ولذلك رفض الإمام المهدي الدرجة العالية الرفيعة والتي تُسمى (الوسيلة) فاتخذها وسيلة لتحقيق النعيم الأعظمُ منها ليكون الله راضي في نفسه ولذلك خلقني ربي لأعبد نعيم رضوانه فلن ارضى حتى يكون الله راضي في نفسه وكيف يكون راضي في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته ويا سُبحان الله العظيم فبرغم ان جميع الأنبياء والمُرسلين والمُقربين قد علموا أن إسم الدرجة العالية (الوسيلة ) ثم لم يتفكروا لما سماها الله (الوسيلة) وافتيكم بالحق وذلك لأنها ليست الغاية من خلقنا بل خلقنا الله لنعبد النعيم الأعظم منها ذلك نعيم رضوان الله على عباده أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى)
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)صدق الله العظيم
ولم يخلقهم ليتخذوا رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الوسيلة برغم انهم لم يشركوا بالله شيئاً ولن يحاسبهم الله على ذلك لأنه العزيز المُتكبر ولذلك جعل العبادة بالمُقابل وقال الله تعالى )
((لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )صدق الله العظيم
فانظروا للتعريف إسم العزيز والذي قمنا تكبيره في هذه الأيات فأما الأول( (( الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ) وذلك صفةعزة علو سلطانه وقوته وجبروته وكبرياءه في الدُنيا والاخرة سُبحانه تصديقاً لقول الله تعالى) {من كان يُريدُ العزَّة فلله العزَّة جميعاً ))
ثم نأتي لقوله تعالى في نفس الموضع )) فكرر الإسم (العزيز ) وقال
((وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )صدق الله العظيم
ويقصد بذلك عزة نفسه سُبحانه ولذلك لم يفرض على عباده فرضاً جبرياً أن يعبدوه حُباً في ذاته وطمعاً في رضوانه سبُحانه ولكن عزة نفسه تمنعه من أن يفرض عليهم نفسه ليعبدوه طمعا في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه برغم أن نعيم رضوان نفسه لهو أعظم من نعيم جنته ولكن صفة عزة نفسه تأبى أن يفرض عليهم نفسه بل اشتراهم لعبادته بالمادة تصديقاً لقول الله تعالى)
( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)صدق الله العظيم
ولكن سُبحان الله العظيم ومن أكرم من الله فإن الذي سوف يعبد الله حُباً في ذاته وطمعاً في حُبه وقربه ويأبى جنته حتى يكون ربه راضي في نفسه فذلك تمنى الفوز بربه فعبده كما ينبغي ان يعبد لا طمعاً في ملكوت الدُنيا ولا الاخرة ثم كان الله أكرم من عبده الإمام المهدي و سوف يأتيه الله ملكوت الدُنيا والاخرة تصديقاً لقول الله تعالى)
((أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25)صدق الله العظيم
ولم انسى أن أجيب عليك أيها السائل الذي قلت ))
يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فإذا كنت أنفقت درجتك التي وهبك الله إياها في علم الكتاب لجدك مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأين مكانك بالجنة ؟
ثم ارد عليك بالحق واقول بالنسبة لي فقد أنفقتها لجدي من بعد البشرى والأمر لله من قبل ومن بعد ولا يهمني أمرها شيئا" وإنما اتخذتها وسيلة لتحقيق الغاية التي خلقنا الله من اجلها جميعاً حتى يكون الله راضي في نفسه وذلك هو النعيم الأعظم من الوسيلة فكيف أتخذ النعيم الأعظم وسيلة لتحقيق النعيم الأصغر بل اتخذت الدرجة العالية الرفيعة وسيلة لتحقيق الغاية حتى يكون الله راضي في نفسه ولذلك تُسمى (الوسيلة ) أي الوسيلة لتحقيق الغاية فهل تروني على ضلال مُبين ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودا ًسواه لا ينكر هذا المزيد من التفصيل عن حقيقة الوسيلة والغاية إلا المؤمنون المُشركون بالله أنبياءه ورسله من الذين حرموا التنافس على حُب الله وقربه وجعلوه حصريا لعباده المُقربين من الانبياء والمُرسلين وهم عباد لله أمثالكم لهم في الله مالكم فهم بشر مثلكم قد من الله عليهم وكذلك يجزي الله المُحسنين ولم يجعل الله التنافس على ربهم لهم حصرياً من دون المؤمنين بل هم عباد لله مؤمنون أمثالكم وقال الله تعالى)
(وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )صدق الله العظيم
وقال الله تعالى(سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (80) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (81) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (82) )صدق الله العظيم
ولم يحصر الله التكريم عليهم فقط سُبحانه بل أفتاكم سُبحانه وقال الله تعالى(إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (81) صدق الله العظيم
ألا وإن الدرجة العالية الرفيعة المُتنافسون عليها فإن منها تتفجر عين الرحيق المختوم ليشرب بها المُقربون تصديقاً لقول الله تعالى)
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{18} وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ{19} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{20}يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ{21} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22} عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ{23} تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ{24} يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25} خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{26}صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين )
أخوكم خليفة الله عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار
» تَعزيَةٌ في شَهيد الأُمَّة العربيَّة والإسلاميَّة؛ ضَيْفُ الله الواحِد القَهَّار (يحيى إبراهيم حسن السّنوار) الذي لحِقَ برَكبِ الشُّهداء الأبرار؛ أحياء عند رَبِّهم يُرزَقون ..
الأحد أكتوبر 20, 2024 5:10 pm من طرف ابرار
» إجابة السؤال
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 7:58 pm من طرف ابرار
» أمْرٌ عَاجِلٌ إلى جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة ..
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:29 pm من طرف ابرار
» تَعزيةٌ لجيشِ المُؤمنينَ لتَحريرِ فِلَسطينَ ولكافّةِ الأمّةِ العَربيّةِ والإسلاميّةِ ..
الأحد سبتمبر 29, 2024 4:07 pm من طرف ابرار
» لا يجوزُ الجمعُ بين بنت أخِ الزوجة وعمتها كون الزوجة عمتها أخت أبيها، ولا بين بنت أخت الزوجة وخالتها أخت أمها، ومُحرَّم ذلك كحُرمةِ الجَمعِ بين الأختين..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:48 pm من طرف ابرار
» تَسْجيلُ مُتابعةِ الحَدَثِ الأمنيّ الكَبير لِكَوكبِ الأرضِ في مَنطِقةِ القُطْبِ الجَنوبيّ ..
السبت سبتمبر 21, 2024 9:45 pm من طرف ابرار
» بَيان نَذير كَبير وتَحذير مِن شَرٍّ مُستَطيرٍ لِكافَّة البَشَر في البَوادي والحَضَر؛ قَد أعذر مَن أنذر، فَفِرّوا إلى الله الواحِد القَهَّار بالتَّوبة والإنابة، واصطَلِحوا مع الله قَبْل فَوات الأوان يا معشَر الإنْس والجَان .
الأحد سبتمبر 08, 2024 9:26 pm من طرف ابرار
» تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
الثلاثاء سبتمبر 03, 2024 6:52 pm من طرف ابرار