رد الإمام المهدي الى النجفي..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورُسله أجمعين من الجن والإنس من أولهم إلى خاتمهم رسول الله بالقرآن العظيم للإنس والجن أجمعين. والصلاة والسلام على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ولا أُفرق بين أحد من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين ..
السلام عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور السلام على الباحثين عن الحق الذين لو علموا الحق لاتبعوه، والحق أحق أن يُتبع. وسلام الله على النجفي الذي يساوي المهدي المنتظر بالعرافين الكفرة الفجرة أولياء الشياطين الذين لو يذهب إليه النجفي فيسألهم عن اسمه واسم أبيه وأمه واسم زوجته وأولاده لأخبروا النجفي عن أسماء عائلته، كون ذلك ليس حدث غيبي بل بمُجرد ما ينوي النجفي إلى المنجمين ومن ثم تلقي الشياطين إلى أوليائهم المُنجمين عن اسم النجفي واسماء عائلته حتى يلقي المنجم بالفتوى إلى النجفي عن اسمه واسم عائلته، ومن ثم يزداد النجفي عقيدة بالباطل في ذلك المنجِّم فيعتقد أنه لمن المُكرمين أولياء الله الصالحين وهو من ألدُ الخصام لله رب العالمين.
أولئك من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر بالدين لفتنة المُسلمين عن العقائد الحق في الكتاب المُبين. بل العرافون المنجمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين بزخرف القول غروراً. بل المنجمون هم ألدُّ أعداء الله وأنبيائه يضلون المُسلمين من بعد هدي الأنبياء فيخرجهم المنجمون العرافون بمكرهم عن الصراط ا لمستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الانعام:121]
وقال الله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (113)وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (114)أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِى أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (115)وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (116)وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (117)إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (118)} صدق الله العظيم [الأنعام]
وكذب المنجمون أنهم يعلمون الغيب ولو صدقوا في خطفة حقيقية من قبل الحدث فلم يَعلموا الغيب ولم يُعلمهم الله بالغيب، ولم تُعلمهم النجوم بالغيب. بل استرق الخطفة الحقيقية أحد أوليائه من الشياطين ممن يسترقون السمع من حديث الملأ الأعلى بالسماء الدُنيا من ملائكة الرحمن. فيتكلم ملائكة الرحمن عن أحداث وأمور ستجري في الناس مما علمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مما علمه الله علام الغيوب وقال الله تعالى:{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} صدق الله العظيم [الصافات]
ولكن الشياطين لم يستطع أن يسمع غير جُملة واحدة ومن ثم يلوذُ بالفرار خشية من الحرس الشديد والشهب. وقد شُددت الحراسة في السماء الدنُيا من بعد نزول التحدي من الله للجن والإنس لغزو الملأ الأعلى. وقال الله تعالى:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚلَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴿٣٤﴾يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]
فإن استطاعوا الوصول إلى السماء الدُنيا فسوف يرسل عليهم شواظ من نار ونحاس فلا ينتصران بسبب مُخالفتهم لأمر ربهم {لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ} وإنما السلطان هو الأمر من الله إليهم أن ينفذوا وإنما قول الله تعالى {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} إنما ذلك تحدي من الله تعالى بقوله {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} كونه حذرهم بعدم النفوذ إلا بسلطان الإذن بالأمر من الرحمن إلى ملائكته للسماح لهم بالنفوذ ولكنهم إذا خالفوا أمر ربهم وأرادو النفوذ فلن ينتصران. تصديقاً لقول الله تعالى {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} صدق الله العظيم
ولم يكن يعلم الجن بنزول هذا التحدي في محكم القرآن وقاموا بغزو السماء الدُنيا ليلتمسوا الأخبار عن علم الغيب بالاستماع إلى الملأ الأعلى كما كانوا يفعلون من قبل ولكنهم لمسوا الوضع قد اختلف ولم يستطيعوا فولوا فراراً ولم يعلموا عن سبب التشديد بحراسة السماء الدُنيا. حتى إذا جاءتهم الأخبار من البشر عن بعث نبي جديد في الجزيرة العربية.. ومن ثم ذهبوا ليستمعوا ما أنزل إليه، حتى إذا حضروا فأمر بعضهم بعض بالإنصات حتى يسمعوا هذا القرآن هل تنزل من عند الرحمن؟ وقال الله تعالى:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ}[الأحقاف:29]
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الجن]
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم} صدق الله العظيم [الأحقاف:31]
فقد وجدوا آية التصديق على الواقع الحقيقي لتحدي الله للجن والإنس بقول الله تعالى {لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ}
ولذلك علموا أن هذا القرآن من عند الرحمن إلى الإنس والجان ولذلك قالوا {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً(9)} صدق الله العظيم [الجن]
ومن بعد ذلك توقف عالم الجن من أن يغزوا إلى السماء الدُنيا ولكن الشياطين لا يزالون مُستمرين لغزو السماء الدُنيا برغم أن ذلك مُغامرة شديدة وبالكاد يسترقون خطفة جملة واحدة أو كلمة واحدة، ولكنهم يلوذون بالفرار خوفاً من الحرس والشهب يقذفون من كُل جانب.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا الإصرار من عالم الشياطين لمُخالفة أمر ربهم بالإستماع إلى الملأ الأعلى؟ وذلك تصدية للبشر حتى لا يصدقوا برسل ربهم كون الشياطين سوف يُعلمون بعض العرافين بخطفة غيبية حقيقية ولكنهم قالوا لأوليائهم لا تخبروا الناس أن الشياطين هم الذين علموكم بذلك حتى لا يُكتشف أمركم أنكم أولياؤنا. بل قولوا للناس أنكم عَلِمْتم تلك الجملة الغيبية من خلال علمكم بحركات النجوم.
ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [كذب المُنجمون ولو صدقوا] أي كذب المنجمون أنهم عَلِموا بتلك الكلمة الغيبية من خلال رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في الخطفة الغيبية فحدثت، فلا علاقة لما علموه بحركات النجوم بل أعلمهم بتلك الخطفة أولياؤهم من شياطين الجن. ولذلك قال الله تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]
وكثيرٌ من المُسلمين يتبعون كثيراً من أولياء الشياطين من الذين يخبروكم عن أسمائكم وأسماء آبائكم ونسائكم وإنما ذلك هو الضلال البعيد فلو تذهب إلى مشعوذ لأخبرك باسمك واسم أبيك وأمك وليس ذلك حدث غيبي بل أخبر العراف قرينك الذي جاء معك إن كنت من الذين أيقض الله لهم قرناء من الشياطين أو تلقاه من الشياطين الموجودين في منطقتك كون ذلك الحدث قد حدث ولم يكن في علم الغيب. وإنما يدهشك كيف علم بذلك العراف وهو ليس من منطقتك ولا يعرفك ولا يعرف أسرتك وقد أفتيناك بالحق أن العرافين المشعوذين يخبروهم الشياطين بذلك كون الشياطين يسعون الليل والنهار ليطفئوا نور الله وهم لا يسأمون. ويريد شياطين الجن والإنس أن يضلوا الجن والإنس عن الصراط المستقيم، وصدقهم الذين لا يعلمون من الجن والإنس بسبب ظنهم أنهم لا يقولون على الله كذباً ولذلك قالوا:
{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6)} صدق الله العظيم [الجن]
واعترفوا أنهم كانوا يصدقون شياطين الجن والإنس أنهم صالحون لا يقولون على الله إلا الحق ولذلك كانوا يصدقون افتراءهم على الله كذباً وهم لا يعلمون أنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ولذلك قالوا:
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5)} صدق الله العظيم [الجن]
ويا أيها النجفي فهل تُقارن الإمام المهدي بالمشعوذين العرّافين المنجمين أولياء الشياطين؟ وإنما تقول غير أن الإمام المهدي هو أفضل منهم! أفلا تتقون الله رب العالمين؟
ألا والله الذي لا إله غيره لو يتبع المهدي المنتظر الحق أهواءكم لفسدت السموات والأرض. وهيهات هيهات.. فلا وحي جديد من بعد القُرآن المجيد فلا أقول لكم أني أعلمُ الغيب بل نُعلمكم بالبيان الحق للكتاب وما كان فيه من علوم الغيب فنحن نبينها للناس ونأتي بالبرهان من ذات كلام الرحمن من محكم القرآن كمثل أن أخبركم بنتيجة الذين يعبدون الشياطين وهم لا يعلمون أن أربابهم المفترين شياطين كونهم يقولون لهم أنهم من ملائكة الرحمن المُقربين حتى إذا سألهم الله يوم القيامة عم كانوا يعبدون قالوا إننا كنا نعبدُ ملائكتك المقربين قربة إليك ربنا كونهم من أفتونا أن نعبدهم قربة إليك ربنا ومن ثم سأل الله ملائكته المُقربين وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41)} صدق الله العظيم [سبأ]
ولم يكونوا يعلمون أنهم الشياطين، ألدُ أعداء الله رب العالمين، لأنهم غاوون ويقصدون أنهم ملائكة الرحمن المقربين. وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروهم بعبادتهم من دون الله ولكن الغاوين لا يعقلون. ثم أدرك الغاوون كيف خدعهم الشياطين فأغووهم عن عبادة ربهم الحق الذي خلقهم وحده لا شريك له. وقال الله تعالى:
{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99)} صدق الله العظيم [الشعراء]
وهذه نتيجة الذين يعبدون العبيد قربة إلى ربهم، أولئك وقعوا في مصيدة الشياطين وما كان لعبد يتقي الله في السموات والأرض أن يقول ما ليس له بحق. كونه يعلمُ أنما هو عبد مهما كرمه الله فهو ليس إلا عبد من عبيد الله الصالحين. ولن تجدوه في الكتاب يأمر الناس أن يعظمونه بغير الحق فيدعونه من دون الله ولن يأمر الناس أن يتخذونه إلهاً من دون الله، بل تجدوه يأمر أتباعه أن يكونوا ربانيين فيعبدون ربهم الله وحده لا شريك له مُخلصين لهُ الدين وأن يتنافسوا في حب ربهم وقربه، ويحذرهم من الشرك بالله، ويأمرهم أن يبتغوا إلى ربهم الوسيلة فيأمرونهم ما أمرهم الله به المؤمنين به من عباده:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35]
ويعلموهم أن يتبعوهم في تنافس العبيد إلى الرب المعبود أيهم أقرب من غير أن يعظموا عبداً بغير الحق فيجعلوه بينهم وبين الرب المعبود، فيعتقدون أنه لايجوز لهم أن يتجاوزوه في التنافس إلى الرب. ويا سُبحان ربي! إذاً لماذا ابتعث الله رسله إلى العبيد إلا ليعلموهم بطريقة الهدى الحق إلى الرب المعبود فيتبعوا طريقة هديهم إلى ربهم كما يفعل الأنبياء والمُرسلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الاسراء]
ولا ينبغي لنبي ولا رسول أن يقول لأتباعه: لا ينبغي لكم أن تنافسوني في حب ربي وقربه. ويقول أنه الأولى بالله من دونهم. إذاً لماذا ابتعث الله رُسله إلى عبيده فهل ليأمرونهم أن يعظمونهم بغير الحق من دون الله؟ أم يأمرونهم أن يتبعوا طريقة هداهم إلى ربهم.. أفلا تتقون؟
بل لم يبعث الله رسله إلى العبيد إلا ليخرجونهم من عبادة العبيد إلى الرب المعبود وحده لا شريك له. وتجدوا أن الأنبياء يحذرون قومهم بما حذر الله به الأنبياء أنفسهم فيقول لهم ما قاله الله لمحمد عبده ورسوله:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:65]
وللأسف فقد وجدنا في محكم علم الغيب في الكتاب أنه لا يؤمن أكثر الناس بربهم إلا وهم به مشركون بعباده من دونه. وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106]
وقد أخبركم الله بعلم الغيب الحق في محكم كتابه عن نتيجة المشركين بربهم عباده المُقربين الذين يدعونهم ليشفعوا لهم عند ربهم أو يأتون لزيارة قبورهم فيسألوهم أن يشفون أمراضهم ويتوسلون بهم إلى ربهم وهم غافلون لا يسمعون دعاءهم شيئاً ولو سمعوا لما استجابوا. وقال الله للمُشركين به عباده المُقربين:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس]
وهنا تجدوا أن عباد الله المُقربين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله بتوسل الدُعاء وكأنهم أولاد الله بينما هم عباد مكرمون وليس لهم من الأمر شيئ. وقال الله تعالى:
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم]
وسوف يكفرون بعبادتهم فيقولون {مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩)} صدق الله العظيم [يونس]
ويقصد المكرمون بقولهم {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} صدق الله العظيم. أي فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا لم نأمركم بذلك يوم كنا معكم في الحياة الدُنيا. فإن نحن أمرناكم بتعظيمنا بغير الحق وقلنا لكم ماليس لنا بحق فإن قلنا لكم ذلك فقد علمه الله. وإنما أشركتم بنا من بعد أن توفانا الله وكنا عن عبادتكم ودُعائكم لنا من دون الله لغافلين.
وكان رد جميع عباد الله المقربين الدعاة إلى الصراط المستقيم هو كمثل رد رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم وآله وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} صدق الله العظيم [المائدة]
وكذلك رد الأئمة والأنبياء وعباد الله المقربين للذين يبالغون فيهم من بعد موتهم بغير الحق فيدعونهم من دون الله من بعد أن توفاهم الله فهم غافلون عن عبادتهم ودعائهم لهم مع الله ولذلك قالوا {مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ * فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} صدق الله العظيم
ولو لم يزالوا فيهم إذاً فسوف ينهونهم عن ذلك ويغضبون غضباً كبيراً كون ذلك منافي لما ابتعثهم الله به لدعوة العباد إلى عبادة الرب المعبود ويقولون لهم:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18]
وذلك مما أعلمه من علوم الغيب عن نتائج الذين أشركوا بربهم عباده المُقربين. وأما الذين يعبدون الأصنام فتم السؤال إليهم من ربهم أينما كنتم تعبدون من دون الله ويقصد الأصنام وكان ردهم ورد آبائهم ورد أنبيائهم في علم الغيب:
{رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]
فأما الذين عبدوا الأصنام فألقوا باللوم على آبائهم الأولين كونهم كانوا يعتقدون أن لهم حكمة بالغة في عبادة الأصنام فيزعمون أن آباءهم هم أعلمُ وأحكم منهم. ولذلك أصروا على أن يتَّبعوا آباءهم الاتباع الأعمى. وما كان قولهم لرسل ربهم إلا أن قالوا:
{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس:78]
وقال لهم أنبياء الله:
{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}
وقال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَإ اِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ(23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(24)} صدق الله العظيم [الزخرف]
ولكنكم تجدون في علم الغيب أنهم ألقوا باللوم على آبائهم بين يدي الله وقالوا:
{{{ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا }}}
ومن ثم اعترف آباؤهم الأولون بأنهم أغووا ذرياتهم بسبب أنهم صنعوا تماثيل لعباد الله المُقربين من بعد موتهم فيدعون تمثاله من دون الله. ولذلك أعترف آباءهم بإغواء ذرياتهم وقالوا {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} ومن ثم رد عليهم عباد الله المُقربون وقالوا {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم
وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم
فذلك مما أعلمه من أحداث علم الغيب في الكتاب عن الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المُقربين وأنا المهدي المنتظر الحق من ربكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم وقال الله تعالى:
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72]
وقال الله تعالى:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة:17]
وقال الله تعالى:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59]
وكذلك أدعو المُسلمين الاُميين من أتباع جدي النبي الأمي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما دعاهم إليه والناس أجمعين وقال لهم نفس الأمر الذي تلقاه عبد الله ورسوله المسيح عيسى إبن مريم:
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72]
ولا ينبغي للإمام المهدي أن يفرق بين دين رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلمُ تسليماً وبين دين جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وسلمُ تسليماً، ولا ينبغي لي أن أفرق بين دين رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآل موسى وآل هارون وأُسلم تسليماً، ولا ينبغي لي أن أفرق بين دين محمد رسول الله وخليل الله إبراهيم وجميع الأنبياء والمُرسلين صلى الله عليهم وآلهم الطيبين وجميع التابعين للحق إلى يوم الدين. بل أنا الإمام المهدي المنتظر أدعو البشر إلى ما دعاهم إليه كافة الأنبياء والمُرسلين لا نفرق بين أحد من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين. وما ينبغي للمهدي المنتظر الحق أن يُخالف هدي الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم [الشورى]
وجميع الرسل يدعون البشر إلى ما يدعوهم إليه المهدي المنتظر أن اعبدوا الله ربي وربكم فإنه من يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً. فلا فرق شيئاً بين دعوة المهدي المنتظر ودعوة رسل الله إلى البشر فجميعنا ندعو الجن والإنس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وليس إلى تعظيمنا بغير الحق من دون الله وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ( 25 )} صدق الله العظيم [الأنبياء]
ويا عجبي من قوم لا يعقلون أعرضوا عن اتباع المهدي المنتظر الحق من ربهم الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون المهدي المنتظر هو ناصر محمد اليماني ومن ثم يقيم الإمام المهدي عليهم حُجة العقل والكتاب بالحق وأقول فأي مهدي تنتظرون فهل تنتظرون المهدي المنتظر ليهديكم إلى صراط الشيطان الرجيم أم إلى صراط الله العزيز الحكيم؟ أم تنتظرون مهدي منتظر ليدعوكم إلى عبادته وتعظيمه بغير الحق من دون الله؟ أم تنتظرون مهدي منتظر يقول لكم إني أعلمُ الغيب ويفتري على الله بوحي جديد ما أنزل الله به من سُلطان؟ أم تنتظرون مهدي منتظر ينبذُ كتاب الله القرآن العظيم وراء ظهره ثم يتبع أهواءكم فيعتصم بالروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات هُن أم الكتاب؟ !! هيهات هيهات.. وأقسم برب السموات أني سوف أُجادلكم بآيات الكتاب المحكمات هُن أم الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم حتى أجعلكم بين خيارين اثنين إما أن تتبعوا الحق من ربكم أو تعرضوا عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كما أعرض الذين فرقوا دينهم شيعاً من قبلكم عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كونهم مُعتصمين بما يخالف لمحكم كتاب الله القُرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل:76]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ( 23 )} صدق الله العظيم [آل عمران:23]
وأما حُجة الشيطان التي يلقيها إلى صدوركم فيقول للذين لا يعقلون منكم إياكم أن تتبعوا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهدي المنتظر حتى ولو كنتم ترون في دعوته الحق فافرضوا لو أنكم اتبعتموه ومن ثم يتبين لكم بعد حين أنه ليس المهدي المنتظر الحق من رب العالمين !!؟
ومن ثم يردُ الإمام المهدي المنتظر على شياطينكم وعلى أنفسكم وأقول فلنفرض أن مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد افترى هذا القرآن العظيم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وصدقناه كونه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له فهل علينا من الإثم شيئ لئن أجبنا الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهو ليس نبي الله أحمد الذي يبعثه الله من بعد المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً؟ ومن ثم أترك الجواب مُباشرة من الله ورسوله:
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ} صدق الله العظيم [هود:35]
وكذلك لو اتبع بني إسرائيل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام كونه يقول أن الله كلمه تكليماً وبعثه إليهم رسولاً ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويحاجهم بآيات الكتاب البينات. فلنفرض أن موسى عليه الصلاة والسلام لم يوحى إليه شيئ مما يقوله لهم وهم استجابوا لدعوة نبي الله موسى إلى عبادة الله وحده لا شريك فهل لو كان موسى عليه الصلاة والسلام كاذباً فهل على الذين اتبعوه من الوزر شيئاً؟
ومن ثم نترك الجواب من الله على لسان مؤمن آل فرعون عليه الصلاة والسلام:
{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28]
وكذلك ياقوم شأن المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض فإن كان من الذين يتحاجون بالدين من أجل المُلك والتمكين في الأرض ولم يصطفيه الله خليفته فإن على ناصر محمد اليماني كذبه. وأما الذين اتبعوه فقد فازوا فوزاً عظيماً كونهم استجابوا لدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأنبياء والمُرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرة من ربهم القرآن العظيم فكيف يكونوا أتباع ناصر محمد اليماني على ضلال حتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر خليفة الله رب العالمين فما ضل من اتبع ناصر محمد اليماني فعبد الله وحده لا شريك له فلم يُشرك بالله شيئاً فكيف يكون على ضلال مبين أفلا تعقلون؟ أم إنكم تنتظرون مهدي منتظر يدعوكم إلى عبادته من دون الله أفلا تتقون؟ !! أم تنتظرون مهدي منتظر يقول لكم إني من ملائكة الرحمن فاتبعوني؟ أم تنتظرون مهدي منتظر يقول لكم أني أعلمُ غيب السموات والأرض وأعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون سُبحان ربي وهل كنت إلا عبداً من عبيد الله الصالحين ولا أتعامل مع الشياطين حتى أخبركم عن أسمائكم وأسماء آبائكم وأمهاتكم أفلا تعقلون؟ فأي برهان هذا الذي تستدلون به على المهدي المنتظر الحق من ربكم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم يا إخواني المُسلمين أفلا تتفكرون؟ كيف تستطيعون أن تعلموا المهدي المنتظر الحق فتستنبطون من بين المهديين المُفترين شخصيته في كل عصر في البوادي والحضر فبين الحين والآخر يظهر لكم مهدي منتظر جديد فانظروا حجتهم وسلطان علمهم. وتالله لن تقبل سلطان علمهم عقولكم إن كنتم تعقلون، كون سلطان علمهم يتنافى مع العقل والمنطق كون سلطان علمهم إنما يدعو للإشراك بالله فيخرجوكم من النور إلى الظُلمات فيزيدوكم شركاً إلى شرككم بالله ويزيدوكم عمى إلى عماكم ورجساً إلى رجسكم ولسوف أضرب لكم على ذلك مثل في بيان رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني عن بيان لقول الله تعالى:
{وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصّلت:12]
وما يلي تفسير رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني:
( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) :-والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) ، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين ، بالتعاليم والأخلاق الإلهية ، التي يعلمونها الناس . وظهورهم : في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء ، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم ، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء ، وما أكثر من خالفهم وحاربهم ، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم ، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم : (اقصد قوس النـزول).
انتهى التفسير للإمام المزعوم أحمد الحسن اليماني رسول الشيطان الرجيم وهو من يوحي إليه هذا التفسير ليزيدكم يا معشر الشيعة شركاً بالله حتى تبالغوا في أنبياء الله ورُسله فتدعونهم من دون الله أن يحفظوكم من شر الأشرار فتستعيذوا بهم ثم يظهر لكم الشياطين ويقول أنه روح النبي فلان أو الإمام المهدي المنتظر محمد الحسن العسكري فيأمركم بما يأمركم به أحمد الحسن اليماني أن تستعيذوا به من أعدائكم فيزيدوكم رهقاً وشركاً بالله. أفلا تتقون يامعشر الشيعة الاثني عشر؟
ولكني المهدي المنتظر الحق من ربكم الإمام ناصر محمد اليماني من اليمن أشهدُ الله ومن ينافسني في حُب الله وقربه وكفى بالله شهيداً أني المهدي المنتظر الحق من ربكم من ذُرية الإمام الحُسين بن علي وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً ولم تلدني أمي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً تصديقاً لقول الله تعالى:
{ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)} صدق الله العظيم [طه:40]
وكذلك المهدي المنتظر لا ينبغي له أن يسبق ميلاده قدر عصره وظهوره وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور وأما حجتكم عن تأخير المسيح عيسى ابن مريم وأصحاب الكهف عليه وعليهم الصلاة والسلام فأولئك لم يسبق ميلادهم قَدر بعثهم بل خلقهم الله في جيل أمتهم وابتعثهم في ذات الأمة التي خلقهم الله فيها وكذبوهم ثم أخرّهم الله لحكمة ستعلمونها. وليس ذلك برهان لتصحيح عقيدتكم في ميلاد المهدي المنتظر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور كون المسيح عيسى ابن مريم لم يؤخره الله عن الدعوة في الأمة التي خلقه الله فيها بل دعاهم إلى الله وكلمهم وعرفهم بشأنه فيهم وقال:
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} [مريم:30]
وبدأ دعوته في ذات الأمة التي خلقه الله فيها حتى إذا بلغ أشدهُ فحاجهم بالحق من ربهم ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعلمهم أن الدين عند الله الإسلام وقال الله تعالى:
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72]
وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:52]
وكذلك أصحاب الكهف بدؤوا دعوتهم في ذات الأمة التي خلقهم الله في جيلها بقدر مقدور، وتجدهم يحاجون قومهم بالدعوة إلى الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان أن ذلك شرك ما أنزل الله به من سلطان. وقال أصحاب الكهف الأنبياء الثلاثة لقومهم:
{وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف]
وإنما تم تأخيرهم من بعد أن كفر بهم الكفار من أمتهم التي خلقهم الله فيها ولم يسبق ميلادهم قدر بعثهم أفلا تتقون؟ وكذلك المهدي المنتظر لم يسبق ميلاده قدر بعثه خليفة لله على العالمين، وخلقني الله في جيل هذه الأمة، ولم أختبئ في سرداب بادئ الأمر، بل آتاني الله الحكم بينكم فزادني الله بسطةً عليكم بعلم الكتاب ليجعلني قادراً على أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون حتى أعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى وأُجاهدكم بالقرآن جهاداً كبيراً حتى أخرج الشيعة وأهل السنة والجماعة وجميع المسلمين من الظُلمات إلى النور فتجدوني أُحاجكم بآيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم وليس بيان الإمام المهدي كمثل تفاسيركم الظنية التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ. وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين من الذين يقولون على الله مالا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون.
وياعجبي منكم يامعشر الشيعة الاثني عشر كيف أنكم تعلمون أن الإمام اختيار من الله لا من البشر ومن ثم تَصْطَفون المهدي المنتظر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ وكذلك لم يجعلني الله من أهل السنة والجماعة الذين يعلمون أن المهدي المنتظر يظهر عند البيت المعمور ويريدونه أن يظهر لهم من قبل الحوار أو يريدون أن يصطفوا المهدي المنتظر في قدره المقدور فيعرفونه على شأنه أنه هو المهدي المنتظر. فأنّا لكم أن تصطفوا المهدي المنتظر خليفة الله من دون الله؟ وأنّا لكم أن تختاروا من جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلم تسليماً أفلا تتقون ؟!!
وأنا المهدي المنتظر أقول ياعجبي من البشر الذين لا يتفكرون! فتفكروا يا أولي الأبصار. واجعلوا مقارنة بين بيان المهدي المنتظر الحق للذكر وبين المهديين المفترين أمثال رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني الذي ابتعثه الشيطان ليزيدكم شركاً إلى شرككم. وتعلمون علم اليقين أنه يدعوكم للإشراك بالله والمبالغة في رسل الله وأئمة آل البيت من خلال بيان أحمد الحسن اليماني لقول الله تعالى:
( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) :-والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) ، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين ، بالتعاليم والأخلاق الإلهية ، التي يعلمونها الناس . وظهورهم : في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء ، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم ، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء ، وما أكثر من خالفهم وحاربهم ، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم ، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم.
فانظروا لبيانه الباطل عن مصابيح النجوم بالسماء الدُنيا وقال:
(والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) ، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين )). انتهى الإقتباس من بيان أحمد الحسن اليماني
وإنما يريد أن يزيدكم شركاً إلى شرككم بالله ورجساً إلى رجسكم فيزيدكم عمى إلى عماكم عن الله الحق الذي أمركم في محكم كتابه وقال الله لكم:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18]
وقال الله تعالى:
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62]
وقال الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]
وقال الله تعالى:
{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً} [الإسراء:67]
وقال الله تعالى:
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65]
وقال الله تعالى:
{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]
Read more: http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?2544-الرد-على-النجفي-بل-العرافون-المنجمون-المشعوذون-هم-أولياء-الشياطين-يوحي-إليهم-الشياطين-بزخرف-القول-غروراً#ixzz3H8A94dbg
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار