رد من عندهُ علم الكتاب بالقول الفصل وماهو بالهزل الجمعة أبريل 16, 2010 1:07 am
(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
(منقول) بيان للإمام ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر
( بسم الله الرحمن الرحيم)
من عبد النعيم الأعظم من نعيم الجنة الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولم يتخذ النعيم الأعظم رضوان الله في نفسه وسيلة لتحقيق نعيم الجنة الأصغر الإمام (ن) الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر محمد اليماني تصديقا" للوعد الحق ((ن، والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لاجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم * فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون))
وتصديقا" للوعد الحق على الواقع الحقيقي((وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها)) وتصديقا" للوعد الحق
((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق ) صدق الله العظيم
ثم أما (بعد)
يامعشر المُسلمون إنكم تؤمنون بهذا القُرآن العظيم وبالأمر الصارم إليكم في قوله تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) صدق الله العظيم
فمن أطاعني فقد أطاع الله ورسوله ومن عصاني فقد عصى الله ورسوله وأنا أحسنكم تأويلا إذا احتكمتم إليّ لأحكم بينكم فيما تنازعتم فيه ورددتم حُكمه إلى الله- أي حديث الله- فسوف أستنبط لكم الحُكم الحق من حديث الله تصديقا" لقوله تعالى((ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون )) صدق الله العظيم
وإن لم تُصدقوا تذكروا القول الحق(( فبأي حديث بعده يؤمنون ))صدق الله العظيم
ولا آمركم إلا بما أمركم الله ورسوله, فمن أطاع فلهُ الأمن في الحياة الدُنيا ويأتي يوم القيامة آمنًا ومن عصى وأتبع أمر الشيطان وأوليائه من شياطين البشر فله الخوف في الحياة الدُنيا ويأتوا يوم القيامة أفئدتهم هوى من شدة الفزع وقد اختلف المُسلمون في أمر الخلافة مُباشرة من بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولكن الذي اصطفاه الله عليهم خليفة لهُ من بعد رسوله قد سكت عن حقه بظنه أن المُسلمين
سوف يصطفوه إماما" لهم وكأن عندهم من العلم ماعنده, فكادوا أن يختلفوا فتذهب ريحهم مُباشرة من بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكاد الشيطان أن ينزغُ بين المهاجرين والأنصار فأنقذ المُسلمين من الفتنة (عمر ابن الخطاب ) فاصطفى لهم (أبا بكر الصديق ) فلا ألوم على عمر ولا ألوم على أبي بكر
بل ألوم على (الإمام الحق الذي اصطفاه الله عليهم فزاده بسطة في العلم عليهم وجعله إماما" لهم ذلك الإمام علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وكان من المفروض أن يقول لهم قد اصطفاني الله عليكم فجعلني خليفة لهُ عليكم من بعد رسوله فمن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وإن أبيتم احتكمنا إلى حديث الله فإن علمتم بأن الله قد زادني عليكم بسطة في العلم فذلك هو البُرهان للخلافة لو كنتم تعلمون.
فمن ذا الذي يستنبط لكم من القُرآن الحكم الحق فيما اختلفتم فيه غير أولي الأمر
منكم, والذي أمركم بنص القرآن العظيم في قوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) صدق الله العظيم
ويا أيها الذين آمنوا لقد اصطفاني الله عليكم إماما وقائدا حكيما لأهديكم صراطا____________مُستقيما
وجعلني خاتم خُلفاء الله في الكتاب وفوق كُل ذي علم عليم, فأدنى خُلفاء الله علما أولهم من لم يجد الله لهُ عزما آدم عليه الصلاة والسلام ولا أقصد بالعلم في المسائل الفقهية فحسب ,بل علما بمعرفة النعيم الأعظم فلو كان يرى آدم عليه الصلاة والسلام بأن رضوان الله نعيم أعظم من الجنة التي هو فيها.. لما اشترى النعيم الأصغر بالنعيم الأعظم رضوان الله, ولكنه عصى الله آدم فغوى, وخسر النعيم الأعظم والنعيم الأصغر, ثم رده الله من أحسن تقويم في المعيشة إلى أسفل سافلين في شقاء وتعب وظمأ ونصب ومن ثم تلقى آدم كلمات من ربه بوحي التفهيم إلى القلب كيف يقول- رحمة من الله- لكي يتوب عليهم في قوله تعالى((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)) صدق الله العظيم
وأما الكلمات التي تلقاها هو وزوجته بوحي التفهيم هي((قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين)) صدق الله العظيم
وجميع الأنبياء والرُسل أئمة, وليس جميع الأئمة أنبياء ورسل, وجميع الأنبياء والمُرسلين والأئمة خُلفاء لله رب العالمين وجميعهم عندهم علم من الكتاب بدرجات متفاوته.
وأعلم نبي ورسول هو خاتم الأنبياءوالمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,
وأعلم من جميع خُلفاء الله أجمعين خاتم خُلفاء الله على العالمين من عنده علم الكتاب
والذين من قبله عندهم علم من المعرفة لربهم ويعلمون ويوقنون
بتسعه وتسعين إسم لربهم
لذلك لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد
ولكنهم لا يشركون بالله شيئا مُخلصين لهُ الدين وعباده المُقربين ,ولكنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد, بل اتخذوا النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر, فأخطأوا الوسيلة, فلم ينالوا بالدرجة العالية التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد من عباد الله
وكان كُل منهم يرجوا أن يكون هو, وسوف ينالها أحب عبد إلى الله رب العالمين, ومن ثم تنافسوا على ربهم أيهم أقرب ليفوز بالدرجة العالية
ولكنهم يريدون رحمته, والتي هي الدرجة العالية والجنة, ويخافون عذابه ولهم الوعد الحق من ربهم ليدخلهم جنته وينقذهم من عذابه
وأقسم بالله العلي العظيم لو أعلم بأنه لن يتحقق لي النعيم الأعظم حتى ألقي بنفسي في نار جهنم التي وقودها الحجاره لما توانيت ولما ترددت شيئا, ولما ذهبت إليها ماشيا, بل مُسرعا, والله على ما أقول شهيد ووكيل, وأعلم من الله ما لا تعلمون, وجميع الذين من قبلي من الصالحين وعباد الله المقربين والناس أجمعين لا يزالون مُختلفين
فمنهم من أبى أن يعبد الله ويعبد الباطل من دونه ويشركون بربهم مالم يُنزل به من سُلطان ولا يغفر الله أن يُشرك به
ومنهم من عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا فيدعونه مُخلصين له الدين ويرجون جنته ويخافون عذابه ولهم ذلك برغم أنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ويلوم عليهم المهدي المُنتظر إذ كيف يتخذون رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق نعيم الحنة الأصغر من نعيم رضوان نفسه تعالى
فهل خلقهم الله من أجل نعيم الجنة والحور العين؟
وسُبحان الله رب العالمين! بل خلق نعيم الجنة والحور العين من أجلهم وخلقهم من أجله تصديقا" لقوله تعالى
((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) صدق الله العظيم
لذلك لم يحققوا الهدف الحق من خلقهم بل اتخذوا الهدف الحق وسيلة لتحقيق شىء خلقه الله من أجلهم.
وأما آخرين من عباده فهم بربهم كافرين.
إذا" ياقوم لا يزالون مُختلفين, ولم يحققوا الهدف الحق من خلقهم الناس أجمعين( غير واحد ولا غير من عباد الله الصالحين ذلك هو المهدي المُنتظر لو كنتم تعلمون) ,ولم أقل لكم ذلك من ذات نفسي, وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين, بل قال الله ذلك في القرآن العظيم لو كنتم لآياته تتدبرون وتتفكرون في قول الله تعالى
(( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) صدق الله العظيم هود 118
وأظنكم ترون هذه الآية واضحة ولمن لم يفهم تأويلها فسوف نزيده علما.. بأن لو يشاء الله لجعل الناس أمة واحدة يعبدون الله وحده لا شريك له, ولكنهم لا يزالون مُختلفين ,وهم الصالحين بشكل عام, والكافرين بشكل عام (إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).
إذا" لم أجد غير عبد واحد عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وهوالوحيد الذي حقق الهدف الحق من الخلق فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد, وذلك هو المهدي المُنتظر ,وحقق القول الحق والغاية لقوله تعالى((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) صدق الله العظيم
إذا" ياقوم إن المهدي المنتظر
يعلم بحقائق عباد الله أجمعين من أولهم إلى آخرهم بشكل عام بأنهم: لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد
فهم مُختلفين... منهم الصالحين, ومنهم الكافرين, فأما الصالحين فعبدوا ربهم لا يشركون به شيئا غير أنهم أخطأواالوسيلة فلم يعبدو الله كما ينبغي أن يعبد!
وأما الطائفة الأخرى فهم بربهم مشركون, ولكني لا أجد في القرآن بأنكم تعلمون بإسمي ولا الذين من قبلكم, بل إسمي مجهول وأنا العبد المجهول صاحب
الدرجة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد من عباد الله الصالحين, ولم أقل بأني أعلم ما بين أيدي الناس وماخلفهم من حقائق عبادتهم من ذات نفسي بل الله قال لكم ذلك في القُرآن العظيم
في قوله تعالى(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً(105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً(106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً(107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً(108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً(109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً(110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً(111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً(112) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً(113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً(114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى(116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى(118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى(119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى )) صدق الله العظيم
وكذب عدوه الشيطان الرجيم بل الملك لله يؤتيه من يشاء تصديقا" لقول الله تعالى(( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )) صدق الله العظيم
والملك لله يؤتيه لمن عبد الله كما ينبغي أن يعبد, فسوف يؤتيه الله المُلك كُله فيجعله خليفته في الآخرة والأولى تصديقا" للوعد الحق في قوله تعالى((أم للإنسان ما تمنى(24) فلله الآخرة والأولى ))صدق الله العظيم
وقد يقول الذين لا يعلمون بأن المعنى لقوله في هذا الموضع((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً(110)))
بأنه يقصد الله نفسه لا يحيطون الناس به علما أو يقصد أعمالهم يحيط بها ولا يحيطون بها علما, فكيف لا يحيط العبد بعمله خيره وشره إلا مانسيه وقد كان يعلمه من قبل؟
وكذلك لا يقصد الله نفسه بأن الناس لا يحيطون به علما سبحانه فاطر السماوات والأرض, ولئن سألتهم من خلق السماوت والأرض ليقولن الله قل أفلا تتقون! إذا" الناس يحيطون بعلم عن ربهم بأنه من خلق السماوات والأرض, إذا" يا معشر المُسلمين
إنه يقصد العبد المجهول صاحب الدرجة العالية, ولا تحيطون بإسمه علما, تصديقا" لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من سماه فقد كفر) ذلك المهدي المُنتظر الذي لا تحل الشفاعة إلا له بين يدي الله وذلك لأن الشفاعة لا تحل إلا للعبد الذي يفوز بالدرجة العالية الرفيعة ولا تحل حتى لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لو فاز بالدرجة العالية, فهنا تحل له الشفاعة بين يدي ربه, وكذلك لا تحل لرسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمه الصديقة القديسة فلا تُجادلوني
يامعشر المُسلمون والنصارى فأنا أولى بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم
وكذلك أولى برسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من النصارى وأتحداكم أن نحتكم إلى القرآن العظيم
هل تحل لهم الشفاعة بين يدي الله تعالى علوا كبيرا؟ وقال الله تعالى:
((﴿126﴾ ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ﴿127﴾ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ﴿128﴾ ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم)) صدق الله العظيم
ويتفق ذلك مع الحديث الحق في نداء رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابنته وهي وراء الحجاب وهو جالس بين صحابته فقال على مسامعهم ((يافاطمة بنت محمد إعملي فلا أغني عنك من الله شيئا )) صدق الله ورسوله
بل الشفاعة لله جميعا, فلننظر هل تجرأ المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أن يشفع للنصارى المؤمنين الذين بالغوا في دينهم بغير الحق واتخذوا المسيح عيسى وأمه إلاهين من دون الله؟! وجعلوا الله سُبحانه ثالث ثلاثه! ولقد كان السبب في مٌبالغة النصارى فياإبن مريم وأمه بغير الحق هم الذين قالوا عُزير ابن الله وهم يعلمون بأن عُزير عبد من عباد الله الصالحين وإن الله لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا وإنما كان اليهود يريدون أن يفتنوا النصارى لعلهم يعاندوهم فيقولون بل المسيح
عيسى بن مريم ابن الله, وعزير له أب من البشر والمسيح عيسى ليس له أب من البشر, بل أباه الله
"سُبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا"
وقال الله تعالى (( وإذ قال الله ياعيسى ابم مريم ءانت قُلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سُبحانك ما يكون لي ان أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمتهُ تعلم ما في نفسي ولا أعلمُ ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وانت على كُل شىء شهيد, إن تُعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم, قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)) صدق الله العظيم
فهل تجرأ المسيح عيسى بن مريم أن يشفع لأمته بل رد الشفاعة لله تصديقا" لقول الله تعالى
((قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) صدق الله العظيم
و يامعشر المُسلمون, وتالله لا أعلم بأنه يتجرأ للتكلم بين يدي الله غير صاحب الدرجة العالية التي لا تحل الشفاعة إلا لمن نالها بل لا يتجرأ جميع الصالحين ولا جبريل ولا الملائكة أجمعين ولا يملكون من الرحمن خطابا بطلب الشفاعة لأحد, فتدبروا القرآن العظيم الحُكم الحق بيني وبينكم هل يملك المُتقون
من الرحمن خطابا لطلب الشفاعة لأحد؟؟! وسوف يحكم بيني وبينكم القرآن العظيم بأن المتقون بل جميع المُتقون بما فيهم جبريل والملائكة أجمعون لا يملكون من الرحمن خطابا لطلب الشفاعة وقال الله تعالى:
(( إن للمتقين مفازا (31) حدائق و أعنابا (32) و كواعب أترابا (33) و كأسا دهاقا (34) لا يسمعون فيها لغوا و لا كذابا (35) جزاء من ربك عطاء حسابا (36) رب السماوات و الأرض و ما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا (37) يوم يقوم الروح و الملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان و قال صوابا (38) ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (39) إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه و يقول الكافر ياليتني كنت ترابا )) صدق الله العظيم
فهل تجدون بأن جميع المتقون يملكون من الرحمن الخطاب في هذه الآية المُحكمة والتي بينت بأنهم لا يملكون من الله الخطاب يوم الوقوف بين يديه حتى جبريل والملائكة أجمعون لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (وذلك هو المهدي المُنتظر) لو كنتم تعلمون وكُلما جاء موضع تُذكر فيه الشفاعة تجدوابأن القرآن ينفيها جُملة وتفصيلا حسب زعمكم أن المُتشفع يشفع بين يدي ربه سُبحانه وتعالى علوا كبيرا
ومرة سوف تجدون وكأنهُ يُثبتها وسوف نخوض في آيات النفي بالحق
((فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) صدق الله العظيم
والتأويل أي لا تنفعهم شفاعة الذين يدعون من دونه بظنهم أنهم سوف يشفعوا لهم عند ربهم من عذابه
وبين الله بأنهم سوف يكفرون بعبادتهم ويكونوا عليهم ضدا
وكذلك قوله تعالى ((واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )) صدق الله العظيم
وهذه الآية قد جعلها الله واضحة بينة للمُخلصين الذين استغنوا برحمة ربهم عن رحمة ممن هم أدنى رحمة من أرحم الراحمين, وأولئك هم الناجون المفلحون قدروا ربهم حق قدره وعلموا بأن لهم ربا أرحم بهم من الرُحماء من عباده, وأن الله هو أرحم الراحمين, وأنه لا يتجرأ أحد أن يشفع بين يدي الله ولا تُقبل شفاعة نفس لنفس أخرى, وسبحان الله رب العالمين فمن صدق بها نجا ومن كذب بها غوى وهوى في نار جهنم
وكذلك قوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ))صدق الله العظيم
وكذلك جعل الله هذه الآية مُحكمة واضحة بينه لا تحتاج إلى تأويل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وكذلك قوله تعالى((وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) صدق الله العظيم
وكذلك هذه الآية مُحكمة وواضحة وبينة بأن لو يتقدم أي عبد من عباد الله الصالحين بين يدي ربه لطلب الشفاعة فكيف يطيعه الله سُبحانه وهو المعبود أرحم بعباده من عبده ؟إذا" لو أطاعه الله لتعارض ذلك مع صفة الرب سُبحانه فهل هذا العبد أرحم من الله بعباده فكيف ذلك؟؟ والله أرحم الراحمين, ولا ينال عهد رحمته الظالمون اليائسون منها فما عرفوا ربهم.
وقد يندهش القارئ للقرآن العظيم حين يجد في آيات أخرى الإذن بالشفاعة
وقال الله تعالى((لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا )) صدق الله العظيم
وقوله:(( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )) صدق الله العظيم
وقوله( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) صدق الله العظيم
وقوله تعالى
((يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )) صدق الله العظيم
وكيف يشفع من كانوا من خشية الله مُشفقون بل سوف يقول كُل واحد منهم نفسي نفسي
إذا" ياقوم إن للمُتشفع شروط وإذا لم تتوفر هذه الشروط فلا يتجرأ أن يشفع ولا ينبغي له وهي كالتالي
1 _ أن تكون نفسه مُطمئنة غير خائف وذلك لأنه يعلم بأنه الوحيد الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد
وجميع من في السماوات والأرض يفزعوا حين يُنبئهم بأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد.. يوم يحشرهم الله إلى عبده داخرين, وهو العبد الذي استثنى عليه القول لم يناله الفزع نظرا" لأنه عبد الله كما ينبغي أن يُعبد فأتاه الله الآخرة والاولى تصديقا" للوعد الحق ((أم للإنسان ما تمنى (24) فلله الآخرة والأولى ))
وهذا هو العبد الخليفة في الاولى وفي الآخرة والذي نال درجة الخلافة الشامله نظرا لأنه عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. ولم يناله الفزع الأكبر والذي لا يحزن الصالحون وإن فزعوا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون,والخوف على من دونهم من الكافرين,
ولكن المهدي المنتظر هو الوحيد الذي لم يشمله الفزع نظرا لأنه
عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وهو العبد المُستثنى في قول الله تعالى:
((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ))
صدق الله العظيم
وأما الشرط الثاني لمن يشفعه الله سبحانه
فلا ينبغي لهذا العبد أن يرضى بما أتاه الله من المُلك برغم أن الله جعله خليفته على ملكوت الدُنيا والآخره
وبرغم ذلك لم يرضى, ويحاج ربه بأن يحقق له النعيم الأعظم من ذلك كُله, وهُنا يندهش الخلائق.. إلا الأمة
الشاهدة المعدودة في الكتاب من الذين أحاطهم الله بهذا الخبر من المهدي المُنتظر, وأما الآخرين فيظنون به سوء فيقولون في أنفسهم غير الحق.. بأن ماذا يبغي هذا العبد الذي لم يرضى, وقد أتاه الله ملكوت الدُنيا والآخرة؟ فهل يريد أن يكون إله وسبحان الله العلي العظيم, ولا إله غيره, وإنما يريد المهدي المُنتظر أن يكون
الله راضي في نفسه فلم تكن غاية المهدي المنتظر أن يكون الله راضيا عليه فحسب,,
إذا" إنما يريد ذلك كوسيلة لتحقيق شىء آخر, وسُبحان الله بل يريد أن يكون الله راضيا في نفسه ولكن تلك غاية كُبرى
يحيل بيني وبين تحقيقها جميع الامم من الباعوضة فما فوقها, وحتى تتحقق فلا بُد أن يدخل الله في رحمته جميع الأمم, ورحمة ربي وسعت كُل شىء إلا من أبى ان يدخله الله في رحمته, وهو يعلم أنه الحق من ربه, ومن ثم يُذكره الله بأنه قد زاده في ملكه فجعله كذلك خليفته على الجنة التي عرضها كعرض السماوات والارض فإذا المهدي المنتظر يُحرمها على نفسه بأنه لن يدخلها حتى يحقق الله لهُ النعيم الأعظم منها
ومن ثم يرفض جميع المُلك والملكوت كُله فتولى وهو يبكي ويصرخ ويدعوا ثبورا وليس ثبورا واحدا بل ثبورا كثيرا ويقول يانعيمي نعيماه ظلمتني الأمم, فتندهش الأمم من قوله! وماذا يقصد؟!
فإذا الله يُناديه ((يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))صدق الله العظيم
والنفس المُطمئنة هي نفس المهدي المُنتظر, والذي لم يناله الفزع والخوف كغيره, والذي أبى أن يرضى حتى يكون الله راضي في نفسه, فأصبح مُتعلق رضوان المهدي المنتظر برضوان الله في نفسه, لذلك تجدون
في هذه الآية الوحيدة بدأ الله برضوان عبده قبل رضوانه وذلك لأن رضوان المهدي المنتظر.. هو رضوان الله في نفسه. لذلك قال تعالى:
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
أي أذن لها أن تدخل هي وعباده جنته, وهنا المُفاجأة الكُبرى حين يفزع الخوف عن قلوبهم فيذهب وقالوا(( ماذا قال ربكم))؟ وقال الله تعالى:
(( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) صدق الله العلي العظيم
وذلك هو ناموس الشفاعة لو كنتم تعلمون.. جاءت من المعبود, فشفعت لكم رحمته من غضبه وعذابه
ولا ينبغي لعبد أن يُخاطب الله سائله الشفاعة, فهو ليس أرحم منه بعباده, وليس أحلم منه على عباده, وليس أكرم منه على عباده ,فكيف يتجرأ للشفاعة بين يدي الله أرحم الراحمين وخير الغافرين؟؟! فهل هو أرحم بعباده منه هيهات هيهات إنكم لمشركون.. يامن تنتظرون الشفاعة ممن هم أدنى رحمة بكم من ربكم, فهل أنتم مُنتهون؟! وإنما المهدي المنتظر أبى أن يكون راضي
حتى يكن الله راضي في نفسه, لأن ذلك هو نعيمه الذي يحيا لتحقيقه ويموت على ذلك
وما بدله تبديلا
فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة وغلبت رحمته غضبه ولله الشفاعة جميعا يامعشر المؤمنون
بأن الله هو أرحم الراحمين, ومن أنكر ذلك فوالذي نفسي بيده لا ينقذه المهدي المنتظر ولا جميع البشر
ولا جميع عالم النور والنار من بطش الله الواحد القهار لمن أنكر بأن الله هو أرحم الراحمين وياعجبي
من قوم يعلمون بأن الله هو أرحم الراحمين ,ومن ثم يلتمسون الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله
فأشركوا بربهم وخسروا خسرانا مُبينا
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
2_ أن يعلم بأن الله أرحم بعباده منه لذلك لا يسأل الله الشفاعة لأحد وما ينبغي له فينكر صفة الرب
بأنهُ أرحم الراحمين سُبحانه
3 _ أن يكون رضوان الله مُتعلق برضوان هذه النفس المُطمئنة وإن الله قد كتب ليرضي عباده الصالحين
كما أرضوه وسوف يرضيهم أجمعين بما وعدهم بالجنة التي عرفها لهم إلا هذه النفس تأبى الدخول
الجنة وأنها تريد نعيم أعظم من الجنة ومهما زاد الله صاحبها من أنواع النعيم لا يزيدها إلا إصرارا وتثبيتا
ومن ثم يقول لهُ الله على مسمع من الخلائق ألم أجعلك ياعبدي خليفتي على ملكوت كُل شىء
يدئب أو يطير فيقول العبد بلى يا إلاهي< ومن ثم يقول ألم آتيك ملكوت الدُنيا والآخرة وسوف أجعلك خليفةربك على ملكوت نعيم الجنة, فيقول العبد: أعوذ بك ربي فقد حرمتها على نفسي حتى يتحقق لي
النعيم الأعظم منها
أم لا تُصدقون يامعشر المُسلمون بأن رضوان الله هو نعيم أعظم من نعيم الجنة ,وقال الله تعالى:
((وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)) صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت, وعلمت عبادك بأن الشفاعة لك جميعا وأن الذي تأذن له أن يشفع ليس كما يزعمون
وإنما يُحاجك في نعيمه الأعظم ,وهو أن تكون راضيا في نفسك وليس غاضب, وكيف يتحقق ذلك؟ حتى تدخل
كُل شىء في رحمتك.. يامن وسعت كُل شىء رحمة وعلما ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وما قدروا ربهم حق
قدره وأيمانهم قد أصبح عادة وليس عبادة وكأن الإسلام مجرد جنسية ينتمي إليها المُسلم فلا يُطبقون
مما أمرهم الله شيئا إلا من رحم ربي
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخو المُسلمين في الله الإمام الحقير الصغير بين يدي الله العلي الكبير (ناصر محمد اليماني)
(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
(منقول) بيان للإمام ناصر محمد اليماني
المهدي المنتظر
( بسم الله الرحمن الرحيم)
من عبد النعيم الأعظم من نعيم الجنة الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولم يتخذ النعيم الأعظم رضوان الله في نفسه وسيلة لتحقيق نعيم الجنة الأصغر الإمام (ن) الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر محمد اليماني تصديقا" للوعد الحق ((ن، والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لاجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم * فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون))
وتصديقا" للوعد الحق على الواقع الحقيقي((وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها)) وتصديقا" للوعد الحق
((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق ) صدق الله العظيم
ثم أما (بعد)
يامعشر المُسلمون إنكم تؤمنون بهذا القُرآن العظيم وبالأمر الصارم إليكم في قوله تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) صدق الله العظيم
فمن أطاعني فقد أطاع الله ورسوله ومن عصاني فقد عصى الله ورسوله وأنا أحسنكم تأويلا إذا احتكمتم إليّ لأحكم بينكم فيما تنازعتم فيه ورددتم حُكمه إلى الله- أي حديث الله- فسوف أستنبط لكم الحُكم الحق من حديث الله تصديقا" لقوله تعالى((ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون )) صدق الله العظيم
وإن لم تُصدقوا تذكروا القول الحق(( فبأي حديث بعده يؤمنون ))صدق الله العظيم
ولا آمركم إلا بما أمركم الله ورسوله, فمن أطاع فلهُ الأمن في الحياة الدُنيا ويأتي يوم القيامة آمنًا ومن عصى وأتبع أمر الشيطان وأوليائه من شياطين البشر فله الخوف في الحياة الدُنيا ويأتوا يوم القيامة أفئدتهم هوى من شدة الفزع وقد اختلف المُسلمون في أمر الخلافة مُباشرة من بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولكن الذي اصطفاه الله عليهم خليفة لهُ من بعد رسوله قد سكت عن حقه بظنه أن المُسلمين
سوف يصطفوه إماما" لهم وكأن عندهم من العلم ماعنده, فكادوا أن يختلفوا فتذهب ريحهم مُباشرة من بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكاد الشيطان أن ينزغُ بين المهاجرين والأنصار فأنقذ المُسلمين من الفتنة (عمر ابن الخطاب ) فاصطفى لهم (أبا بكر الصديق ) فلا ألوم على عمر ولا ألوم على أبي بكر
بل ألوم على (الإمام الحق الذي اصطفاه الله عليهم فزاده بسطة في العلم عليهم وجعله إماما" لهم ذلك الإمام علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وكان من المفروض أن يقول لهم قد اصطفاني الله عليكم فجعلني خليفة لهُ عليكم من بعد رسوله فمن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وإن أبيتم احتكمنا إلى حديث الله فإن علمتم بأن الله قد زادني عليكم بسطة في العلم فذلك هو البُرهان للخلافة لو كنتم تعلمون.
فمن ذا الذي يستنبط لكم من القُرآن الحكم الحق فيما اختلفتم فيه غير أولي الأمر
منكم, والذي أمركم بنص القرآن العظيم في قوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) صدق الله العظيم
ويا أيها الذين آمنوا لقد اصطفاني الله عليكم إماما وقائدا حكيما لأهديكم صراطا____________مُستقيما
وجعلني خاتم خُلفاء الله في الكتاب وفوق كُل ذي علم عليم, فأدنى خُلفاء الله علما أولهم من لم يجد الله لهُ عزما آدم عليه الصلاة والسلام ولا أقصد بالعلم في المسائل الفقهية فحسب ,بل علما بمعرفة النعيم الأعظم فلو كان يرى آدم عليه الصلاة والسلام بأن رضوان الله نعيم أعظم من الجنة التي هو فيها.. لما اشترى النعيم الأصغر بالنعيم الأعظم رضوان الله, ولكنه عصى الله آدم فغوى, وخسر النعيم الأعظم والنعيم الأصغر, ثم رده الله من أحسن تقويم في المعيشة إلى أسفل سافلين في شقاء وتعب وظمأ ونصب ومن ثم تلقى آدم كلمات من ربه بوحي التفهيم إلى القلب كيف يقول- رحمة من الله- لكي يتوب عليهم في قوله تعالى((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)) صدق الله العظيم
وأما الكلمات التي تلقاها هو وزوجته بوحي التفهيم هي((قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين)) صدق الله العظيم
وجميع الأنبياء والرُسل أئمة, وليس جميع الأئمة أنبياء ورسل, وجميع الأنبياء والمُرسلين والأئمة خُلفاء لله رب العالمين وجميعهم عندهم علم من الكتاب بدرجات متفاوته.
وأعلم نبي ورسول هو خاتم الأنبياءوالمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,
وأعلم من جميع خُلفاء الله أجمعين خاتم خُلفاء الله على العالمين من عنده علم الكتاب
والذين من قبله عندهم علم من المعرفة لربهم ويعلمون ويوقنون
بتسعه وتسعين إسم لربهم
لذلك لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد
ولكنهم لا يشركون بالله شيئا مُخلصين لهُ الدين وعباده المُقربين ,ولكنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد, بل اتخذوا النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر, فأخطأوا الوسيلة, فلم ينالوا بالدرجة العالية التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد من عباد الله
وكان كُل منهم يرجوا أن يكون هو, وسوف ينالها أحب عبد إلى الله رب العالمين, ومن ثم تنافسوا على ربهم أيهم أقرب ليفوز بالدرجة العالية
ولكنهم يريدون رحمته, والتي هي الدرجة العالية والجنة, ويخافون عذابه ولهم الوعد الحق من ربهم ليدخلهم جنته وينقذهم من عذابه
وأقسم بالله العلي العظيم لو أعلم بأنه لن يتحقق لي النعيم الأعظم حتى ألقي بنفسي في نار جهنم التي وقودها الحجاره لما توانيت ولما ترددت شيئا, ولما ذهبت إليها ماشيا, بل مُسرعا, والله على ما أقول شهيد ووكيل, وأعلم من الله ما لا تعلمون, وجميع الذين من قبلي من الصالحين وعباد الله المقربين والناس أجمعين لا يزالون مُختلفين
فمنهم من أبى أن يعبد الله ويعبد الباطل من دونه ويشركون بربهم مالم يُنزل به من سُلطان ولا يغفر الله أن يُشرك به
ومنهم من عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا فيدعونه مُخلصين له الدين ويرجون جنته ويخافون عذابه ولهم ذلك برغم أنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ويلوم عليهم المهدي المُنتظر إذ كيف يتخذون رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق نعيم الحنة الأصغر من نعيم رضوان نفسه تعالى
فهل خلقهم الله من أجل نعيم الجنة والحور العين؟
وسُبحان الله رب العالمين! بل خلق نعيم الجنة والحور العين من أجلهم وخلقهم من أجله تصديقا" لقوله تعالى
((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) صدق الله العظيم
لذلك لم يحققوا الهدف الحق من خلقهم بل اتخذوا الهدف الحق وسيلة لتحقيق شىء خلقه الله من أجلهم.
وأما آخرين من عباده فهم بربهم كافرين.
إذا" ياقوم لا يزالون مُختلفين, ولم يحققوا الهدف الحق من خلقهم الناس أجمعين( غير واحد ولا غير من عباد الله الصالحين ذلك هو المهدي المُنتظر لو كنتم تعلمون) ,ولم أقل لكم ذلك من ذات نفسي, وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين, بل قال الله ذلك في القرآن العظيم لو كنتم لآياته تتدبرون وتتفكرون في قول الله تعالى
(( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) صدق الله العظيم هود 118
وأظنكم ترون هذه الآية واضحة ولمن لم يفهم تأويلها فسوف نزيده علما.. بأن لو يشاء الله لجعل الناس أمة واحدة يعبدون الله وحده لا شريك له, ولكنهم لا يزالون مُختلفين ,وهم الصالحين بشكل عام, والكافرين بشكل عام (إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم).
إذا" لم أجد غير عبد واحد عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وهوالوحيد الذي حقق الهدف الحق من الخلق فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد, وذلك هو المهدي المُنتظر ,وحقق القول الحق والغاية لقوله تعالى((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) صدق الله العظيم
إذا" ياقوم إن المهدي المنتظر
يعلم بحقائق عباد الله أجمعين من أولهم إلى آخرهم بشكل عام بأنهم: لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد
فهم مُختلفين... منهم الصالحين, ومنهم الكافرين, فأما الصالحين فعبدوا ربهم لا يشركون به شيئا غير أنهم أخطأواالوسيلة فلم يعبدو الله كما ينبغي أن يعبد!
وأما الطائفة الأخرى فهم بربهم مشركون, ولكني لا أجد في القرآن بأنكم تعلمون بإسمي ولا الذين من قبلكم, بل إسمي مجهول وأنا العبد المجهول صاحب
الدرجة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد من عباد الله الصالحين, ولم أقل بأني أعلم ما بين أيدي الناس وماخلفهم من حقائق عبادتهم من ذات نفسي بل الله قال لكم ذلك في القُرآن العظيم
في قوله تعالى(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً(105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً(106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً(107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً(108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً(109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً(110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً(111) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً(112) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً(113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً(114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى(116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى(118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى(119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى )) صدق الله العظيم
وكذب عدوه الشيطان الرجيم بل الملك لله يؤتيه من يشاء تصديقا" لقول الله تعالى(( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )) صدق الله العظيم
والملك لله يؤتيه لمن عبد الله كما ينبغي أن يعبد, فسوف يؤتيه الله المُلك كُله فيجعله خليفته في الآخرة والأولى تصديقا" للوعد الحق في قوله تعالى((أم للإنسان ما تمنى(24) فلله الآخرة والأولى ))صدق الله العظيم
وقد يقول الذين لا يعلمون بأن المعنى لقوله في هذا الموضع((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً(110)))
بأنه يقصد الله نفسه لا يحيطون الناس به علما أو يقصد أعمالهم يحيط بها ولا يحيطون بها علما, فكيف لا يحيط العبد بعمله خيره وشره إلا مانسيه وقد كان يعلمه من قبل؟
وكذلك لا يقصد الله نفسه بأن الناس لا يحيطون به علما سبحانه فاطر السماوات والأرض, ولئن سألتهم من خلق السماوت والأرض ليقولن الله قل أفلا تتقون! إذا" الناس يحيطون بعلم عن ربهم بأنه من خلق السماوات والأرض, إذا" يا معشر المُسلمين
إنه يقصد العبد المجهول صاحب الدرجة العالية, ولا تحيطون بإسمه علما, تصديقا" لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من سماه فقد كفر) ذلك المهدي المُنتظر الذي لا تحل الشفاعة إلا له بين يدي الله وذلك لأن الشفاعة لا تحل إلا للعبد الذي يفوز بالدرجة العالية الرفيعة ولا تحل حتى لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لو فاز بالدرجة العالية, فهنا تحل له الشفاعة بين يدي ربه, وكذلك لا تحل لرسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمه الصديقة القديسة فلا تُجادلوني
يامعشر المُسلمون والنصارى فأنا أولى بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم
وكذلك أولى برسول الله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من النصارى وأتحداكم أن نحتكم إلى القرآن العظيم
هل تحل لهم الشفاعة بين يدي الله تعالى علوا كبيرا؟ وقال الله تعالى:
((﴿126﴾ ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ﴿127﴾ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ﴿128﴾ ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم)) صدق الله العظيم
ويتفق ذلك مع الحديث الحق في نداء رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابنته وهي وراء الحجاب وهو جالس بين صحابته فقال على مسامعهم ((يافاطمة بنت محمد إعملي فلا أغني عنك من الله شيئا )) صدق الله ورسوله
بل الشفاعة لله جميعا, فلننظر هل تجرأ المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أن يشفع للنصارى المؤمنين الذين بالغوا في دينهم بغير الحق واتخذوا المسيح عيسى وأمه إلاهين من دون الله؟! وجعلوا الله سُبحانه ثالث ثلاثه! ولقد كان السبب في مٌبالغة النصارى فياإبن مريم وأمه بغير الحق هم الذين قالوا عُزير ابن الله وهم يعلمون بأن عُزير عبد من عباد الله الصالحين وإن الله لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا وإنما كان اليهود يريدون أن يفتنوا النصارى لعلهم يعاندوهم فيقولون بل المسيح
عيسى بن مريم ابن الله, وعزير له أب من البشر والمسيح عيسى ليس له أب من البشر, بل أباه الله
"سُبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا"
وقال الله تعالى (( وإذ قال الله ياعيسى ابم مريم ءانت قُلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سُبحانك ما يكون لي ان أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمتهُ تعلم ما في نفسي ولا أعلمُ ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وانت على كُل شىء شهيد, إن تُعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم, قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)) صدق الله العظيم
فهل تجرأ المسيح عيسى بن مريم أن يشفع لأمته بل رد الشفاعة لله تصديقا" لقول الله تعالى
((قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) صدق الله العظيم
و يامعشر المُسلمون, وتالله لا أعلم بأنه يتجرأ للتكلم بين يدي الله غير صاحب الدرجة العالية التي لا تحل الشفاعة إلا لمن نالها بل لا يتجرأ جميع الصالحين ولا جبريل ولا الملائكة أجمعين ولا يملكون من الرحمن خطابا بطلب الشفاعة لأحد, فتدبروا القرآن العظيم الحُكم الحق بيني وبينكم هل يملك المُتقون
من الرحمن خطابا لطلب الشفاعة لأحد؟؟! وسوف يحكم بيني وبينكم القرآن العظيم بأن المتقون بل جميع المُتقون بما فيهم جبريل والملائكة أجمعون لا يملكون من الرحمن خطابا لطلب الشفاعة وقال الله تعالى:
(( إن للمتقين مفازا (31) حدائق و أعنابا (32) و كواعب أترابا (33) و كأسا دهاقا (34) لا يسمعون فيها لغوا و لا كذابا (35) جزاء من ربك عطاء حسابا (36) رب السماوات و الأرض و ما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا (37) يوم يقوم الروح و الملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان و قال صوابا (38) ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (39) إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه و يقول الكافر ياليتني كنت ترابا )) صدق الله العظيم
فهل تجدون بأن جميع المتقون يملكون من الرحمن الخطاب في هذه الآية المُحكمة والتي بينت بأنهم لا يملكون من الله الخطاب يوم الوقوف بين يديه حتى جبريل والملائكة أجمعون لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (وذلك هو المهدي المُنتظر) لو كنتم تعلمون وكُلما جاء موضع تُذكر فيه الشفاعة تجدوابأن القرآن ينفيها جُملة وتفصيلا حسب زعمكم أن المُتشفع يشفع بين يدي ربه سُبحانه وتعالى علوا كبيرا
ومرة سوف تجدون وكأنهُ يُثبتها وسوف نخوض في آيات النفي بالحق
((فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) صدق الله العظيم
والتأويل أي لا تنفعهم شفاعة الذين يدعون من دونه بظنهم أنهم سوف يشفعوا لهم عند ربهم من عذابه
وبين الله بأنهم سوف يكفرون بعبادتهم ويكونوا عليهم ضدا
وكذلك قوله تعالى ((واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )) صدق الله العظيم
وهذه الآية قد جعلها الله واضحة بينة للمُخلصين الذين استغنوا برحمة ربهم عن رحمة ممن هم أدنى رحمة من أرحم الراحمين, وأولئك هم الناجون المفلحون قدروا ربهم حق قدره وعلموا بأن لهم ربا أرحم بهم من الرُحماء من عباده, وأن الله هو أرحم الراحمين, وأنه لا يتجرأ أحد أن يشفع بين يدي الله ولا تُقبل شفاعة نفس لنفس أخرى, وسبحان الله رب العالمين فمن صدق بها نجا ومن كذب بها غوى وهوى في نار جهنم
وكذلك قوله تعالى((يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ))صدق الله العظيم
وكذلك جعل الله هذه الآية مُحكمة واضحة بينه لا تحتاج إلى تأويل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وكذلك قوله تعالى((وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) صدق الله العظيم
وكذلك هذه الآية مُحكمة وواضحة وبينة بأن لو يتقدم أي عبد من عباد الله الصالحين بين يدي ربه لطلب الشفاعة فكيف يطيعه الله سُبحانه وهو المعبود أرحم بعباده من عبده ؟إذا" لو أطاعه الله لتعارض ذلك مع صفة الرب سُبحانه فهل هذا العبد أرحم من الله بعباده فكيف ذلك؟؟ والله أرحم الراحمين, ولا ينال عهد رحمته الظالمون اليائسون منها فما عرفوا ربهم.
وقد يندهش القارئ للقرآن العظيم حين يجد في آيات أخرى الإذن بالشفاعة
وقال الله تعالى((لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا )) صدق الله العظيم
وقوله:(( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )) صدق الله العظيم
وقوله( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) صدق الله العظيم
وقوله تعالى
((يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )) صدق الله العظيم
وكيف يشفع من كانوا من خشية الله مُشفقون بل سوف يقول كُل واحد منهم نفسي نفسي
إذا" ياقوم إن للمُتشفع شروط وإذا لم تتوفر هذه الشروط فلا يتجرأ أن يشفع ولا ينبغي له وهي كالتالي
1 _ أن تكون نفسه مُطمئنة غير خائف وذلك لأنه يعلم بأنه الوحيد الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد
وجميع من في السماوات والأرض يفزعوا حين يُنبئهم بأنهم لم يعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد.. يوم يحشرهم الله إلى عبده داخرين, وهو العبد الذي استثنى عليه القول لم يناله الفزع نظرا" لأنه عبد الله كما ينبغي أن يُعبد فأتاه الله الآخرة والاولى تصديقا" للوعد الحق ((أم للإنسان ما تمنى (24) فلله الآخرة والأولى ))
وهذا هو العبد الخليفة في الاولى وفي الآخرة والذي نال درجة الخلافة الشامله نظرا لأنه عبد الله كما ينبغي أن يُعبد. ولم يناله الفزع الأكبر والذي لا يحزن الصالحون وإن فزعوا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون,والخوف على من دونهم من الكافرين,
ولكن المهدي المنتظر هو الوحيد الذي لم يشمله الفزع نظرا لأنه
عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وهو العبد المُستثنى في قول الله تعالى:
((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ))
صدق الله العظيم
وأما الشرط الثاني لمن يشفعه الله سبحانه
فلا ينبغي لهذا العبد أن يرضى بما أتاه الله من المُلك برغم أن الله جعله خليفته على ملكوت الدُنيا والآخره
وبرغم ذلك لم يرضى, ويحاج ربه بأن يحقق له النعيم الأعظم من ذلك كُله, وهُنا يندهش الخلائق.. إلا الأمة
الشاهدة المعدودة في الكتاب من الذين أحاطهم الله بهذا الخبر من المهدي المُنتظر, وأما الآخرين فيظنون به سوء فيقولون في أنفسهم غير الحق.. بأن ماذا يبغي هذا العبد الذي لم يرضى, وقد أتاه الله ملكوت الدُنيا والآخرة؟ فهل يريد أن يكون إله وسبحان الله العلي العظيم, ولا إله غيره, وإنما يريد المهدي المُنتظر أن يكون
الله راضي في نفسه فلم تكن غاية المهدي المنتظر أن يكون الله راضيا عليه فحسب,,
إذا" إنما يريد ذلك كوسيلة لتحقيق شىء آخر, وسُبحان الله بل يريد أن يكون الله راضيا في نفسه ولكن تلك غاية كُبرى
يحيل بيني وبين تحقيقها جميع الامم من الباعوضة فما فوقها, وحتى تتحقق فلا بُد أن يدخل الله في رحمته جميع الأمم, ورحمة ربي وسعت كُل شىء إلا من أبى ان يدخله الله في رحمته, وهو يعلم أنه الحق من ربه, ومن ثم يُذكره الله بأنه قد زاده في ملكه فجعله كذلك خليفته على الجنة التي عرضها كعرض السماوات والارض فإذا المهدي المنتظر يُحرمها على نفسه بأنه لن يدخلها حتى يحقق الله لهُ النعيم الأعظم منها
ومن ثم يرفض جميع المُلك والملكوت كُله فتولى وهو يبكي ويصرخ ويدعوا ثبورا وليس ثبورا واحدا بل ثبورا كثيرا ويقول يانعيمي نعيماه ظلمتني الأمم, فتندهش الأمم من قوله! وماذا يقصد؟!
فإذا الله يُناديه ((يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))صدق الله العظيم
والنفس المُطمئنة هي نفس المهدي المُنتظر, والذي لم يناله الفزع والخوف كغيره, والذي أبى أن يرضى حتى يكون الله راضي في نفسه, فأصبح مُتعلق رضوان المهدي المنتظر برضوان الله في نفسه, لذلك تجدون
في هذه الآية الوحيدة بدأ الله برضوان عبده قبل رضوانه وذلك لأن رضوان المهدي المنتظر.. هو رضوان الله في نفسه. لذلك قال تعالى:
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
أي أذن لها أن تدخل هي وعباده جنته, وهنا المُفاجأة الكُبرى حين يفزع الخوف عن قلوبهم فيذهب وقالوا(( ماذا قال ربكم))؟ وقال الله تعالى:
(( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )) صدق الله العلي العظيم
وذلك هو ناموس الشفاعة لو كنتم تعلمون.. جاءت من المعبود, فشفعت لكم رحمته من غضبه وعذابه
ولا ينبغي لعبد أن يُخاطب الله سائله الشفاعة, فهو ليس أرحم منه بعباده, وليس أحلم منه على عباده, وليس أكرم منه على عباده ,فكيف يتجرأ للشفاعة بين يدي الله أرحم الراحمين وخير الغافرين؟؟! فهل هو أرحم بعباده منه هيهات هيهات إنكم لمشركون.. يامن تنتظرون الشفاعة ممن هم أدنى رحمة بكم من ربكم, فهل أنتم مُنتهون؟! وإنما المهدي المنتظر أبى أن يكون راضي
حتى يكن الله راضي في نفسه, لأن ذلك هو نعيمه الذي يحيا لتحقيقه ويموت على ذلك
وما بدله تبديلا
فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة وغلبت رحمته غضبه ولله الشفاعة جميعا يامعشر المؤمنون
بأن الله هو أرحم الراحمين, ومن أنكر ذلك فوالذي نفسي بيده لا ينقذه المهدي المنتظر ولا جميع البشر
ولا جميع عالم النور والنار من بطش الله الواحد القهار لمن أنكر بأن الله هو أرحم الراحمين وياعجبي
من قوم يعلمون بأن الله هو أرحم الراحمين ,ومن ثم يلتمسون الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله
فأشركوا بربهم وخسروا خسرانا مُبينا
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
2_ أن يعلم بأن الله أرحم بعباده منه لذلك لا يسأل الله الشفاعة لأحد وما ينبغي له فينكر صفة الرب
بأنهُ أرحم الراحمين سُبحانه
3 _ أن يكون رضوان الله مُتعلق برضوان هذه النفس المُطمئنة وإن الله قد كتب ليرضي عباده الصالحين
كما أرضوه وسوف يرضيهم أجمعين بما وعدهم بالجنة التي عرفها لهم إلا هذه النفس تأبى الدخول
الجنة وأنها تريد نعيم أعظم من الجنة ومهما زاد الله صاحبها من أنواع النعيم لا يزيدها إلا إصرارا وتثبيتا
ومن ثم يقول لهُ الله على مسمع من الخلائق ألم أجعلك ياعبدي خليفتي على ملكوت كُل شىء
يدئب أو يطير فيقول العبد بلى يا إلاهي< ومن ثم يقول ألم آتيك ملكوت الدُنيا والآخرة وسوف أجعلك خليفةربك على ملكوت نعيم الجنة, فيقول العبد: أعوذ بك ربي فقد حرمتها على نفسي حتى يتحقق لي
النعيم الأعظم منها
أم لا تُصدقون يامعشر المُسلمون بأن رضوان الله هو نعيم أعظم من نعيم الجنة ,وقال الله تعالى:
((وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)) صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت, وعلمت عبادك بأن الشفاعة لك جميعا وأن الذي تأذن له أن يشفع ليس كما يزعمون
وإنما يُحاجك في نعيمه الأعظم ,وهو أن تكون راضيا في نفسك وليس غاضب, وكيف يتحقق ذلك؟ حتى تدخل
كُل شىء في رحمتك.. يامن وسعت كُل شىء رحمة وعلما ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وما قدروا ربهم حق
قدره وأيمانهم قد أصبح عادة وليس عبادة وكأن الإسلام مجرد جنسية ينتمي إليها المُسلم فلا يُطبقون
مما أمرهم الله شيئا إلا من رحم ربي
وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخو المُسلمين في الله الإمام الحقير الصغير بين يدي الله العلي الكبير (ناصر محمد اليماني)
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار