.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    وقفات لغوية في صدق دعوة الإمام القدسية

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11613
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    وقفات لغوية في صدق دعوة الإمام القدسية  Empty وقفات لغوية في صدق دعوة الإمام القدسية

    مُساهمة من طرف ابرار الجمعة أبريل 27, 2012 1:28 pm

    08:28 PM #1 محبة النبي
    من الأنصار السابقين الأخيار
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    موسكو
    المشاركات
    201
    وقفات لغوية في صدق دعوة الإمام القدسية
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب الأراضين والسماوات العلى، حمدا خالدا لنعمائه التي لا تعد ولا تحصى ، وصلاة وسلاما دائمي الذكر على الهادي المصطفى ، من بخلق القرآن قد اعتلى ، وعلى آله الكرام الأطهار ، وأصحابه الأخيار الموصوفين بالتقى ، وتابعيهم بإحسان، أولي الفضل والهدى ، وعلى الإمام الكريم المجتبى ، صاحب علم البيان بالكتاب ، الناطق بالحق لمن أراد الهدى وتقلد المنى ، وعلى أنصاره الأخيار السابقين صفوة الزمان الذاكرين الله الشاكرين لفضله أن جعلهم أهل النصرة والكرى. وبعد...

    قد لا يخفى على كل متدبر لدعوة الإمام وأخص بالذكر من ارتكزت أقلامهم على صفحات موقعه مفتشين عن كنوز علمه وأسراره، تفتيش هداية ومنال حكمة، فأبت الدعوة إلا أن تستوطن قلوبهم، واستحكمت على عقولهم استحكام حق لا ضلال بعده، فترسخت أقدامهم على أرض من الأيمان بصحة نهجه الناهج نهج جده النبي صلى الله عليه وسلم كرسوخ الجبال على الارض، ذلك الاتساع والشمولية في علم الأمام الكريم ما قد يدخلك في عالم الدهشة، وأنت تجد ما لقلمه المدرار من صولات وجولات حق في علوم شتى تناسب الزمان ومقتضى دعوته من جهة، وظروف أمة الاسلام المنقضية أسباب تمكينها ونصرتها بتيهان أبنائها في غياهب الظلمة من جهة أخرى، بل إن المدقق في طبيعة علمه الذي ازدهرت به بياناته قديمها كان أم حديثها يكتشف حقيقة مؤداها: فنية علمه المتين في أصعب المسائل ، فكيف لمن فاته الأيسر منها وأقصد العلوم النظرية مما يحفظه المتعولمون من علوم البشر، المتغنون باستقرار سدتها في ذاكرتهم إدراك ما كان منها في استعصاء عليهم حفظا وبحثا وتدبرا، فليس أدلّ من ذلك بركة علم الإمام ناصر وقدسية مصدره باعتباره يتلقى وحي التفهيم لكتاب الله العظيم من صاحب الكتاب نفسه، منزّل الأحكام ومشرعها، الله العزيز القهار، وصدق الحكم القاضي بين المتدبرين من القراء والباحثين بالرحمن الرحيم معلما له، وأعتذر إن حضرني في هذا السياق قول الشاعر:

    سبحانك الله خير معلم علمت بالقلم القرون الأولى .

    عطفا على الحقيقة السابقة ليس من عجب إن كشفت صحائف العلم عن دلائل واضحة لصدق الدعوة، واسترسلت أقلام المستلهمين من دعوته خصال الأعمال والغايات مبعثرة أوراق فكر المضللين والمتشدقين بصحة اجتهاداتهم غير المستوفية حقها من التدبر والتفكر والعبرة ، أمام حجج تتوالى براهينها تترى، وتتباين مفاتيحها بتباين علوم الزمان وأهله، فاللغة، والدين، و الفيزياء، والجيولوجيا، والفلك، والحساب برياضياته تنعى المصدقين لحقائق بآيات الله على لسان قلم الإمام ونطقه .

    ستكون نقطة التركيز في هذا المقال المتواضع على رأي اللغة العربية في علم الإمام وما قرره من حقائق عظام على أرض الواقع ما كان له أن يقررها لولا سر التفهيم بوحي من الله العزيز الحكيم، ولكنه وقبل كل شيء ينبغي أن نقف وقفة إنصاف للإمام نفسه ، سائرين على نهجه في كشف الحجة في اسم المهدي الذي أشار النبي الكريم إلى حقيقته إشارة غير تصريحية في الحديث النبوي الصحيح " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء والأرض ، يقسم المال صحافا" ، وتعود الحكمة من عدم التصريح باسم المهدي إلى علم النبي صلى الله عليه وسلم المسبق بظروف أمته، وما سوف تنهج عليه من بدع وضلالات يروج لها أهل العلم قبل عامة الأمة، فكان منها كي لا يتبرك المسلمون باسمه فيتسمون به بالكيفية التي يصعب معها التفريق أيهم ذكره النبي وبشر به. ورغم الحكمة البالغة من إخفاء الاسم لم يخلو الحديث من إشارات ودلالات لغوية أو ضمنية عن صفة اسمه لا عن حقيقته ويتجلى ذلك واضحا في فعل التواطؤ حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم " يواطئ اسمه اسمي" ، فما معنى المواطأة من جذرها و ط ء ؟؟؟

    التواطؤ في معجم اللغة لابن فارس يعني التمهيد والتسهيل، وكلكم تدركون معنى التمهيد دون الحاجة للإطالة، وتعني كذلك التوافق كما ذكر في معجم لسان العرب . مما يعني ووفق اجتهادي الشخصي أن للكلمة وجهان : وجه ظاهري ( لفظي) وهو ما يحمل معنى التمهيد، ووجه ضمني (اصطلاحي) وهو ما يحمل معنى التوافق. وإذا ما أردنا إسقاط المعنيين من الناحيتين اللغوية والإعرابية، فإنها ستقودنا إلى قضية جد مهمة مفادها أن الاضافة في اللغة العربية أخذا بمعنى ابن فارس تقع تحت حكم التواطؤ، وتلامس المعنى بل وتصيبه إصابة جادة ، وهو اجتهاد متواضع مني مسبوق، ولا يعتمد على عطاء أهل العلم ، وهو أميل إلى الاثبات والصحة لانطباق الاحكام عليه، مثال ذلك :
    قولنا: محمد، محمود، مصطفى، خالد، راشد، عثمان......الخ، فإنك حين تتدقق في الأسماء المذكورة تجدها في شكلين :

    أولهما : ما وقع موقع اسم المفعول في الصيغة الصرفية، واسم المفعول في اللغة العربية بقواعدها الصرفية لفظة قد لا تحتاج إلى تتمة ، ومعنى لا تحتاج إلى تتمة أي لا تحتاج إلى إضافة مادام المقصود من المعنى قد تحقق، والمعنى أنها لا تكون توطئة لاسم لاحق . فحين أقول : محمد وأصمت . يكون المعنى مفهوما أي : هو محمد ، وكذا اسم مصطفى فالمعنى مصطفى من قبل من هو أعلم منه.

    ثانيهما : خالد ، راشد ، وعثمان ، ناصر.... هي أسماء فاعل ، وأسماء الفاعل في اللغة العربية تعمل عمل الفعل بشروط وقواعد تنتفي في حال الانفراد بالكلمة، وإن ما أخذنا أصل الأسماء من فعلها ستدرك أنها أفعال لازمة وغير متعدية بمعنى أنها لا تحتاج إلى مفعول به ، فحين تقول : خالد يصبح المعنى مفهوما دون تتمة ،وإذا أرجعت اسم الفاعل إلى صيغته الحقيقية ووجهه الحقيقي في اللغة أخذا بتركيبة الجمل من فعل وفاعل ، فتقول : خلد فلان . تلاحظ أن الجملة قد اكتملت أركانها ومعناها بات مفهوما دون زيادة . أي أن الجملة قد اكتفت بركني الفعل والفاعل. لكون الفعل لازما وليس متعديا. ولكنكم وحيث تعلمون أن في اللغة العربية إلى جانب اللازمة توجد أفعال متعدية تحتاج إلى مفعول به قد يكون أولا، وقد يكون ثانيا حتى يكتمل المعنى .فلو أخذنا الاسم ناصر، وقسناه من حيث الوزن الصرفي فإنك ستجده اسم فاعل كمثل خالد بيد أن الذي يفرقه في الحكم أنه متعديا أي يحتاج إلى تتمة حتى يستقيم الفهم والمعنى، لأنك إن قلت ناصر وصمت . قد يذهب السامعون إلى مذاهب كثيرة في تتمتها فيقول أحدهم : ناصر حق ، ويقول آخر: بل ناصر منكر ويقول ثالث : بل ناصر قوم ، ويقول رابع : بل ناصر أمة . مما يعني وعلى وجه التقريب أن كلمة ناصر في اللغة استنادا إلى فعلها المتعدي تحتاج إلى تتمة لإكمال المعنى . وإذا ما وقعت مفردة في جملة اسمية وبُدء بها الحديث فإنك تجدها بحاجة إلى مضاف إليه ليستقيم المعنى : فحين تقول :ناصر وتصمت . نعم المعنى مفهوم كاسم شخص، ولكنك تعلم بأنه بحاجة إلى مفردة تضاف إليه لتكمله فيكون هو ممهد للأخرى ليكتمل المعنى ، وهذا هو معنى التواطؤ لغة لا اصطلاحا . بمعنى التمهيد ومنه سأخرج بتأصيل لغوي ، يقضي بأن الإضافة في اللغة العربية واقعة تحت حكم التواطؤ ، باعتبار المضاف موطئا للمضاف إليه أي ممهدا له.

    أما بالنسبة للمعنى الاصطلاحي وهو الضمني كما أسميته سابقا : فإن التوافق قد تحقق في ناصر محمد أي جاء ناصر لمحمدا ففُهم الراية والخبر وقضيت حكمة التواطؤ ، إذا ما أسقطنا كلمة ابن تحقيقا للتواطؤ اللفظي. وقد لا نحتاج إلى إسقاط كلمة ابن لأن التواطؤ من التمهيد قد تحقق ، حيث سبق اسم الامام اسم النبي ليكون ممهدا له. أما الرواية الرامية إلى كون اسم أبي في اسم أبيه كما يستند الكثيرون عليها ليفضوا الحجة والبرهان من تحقق التواطؤ في اسم الامام ناصر، فتلك رواية مرفوعة وليست صحيحة في الأصل ، كما أن الموقف اللغوي يقف مشككا في صحتها لأن معنى التواطؤ لم يتحقق منها ، والأصل أن النبي الكريم قد أعطي جوامع الكلم، وقد قصد من التواطؤ المعنى الذي يحققه فالأولى أن نثبت فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم في إصابته المعنى إصابة تامة، لا أن نثبت روايات عن أثر نقل. قد كان ذلك من الناحية اللغوية ولكن ما الذي يضيرنا من العودة لكتاب الله الحكيم لنستلهم البيان ونحقق الدقة في المعنى أو الحكمة من التواطؤ والآية الكريمة التي ذكر فيها حكم التواطؤ كانت في قوله تعالى " إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ". والمعنى في الآية من يواطؤوا ليلحقوا بمدة الشهور التي حرمها الله وليس المقصود يطابقوها، والدليل أنهم يجعلوا المتأخر متقدما والعكس، وبذلك تكون الآية قد أصابت في معنى التمهيد أي آخر شهر ممهد لمبتغاهم . ولكن ظنية تفسير آيات الكتاب قد أودى إلى ما أدوى إليه الوضع من استقراء المعنى اللغوي استقراء خاطئا ، ومنه بنيت الفكرة على أن التواطؤ هو التطابق الذي سيقودنا بدوره إلى الحكم بأن اسم المهدي هو ذاته اسم النبي. مع أن حكم الآية ينفي حقيقة التطابق ومعاجم اللغة كذلك. وقد سبق للإمام أن فسر الآية الكريمة بل وبين المقصود من التواطؤ الوارد فيها.كان هذا في دحض الحجة في اسم المهدي في ضوء المعطيات اللغوية والحكمة من إخفاء اسمه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المذكور أعلاه.

    سندخل في أجواء السياقات القرآنية التي بيّنها الإمام حفظه الله في بياناته للعالمين والجاهلين، وسنتعرف على موقف اللغة العربية من دقة تفسيراته علما بأن الإمام لم يتلق علوم اللغة بما يؤهله إلى اكتشاف الكنوز البيانية أو النحوية في تلك السياقات، ولا أقول ذلك تقليلا من شأن امامنا الغالي بل لأنها حجة لدعوته ودليلا جليا على تلقيه وحي التفهيم من الله ، فعلماء اللغة رغم إلمامهم باللغة العربية لم يقفوا عند تلك البيانات موقف الدقة في التفسير . وسأبتدئ هذه النقطة بآخر سؤال وجهته لي أحد الأخوات الكريمة في مقال مؤكدات وحي التفهيم في دعوة الإمام ناصر محمد حول دلالة استخدام الفعل كانوا في صيغة الماضي للإشارة لأصحاب الكهف باعتبار خروجهم لا يزال في حكم المستقبل وفق بيان الإمام وشرحه المفصل لقصتهم، وقد أجبت على السائلة فأرجو في البدء الوقوف على الإجابة ومن ثم نعرج إلى نقطة مهمة جد الأهمية : فيما يتعلق باستخدام الفعل " كان" المعبر عن صيغة الجمع في قوله تعالى " كانوا من آياتنا عجبا" الدال على زمن الماضي كما يقرأ الكثيرون من سياق الآية ، ولكن دعوني في بدء حديثي أن أؤكد على حقيقة مفادها أن اللغة العربية بحر عميق لا قرار له فلا يشادها أهل علمها إلا غلبتهم، وعمق قرارها لا يكمن في ثراء ألفاظها وتعدد الاوجه الأعرابية لمفرداتها، بل في تعدد معاني تلك الألفاظ بدلالاتها واستعمالاتها ، ومناسبتها لمقتضى الحال المستخدمة فيه. وصدق الشاعر حين قال :

    أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

    أكثر ما يعرفه المتعلمون عن الفعل كان أنه فعل ناسخ دال على زمن الماضي، يرفع المبتدأ وينصب الخبر أخذا بتركيبة الجملة من الناحية الاعرابية ، بيد أن للفعل مقتضيات ودلالات واستعمالات أخرى تخرجه من صفة التعبير عن الماضي وتكسبه معنى الاستمرارية والدوام ، إذا استندنا إلى قاعدة أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ومفردة مبين هنا لا تقتضي الوضوح في معاني سياقاته وإنما في دقة استعماله للغة التي نزل بها دقة متناهية تصل حد الأعجاز فكان معجزة الرسول الخالدة . كون الفعل كان يعبر عن الماضي ما اتفق عليه جمهور اللغويين وطالبي العلم، ولكن يبقى الجدل في صفة زمن الماضي المعبر عنه بمعنى هل هو منقطع أي مسلوب الصفة أم دائم أي مستمر التحقق وإن جاء في زمن الماضي، فلنتعرف على خصائص الفعل من آيات القرآن الكريم :

    أولا دعونا ننصف الفعل كان من حيث الرأي القائل بأنه مسلوب الصفة في زمنه الماضي أي منقطع، وذلك في السياقات التي يأتي معبرا فيها عن الذات الإلهية فدلالته مستمرة إلى أبد الآبدين، فلا تنقضي عنه صفة الديمومة ويتجلى ذلك في توظيف الفعل كان مع أسماء الله الحسنى كقوله تعالى " وكان الله بما تعملون بصيرا" فهذه الآية على سبيل المثال تؤكد وبشكل قاطع أن الفعل كان وإن عبر عن زمن الماضي إلا أنه يحمل معنى الاستمرارية والديمومة لأن صفة البصير جاءت تعبيرا عن الله عز وجل، كاسم من أسمائه الحسنى دائمة التحقق في ذات الله لا تقف عند حدود زمان بعينه . والآيات في هذا المعنى كثيرة " وكان الله على كل شيء قديرا" ، فمع أسماء الله الحسنى يوحي الفعل إلى الديمومة والاستمرار أي أنه يعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل القريب والبعيد. وأعتقد أن هذا المعنى لن يفوت المشتغلين بتفسير كتاب الله تفسيرا جليا يقف على حقائق المنطق قبل أن يكون لغويا.

    النقطة الثانية : أيضا يمكننا أن نقف عند معان أخرى للفعل كان ، وإن اقترنت بزمن الماضي إلا أنها تأتي أيضا للتعبير عن الحاضر وذلك حين نقرأ في سياقها معنى الحال كقولي محاولة التبسيط في جملة أعبر فيها عن إعراض العلماء وصمتهم عن دعوة الإمام : كنت مذهولة من موقف علماء الأمة بعد أن عرض الإمام عليهم أمره. فكوني مذهولة باقتران الفعل كان مع صفة الذهول جاء معبرا عن حالتي أي: أنني مذهولة ولكن هذا لا يعني انقضاء حالة الذهول عني ، بل لا يزال مستمرا بتحقق الموقف واستمرار صفته وهو موقف الاعراض، ونفهم من ذلك بأن الفعل وإن عبر عن زمن الماضي إلا أنه غير منقطع ، وقد يكون منقطعا معبرا عن حالة ما في الماضي بانقضاء الحالة عن الاستمرارية ، ولتبسيط الصورة دعونا نقف على الآيتين التاليتين من كتاب الله الحكيم ففي الأولى منها أقرأ صفة الماضي الدال على الديمومة وفي الثانية صفة الماضي المنقطع لانقضاء حالة من عبر عنهم الله فيها:
    الأولى : "كنتم خير أمة أخرجت للناس " فالفعل كان في سياق هذه الآية يعبر عن حالة أمة محمد في وصفه لهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس والدليل على معنى الحال في الآية إن ما أكملنا ما تلتها من تعبيرات وسياقات تأتي في تتمتها " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" ومع التركيز نجد أن الأفعال الواردة جاءت بصيغة الحاضر مع أن الفعل" كان" الذي استفتحت به الآية جاء ماضيا ( تأمرون – تنهون)، بمعنى أن تتمة الآية توضح زمن الفعل كان، الدال على الماضي غير المنقطع باعتبار أن أمة محمد كآخر الأمم إنما هي خير أمة أخرجت للناس من بدئها ووسطها وختامها .

    -الثانية : "علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم" ففي الآية جاء تعبير الفعل كان عن حال القوم الذي ذكرهم الله في سياق الآية الكريمة ولكن زمن الماضي هنا جاء منقطعا مع توبة المتصفين بالحالة وعفو الله عنهم . أي بارتفاع حالتهم ارتفعت دلالة الاستمرارية من الفعل.

    النقطة الثالثة : كثيرا ما تزخر آيات القرآن باستعمالات الفعل كان في التعبير عن أمور مستقبلية التحقق بعيدا كان أم قريبا وفي هذا دلالة أكيدة على أن زمن الفعل وإن جاء ماضيا إلا أنه يوحي إلى الاستقبال ، وهنا سيكون لي رأي آخر مختلف بعض الشيء عن رأي المنظرين لدلالات الفعل في سياق التعبير عن امور المستقبل ، فربما يوحي الفعل إلى معنى الماضي وإن قرأوا فيه دلالة المستقبل ولكنه ماضيا منقطعا من حيث حكم الله وتقريره وذلك في قوله تعالى " يخافون يوما كان شره مستطيرا " وهو يوم القيامة والحساب وإنما هو في حكم المستقبل بالنسبة لنا إلا أنني أراه ماضيا منقطعا من حيث تقرير الله السابق لليوم بحالته التي سيكون عليها وهو رأي مستقل ، بمعنى كان انقضاؤه في تقرير الله المسبق لليوم بأهواله والدليل قوله تعالى " إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرا" التعبير عن نعيم العين بصفة الماضي من وجهة نظري إنما كان مقضيا من الله ومقرر به فلا تغيير في حكمه، ولذلك فإنني أجد أن دلالة الماضي أقوى من دلالة المستقبل إذا ما أخذت من معنى تقرير الله الثابت . أي أن الأمر كان وانقضى بتقدير الله الذي لا مبدل لحكمه. مع العلم أنني لم أتطرق لدلالات الآيات وذاك في اختصاص الإمام عليه السلام وإنما جاءت المحاولات في الوقوف على غايات استخدام الفعل كان في التعبير عن أحداث المستقبل.

    ونستنتج من ذلك التعبير عن الفعل كان بالمعنى الماضي الذي نفهمه في الآية "كانوا من آياتنا عجبا " يدل على الماضي بيد أن دلالته تشير إلى الاستمرارية بمعنى كانوا ولا زالوا ، وقد يعني الماضي المنقطع لكون الله قد قرر وحكم في شأنهم بأن يكونوا من آياته في خلقه وأقداره وتسييره للأمور وكذلك يمكن أن يأتي الفعل كانوا هنا معبرا عن حالتهم التي تثير وستثير العجب .
    وإذا ما بقينا في دلالات استخدام الفعل الناسخ كان الدال على الماضي في حوادث تشير إلى المستقبل ، فإنه بالاستناد على أن دلالة التعبير عنه يقصد منها أن الحدث قد كان وانقضى في حكم الله فإن ذلك سيثبت لنا من جديد دقة تفسير الأمام المهدي عليه السلام لقصة خروج ابليس من الأرض المجوفة بأمر من الله وما ستليه من أحداث الفتنة. فالبعض أكثر من التساؤل عن كون الله قد طرد ابليس من تلك الجنة مستندين على قوله تعالى " ( قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ) . أي أن الصيغة جاءت في الماضي، ولكن تفسير الإمام لها كان صائبا ودفيقا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن استخدام دلالة الماضي إنما للتأكيد على حكم الله الذي انقضى في الحقائق المذكورة والدليل كما وجدنا في قوله تعالى " يخافون يوما كان شره مستطيرا" واليوم المقصود به في السياق هو يوم القيامة ولكن السياق القرآن لم يستخدم الفعل " سيكون" باعتبار يوم القيامة لا يزال مستقبلا غير متحققة أهواله بعد ، ولكن الماضي من الفعل جاء معبرا عن حكم الله وانقضائه ولا تبديل لحكم الله.

    هذا وقد حصص الحق في بيانات أمامنا الكريم ، نسأل الله له النصر والتمكين.

    واعذروني على الاطالة، فقد وجدتني مضطرة، فالكثير من الناس قد تفتنهم مسائل في أمور اللغة عن الدعوة، برغم أن اللغة والله لتثبت من جديد صدق تفسير الإمام للحقائق التي ذكرها سابقا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أكتوبر 18, 2024 10:46 am