((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))صدق الله العظيم
منقول من بيان الذكر الحكيم يبيّنه
الخبير بالارحمن صاحب علم الكتاب
الإمام العليم ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر
10-07-2010 09:59 pm
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))صدق الله العظيم
---------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين ..
إخواني الأنصار قد اطلعنا على حواركم فيما بينكم حول طلب الإستغفار من العبد ليغفر ويطلب لأخيه الغفران من الرب, وإنما ذلك في حالة.. عندما يأثم العبد في حق العبد, ومن ثم يأتي العبد إلى أخيه العبد ليطلب منه العفو والغفران كونه آثم في حقه ثم يتنازل العبد في حقه ويطلب لهم من ربهم الغفران, ومن ثم يقول العبد :
اللهم إني قد عفوت عن أخي لوجهك الكريم وأنت أكرم من عبدك فاغفر له ما فعله فيني وأنت ارحم الراحمين ثم يغفر الله له تصديقاً لقول الله تعالى :
((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))صدق الله العظيم
كمثل أولاد يوسف إذ أرتكبوا إثماً, وأذىً في حق أبيهم الذي أمنهم على أخيهم يوسف ,
ومن ثم القوا به في غياهب الجب ,وآذوا أبيهم أذىً عظيما, وبعد أن حصحص الحق وأقروا بذنبهم ومن ثم:
(( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
وإنما يريدوا أن يستغفر لهم ما فعلوه به كونهم ارتكبوا في حقه إثماً عظيما.. حتى ابيضّت عيناه من الحُزن ..
ولذلك قالوا:
(( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
وكذلك استغفار رسول الله يوسف لإخوته إذ أثموا في حقه وأخيه ,وقال الله تعالى :
((قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))صدق الله العظيم
وكذلك الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن بمعنى أنهم سوف يحلفون له ما قالوا فيه وفي الرسالة التي جاء بها إلا خيراً فيصدقهم, وقال الله تعالى :
(( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ))
وقال الله تعالى :
((يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ))صدق الله العظيم
ولن يغفر الله لهم حتى ولو استغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالم يستغفروا الله من خالص قلوبهم فيتوبوا إلى الله متاباً ,وقال الله تعالى:
(( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))صدق الله العظيم
ولكنهم لو ندموا على ما اقترفوا في حق الله ورسوله كونهم يؤذون الله ورسوله ,فلو جاءوا إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعترفوا بذنبهم ويطلبوا منه أن يستغفر لهم ما قالوه فيه ظُلماً وزوراً ثم يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما فعلوه به من الأذى, وقال الله تعالى :
(( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ))صدق الله العظيم
بل يستغفروا الله ,وإنما يستغفر لهم الرسول في حقه ,ولذلك قال الله تعالى:
(( فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ))صدق الله العظيم
أي فاستغفر لهم الرسول في حقه, وذلك حين يُقترف الإثم في حق العبد ,فيُطلب منه أن يستغفر الله لهم فيما فعلوه به وذلك حتى يغفر الله لهم الإثم في حق عبده ..تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))صدق الله العظيم
وأما حين يكون ليس لأخيه العبد أي علاقة بما اقترفه, فلم يطلب من العبد أن يسأل له من الله الغفران فذلك إشراك بالله فلم يأمركم الله أن تتخذوا بينه وبينكم وسيطاً أحبتي في الله, فاحذروا الإشراك بالله وقال الله تعالى:
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))
صدق الله العظيم
ولم يقولوا الأنبياء لأقوامهم أن يطلبوا منهم أن يستغفروا الله لهم بل قالوا:
((وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) ))
(( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) ))
((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) ))
((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) ))
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) ))
((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) ))
صدق الله العظيم
وقال الله تعالى:
((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20) ))
وقال الله تعالى :
((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) ))
وقال الله تعالى :
(( وَمَاكَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))صدق الله العظيم
فإذا اقترف العبد إثما, فلا يذهب لأحد العبيد ليطلب منه أن يسأل له من ربه الغفران فذلك شرك بالله بل يستغفر ربه مُباشرة من غير وسيط , وقال الله تعالى :
((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))صدق الله العظيم
ولم يبتعث الله الأنبياء والمُرسلين والمهدي المنتظر ليأمروا الناس أن يتوسلوا بهم إلى ربهم ليغفر لهم ذنوبهم سُبحانه وتعالى عما يشركون.. بل ليدعون الناس إلى ربهم أن يستغفروا الله مُباشرة ويتوبوا إليه فيعبدوه وحده لا شريك له, فأعرض أكثرهم عن دعوة الحق من ربهم فاقيمت الحُجة عليهم فعذبهم الله عذاباً عظيماً, وقال الله تعالى:
((أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))صدق الله العظيم
وأمر الله رُسله ان يقولوا لعباده أنه قريب يجيب دعوتهم إذا دعوا ربهم مُخلصين لهُ الدين من غير شرك
وقال الله تعالى:
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))صدق الله العظيم
ويا حبيبي في الله أبو بكر المغربي ,ويا حبيبي في الله أبو محمد الكعبي ,ويا أحبتي الأنصار جميعاً تذكروا قول الله تعالى :
((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ))
وقال الله تعالى:
((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))
وقال الله تعالى :
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ))
وقال الله تعالى :
((قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ))
وقال الله تعالى :
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))
وقال الله تعالى :
((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ))
((((((إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء))))))
فلا تقول يافلان إستغفر لي الله مالم تكن ارتكبت إثماً في حقه, فإذا لم تكن ارتكبت في حقه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران, ولا يجوز طلب العفو والغفران منه.. تصديقاً لقول الله تعالى:
(((( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))))صدق الله العظيم
وقال الذين يدعون ربهم مُخلصين له الدين حين وجدوا ثواب ربهم يوم لقاه, وقالوا :
(( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
ويا أحبتي في الله
من الذي هو أرحم بكم من الله ؟
فهل تعلموا ما سبب إشراك كثير من المؤمنين؟
هو عدم فهم آيات الله في طلب الإستغفار ,ولذلك تجدوهم يتخذون قبور أنبيائهم والصالحين من عباده مساجد ,فيدعون أنبياءهم والصالحين وهم في قبورهم.. أن يدعوا الله ليغفر لهم ذنوبهمو, فاشركوا بالله ربهم أرحم الراحمين ,وقال الله لهم يوم القيامة: أن يدعوا رسل الله من دونه والصالحين من عباده,
فهل يستجيبوا لهم؟ وأراهم الله أنبيائه ورُسله والصالحين من عباده الذين كانوا يتوسلوا إليهم أن يدعوا الله ليغفر لهم خطاياهم حتى إذا أراهم الله إياهم عرفوهم, وقال الله تعالى :
((وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (٨٦) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) ))
وقال الله تعالى :
(( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
وقال الله تعالى :
(( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ))صدق الله العظيم
((وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ))صدق الله العظيم
وقال الله تعالى :
((وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ))
بل تبرؤوا شُركاءهم من دُعائهم من دون الله وقالوا :
((وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ))صدق الله العظيم
فاتقوا الله أحبتي في الله فذلك هو: سبب إشراك المؤمنين بربهم التوسل بالدعاء إلى عبيده من دونه ليدعون لهم الله ويا سُبحان الله العظيم, وقال الله تعالى:
(( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ))
وقال الله تعالى:
(( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(55) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا(56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا(57) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا(58) ))
وقال الله تعالى:
((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ))صدق الله العظيم
ويامعشر الأنصار السابقين الأخيار ما كان للمهدي المنتظر أن يأمركم أن تدعونه من دون الله ليستغفر الله لكم.. فذلك شرك بالله ..إلا أن أستغفر لكم من ذات نفسي من غير طلب للدعاء منكم.. تصديقاً لقول الله تعالى:
({فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم})
صدق الله العظيم
فهل يصح أن نقول:
يا ملائكة الرحمن المُقربون.. ادعوا الله أن يغفر لنا, ثم نقول فإنه يجوز لنا هذا الدُعاء.. تصديقاً لقول الله تعالى :
(( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
وتصديقاً لقول الله تعالى :
(( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ))
صدق الله العظيم؟!
ثم نقول لا يجوز.. فذلك شرك بالله العظيم ,ولو يسمعوا ملائكة الرحمن أحداً يقول:
ياملائكة الرحمن.. ادعوا الله ليغفر لنا.. لما دعوا الله, ولقالوا كيف نستغفر لمن أشرك بالله؟!
فلن نغني عنك من الله شيئاً, ولكن ملائكة الرحمن يجوز لهم أن يدعون ربهم من ذات أنفسهم.. أن يغفر للمؤمنين, بل لم يجرؤوا ملائكة الرحمن أن يسألوا الله الغفران -إلا للذين ينيبون إلى ربهم لا يشركون بالله شيئاً- ولذلك قالوا :
((رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ))
صدق الله العظيم
اللهم ثبت أبو محمد الكعبي وابو بكر المُغربي وكافة أنصاري على الصراط المُستقيم واغفر لهم إنك أنت الغفور الرحيم.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
*****************************************************************
(منقول)
الإمام ناصر محمد اليماني
10-08-2010 02:01 am
بسم الله وتوكلتُ على الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأطهار..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..
بالنسبة لطلب الإستغفار من الله للمُسلمين الأحياء والأموات منهم أجمعين فإن ذلك لهو من أحب الدُعاء إلى نفس رب العالمين لو كنتم تعلمون,
وإنما حرّمنا عليكم التوسل بعبيد الله أن يستغفروا لكم الله سُبحانه فذلك شرك بالله
وإنما قلنا إذا أثم أحدكم في حق عبد وطلب منه أن يستغفر الله له في حقه ..بمعنى أنه يطلب منه السماح, ثم يقول العبد سامحك الله ,ثم يغفر الله له الإثم في حق أخيه.. تصديقاً لقول الله تعالى:
((( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )))صدق الله العظيم
فلم أمنعكم من الإستغفار للمُسلمين والمُسلمات الأحياء منهم والأموات ..ألا والله لو تعلمون كم يُخفف الله عن الأموات بسبب دُعاء الأحياء من المُسلمين ولو تعلمون كم فُرحتهم بذلك لاستغفرتم لهم الليل والنهار حتى يغفر الله لهم جميعاً فيدخلهم في رحمته جميعاً.. فذلك جزء من تحقيق هدفكم السامي.
ولكن إذا جاء أحد عباد الله إلى عند أحدكم ,وقال: يافلان ادع ٍالله لي بكذا وكذا فقل لهُ :
((((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))))صدق الله العظيم
وذلك لأنكم لو تدعونه لهُ كما طلب ثم يجيبه الله لوجدتم أنهم كل يوم سيأتون إليكم بطلب الدعاء من الله , فذلك كان سبب إشراك الأمم حتى بالغوا في عبيد الله الصالحين كون دعاؤهم كان مُستجابا..
فاتقوا الله يا أولي الألباب ..فمن سألكم الدعاء من الله أن تدعو الله له بكذا وكذا, فقولوا له:
بل ادع ِربك معتقداً أنه لا يوجد من هو أرحم بك من الله وسوف يجيب دعوتك.. إن ربي سميع الدُعاء فعلموهم كيفية الإخلاص في الدُعاء تصديقاً لقول الله تعالى))
(((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ )))صدق الله العظيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
منقول من بيان الذكر الحكيم يبيّنه
الخبير بالارحمن صاحب علم الكتاب
الإمام العليم ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر
10-07-2010 09:59 pm
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))صدق الله العظيم
---------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين ..
إخواني الأنصار قد اطلعنا على حواركم فيما بينكم حول طلب الإستغفار من العبد ليغفر ويطلب لأخيه الغفران من الرب, وإنما ذلك في حالة.. عندما يأثم العبد في حق العبد, ومن ثم يأتي العبد إلى أخيه العبد ليطلب منه العفو والغفران كونه آثم في حقه ثم يتنازل العبد في حقه ويطلب لهم من ربهم الغفران, ومن ثم يقول العبد :
اللهم إني قد عفوت عن أخي لوجهك الكريم وأنت أكرم من عبدك فاغفر له ما فعله فيني وأنت ارحم الراحمين ثم يغفر الله له تصديقاً لقول الله تعالى :
((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))صدق الله العظيم
كمثل أولاد يوسف إذ أرتكبوا إثماً, وأذىً في حق أبيهم الذي أمنهم على أخيهم يوسف ,
ومن ثم القوا به في غياهب الجب ,وآذوا أبيهم أذىً عظيما, وبعد أن حصحص الحق وأقروا بذنبهم ومن ثم:
(( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
وإنما يريدوا أن يستغفر لهم ما فعلوه به كونهم ارتكبوا في حقه إثماً عظيما.. حتى ابيضّت عيناه من الحُزن ..
ولذلك قالوا:
(( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
وكذلك استغفار رسول الله يوسف لإخوته إذ أثموا في حقه وأخيه ,وقال الله تعالى :
((قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ))صدق الله العظيم
وكذلك الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن بمعنى أنهم سوف يحلفون له ما قالوا فيه وفي الرسالة التي جاء بها إلا خيراً فيصدقهم, وقال الله تعالى :
(( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ))
وقال الله تعالى :
((يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ))صدق الله العظيم
ولن يغفر الله لهم حتى ولو استغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالم يستغفروا الله من خالص قلوبهم فيتوبوا إلى الله متاباً ,وقال الله تعالى:
(( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))صدق الله العظيم
ولكنهم لو ندموا على ما اقترفوا في حق الله ورسوله كونهم يؤذون الله ورسوله ,فلو جاءوا إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعترفوا بذنبهم ويطلبوا منه أن يستغفر لهم ما قالوه فيه ظُلماً وزوراً ثم يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما فعلوه به من الأذى, وقال الله تعالى :
(( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ))صدق الله العظيم
بل يستغفروا الله ,وإنما يستغفر لهم الرسول في حقه ,ولذلك قال الله تعالى:
(( فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ))صدق الله العظيم
أي فاستغفر لهم الرسول في حقه, وذلك حين يُقترف الإثم في حق العبد ,فيُطلب منه أن يستغفر الله لهم فيما فعلوه به وذلك حتى يغفر الله لهم الإثم في حق عبده ..تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))صدق الله العظيم
وأما حين يكون ليس لأخيه العبد أي علاقة بما اقترفه, فلم يطلب من العبد أن يسأل له من الله الغفران فذلك إشراك بالله فلم يأمركم الله أن تتخذوا بينه وبينكم وسيطاً أحبتي في الله, فاحذروا الإشراك بالله وقال الله تعالى:
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))
صدق الله العظيم
ولم يقولوا الأنبياء لأقوامهم أن يطلبوا منهم أن يستغفروا الله لهم بل قالوا:
((وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) ))
(( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) ))
((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) ))
((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) ))
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) ))
((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) ))
صدق الله العظيم
وقال الله تعالى:
((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20) ))
وقال الله تعالى :
((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) ))
وقال الله تعالى :
(( وَمَاكَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))صدق الله العظيم
فإذا اقترف العبد إثما, فلا يذهب لأحد العبيد ليطلب منه أن يسأل له من ربه الغفران فذلك شرك بالله بل يستغفر ربه مُباشرة من غير وسيط , وقال الله تعالى :
((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))صدق الله العظيم
ولم يبتعث الله الأنبياء والمُرسلين والمهدي المنتظر ليأمروا الناس أن يتوسلوا بهم إلى ربهم ليغفر لهم ذنوبهم سُبحانه وتعالى عما يشركون.. بل ليدعون الناس إلى ربهم أن يستغفروا الله مُباشرة ويتوبوا إليه فيعبدوه وحده لا شريك له, فأعرض أكثرهم عن دعوة الحق من ربهم فاقيمت الحُجة عليهم فعذبهم الله عذاباً عظيماً, وقال الله تعالى:
((أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))صدق الله العظيم
وأمر الله رُسله ان يقولوا لعباده أنه قريب يجيب دعوتهم إذا دعوا ربهم مُخلصين لهُ الدين من غير شرك
وقال الله تعالى:
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))صدق الله العظيم
ويا حبيبي في الله أبو بكر المغربي ,ويا حبيبي في الله أبو محمد الكعبي ,ويا أحبتي الأنصار جميعاً تذكروا قول الله تعالى :
((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ))
وقال الله تعالى:
((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))
وقال الله تعالى :
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ))
وقال الله تعالى :
((قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ))
وقال الله تعالى :
((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))
وقال الله تعالى :
((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ))
((((((إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء))))))
فلا تقول يافلان إستغفر لي الله مالم تكن ارتكبت إثماً في حقه, فإذا لم تكن ارتكبت في حقه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران, ولا يجوز طلب العفو والغفران منه.. تصديقاً لقول الله تعالى:
(((( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))))صدق الله العظيم
وقال الذين يدعون ربهم مُخلصين له الدين حين وجدوا ثواب ربهم يوم لقاه, وقالوا :
(( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ))صدق الله العظيم
ويا أحبتي في الله
من الذي هو أرحم بكم من الله ؟
فهل تعلموا ما سبب إشراك كثير من المؤمنين؟
هو عدم فهم آيات الله في طلب الإستغفار ,ولذلك تجدوهم يتخذون قبور أنبيائهم والصالحين من عباده مساجد ,فيدعون أنبياءهم والصالحين وهم في قبورهم.. أن يدعوا الله ليغفر لهم ذنوبهمو, فاشركوا بالله ربهم أرحم الراحمين ,وقال الله لهم يوم القيامة: أن يدعوا رسل الله من دونه والصالحين من عباده,
فهل يستجيبوا لهم؟ وأراهم الله أنبيائه ورُسله والصالحين من عباده الذين كانوا يتوسلوا إليهم أن يدعوا الله ليغفر لهم خطاياهم حتى إذا أراهم الله إياهم عرفوهم, وقال الله تعالى :
((وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (٨٦) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) ))
وقال الله تعالى :
(( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
وقال الله تعالى :
(( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ))صدق الله العظيم
((وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ))صدق الله العظيم
وقال الله تعالى :
((وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ))
بل تبرؤوا شُركاءهم من دُعائهم من دون الله وقالوا :
((وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ))صدق الله العظيم
فاتقوا الله أحبتي في الله فذلك هو: سبب إشراك المؤمنين بربهم التوسل بالدعاء إلى عبيده من دونه ليدعون لهم الله ويا سُبحان الله العظيم, وقال الله تعالى:
(( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ))
وقال الله تعالى:
(( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(55) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا(56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا(57) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا(58) ))
وقال الله تعالى:
((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ))صدق الله العظيم
ويامعشر الأنصار السابقين الأخيار ما كان للمهدي المنتظر أن يأمركم أن تدعونه من دون الله ليستغفر الله لكم.. فذلك شرك بالله ..إلا أن أستغفر لكم من ذات نفسي من غير طلب للدعاء منكم.. تصديقاً لقول الله تعالى:
({فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم})
صدق الله العظيم
فهل يصح أن نقول:
يا ملائكة الرحمن المُقربون.. ادعوا الله أن يغفر لنا, ثم نقول فإنه يجوز لنا هذا الدُعاء.. تصديقاً لقول الله تعالى :
(( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
وتصديقاً لقول الله تعالى :
(( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ))
صدق الله العظيم؟!
ثم نقول لا يجوز.. فذلك شرك بالله العظيم ,ولو يسمعوا ملائكة الرحمن أحداً يقول:
ياملائكة الرحمن.. ادعوا الله ليغفر لنا.. لما دعوا الله, ولقالوا كيف نستغفر لمن أشرك بالله؟!
فلن نغني عنك من الله شيئاً, ولكن ملائكة الرحمن يجوز لهم أن يدعون ربهم من ذات أنفسهم.. أن يغفر للمؤمنين, بل لم يجرؤوا ملائكة الرحمن أن يسألوا الله الغفران -إلا للذين ينيبون إلى ربهم لا يشركون بالله شيئاً- ولذلك قالوا :
((رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ))
صدق الله العظيم
اللهم ثبت أبو محمد الكعبي وابو بكر المُغربي وكافة أنصاري على الصراط المُستقيم واغفر لهم إنك أنت الغفور الرحيم.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
*****************************************************************
(منقول)
الإمام ناصر محمد اليماني
10-08-2010 02:01 am
بسم الله وتوكلتُ على الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأطهار..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..
بالنسبة لطلب الإستغفار من الله للمُسلمين الأحياء والأموات منهم أجمعين فإن ذلك لهو من أحب الدُعاء إلى نفس رب العالمين لو كنتم تعلمون,
وإنما حرّمنا عليكم التوسل بعبيد الله أن يستغفروا لكم الله سُبحانه فذلك شرك بالله
وإنما قلنا إذا أثم أحدكم في حق عبد وطلب منه أن يستغفر الله له في حقه ..بمعنى أنه يطلب منه السماح, ثم يقول العبد سامحك الله ,ثم يغفر الله له الإثم في حق أخيه.. تصديقاً لقول الله تعالى:
((( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )))صدق الله العظيم
فلم أمنعكم من الإستغفار للمُسلمين والمُسلمات الأحياء منهم والأموات ..ألا والله لو تعلمون كم يُخفف الله عن الأموات بسبب دُعاء الأحياء من المُسلمين ولو تعلمون كم فُرحتهم بذلك لاستغفرتم لهم الليل والنهار حتى يغفر الله لهم جميعاً فيدخلهم في رحمته جميعاً.. فذلك جزء من تحقيق هدفكم السامي.
ولكن إذا جاء أحد عباد الله إلى عند أحدكم ,وقال: يافلان ادع ٍالله لي بكذا وكذا فقل لهُ :
((((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))))صدق الله العظيم
وذلك لأنكم لو تدعونه لهُ كما طلب ثم يجيبه الله لوجدتم أنهم كل يوم سيأتون إليكم بطلب الدعاء من الله , فذلك كان سبب إشراك الأمم حتى بالغوا في عبيد الله الصالحين كون دعاؤهم كان مُستجابا..
فاتقوا الله يا أولي الألباب ..فمن سألكم الدعاء من الله أن تدعو الله له بكذا وكذا, فقولوا له:
بل ادع ِربك معتقداً أنه لا يوجد من هو أرحم بك من الله وسوف يجيب دعوتك.. إن ربي سميع الدُعاء فعلموهم كيفية الإخلاص في الدُعاء تصديقاً لقول الله تعالى))
(((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ )))صدق الله العظيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُلله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار