[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 12 - 1434 هـ
20 - 10 - 2013 مـ
05:05 صباحــاً
__________
يا معشر المسلمين كلّ عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدِّين بإذن الله ربّ العالمين..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب من أوّلهم إلى خاتمهم وجميع المسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
يا معشر المسلمين كل عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدِّين بإذن الله ربّ العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأقول يا ربِّ سلِّم سلِّم، يا ربِّ اغفر وارحم، يا ربِّ أنت أرحم بعبادك من عبدِك، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
ويا عباد الله، ما غرّكم بدعوة الإمام المهدي؛ رحمةً أخرى للعالمين؟ يدعوكم إلى الله ليغفر لكم من ذنوبكم ويبدّل سيئاتكم حسناتٍ وكان الله عفواً غفوراً رحيماً حليماً، فأنيبوا إلى ربّكم ليهدي قلوبكم واعلموا أن الهدى هدى الله، واعلموا أنّه يهدي إليه من ينيب من عباده إلى ربّه ليهدي قلبه، ولا يظلم ربّك أحداً فيهدي هذا ويضلّ هذا لكون الله لا يأتي منه إلا الخير، وما أصابكم من خيرٍ فمن الله، وما أصابكم من شرٍ فمن أنفسكم، فاتقوا الله وأطيعونِ لعلكم ترحمون.
ويا عباد الله، إني أعلم من الله ما لا تعلمون، وما جئتكم بوحيٍ جديدٍ بل البيان الحقّ للقرآن المجيد لنهدي النّاس به إلى صراط العزيز الحميد، فاعبدوا الله وحده لا شريك له، واستغنوا برحمة الله من عذابه من طلب الرحمة من عباده من دونه، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أفلا تتقون؟ فوالله لا منجى ولا ملجأ من عذاب الله إلا طلب الرحمة من الله أرحم الراحمين.
ويا معشر الأنصار، إياكم ثم إياكم من تحديد ميعاد العذاب حتى لا تفتنوا أنفسكم وأمّتكم، فالتزموا بأمر الله إلى رسوله والإمام المهدي وجميع المسلمين حين يسأل أحدُهم عن ميعاد عذاب الله للمعرضين أن يقول ما أمره الله أن يقول: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا}، وذلك تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
صدق الله العظيم [الجن]
فالتزموا بأمر الله حتى لا تفتنوا أنفسَكم وتفتنوا أمَّتكم إن أراد الله أن يرحمكم وأمّتكم وأخّر ما ترجون، وتذكروا أنكم تعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لكي يدخلكم جنّته، واعلموا أن الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، فاحرصوا على تحقيق رضوان الرحمن الرحيم، وتذكروا بأنه حتى ولو نصركم بعذابٍ أليمٍ وأهلك المعرضين بأنهم سوف يتحسرون في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربّهم ومن ثم تحلُّ الحسرة في نفس الله عليهم من بعد أن أصبحوا نادمين من بعد هلاكهم بعذابٍ أليمٍ.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار يا من اتَّخذتم النّعيم الأعظم غايةً فاحرصوا على غايتكم، فوالله ثم والله ثم والله إنّ عذاب الله على الأبواب، فأنيبوا إلى ربّكم أن يهدي عباده إن كنتم حريصين على تحقيق رضوان نفس الله أرحم الراحمين فلا تستعجلوا للأمّة الهلاك، واصبروا عليهم وأنيبوا إلى الله أن يهدي قلوبهم ذلك خيرٌ لكم وأشدّ تثبيتاً.
ولا تلوموا على المسلمين عدمَ التّصديق بالإمام المهدي ناصر محمد اليماني ما لم تقيموا عليهم حجّة سلطانِ العلمِ مبتدئين بحجّة الاسم لتجعلوا حجّة الاسم التي يحاجونكم بها هي لكم وليست عليكم لكونكم بمجرد ما إن تُخبروا النّاس أنَّ المهديّ المنتظَر بعثه الله وصار في عصر الحوار من قبل الظهور بالنّصر والتمكين بالفتح المبين فكثيرٌ من السائلين سوف يبادركم بالسؤال عن اسمه، وبمجرد ما تقولون أنّ اسمه ناصر محمد فسوف يكون الاسم السبب الأول بأن يزيغ الله قلبه عن الحقّ، فثبتوهم بالفتوى الحقّ وقولوا:
"مهلاً مهلاً أحبتي في الله، فنحن مصدقين بالحديث النّبوي الحقّ عن الفتوى بالإشارة للاسم (محمد) أنه يأتي يواطئ في اسم الإمام المهدي، وبما أن التواطؤ لا يقصد به التطابق بل التواطؤ لغةً واصطلاحاً يقصد به التوافق فهل تنكرون أن الاسم محمد لم يواطئ في الاسم ( ناصر محمد )؟ وجعل الله قدر التواطؤ للاسم محمد في اسم أبي المهدي، والحكمة من ذلك كون الله لن يبعث الإمام المهدي نبياً جديداً ولا رسولاً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعثه الله ناصر محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أي ناصراً لما جاء به محمدٌ رسول الله وكافة النّبيين من ربّهم".
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فكم يوجد في العالمين من أشخاصٍ اسمهم ناصر محمد!" ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: هيهات هيهات.. فكم في العالمين اسمه محمد وإبراهيم وعيسى وموسى! فهل جعلتهم أسماءهم كمثل رسل الله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟ بل قلنا إنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في سلطان العلم المهيمن من ربّ العالمين، ولذلك سبقت فتوى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنه إذا غلبه أحد علماء الأمّة في مسألة حصرياً من القرآن العظيم فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر، ولا نزال نقول... فكونوا على ذلك من الشاهدين.
ويا عباد الله، والله الذي لا إله غيره ما قطُّ درستُ علوم الدِّين عند أيٍّ من مشايخ المسلمين ولا اليهود ولا النّصارى، وما قطُّ درست علوم الدِّين عند أيٍّ من مشايخ الإنس والجنّ، وما قطُّ علّمني علوم الدِّين أحدٌ من خلق الله أجمعين؛ بل علّمني ربّي بالتّفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم، فأستنبط لكم سلطان العلم من محكم الكتاب. ولا يزال لدينا الكثيرُ في كثيرٍ من مسائل الاستنباط ولم نكمل الاستنباط في المسألة وندّخره للممترين لنلجمهم به إلجاماً إلا من كفر بالقرآن العظيم والحجّة قائمة عليه فلله الحجّة ورسوله والإمام المهدي بتبليغ قرآنه وبيانه.
فاتقوا الله، وما من إله لكم غير الله فاعبدوه وتنافسوا على حبّ الله وقربه أيّكم أقرب، ولا تذروا التنافس إلى الربّ حصرياً لأنبيائه ورسله، وما هم إلا بشر عبيدٌ لله مثلكم ولكم الحقّ في الله مثل ما لأنبيائه ورسله، فالتزموا بناموس العبوديّة في محكم الكتاب الذي اتّبعه كافةُ العبيد المكرمين الذين عبدوا الله فتنافسوا في حبّ الله وقربه أيّهم أقرب إلى الربّ فقد أفتاكم الله عن كيفية عبوديتهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) }
صدق الله العظيم [الإسراء]
وأمّا قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم كذلك يفعلون حتى إذا فازوا بأعلى وأقرب درجة إلى ذات الربّ فلن يرضوا بها حتى يرضى، ألا والله الذي لا إله غيره لن يرضيهم ربّهم بملكوته جميعاً حتى يرضى، أولئك قدروا ربّهم حقّ قدره فعرفوه حقّ معرفته بأنه حقّاً هو أرحم الراحمين، وصدّقوا بفتوى الله عن حاله في نفسه بعد أن ينتقم من المكذبين بأنبيائه وأوليائه حتى إذا أهلك الله أعداءهم فإذا أعداؤهم لم يعودوا أعداءً لهم ولا لربّهم! ويتمنون لو أنّهم صدقوا وآمنوا بربّهم واتَّبعوا رسله وعبدوا الله وحده لا شريك له، حتى إذا علم الله بقول عباده النّادمين الموحدين يقول كلٌّ منهم: {{يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾}} [الزمر]، وهذه حسرةُ ندمٍ شديدٍ! ومن ثمّ تحلّ حسرة التأسف عليهم في نفس ربّهم فيقول:
{{{{{ يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 30 ) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ( 31 ) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)}}}}}
صدق الله العظيم [يس]
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، ولماذا حلّت حسرة التّأسف في نفس الله على عباده الظالمين لأنفسهم؟". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: إنما الحسرة في نفس الله سببها في أنفس النّادمين على ما فرطوا في جنب ربّهم، فحين حدث التّحسر في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم فهنا تحدث الحسرة في نفس الله عليهم كون الله هو أرحم الراحمين.
وربّما يودّ سائل آخر أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله فيخرجهم من عذابه إلى جنّته بدلاً من التّحسر عليهم؟". ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: ذلك لكونهم ارتكبوا جرماً أعظم من ذنوبهم من بعد موتهم وهو اليأس من رحمة الله، ومن يقنط من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً.
ويا عباد الله من مات منكم فبلّغوا الذين من قبلكم إنّما أغلقَ اللهُ باب الأعمال من بعد الموت ولم يغلق باب الدعاء؛ بل الدعاء إلى الربّ مستمرٌ؛ بابُه مفتوحٌ في الدّنيا وفي الآخرة فلن يغلق الله باب كرمه ورحمته، فلا تظلموا أنفسكم باليأس من رحمة الله، وظنوا في الله أنه سوف يرحمكم، ولا تقطعوا الظنّ بالله ولا تستيئسوا من رحمته، وادعوه حتى يجبكم. إنّ رحمة الله قريبٌ من عباده، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله؟ فمن استيأس من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه.
ويا عباد، الله لئن حلّ بكم عذابُ الله قريباً إذا لم يؤخره الله فادعوه بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يكشف عنكم عذابه، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. ألم يعد من دعاه بالإجابة في قول الله تعالى:
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
صدق الله العظيم [النمل:62]
وتصديقاً لوعد الله في محكم كتابه:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
صدق الله العظيم [البقرة:186]
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا قال الله تعالى المضطر يجيب دعوته في قول الله تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم؟" ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: هكذا طَبْعُ كثيرٍ من عباد الله لا يدعون الله مخلصين إلا إذا تقطّعت بهم الأسباب؛ دعوا الله مخلصين له الدِّين ومن ثم يجيبهم حتى ولو كانوا من المشركين، وسبب الإجابة كونهم تخلوا في نفس لحظة الدُّعاء عن شركائهم فيجبهم الله، وحتى الذين تقوم عليهم الساعة وهم من أشرار الخلق يجبهم ربّهم لو دعوه ولم يستيئسوا من رحمته فسوف يجدون الله غفوراً رحيماً فيجبهم ويؤخر السّاعة عنهم إلى حينٍ وأمّةٍ أخرى. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
صدق الله العظيم [الأنعام]
وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "وحتى السَّاعة يؤخرها الله فيكشفها عنهم لو دعا الله أشرُّ خلق الله من تقوم عليهم إذاً لأجابهم وكشف الساعة عنهم!؟" ومن ثم نكتفي بردِّ الجواب من الربّ من محكم الكتاب:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}
صدق الله العظيم
فلمَ اليأس من رحمة الله؟ فيا معشر أهل النّار أنيبوا إلى ربّكم وادعوه مخلصين، ولا تنتظروا لشفعائكم كما تزعمون فتلبثون فيها إلى يوم الدِّين ثم تدعوهم فلا يستجيبوا لكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [القصص:64]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴿١٥﴾}
صدق الله العظيم [فاطر]
وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين... ويا عباد الله أستوصيكم بتقوى الله والتقوى في القلب فلا تشركوا بالله شيئاً، وذروا عقيدة طلب شفاعةِ العبيدِ للعبيد بين يدي الربّ المعبود فتلك عقيدة شرك بالله أن ترجو من عبدٍ فتسأله أن يشفع لك بين يدي ربّك، فلا تدعوا مع الله أحدا.
ويا معشر الذين يحاربون دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ألا تخافون أن يعلن الله الحرب عليكم فتصبحوا على ما فعلتم نادمين؟ بل منكم من يطّلق زوجته بسبب أنها بايعت الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على أن تعبد الله وحده لا شريك له وعلى أن تتبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وعلى أن لا تفرق بين أحدٍ من رسل الله وعلى أن تتخذ رضوان الله غايةً في العبودية، فما كان من زوجها إلا أن يطلقها!! وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً إلا أن يتوب إلى الله متاباً.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لقد وردت إلينا شكوى على الخاص من إحدى الأنصاريات المكرمات أن زوجها طلقها بسبب أنها بايعت الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فإن أصرّ زوجُها على استمرار الطلاق فلها الخيار فلتختار من تشاء من أنصار المهديّ المنتظَر وسوف نأمره فوراً أن يتزوجها بعد انقضاء العدّة، وإن كان متزوجاً من اختارت فلا ينبغي لزوجته الأولى المعارضة في أمر الله، فلتختار من تشاء.
وأمامَ من طلق الأنصارية بسبب البيعة مهلة عشرة أيام من تاريخ الغد؛ إما أن يتراجع عن اتّخاذ القرار أنه لن يرجعها في ذمته إلا إذا تخلت عن مبايعة الإمام المهدي، وإن أصر على أن لا يرجعها في ذمته حتى تتخلى عن مبايعة الإمام المهدي ناصر محمد ومن ثم نقول لها:
يا أمة الله إنما البيعة لله ولم يدعوكم ناصر محمد إلى عبادة ناصر محمد حتى يسمح لكم بالتخلي عن البيعة لله بل ندعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وسنّة نبيّه الحقّ وإلى الكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة، فإن كان زوجك يا أمّة الله مصراً على الاستمرار في الطلاق والفراق حتى ترجعي عن هذه البيعة الحقّ فمن يجره من الله؟ لا قوة إلا بالله العلي العظيم. وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربّك لشديد العقاب، فلن نتخلى عنك أبداً.
وهذا العرض حصرياً لهذه الأنصارية ( ع )، فوجب عليكم الصبر يا معشر الأنصار مهما لاقيتم من الأذى فقد وعدكم الله بالأذى في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}
صدق الله العظيم [آل عمران:186]
وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:200]
فاصبروا وصابروا ورابطوا في الدعوة إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّكم واعلموا أن الدعوة إلى الحقّ في بادئ الأمر كان غريباً على النّاس لدرجة العجب الشديد. وقال الله تعالى:
{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
صدق الله العظيم [ص]
اللهم عجل برحمتك وأهدهم برحمتك كيفما تشاء فلك الأمر ربّي من قبل ومن بعد، وإلى الله ترجع الأمور. اللهم إننا نستعجلك في هدى عبادك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار
» دَردَشَةٌ لِأحِبَّتي في الله الأنصَار السَّابِقين الأخيَار وكَافَّة المُؤمنِين والباحِثين عَن الحَقِّ في العالَمين، وتَحذيرٌ كَبيرٌ مِن الله العَليِّ القَدير ..
الأربعاء أغسطس 28, 2024 10:24 am من طرف ابرار
» تَعْزيَةٌ لشعوبِ الأُمَّة العَرَبيَّة والإسلاميَّة في الشَّهيد الحَيِّ في جَنَّات النَّعيم (إسماعيل عبد السَّلام أحمد هَنيَّة) رئيس المَكتَب السياسيّ لحِرَكة حَماس
الخميس أغسطس 01, 2024 11:23 am من طرف ابرار
» يَجوزُ لِلمرأةِ الصَّلاةُ بِأي ثِيابٍ تشاء طَاهرةٍ وتَسترُ العَورة إلا (البنطلون)..
الأحد يوليو 28, 2024 10:57 pm من طرف ابرار