتهم الذين يعتصمون بما يخالف لمحكم القرآن العظيم ويحسبون أنهم مهتدون.
بل واتّبعتم ملّة أهل الكتاب المعرضين حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين، إلا من لم تأخذه العزّة بالإثم واتَّبع الحقّ من ربّه بعد ما تبيّن له أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ أولئك هم الأنصار السابقون الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ومنهم نصطفي بإذن الله الوزراء المُكرمين ولاتنا على العالمين من بعد الظهور وإلى الله تُرجع الأمور.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
الداعي إلى اتّباع الذكر؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
_________________
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار