.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟

    avatar
    البلسم الشافي


    عدد المساهمات : 455
    تاريخ التسجيل : 16/02/2011

    الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟ Empty الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟

    مُساهمة من طرف البلسم الشافي الخميس مارس 14, 2013 6:08 pm

    الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    الإمـــــام ناصـــــر محمـــــد اليـــــماني
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


    الإمام ناصر محمد اليماني

    05-17-2010, 11:25 PM


    الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {وَقُل رَّ‌بِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِ‌جْنِي مُخْرَ‌جَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرً‌ا ﴿٨٠﴾ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴿٨١﴾ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً‌ا ﴿٨٢﴾}
    صدق الله العظيم [الإسراء]

    {آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧)وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا (١٠٨)وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)}
    صدق الله العظيم [الإسراء]

    والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والتابعين الأنصار للحق في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله رب العالمين..

    سلام الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هوراي وكافة الباحثين عن الحق من الناس أجمعين، ويا فضيلة الدكتور بارك الله فيك وغفر الله لك وللأنصار وجميع المُسلمين وللإمام المهدي معكم وثبتنا على الصراط المُستقيم فكن ممن قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُ‌وا بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ لَمْ يَخِرُّ‌وا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾}
    صدق الله العظيم [الفرقان]

    وإنما أنا الإمام المهدي المُنتظر أُحاجّ البشر من ذِكْرِهِم رسالةَ الله إليهم الُقرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾}
    صدق الله العظيم [التكوير]

    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴿٨٨﴾}
    صدق الله العظيم [ص]

    وذلك لأني أعلم أنه حُجة الله على البشر من بعد تنزيله وأمر الله رسوله بالإستمساك به ومن اتبعه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ‌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾}
    صدق الله العظيم [الزخرف]

    ألا وإن الاستمساك بالقُرآن هو اتّباعه والكفر بما خالف لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    ويا أخي الكريم بارك الله فيك لقد أمركم الله من قبل الاتّباع إلى التدبّر والتفكّر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَ‌كٌ لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾}
    صدق الله العظيم

    ولن تهتدي إلى الحق حتى تتدبّر في آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم، ثم تُؤمن وتقرّ بما جاء فيها، وتكفر بما خالفها، وإن اتبعت ما خالف لآيات أمِّ الكتاب البيّنات فقد كفرت بالآيات البيّنات. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ‌ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾}
    صدق الله العظيم [البقرة]

    ويا أخي الكريم سبقت فتوانا بالحق أنّهُ لا يحاجّ المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني أحدٌ من القُرآن إلا غلبه بالحق شرطاً أن يكون سُلطان علم ناصر محمد اليماني من آيات الكتاب المُحكمات في قلب وذات الموضوع آيات بينات لعالمكم وجاهلكم، وبما أنك انتقلت للحوار إلى موضوع آخر من بعد إقامة الحُجة عليك في مواضيع قبله ومن ثم انتقلت إلى موضوع رؤية الله جهرة علك تقيم الحجة فيه على ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات يافضيلة الشيخ أن يكون بيانك للقرآن هو أهدى من بيان الإمام ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إذا كان ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر المصطفى من رب العالمين..

    وإلى الدخول في قلب موضوع الحوار الجديد بسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟ والجواب تجده في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
    صدق الله العظيم [الشورى:51]

    ومن ثم يتساءل الباحث عن الحق ويقول: "فهل عدم رؤية الله جهرة هو من صفات الله الأزلية؟" ومن ثم تجدون الجواب في محكم كتابه في التعريف عن صفاته الرب الأزلية في قول الله تعالى:
    {وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَ‌كَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَ‌قُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    فهذا يعنى أن ما خالف هذه الصفات لذات الرب أنه ليس الله رب العالمين بل الباطل من دونه. ولذلك قال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم

    ولربما يود أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحق فيقول: "وما يقصد الله بقوله {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}؟
    ومن ثم نفتيه بالحق ونقول أنه يقصد الله تعالى بقوله {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤيته، ودليل الإحاطة تجدوه في قول الله تعالى:
    {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}
    صدق الله العظيم [الشعراء:61]

    ويقصدون أنه قد أحاط بهم فرعون ومن معه، وإنما ذلك لكي تعلموا أنواع الإدراك ويقصد الإحاطة في هاتين الآيتين بكلمة الإدراك أي الإحاطة، فأما قول أصحاب موسى {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أي أحيط بنا، وأما قول الله تعالى {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤية ذاته سُبحانه.

    ومن ثم يأتي تساؤل جديد، فهل عدم رؤية الله بالأبصار جهرةً هو حصرياً على البشر أم أنه يقصد أبصار كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
    صدق الله العظيم [الأعراف:143]

    ومن ثم تعلمون أنه حقاً يقصد الله بقوله تعالى {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم

    ويقصد أبصار خلقه أجمعين بشكل عام بتاتاً {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، ولذلك بيّن الله لنبيه موسى عن سبب عدم رؤيته جهرة كون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله جهرة إلا أن يستقر الجبل وهو جبل مكانه فإن استقر مكانه فسوف تدرك الأبصار يوماً ما ربها، وقال الله تعالى:
    {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تراني}

    ومن ثم ننتظر نتيجة الفتوى بالحق على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
    صدق الله العظيم

    إذاً لم يستقر مكانه، فأصبحت الفتوى الحق عن رؤية الله جهرة هي في قول الله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي}
    صدق الله العظيم

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل بعد هذه الفتوى من الله لنبيه موسى ينبغي له أن يعتقد برؤية الله جهرة في الدنيا والآخرة؟ والجواب تجدونه على لسان نبي الله موسى قال:
    {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
    صدق الله العظيم

    ويا فضيلة الشيخ المُحترم هواري عجباً قولك: "يا ناصر محمد اليماني لقد سبقك من قال ذلك." ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول: ياخطيب المنبر إنما المهدي المنتظر يبعثه الله في زمن خلاف عُلماء الأمة المُختلفين في الدين فيجعله الله حَكَمَاً بين المُختلفين في الدين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك تجدني أصدق الشيعة في عدم رؤية الله جهرة وأنكر عليهم عقائداً أُخر ما أنزل الله بها من سُلطان، وكذلك تجد المهدي المنتظر يصدق القُرآنيين في عدم رجم الزاني المتزوج وينكر عليهم فتواهم أن الصلوات ثلاث، ويخالفهم المهدي المنتظر إلى الحق في عقيدة أهل السنة والجماعة أن الصلوات خمس وليس ثلاث كما يعتقد القُرآنيين، إذاً المهدي المنتظر لن يبعثه الله بشيء جديد ليس في كتاب الله وسنة رسوله بل يحق الحق في كتاب الله وسنة رسوله ويكفر بالباطل المُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحق، فما خطبكم لم تفقهون دعوة المهدي المنتظر الحق الذي بعثه الله ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبما أن القرآن محفوظ من التحريف ولذلك يدافع المهدي المنتظر عن سنة جده بسلاح العلم من محكم القُرآن العظيم فينكر منها ما خالف لمحكم كتاب الله فيستنبط لكم حكم النفي أو الإثبات، فمالكم كيف تحكمون يافضيلة الشيخ؟ فهل تريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً أم مُبتدعاً! أفلا تعقلون؟

    وأرى فضيلة الشيخ إذا رجع للكتاب فلن يتبع إلا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات في موضوع الرؤية ابتغاء البرهان لحديث الفتنة في رؤية الله جهرة، ولكنك يا فضيلة الدكتور أعرضت عن آيات الكتاب المحكمات التي تنفي رؤية ذات الله جهرة واتبعت الآيات المُتشابهات ابتغاء إثبات حديث الفتنة، وتزعم أن ذلك الحديث إنما هو تأويل لتلك الآية المُجملة، وأعلم أنك لا تريد أن تُفسر القرآن بغير الحق بل تبتغي تأويله ولكنك مصر على إثبات ذلك الحديث أنه عن النبي برغم أنه جاء مخالفاً لآيات أم الكتاب المُحكمات في موضوع رؤية الله جهرة، فأعرضَ عنهنّ فضيلة الشيخ واتّبعَ ظاهر آيات الكتاب المتشابهات في موضوع الرؤية، ولذلك ففي قلبك زيغٌ عن الحق البيّن في آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ}
    صدق الله العظيم [البقرة:99]

    ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
    صدق الله العظيم [آل عمران:7]

    ولربما يود أن يقاطعني الدكتور هواري ويقول: "فما خطبك يا ناصر محمد اليماني تدعونا إلى الاحتكام إلى كتاب الله لنفي الباطل في السنة النبوية، وأفتيتنا أن ما خالف عن محكم القُرآن في السنة النبوية أنه باطل مفترى حتى إذا جئناك بالبرهان من القرآن لأحاديث وروايات فإذا أنت لا تزال مُصر على إنكار تلك الآحاديث" ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر وأقول: يا أخي الكريم، إن ليس في قلب المهدي المنتظر زيغٌ عن الحق البين في آيات الكتاب المحكمات البينات في قلب وذات الموضوع. كمثال قول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم

    {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
    صدق الله العظيم

    فكيف أُعرضُ عنهنّ وأتبعُ ظاهرَ آيات أُخر متشابهات ظاهرهن غير باطنهن ولذلك لا يزلنّ بحاجة للتأويل؟ ولذلك تزعم أنت أن ذلك الحديث الفتنة الموضوع الذي جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله إنما جاء بياناً لتلك الآية المًتشابهة التي لا تزال بحاجة للتأويل، ولكن المهدي المنتظر يقول: وربي الله لو كان لم يخالف لآيات الكتاب المحكمات لأخذت به واتبعته ما دام تشابه مع القرآن، وإنما سبب كفري به ووصفي لحديث الفتنة أنه باطل موضوع نظراً لأنه تشابه مع آيات لا يزلن بحاجة للتأويل، ومن ثم جاء مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب لأن الله أمركم بالاتّباع لآيات الكتاب المحكمات والإيمان بالآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله والراسخون في العلم الذين لا يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض بل يتبعون آيات الكتاب المحكمات ويؤمنون بالمتشابهات ويقولون:
    {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
    صدق الله العظيم [آل عمران:7]

    ويا أيها الشيخ الهواري تُبْ إلى الله حبيبي في الله، وتالله أن في قلبك زيغٌ عن الحق ولذلك تعرض عن آيات الكتاب المحكمات البينات من آيات أم الكتاب في نفي عدم رؤية الله جهرة، ومن ثم تعمد إلى المُتشابه من القُرآن الذي يحمل تشابهاً لغوياً في ظاهر الآية، وبما أن ظاهرها غير باطنها ولذلك لا تزال بحاجة للتأويل. مثال قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾}
    صدق الله العظيم [القيامة]

    برغم أنك لتعلم علم اليقين أن كلمة ناظرة تأتي في مواضع أخرى تفيد الإنتظار. كمثال قول الله تعالى:

    {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}
    صدق الله العظيم [النمل:35]

    وأما قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم، فهذه الآية قد تكون محكمة بيّنة ظاهرها كباطنها من آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب، وقد تكون من الآيات المُتشابهات. والسؤال الذي يطرح نفسه موجه لناصر محمد اليماني افتراضياً فيقول: "إذاً أفتنا يا من تزعم أنك المهدي المنتظر كيف لنا أن نعلم الآية المحكمة من الآية المُتشابهة حتى لا يختلط علينا الأمر فنتبع ظاهر المُتشابه فنعرض عن المحكم". ومن ثم يرد عليكم المهدي المنتظر وأقول: فبناءً على أساس العقيدة لنفي التناقض مُطلقاً في كتاب الله فلا ينبغي لكم أن تأخذوا الآية فتتبعوها دون أن تعرضوا ظاهرها على آيات الكتاب الأخرى مهما كانت واضحة بيّنة في نظركم، فلا تستغنوا بفتواكم من عند أنفسكم مهما كانت واضحة بيّنه في نظركم، فالظن لا يغني من الحق شيئاً لأنها إما أن تكون محكمة أو متشابهة. مثال قول الله تعالى:
    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾}
    صدق الله العظيم

    فهذه الآية إما أن تكون محكمة ظاهرها كباطنها وإما أن تكون مُتشابهة، فكيف لكم أن تعلموا هل هي من آيات الكتاب المحكمات أم من آيات الكتاب المُتشابهات؟ وحتى تستطيعوا أن تعلموا ذلك فعليكم أن ترجعوا إلى آية محكمة في قلب وذات موضوع رؤية الله جهرة، فإذا لم تجدوا فيها إختلافاً عن قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم

    فعند ذلك يتبين لكم أنها آية محكمة من آيات أم الكتاب، أما إذا وجدتم أن بين تلكم الآيات التي جاءت في قلب وذات الموضوع إختلافاً عن ظاهر قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم ، ومن ثم تعلمون أنها من الآيات المُتشابهات. فتعالوا ليتم عرض قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} - صدق الله العظيم - على آيات في قلب وذات الموضوع شرط أن تكون هذه الآيات بيّنات للعالم والجاهل. مثال قول الله تعالى:
    {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
    صدق الله العظيم [الأعراف:143]

    ولكنه لربما ينفي فقط عدم رؤيته جهرة في الدُنيا ولكن الظن لا يغني من الحق شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا أن عدم رؤية الله جهرة هي من صفات ذات الرب سُبحانه، ومن ثم تذهبون للبحث في الكتاب عن صفات الله الآزلية التي لا ينبغي أن تتغير يوماً لا في الدُنيا ولا في الآخرة، فإذا وجدتم بينهنّ النفي لرؤية الله جهرة فقد تبيّن لكم أن من صفات الخالق العظيم عدم رؤيته جهرة، وإلى البحث للتأكيد وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    ومن ثم تعلمون أن عدم رؤية الله جهرة من صفاتٍ لذات الرب الأزلية في الدُنيا والآخرة، وحتى لا يخدعكم المسيح الكذاب الذي يكلّمكم جهرة وأنتم ترونه ويقول أنه ربكم وهو ليس بربكم الحق، وأكبر حجة لكم عليه أنه يكلمكم جهرة وأنتم ترونه. ولذلك قال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم

    إذاً وبكل بساطة سوف يقول أنصار المهدي المنتظر للمسيح الكذاب: يامن يدعي الربوبية ويكلم العباد جهرة ونحنُ نراه إنك كذاب أشر ولست الله الواحدُ القهار الذي لا تدركه الابصار فتحيط برؤيته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾}
    صدق الله العظيم

    وبما أنك تكلمنا جهرة ونحن نراك فإنك كذاب أشر ولست الله الوحدُ القهار الذي قال في محكم كتابه:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}
    صدق الله العظيم [الشورى:51]

    ولذلك فكيف تكلمنا جهرة ونحن نراك؟

    ثم يقيم أنصار المهدي المنتظر الحجة على عدو الله بآيات الكتاب المحكمات، وأما الذين لا يعقلون ولا يتفكرون فسوف يقولون فبما أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرنا أن المسيح الكذاب أعورٌ ومكتوبٌ على جبينه كافر، فبما أنك لست بأعورٍ ولا مكتوب على جبينك كافر فأنت الله ربنا، أولئك وقعوا في مكر شياطين البشر وتمهيدهم لفتنة المسيح الكذاب، أولئك تجدونهم مُعرضين عن محكم الذكر مهما يحاجّهم به المهدي المنتظر فلن يتبعوا آيات الكتاب المحكمات مهما كانت آيات محكمات بيّنات من آيات أم الكتاب، فلن يتبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ما دامت جاءت مخالفة لما بين أيديهم من الروايات عن الثقات، ولن يكفروا بكتاب الله بحُجة أنه لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح أولئك، فهل انت أعلم من محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحابته رجال حول الرسول الذين شهد لهم ربهم في محكم كتابه بالرضوان؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
    صدق الله العظيم [الفتح:29]

    ومن ثم يرد عليهم المهدي المنتظر وأقول: أولئك معه قلباً وقالباً وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، وأما سؤال ولكن بينهم قوم آخرين يظهرون الإيمان لتحسبوهم منهم وما هم منهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}}
    صدق الله العظيم [التوبة:56]

    {{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ}}
    صدق الله العظيم [البقرة:14]

    {{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}}
    صدق الله العظيم [الفتح:11]

    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}
    صدق الله العظيم [النساء]

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    أخو المُسلمين خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    avatar
    البلسم الشافي


    عدد المساهمات : 455
    تاريخ التسجيل : 16/02/2011

    الإمام المهدي يبدأ بحوار جديد وبسؤال يطرح نفسه فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟ Empty للمهدي شروط لا تتوفر في سواه ..

    مُساهمة من طرف البلسم الشافي الخميس مارس 14, 2013 6:10 pm


    للمهدي شروط لا تتوفر في سواه ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبيّن والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    إني أرى أخي في الله يقول لي: "اتقِ الله". فهل تراني أدعو النّاس إلى ضلالةٍ؟ قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين. وللأسف فإنّ عُلماء المسلمين لا يعلمون كيف يتعرفون على مهديهم الحقّ وماهي شروطه، ألا وإنّ للمهدي شروطاً لا تتوفر في سواه وهي:

    أن يؤتيه الله علم الكتاب القرآن العظيم فيبيّن للنّاس حقائقه وأسراره الكُبرى على الواقع الحقيقي كمثل بيان مكان أصحاب الكهف والرقيم ولبثهم وعددهم وقصتهم وأن بعثهم أحد أشراط الساعة الكبرى.
    وكذلك يبيّن لهم الأرض التي يوجد فيها سدّ ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وحقيقة المسيح الدجال وطريقة مكره حتى لا يفتنهم عن الصراط المُستقيم، وكذلك يبيّن لهم أين سدّ ذي القرنين في الأرض ذات المشرقين وذات المغربين، وكذلك يبيّن لهم الأراضين السبع وأين تكون، وكذلك يبيّن لهم كوكب العذاب آية النصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين حتى يتبيّن للنّاس كافةً أنّه الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}
    صدق الله العظيم [فصلت:53]

    وهذا بالنسبة للذين لا يزالون بالقرآن كافرين فيتبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم.

    وأما مُهمة المهدي بالنسبة للمسلمين فهي أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لكي يوحّد صفّهم ويجمع شملهم من بعد التفرق أي من بعد أن أصبحوا شيعاً وأحزاباً، وكُل حزب بما لديهم فرحون.

    وأما دعوة المهدي المنتظر فهي أن يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يعبدوه كما ينبغي أن يُعبد فلا يدعون مع الله أحداً، ويدعو إلى العفو والتسامح والإسلام والسلام. ومن ثم تأتينا أخي الكريم لتقول لي ولأوليائي اتقوا الله! فهل تراني أدعوهم إلى باطلٍ حتى تقول اتقوا الله؟ لا قوة إلا بالله.

    ولكنّ الشياطين نجحوا بالوسوسة إلى كثير من المؤمنين بأنّ المهدي المنتظر وبين الحين والآخر سيظهر لهم مهدياً جديداً، وذلك مكرٌ خطيرٌ من الشياطين حتى إذا جاءكم المهدي الحقّ من ربّكم فتقولون: وهل مثل هذا إلا مثل الذين من قبله من المهديين الذي تبين لنا أنّه قد اعترتهم مسوس الشياطين؟
    وأعلم أنه لا يدّعي المهديّة إلا من اعتراه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ غير المهدي الحقّ الذي يزيده الله بسطةً في علم القرآن العظيم فلا يُجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه بالحقّ، وإن لم أفعل فمثلي مثلهم.

    ويا أخي إذا كنت من أولي الألباب فتدبّر بياناتي من قبل أن تحكم علينا بغير الحقّ وكُن من الذين يتبعون الحقّ فيتبعون أحسنه، وإذا رأيتني أدعو إلى باطلٍ فعند ذلك قُلْ لي: "اتقِ الله يا ناصر محمد اليماني" . وحتى تعلم علم اليقين حقيقة دعوتي إلى الحقّ عليك أن تتدبر هذا البيان الذي على هذا الرابط ومن ثم أحكم علينا يا أخي الكريم.
    هداني الله وإياك وجميع المسلمين إلى الحقّ المُستبين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








    بسم الله الرحمن الرحيم

    وقال الله تعالى:
    { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُ‌هُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِ‌كُونَ ﴿١٠٦﴾ }
    صدق الله العظيم [يوسف]

    من الناصر لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع المُسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط_________________________المُستقيم.


    يا معشر المُسلمين، لا تدعوا مع الله أحداً، وإنّي لآمركم بالكُفر بالتوسل بعباد الله المُقربين فذلك شرك بالله، فلا تدعونهم ليشفعوا لكم عند ربّكم فذلك شرك بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المُكرمين، فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئاً، أم أنّهم سوف يتبرَؤون ممن دعاهم من دون الله؟ وكما بيّنا لكم من قبل بأن سبب عبادة الأصنام هي المُبالغة في عباد الله المُقربين والغلُّو فيهم بغير الحقّ حتى إذا مات أحد الذين عُرفوا بالكرامات والدُعاء المُستجاب بالغ فيهم الذين من بعدهم وبالغوا فيهم بغير الحقّ ثم يصنعون لكُل منهم صنماً تمثالاً لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرم قد مات ولو لا يزال موجوداً لنهاهم عن ذلك، ولكن الشرك يحدث من بعد موته.
    فهلمّوا لننظر إلى حوار المُشركين المؤمنين بالله وهم يشركون به عبادَه المُكرمين. وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلمون بسرّ عبادتها، إلا أنّهم وجدوا آبائهم كابراً عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على أثارهم يهرعون. وقال الله تعالى:
    { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّ‌أْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾ }
    صدق الله العظيم [القصص]

    وإليكم التأويل بالحقّ، حقيق لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظن فالظن لا يغني من الحقّ شيئاً، والتأويل الحقّ لقوله: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} ويُقصد الله: أين عبادي المُقربون الذين كنتم تدعون من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: ربنا هؤلاء أغوينا. ويقصدون آبائهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها، فهرعوا على أثارهم دون أن يعلموا سرّ ذلك، وكان آباؤهم يعلمون السرّ من عبادتها. ثم ننظر إلى ردّ آبائهم الأولين. فقالوا: { أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا }، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقربين ليقربوهم إلى الله زُلفاً، ومن ثم زيَّل الله بينهم وبين عباده المُقربين، فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم. وقال تعالى:
    { وَإِذَا رَ‌أَى الَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا شُرَ‌كَاءَهُمْ قَالُوا رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَ‌كَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ }
    صدق الله العظيم [النحل]

    وإنما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضاً فأراهم إيّاهم. ولذلك قال تعالى: { وَإِذَا رَ‌أَى الَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا شُرَ‌كَاءَهُمْ قَالُوا رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَ‌كَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ } صدق الله العظيم

    وذلك هو التزييل المقصود في الآية. وقال الله تعالى:
    { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جميعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أنتم وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ }
    صدق الله العظيم [يونس:28]

    ومن ثم قال عباد الله المُقربون:
    { تَبَرَّ‌أْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾ }
    صدق الله العظيم [القصص]

    وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى:
    { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّ‌أْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾ }
    صدق الله العظيم [القصص]


    إذاً يا معشر المسلمين قد كفر عباد الله المُقربون بعبادة الذين يعبدونهم من الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضداً. تصدّيقاً لقوله تعالى:
    { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُ‌ونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾ }
    صدق الله العظيم [مريم]

    إذاً يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المقربين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنما هم عباد لله أمثالكم. وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ‌ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ وَيَرْ‌جُونَ رَ‌حْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾}
    صدق الله العظيم [الإسراء]

    وهذا بالنسبة للمُؤمنين المُشركين بالله عبادَه المُقربين، ولكنه يوجد هناك أقوام يعبدون الشياطين من دون الله بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المُقربون، فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم ما كنتم تعبدون من دون الله فقالوا: الملائكة المُقربون، ومن ثم سأل ملائكته المُقربين هل يعبدكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾}
    صدق الله العظيم [سبأ]

    وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مُهتدون.

    وكُلّ هذه الفرق ضالّةٌ عن الطريق الحقّ ويحسبون أنّهم مُهتدون، ويُطلق عليهم الضالّون عن طريق الحقّ، وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلال مُبين، بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يحسنون صُنعاً.

    وأما فرقة أخرى فليست من الضالّين عن الطريق وبصرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً لأنّهم يعلمون بأنهُ سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذونه سبيلاً وهم يعلمون بأنه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر أولئك ليسوا الضالّين بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذونه سبيلاً؟! كيف وهم يعرفون بأن محمداً رسول الله حقاً كما يعرفون أبنائهم ثم يصدّون عن دعوة الحقّ صدوداً؟! أولئك هم أشدّ على الرحمن عتياً، أولئك هم أولى بنار جهنّم صلياً، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيداً عظيماً ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدوّ من والاه، لذلك اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغيروا خلق الله ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا من ذُريات بني البشر عالم الجنّ الشياطين. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ‌ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْ‌تُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَ‌بَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ‌ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾}
    صدق الله العظيم [الأنعام]

    أولئك لا يدخلون النّار بحساب، بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مُباشرة من بعد موتهم أولئك شياطين البشر في كُل زمان ومكان يدخلون النّار من بعد موتهم مُباشرة، وعكسهم عباد الله المُقربون لا يدخلون الجنّة بحساب، بمعنى إنّهم لا يؤخرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويمكثون في الجنّة ما دامت السموات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكثون في النّار ما دامت السموات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيؤخر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب بمعنى إنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنّة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يؤخر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزقوم بغير حساب، طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحميم، ومعنى القول بحساب أي يُحاسبون حتى يتبين لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئاً، بل أنفسهم كانوا يظلمون.
    أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدُنيا بأنّهم على ضلالٍ مُبين أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخية، والأخرى يوم يقوم النّاس لله رب العالمين.

    ويا معشر المُسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفرق بين أصحاب اليمين والمُقربين، والفارق بين الدرجات، وإنّ الفرق بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرباً إلى الله فأن الفرق بينهم سُتمائة وتُسعون درجة. ولا ينال محبة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه، بمعنى أنه ليس غاضباً عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم ولم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعاً وليس فرضاً، بل إن شاؤوا أن يتقربون بها إلى ربّهم ولكنّهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكن الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظر الفرق، فأمّا المُقربون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثم عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضات الله وقربة إليه تثبيتاً من أنفسهم، ولم يكن عليهم فرضاً أمراً جبرياً كفرض الزكاة بل من أنفسهم وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة وأحبّهم وقربّهم. وقال الله تعالى:
    { مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ‌ أَمْثَالِهَا }
    صدق الله اعظيم [الأنعام:160]

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبري، ولا تُقبل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبري ومن ثم تأتي الأعمال الطوعية. وذكر الله الفرق بينهما بنص القرآن العظيم بأن الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربة إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبيّن الفرق بينهما أنه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه، ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهما الله سواء في الميزان في الأجر أو الوزر وهو قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل النّاس جميعاً، وكذلك من أحياها وعفى أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنما أحيا النّاس جميعاً.

    فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون، ولينظر أحدكم هل هو من المُقربين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم، فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أديّتم ما أمركم الله به أم لا، وإذا أديّتموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى رياء النّاس أو حاجة دنيويّة في أنفسكم، فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقربين أم من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال. وذلك تصدّيقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ‌ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾}
    صدق الله العظيم [الحشر]

    أخو المُسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر اليماني المُنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:12 am