07-05-2012 04:41 PM #1 آمنت بنعيم رضوان الله
من الأنصار السابقين الأخيار
تاريخ التسجيل
Mar 2012
المشاركات
1,102
معاشر المحبين لربهم..لماذا يعصي الأنسان ربه؟..وأيَّةِ آيةٍ تدُلُّنا على ذلك؟..وأين نجد العلاج؟
وما قدروا الله حق قدره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،...
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،..
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمداً، عبدُ الله ورسولُه صلى الله وسلم عليه
وعلى آله ومنهم إمامنا المهدي المنتظرناصرمحمد اليماني.
لكي ننال الرضوان الإلهي والمحبة الربانية، فلابد أن نتَّقِ الله، وَعَدَنا بذلك ربُّنا يوم أن قال:
{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.
معاشر المحبين لربهم سألت نفسي سؤالاً.. هو لماذا يعصي الإنسانُ ربَّه ؟..
وقلتُ لأستنتج الإجابة من أمثلةً مما حولي..
فمثلاً،الطبيب لا يكون حاذقاً إذا بدأ بعلاج العَرَض ولم يتعرف على سبب المرض ؛..
ولذلك سيظل المريض يعاني من المرض حتى يوفقه الله إلى طبيب يعرف سبب الداء فيعالجه..
فيكون الشفاء على يديه بإذن الله،..
وهنا أيضاً في قضية الذنوب والمعاصي ما هي إلا عَرَضٍ لداء،..
ولكن ما هو أصل الداء ؟..
ولا أكتمكم سراً إن الكثير من الإجابات طرأت على ذهني،..
ولكن بتوفيق من الله وجدت إجابة في كتاب الله، تشخص الداء بدقة متناهية ألا وهي قول الله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}/[الزمر:67]؛
فضُعفُ عظمة الله في قلب العبد هي التي تدفعه لارتكاب معصية العظيم سبحانه؛
فقولوا للعاصي يا من عصيت الله من أنت ؟..
ومن تكون إلى جوار الأرض بما فيها من جبال وأشجار وأنهار وغيرها،..
من أنت إلى جوار السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها؟..
فهل علمت إن الأرض والسموات أدركت عظمة ربها وإنها لا تقدر على عصيانه وغضبه،..
والذي خلقنا وصورنا يخبرنا عن ذلك بقوله:
{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }﴿فصلت:11﴾.
وأقول لمن يتلذذ بغير طاعة الله كيف يبتغي غير ما شرّعه الله له؟،..
وكل من في السموات والأرض أسلموا لربهم، كيف يشذ عنهم؟..
فليستمع لعتاب ربه له ولأمثاله إذ يقول :
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }/[آل عمران:83].
يامن يسكنون بين هذه الجبال الشاهقة قولوا لمن يعصي الله:-
قف إلى جوار أحد هذه الجبال وتأمل كيف يكون حالك فيما لو سقطت صخرة عظيمة منها على رأسك ؟..
ماذا تفعل بك ؟ فمن أنت إلى جوار هذا الجبل العظيم ؟..هذا الجبل انهدّ واندكّ من عظمة الجبار..
واستمع لذلك في كتاب ربك إذ يقول سبحانه:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا
فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}/[الأعراف:143]..
هذا الجبل يندك من عظمة الله ،هذا الجبل بصخوره الصماء يقف خاشعاً متصدعاً أمام كلمات الله:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} /[الحشر:21]..
فهل قطعة لحمٍ في جسد الإنسان الضعيف المسكين تكون أشد قوة وصلابة من تلك الجبال؟..
أم إنها ضعفت فيها عظَمة الله فلم تقدر الله حق قدره ؟..
وأقول لمن عصى الله أين أنت من النار العظيمة المتأججة التي أُوقدت لحرق نبي الله إبراهيم..
فما ملكتْ يوم أن أمرها ربها بقوله:
{يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}/[الأنبياء:69]،
إلا أن أطاعت ربها وخالقها فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم،..
وأقول له أين أنت من البحر الأُجاج الذي ما تمالك يومَ أن أمره ربُه..
أن يكون طريقاً يبساً لموسى ومن معه إلا أن أطاع أمر ربه ومولاه ؟..
أين أنت من القمر الذي يوم أن أمره ربه أن ينشق آية لرسولنا،..
فما تمالك إلا أن انشقّ كما أمره ربه ؟..
أين أنت من عصا موسى التي يوم أن يأمرها ربها تتحول إلى حية تسعى..
ويوم يأمرها ثانية تعود عصا جماد لا حياة فيها ؟..
قولوا للعاصي أين أنت من حوت يونس بن متى الذي ابتلعه يوم أن أمره الله أن يبتلعه،..
ثم أخرجه يوم أن أمره الله أن يخرجه ؟..
قولوا له أين أنت من خلق الله كله فكل ما في هذا الكون في حالة عبودية دائمة لله..
واستمع لربك يخبرك عن ذلك بقوله:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}/[الإسراء:44]؛
وبقوله جل في علاه:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}/[الحج:18].
وأقول للعاصي عصى قبلك قوم نوح فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك قوم عاد فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك قوم لوط فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك فرعون فما كانت نهايته ؟..
عصى قبلك قارون فما كانت نهايته ؟..
فمن أنت إلى جوار هذه الأعداد من البشر العاصين الذين أتموا بإبليس في معصيتهم لربهم ؟..
من أعطاك الأمان بأن لا يصيبك ما أصابهم ؟..
دعك من وعود إبليس فقد أخبرك ربك بقوله:
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}/[النساء:120]..
هل تعلم إنه غداً سيتنصل من وعوده تلك لك، استمع لربك الرحيم ينبئك عن ذلك بقوله:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ
وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}/[ابراهيم:22]..
أرأيت متى يتخلى عنك، بعد أن يقع الفأس في الرأس ولا يمكنك التراجع والعودة ؟..
فما رأيك إني اقترح عليك أن تعود الآن إلى ربك من هذا المكان وفي هذا الشهر ..
وهذا ربك فاتح لك بابه لتلجه وتكون في زمرة التائبين الذين يحبهم الله،فقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}/[البقره:222]..
هاهو يناديك بنداء ملؤه المحبة فيقول:
{قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}/[الزمر:53]..
فهل تعود أم تكون ممن قال الله فيهم :
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}م[الزمر:67].
فاتقوا الله عباد الله وأقدروا الله حق قدره ،..
فربكم غفور رحيم ودود شديد العقاب سبحانه أخبر عن ذلك بقوله:
{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49)وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ(50)}/[الحجر]..
أيها الأحبة في الله لقد أشار الحبيب المصطفى إلى إن العبد يوم يرتكب الذنب،..
لا يكون مستحضراً لعظمة الله في قلبه بقوله:
[ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]..
ولكن مما يتميز به العبد الذي عظَّم قدْر الله في قلبه أنَّه؛..
وإن عصى الله في حالة ضعف وغفلة إلا أنه يعود ويتوب إلى ربه،..
أخبر بذلك الرؤوف الرحيم بقوله:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }/[الأعراف:201]..
أيها الأحبة في الله فلنعظم الله في قلوبنا وقلوب أزواجنا وأبنائنا؛..
من خلال التفكر في مخلوقات الله، من خلال التفكر في نعم الله،..
من خلال التفكر في حال الأمم التي من قبلنا وما حصل لها،..
فإنها بإذن الله هي الدرع الحصين من الذنوب والمعاصي؛..
ولا ينظر أحدنا إلى صغر الذنب ولكن لينظر إلى عظم من عصى،..
أيقظني الله وإياكم من رقدة الغافلين،..
وحفظنا من أن نكون ممن هم على ذنوبهم مصرين..
وسلام الله على الإمام المهدي المنتظر؛ إمام المتقين
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
من الأنصار السابقين الأخيار
تاريخ التسجيل
Mar 2012
المشاركات
1,102
معاشر المحبين لربهم..لماذا يعصي الأنسان ربه؟..وأيَّةِ آيةٍ تدُلُّنا على ذلك؟..وأين نجد العلاج؟
وما قدروا الله حق قدره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،...
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،..
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمداً، عبدُ الله ورسولُه صلى الله وسلم عليه
وعلى آله ومنهم إمامنا المهدي المنتظرناصرمحمد اليماني.
لكي ننال الرضوان الإلهي والمحبة الربانية، فلابد أن نتَّقِ الله، وَعَدَنا بذلك ربُّنا يوم أن قال:
{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.
معاشر المحبين لربهم سألت نفسي سؤالاً.. هو لماذا يعصي الإنسانُ ربَّه ؟..
وقلتُ لأستنتج الإجابة من أمثلةً مما حولي..
فمثلاً،الطبيب لا يكون حاذقاً إذا بدأ بعلاج العَرَض ولم يتعرف على سبب المرض ؛..
ولذلك سيظل المريض يعاني من المرض حتى يوفقه الله إلى طبيب يعرف سبب الداء فيعالجه..
فيكون الشفاء على يديه بإذن الله،..
وهنا أيضاً في قضية الذنوب والمعاصي ما هي إلا عَرَضٍ لداء،..
ولكن ما هو أصل الداء ؟..
ولا أكتمكم سراً إن الكثير من الإجابات طرأت على ذهني،..
ولكن بتوفيق من الله وجدت إجابة في كتاب الله، تشخص الداء بدقة متناهية ألا وهي قول الله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}/[الزمر:67]؛
فضُعفُ عظمة الله في قلب العبد هي التي تدفعه لارتكاب معصية العظيم سبحانه؛
فقولوا للعاصي يا من عصيت الله من أنت ؟..
ومن تكون إلى جوار الأرض بما فيها من جبال وأشجار وأنهار وغيرها،..
من أنت إلى جوار السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها؟..
فهل علمت إن الأرض والسموات أدركت عظمة ربها وإنها لا تقدر على عصيانه وغضبه،..
والذي خلقنا وصورنا يخبرنا عن ذلك بقوله:
{ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }﴿فصلت:11﴾.
وأقول لمن يتلذذ بغير طاعة الله كيف يبتغي غير ما شرّعه الله له؟،..
وكل من في السموات والأرض أسلموا لربهم، كيف يشذ عنهم؟..
فليستمع لعتاب ربه له ولأمثاله إذ يقول :
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }/[آل عمران:83].
يامن يسكنون بين هذه الجبال الشاهقة قولوا لمن يعصي الله:-
قف إلى جوار أحد هذه الجبال وتأمل كيف يكون حالك فيما لو سقطت صخرة عظيمة منها على رأسك ؟..
ماذا تفعل بك ؟ فمن أنت إلى جوار هذا الجبل العظيم ؟..هذا الجبل انهدّ واندكّ من عظمة الجبار..
واستمع لذلك في كتاب ربك إذ يقول سبحانه:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا
فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}/[الأعراف:143]..
هذا الجبل يندك من عظمة الله ،هذا الجبل بصخوره الصماء يقف خاشعاً متصدعاً أمام كلمات الله:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} /[الحشر:21]..
فهل قطعة لحمٍ في جسد الإنسان الضعيف المسكين تكون أشد قوة وصلابة من تلك الجبال؟..
أم إنها ضعفت فيها عظَمة الله فلم تقدر الله حق قدره ؟..
وأقول لمن عصى الله أين أنت من النار العظيمة المتأججة التي أُوقدت لحرق نبي الله إبراهيم..
فما ملكتْ يوم أن أمرها ربها بقوله:
{يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}/[الأنبياء:69]،
إلا أن أطاعت ربها وخالقها فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم،..
وأقول له أين أنت من البحر الأُجاج الذي ما تمالك يومَ أن أمره ربُه..
أن يكون طريقاً يبساً لموسى ومن معه إلا أن أطاع أمر ربه ومولاه ؟..
أين أنت من القمر الذي يوم أن أمره ربه أن ينشق آية لرسولنا،..
فما تمالك إلا أن انشقّ كما أمره ربه ؟..
أين أنت من عصا موسى التي يوم أن يأمرها ربها تتحول إلى حية تسعى..
ويوم يأمرها ثانية تعود عصا جماد لا حياة فيها ؟..
قولوا للعاصي أين أنت من حوت يونس بن متى الذي ابتلعه يوم أن أمره الله أن يبتلعه،..
ثم أخرجه يوم أن أمره الله أن يخرجه ؟..
قولوا له أين أنت من خلق الله كله فكل ما في هذا الكون في حالة عبودية دائمة لله..
واستمع لربك يخبرك عن ذلك بقوله:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}/[الإسراء:44]؛
وبقوله جل في علاه:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}/[الحج:18].
وأقول للعاصي عصى قبلك قوم نوح فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك قوم عاد فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك قوم لوط فما كانت نهايتهم ؟..
عصى قبلك فرعون فما كانت نهايته ؟..
عصى قبلك قارون فما كانت نهايته ؟..
فمن أنت إلى جوار هذه الأعداد من البشر العاصين الذين أتموا بإبليس في معصيتهم لربهم ؟..
من أعطاك الأمان بأن لا يصيبك ما أصابهم ؟..
دعك من وعود إبليس فقد أخبرك ربك بقوله:
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}/[النساء:120]..
هل تعلم إنه غداً سيتنصل من وعوده تلك لك، استمع لربك الرحيم ينبئك عن ذلك بقوله:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ
وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}/[ابراهيم:22]..
أرأيت متى يتخلى عنك، بعد أن يقع الفأس في الرأس ولا يمكنك التراجع والعودة ؟..
فما رأيك إني اقترح عليك أن تعود الآن إلى ربك من هذا المكان وفي هذا الشهر ..
وهذا ربك فاتح لك بابه لتلجه وتكون في زمرة التائبين الذين يحبهم الله،فقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}/[البقره:222]..
هاهو يناديك بنداء ملؤه المحبة فيقول:
{قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}/[الزمر:53]..
فهل تعود أم تكون ممن قال الله فيهم :
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}م[الزمر:67].
فاتقوا الله عباد الله وأقدروا الله حق قدره ،..
فربكم غفور رحيم ودود شديد العقاب سبحانه أخبر عن ذلك بقوله:
{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49)وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ(50)}/[الحجر]..
أيها الأحبة في الله لقد أشار الحبيب المصطفى إلى إن العبد يوم يرتكب الذنب،..
لا يكون مستحضراً لعظمة الله في قلبه بقوله:
[ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]..
ولكن مما يتميز به العبد الذي عظَّم قدْر الله في قلبه أنَّه؛..
وإن عصى الله في حالة ضعف وغفلة إلا أنه يعود ويتوب إلى ربه،..
أخبر بذلك الرؤوف الرحيم بقوله:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }/[الأعراف:201]..
أيها الأحبة في الله فلنعظم الله في قلوبنا وقلوب أزواجنا وأبنائنا؛..
من خلال التفكر في مخلوقات الله، من خلال التفكر في نعم الله،..
من خلال التفكر في حال الأمم التي من قبلنا وما حصل لها،..
فإنها بإذن الله هي الدرع الحصين من الذنوب والمعاصي؛..
ولا ينظر أحدنا إلى صغر الذنب ولكن لينظر إلى عظم من عصى،..
أيقظني الله وإياكم من رقدة الغافلين،..
وحفظنا من أن نكون ممن هم على ذنوبهم مصرين..
وسلام الله على الإمام المهدي المنتظر؛ إمام المتقين
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار