بيان المهديّ المنتظَر مع الصورة
بيان إدراك الشمس للقمر لعام 1429 هجري الى هيئة العلماء في السعودية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
من المهديّ المنتظَر الناصر لما جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - الإمام ناصر محمد اليماني إلى خادم الحرمين الشريفين صاحب السمّو الملكي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وكذلك إلى سماحة المفتي العام للمملكة العربيّة السعوديّة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المحترم، وإلى رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وإلى جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة بمركز الأرض مكة المكرمة محل الظهور للمهديّ المنتظَر للمبايعة من بعد الحوار والتّصديق أظهرُ لكم عند البيت العتيق، وكذلك إلى جميع مُفتي الديار الإسلاميّة وكافة علماء المسلمين، وكذلك إلى جميع قادة العرب والعجم، وكذلك إلى كافة الشعوب الإسلاميّة، وكذلك إلى كافة الشعوب البشريّة أجمعين، السلام على من اتّبع الهدى من ربّ العالمين.
وبناءً على أحاديث محمدٍ رسول الله الحقّ التي تُبشِّركم بأنّ الله يبعث إليكم المهديّ المنتظَر وما دمتم تؤمنون بقوله عليه الصلاة والسلام في جميع أحاديث المهديّ الصحيح والمُدرج الزائد فهي تتّفق على موضوع بعث المهديّ إلى المسلمين والناس أجمعين؛ بمعنى أنّ المهديّ المنتظَر سوف يُعرِّفُكم على شأنه فيكم بأنّ الله بعثه إليكم ولم يقل محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّ الله سوف يبعث الناس إلى المهديّ المنتظَر فيعرِّفونه على شأنه أنه المهديّ فُيبايعونه وإنكم لخاطِئون وذلك لأنّه جاء في جميع الأحاديث الحقّ من النّبي عليه الصلاة والسلام تأكيداً أنّها لن تنقضي الدُّنيا حتى يبعث الله إليكم المهديّ المنتظَر إلى المسلمين والناس أجمعين، بمعنى أنّه سوف يعرِّفكم على شأنه فيكم بأنّ الله بعثه إليكم ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من بعد تفرّق المسلمين إلى فرقٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فيجمع شملكم فيوحّد صفّكم فيجبر كسركم تصديقاً لوعد الله بالحقّ، فيتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره إنّ الله لا يخلف الميعاد.
ويا معشر علماء الأمّة، إنّه وبناءً على الأحاديث الحقّ التي تُؤكد أنّ الله يبعث المهديّ إليكم فأصبح من المنطق أن أُعرِّفكم بشأني فيكم وأقول:
يا أيها الناس، إنّي أنا المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهر بعثني الله إلى الناس كافة، ولم يجعلني نبيّاً ولا رسولاً؛ بل بعثني نُصرةً لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد) أي ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي ذلك تكمن حكمة التواطؤ في اسمي لاسم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجعل الله موضع التواطؤ في اسمي للاسم (محمد) في اسم أبي لكي يكون في اسمي خبري ورايتي وعنوان أمري (ناصر محمد) ذلك لأنّ الله لم يجعلني نبيّاً جديداً ولا رسولاً؛ بل الإمام الناصر لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك أدعوكم يا معشر علماء المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّ المسلمين ولجبر كسرهم، وأطهّر قلوبهم بالحقّ تطهيراً، وكذلك أدعو كافة البشر إلى الدخول في الإسلام فيكونون إخواناً في الدين يتحابّون في الله ربّ العالمين ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً في الدين الإسلامي الحنيف ملّة جميع الأنبياء والمرسلين، ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين.
ويا معشر جميع علماء المسلمين، إنّي أراكم قد فرّقتم دينكم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وخالفتم أمر الله المحكم في قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].
وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرِّقوا دينكم شيعاً، وتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚكَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].
وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].
كذلك قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكن علماء المسلمين تفرّقوا ثم فشلوا ثم ذهبت ريحكم كما هو حالكم يا معشر المسلمين، ومن ثمّ ذهب عزّكم إلى أعدائكم فأصبحوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم، فبعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون في الدين بالحُكم الفصل وما هو بالهزل لجمع شملكم وتوحيد صفّكم ولجبر كسركم، فصدِّقوا بالحقّ من ربّكم وكونوا من الشاكرين يا أمّة المهديّ المنتظَر في عصر الظهور.
وأُقسم لكم بربّي وربّكم الله الواحد القهار بأنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في القسم ولا في الاسم بل جعل حُجّتي عليكم في العلم فزادني على جميع علماء الأمّة بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم لكي يجعلني قادراً على الحُكم بين علماء المسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً مما قضيتُ بينهم بالحقّ من ربّهم فيسلموا تسليماً، وأوّل شيءٍ أبدأ الحُكم فيه بينهم بالحقّ هو في اختلافهم في السُّنة النَّبويّة الحقّ، فطائفةٌ تركت سنّة محمدٍ رسول الله الحقّ واستمسكت بالقرآن وحده، وأخرى تمسّكت بسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وتركت القرآن، وأخرى تبحث عن كتاب فاطمة الزهراء، وأخرى يفترون على الله بالعلم اللدُنّي، وأخرى تتّبع البُدع والمُحدثات بأعياد الميلاد والمبالغة في عباد الله المُقرّبين وغالوا في دينهم بغير الحقّ.
وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله، وأشهدُ أنّ القرآن من عند الله، وأشهد أنّ السُّنة النَّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ القُرآن محفوظٌ من التحريف ليجعله الله المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النبويّة.
وأشهد أنّ الله لم يعدكم بحفظ السُّنة النَّبويّة من التحريف ولذلك جعل الله مُحكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من علم الحديث في السنّة النبويّة، وأُشهد الله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يجادلني عالِمٌ بالقرآن العظيم إلا أخرستُ لسانه بالحقّ فيُسلِّم تسليماً لأنّه لن يستطيع أن يُنكر سلطان علمي عليه بالحقّ من مُحكم القُرآن العظيم أو يأتي ببيان للقرآن هو خيراً من تفسير ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين وإنّا لصادقون ولكُل دعوى برهان والكذب حباله قصيرة.
وبما أنّ الله جعلني حكَماً بين جميع علماء المسلمين بالحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ وأفتي بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ فيستمسك بمن يستمسك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعتصم بنور القرآن والسُّنة النَّبويّة الحقّ نوراً وهُدًى للمؤمنين. وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعلني الله حكماً بينكم في جميع ما اختلف فيه علماء الدين فسوف أبدأ الحُكم بينكم بالحقّ مُقدماً مُعلناً الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النَّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وكذلك أفتي بالحقّ أنّ السُّنة النَّبويّة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنّه وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف ليجعل آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هُنّ المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة النبويّة، وبما أنّي أفتيتُ بأنّ السُّنة النَّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم، فقد وجب على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُلجم بالبرهان المبين من مُحكم القرآن العظيم أنّ السُّنة النَّبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وأعلن الفتوى بالحقّ عن الحديث الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله وقال عليه الصلاة والسلام وآله:
[ ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ولا حاجة لي بالبحث عن مصدر هذا الحديث ولا عن الثّقات الوارد عنهم؛ بل آتيكم بسند هذا الحديث الحقّ مباشرةً من مُحكم القرآن العظيم. قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ]، وسند هذا الحديث الحقّ تجدونه في مُحكم القرآن العظيم، فإذا تدبرتم القُرآن كما أمركم ربّكم فسوف تجدون سنده بالضبط في سورة النساء الآية رقم (81) و(82)، وذلك في قول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ومن ثم نستنبط لكم سند الحديث الحقّ من هذه الآيات فأجده في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر هيئة كبار العلماء، إنَّ ما جاء في سورة النساء في الآية (81) و(82) قد جعلهن الله الأساس لدعوة المهديّ المنتظَر لعلماء المسلمين إلى طاولة الحوار العالمية لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، وكلا ولا ولن تستطيعوا إنكار ما جاء فيهن أبداً إلا من كفر بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.
ويا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، أُحذِّركم تفسير القرآن بالرأي وبالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً وبالاجتهاد من قبل الوصول إلى البرهان المبين بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ لأنّ القرآن كلام الله ربّ العالمين، ألا وإنّ تفسير القرآن هو المعنى المراد في نفس الله من كلامه وما يقصده بالضبط، فإذا قلتم على الله ما لا تعلمون بقول الظنّ والاجتهاد الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، فإن فعلتم ذلك فاعلموا بأنّكم لم تطيعوا أمر الله ورسوله بل أطعتُم أمر الشيطان الرجيم الذي يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأنتم تعلمون بأنّ الله حرّم على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون وذلك في مُحكم كتاب الله في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن للأسف بأنّ كثيراً من علماء المسلمين يتّبعون ما ليس لهم به علمٌ دون أن يستخدموا عقولهم؛ هل ذلك منطقي؟ وهل أفئدتهم مُطمئنة لذلك؟ وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وبسبب اتّباعكم لتفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من قبلكم فأضلّوكم حتى عن بعض مُحكم القرآن العظيم كمثال قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:82].
وقال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ الله يُخاطب الكُفار {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ} وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً! ولكنّي أُحذر المُفسرين من فصل آية عن أخواتها في نفس الموضوع لكي تكون يتيمةً فيُأوِّلها على هواه كيف يشاء! وإذا أردتم تدبر القرآن فلا تفصلوا الآية عن أخواتها بل تأخذوا جميع الآيات تترى واحدةً تلو الأخرى اللاتي في نفس الموضوع حتى لا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه بالبيان الباطل حتى يتبيّن لكم الحقّ من الباطل وحرصاً منكم أن تقولوا على الله غير الحقّ، وإذا أخذنا الآيات اللاتي تتكلّم عن موضوعٍ مُعينٍ فسوف نفهم المقصود في نفس الله من كلامه حتى لا نقول على الله غير الحقّ، وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فإذا قام أحد المُفسرين بأخذ الآية رقم (82) قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ثم فسرها وقال: "إنّ الله يُخاطب الكُفار أن يتدبّروا القرآن وأن لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"، ومن قراءة هذا التفسير لن يُشكّ مثقال ذرة أنّه غير صحيح برغم أنّه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود، وذلك لأنّ الله لا يُخاطب الكفار في هذا الموضع؛ بل يُخاطب علماء المسلمين بأنّهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النَّبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله فإنّ عليهم أن يتدبّروا القرآن ليقوموا بالمُطابقة للأحاديث الواردة مع مُحكم القرآن العظيم، وعلّمهم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النَّبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينهن وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وهذا دليل داحض للجدل بأنّ السُّنة النَّبويّة من عند الله كما القرآن من عند الله وإنّما جعل مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويّة وذلك لأنّه محفوظ من التحريف.
وأمّا السُّنة فلم يعِدكم الله بحفظها من التحريف كما تقول أخي الكريم، فإن كنتم من أولي الألباب تدبّروا الآيتين تجدون ما جاء في بياني هذا هو الحقّ بلا شكٍّ أو ريبٍ، فتدبّروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفيهما يخبركم الله بأنّه يوجد طائفة بين المؤمنين جاءوا إلى محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وقالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ مُحمداً رسول الله ( كذباً)، وإنما يريدون أن يكونوا من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدّون عن سبيل الله بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ومن ثم بيَّن الله لكم مكرهم. وقال الله تعالى : {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وجاء في هذا الموضع سندٌ للحديث الحقّ في أول البيان، قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وذلك لأنّ الله يُخاطب علماء الأمّة بأنّ الحديث المُفترى يتمّ إرجاعه للقرآن، فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولكنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا أنكر سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل آخذ بجميع ما ورد عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّي أعلم أنّ السُّنة النَّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده تعالى، وإنّما أكفر بما خالف منها لمحكم القرآن العظيم لأنّي أعلم أنّه حديثٌ مُفترى ما دام قد جاء مُخالفاً لمُحكم القرآن العظيم، وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يأخذ إلا ما تطابق مع القرآن، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل آخذ بجميع الأحاديث النَّبويّة حتى ولو لم يكن لها برهانٌ في القرآن العظيم فإنّي آخذ بها، وإنّما أكفر بما جاء مُخالفاً لمحكم القرآن العظيم لأنّي علمت أنّه حديث مُفترى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
________________
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار