.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    المجموعة رقم ( 10 ) إلى العضو موحد والزوار الكرام وكل من له قلبٌ .. 17-03-2010 - 05:08 AM

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11583
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    المجموعة رقم ( 10 ) إلى العضو موحد والزوار الكرام وكل من له قلبٌ ..  17-03-2010 - 05:08 AM Empty المجموعة رقم ( 10 ) إلى العضو موحد والزوار الكرام وكل من له قلبٌ .. 17-03-2010 - 05:08 AM

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء فبراير 20, 2018 11:47 am


    - 1 -

    إلى العضو موحد والزوار الكرام وكلّ من له قلبٌ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على خاتمِ المُرسلين وآله الطّيّبين وأصحابه الذين ساروا على نهجه الحقّ ومن تبِعهم وجميع عباد الله الربّانيّين الصالحين في الأوّلين والآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    أمّا والله الذي لا إله إلا هو يا موحد ويا زوّار المنتدى الكرام الباحثين عن الحقّ، لو أنّ لكم قلوباً من الصّخرِ أو أشدّ قسوة وقرأتُم هذا البيان المُبارك لإمامكم المهديّ الحقّ نـــــاصر محــمـــد الــيمـــانــي، وتدبّرتم ما جاء به حقّ التدبر لتفتّتت قلوبكم التي من الصخر أو أشدّ قسوة! {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ} [الحديد:16].

    تدبروا ........


    ملاحظة: البيان التالي هو الردّ الأخير على الموحِّد بتاريخ:
    22 - 03 - 1431 هـ
    08 - 03 - 2010 مـ
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ــــــــــــــــــــــ
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11583
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    المجموعة رقم ( 10 ) إلى العضو موحد والزوار الكرام وكل من له قلبٌ ..  17-03-2010 - 05:08 AM Empty اقتباس المشاركة: 4329 من الموضوع: ردّ الإمام المهدي إلى الموحد من يزعم أنّه مجاهد..

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء فبراير 20, 2018 11:53 am


    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 03 - 1431 هـ
    08 - 03 - 2010 مـ
    ــــــــــــــــ


    { وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ }
    صدق الله العظيم

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلام الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلام الله على الموحد وكافة الوافدين إلى طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ وكل من يريد الحقّ ولا غير الحقّ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا أيّها الموحد فما يلي اقتباس من بيانك بما يلي:
    أما من ناحية عبادتي في رضوان الله في نفسه فإني خالفتك والحقّ بل أعبد الله وحده لا شريك له ولا أعبد رضوان الله في نفسه وبريء كل البراءة من الكفر وإن هذا إلا بهتان عليه وما خلقنا الله لنعبد تحقيق رضوانه في نفسه ولكن نعبد الذي خلقنا ونحقق رضوانه بعد ما نحقق طاعته

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالحقّ وأقول لك: يا أيّها الموحد، إنّ تحقيق رضوان الله عليك إذا تحقق فهذا يعني أنّ الله راضٍ عليك ولكن لم يتحقق رضوان الله في نفسه، وذلك لأنّه لن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يجعل عباده أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ وليس ذلك على الله بعزيز. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل خلقهم الله للاختلاف؟ والجواب في الحكمة من خلقهم تجدونه في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    إذاً فما الذي يعنيه ربّ العالمين من قوله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    فأولاً نأتي بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وتجدون بيان ذلك الاختلاف في قول الله تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالـَةُ إِنَّهـُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    وهذا يعني أنه لم يتحقق الهدف من خلقهم جميعاً؛ بل لا يزالون مختلفين؛ بل تحقق شطرٌ منه وهم الفريق الذي هدى الله في عصور بعث المرسلين ليهدوا النّاس إلى صراط العزيز الحميد. ومن ثم نأتي إلى قول الله تعالى: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ ربّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:119].

    وذلك هو العبد الذي رحمه الله فحقق الهدف من خلقهم وأذهب اختلافهم في ربّهم وجعل النّاس بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً ولذلك خلقهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ويا أيّها الموحد بارك الله فيك فإنكم لا تحيطون بشأن المهديّ المنتظَر الذي بَشَّرَ ببعثِه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال عليه الصلاة والسلام: [أبشركم بالمهدي يبعث في أمّتي على اختلاف من النّاس، فيملأ الارض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحاً] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وهذه فتوى من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- عن شأن المهديّ المنتظر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه يجعل الأمم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيحقق الهدف من خلقهم بإذن الله فيرضى عنه ساكن السماء والأرض، ولكن أكثركم تجهلون.

    ويا أخي الموحد هلمَّ إلى تحقيق رضوان الله في نفسه فإن قلت: "كلا بل لا يهمني إلا أن يرضى الله عني لكي يدخلني جنته ويبعدني عن ناره وحسبي ذلك"، فمن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: فلك ذلك بإذن الله إنّ الله لا يخلف الميعاد، ولكن للإمام المهديّ سؤال إلى أخيه الموحد وأقول: فهل تحب الله حُباً شديداً؟ فإذا كان جواب الموحّد: "اللهم نعم إني أحبّ ربّي أكثر من كلِّ شيء في خلقه جميعاً". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: أيّها الموحد فلنفرض أنّ الله أدخلك الجنّة ولم تجد فيها أبويك أو أولادك أو إخوتك ومن ثم اطّلعت على نار جهنّم ومن ثم رأيتهم فيها يصطرخون في سواء الجحيم ولا قدر الله ذلك، فتخيل كم عظيم حسرتك على أبويك وأولادك وإخوتك ومن ثم تجده في نفسك عظيماً. فإن قال الموحد: "بل سوف أدعو ربّي أن يغفر لهم ويرحمهم فيلحقهم بعبده وأشكو إلى ربّي عظيم حزني وحسرتي على أبواي وأولادي وإخوتي علّه يرحمني فيخرجهم من ناره فيدخلهم جنته". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنه لا يحقّ لك ذلك ولا ينبغي لك وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنك لم تعرف ربّك الذي هو أرحم بأبويك وأولادك وإخوتك من الموحد، ولكن الحقّ هو أن تقول: "يا رب لقد شعر عبدك بحسرةٍ عظيمةٍ أليمةٍ في نفسي على أبواي وأولادي وإخوتي لو رأيتهم يصطرخون في نار الجحيم، فإذا كانت هذه هي حسرتي عليهم فكيف بحسرة من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين!".

    ويا أيّها الموحد، عليك أن تعلم أنّ الله يتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم أعظم من حسرتك على أولادك وأبويك وإخوتك لو أهلكهم الله بسبب ظُلمهم ولا قدر الله ذلك، ولك الحقّ أن تقول: "يا ناصر محمد اليماني هل عندك سلطان بهذا أم إنك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟". ومن ثم يأتيك الإمام المهدي بالبرهان المبين فتدبر بنفسك هذه الآيات البيّنات المحكمات. وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    ومن بعد التدبر والتفكر سوف تجد الرجل الذي آمن برسل ربّه جهرةً بين يدي قومه وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِربّكم فَاسْمَعُونِ}، ومن ثمّ قام قومه بقتله فور ذلك: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} صدق الله العظيم، وهنا تجد الرجل فرحاً مسروراً بتكريم الله له وبما أتاه الله من فضله ولذلك قال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} صدق الله العظيم، ومثله كمثل الشهداء فرحين بما أتاهم الله من فضله فأدخلهم جنته ووقاهم من ناره. وقال الله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة التي أدخلَ الرجلَ قتيلَ قومِه جنّتَه؟ فإذا أنت تجد الرجل فرحاً مسروراً وقال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} صدق الله العظيم [يس].

    وأكرر السؤال فهل ربّي فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة؟ والجواب للأسف لم أجد ربّي فرحاً مسروراً في نفس اللحظة التي كان الرجل فيها فرحاً مسروراً. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وفي هذا الموضع يبكي أحباب الله من بعد البيان الحقّ فيجأرون إلى ربّهم ويقولون: "يا أرحم الراحمين، لقد علمنا بعظيم تحسّرك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم برغم أنك لم تظلمهم شيئاً، ولكن تحسّرك على عبادك هو بسبب صفة رحمتك في نفسك لأنك أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يكون أحد عبيدك هو أرحم بعبادك منك لأنك أنت الله أرحم الراحمين، ولكن عبادك ما قدروك حقّ قدرك وما عرفوك حق معرفتك". ومن كان حبّه لله أشدّ من حبّه لجنّة النّعيم والحور العين فسوف يقول: "يا إله العالمين، إني أحبّك أعظم من كل شيء في خلقك مهما كان ومهما يكون، فكيف أكون سعيداً في جنّة النّعيم وأستمتع بالحور العين وربّي حبيبي ليس بسعيدٍ في نفسه؛ بل ومتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟".

    ويا أحباب الله يا من يحبّون الله حباً شديداً أكثر من جنّة النّعيم والحور العين سألتكم بالله العظيم فهل بعد أن بيّن لكم عبد النّعيم الأعظم البيان الحقّ عن أعظم أسرار الكتاب فكيف تستطيعون أن تعيشوا من أجل تحقيق الهدف بالفوز بالحور العين وجنّات النّعيم وما هي إلا ملك مادي! فكيف تستطيعون أن تستمتعوا بالنّعيم والحور العين وقد علمتم بتحسر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم إن كنتم تحبون الله أعظم من جنته والحور العين؟ فكيف تستطيعون أن تسعدوا بذلك وتفرحوا وحبيبكم الله ليس بسعيد بل غضبان ومتحسر على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؟ فما هو الحلّ يا أحباب الله؟ وتعالوا لأعلمكم بالحل، وتجدون الحلّ في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ ربّك لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99]، وليس ذلك على الله بعزيز.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحباب الله فيقول: "ولكن تحسّر الله على الأمم الذين أهلكهم وكانوا ظالمين بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31)} صدق الله العظيم [يس]" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً} صدق الله العظيم [الإسراء:8].


    ولذلك سوف يبعث الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وكانوا ظالمين حتى يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً يعبدون الله وحده لا شريك له وليسوا خصمين مُختلفين في ربّهم كما في عصر بعث المُرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم، فلا يزالون مُختلفين فريقاً هدى الله وفريقاً حقّ عليه الضلالة، إلا في عصر بعث المهديّ المنتظَر الذي سوف يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيرضى عنه ساكن السماء والأرض، وذلك هو شأن خليفة الله المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه يهدي به الله الأمم الأحياء منهم والأموات في بعثهم الأول، وينقذهم من فتنة الأحياء والأموات المسيح الكذاب الذي يريد أن يستغل البعث الأول فيخرج على النّاس ويقول إنهُ المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنه الله ربّ العالمين، ويقول للناس إن هذا هو يوم القيامة، ويقول إنه الله ربّ العالمين وأن لديه جنّة ونار، ومن ثم لن يستطيع أن يكذبه المُسلمون وذلك لأنهم شاهدوا الأموات يخرجون من قبورهم إخراجاً وجاءهم على قدر بعثهم الأول، وذلك لأنّ قدر بعثهم مربوط سرّه بهدم سدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج وملكهم المسيح الكذاب الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقال الله تعالى على لسان ذي القرنين: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ ربّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ ربّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ ربّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنما جهنّم سوف تعرض عليكم لأنها سوف تمرّ بجانب أرضكم في يوم هدم سدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج والبعث الأول، أشراطٌ تترى واحدةٌ تتلو الأخرى، وخروج المسيح الكذاب مَلِك يأجوج ومأجوج وهذا الرجل سيقول إنه المسيح عيسى، ويقول إنه الله ربّ العالمين ومن ثم لا يجد المُسلمون إلا أن يتبعوا عقيدة النّصارى فيعترفوا أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، فيفتنهم المسيح الكذاب أجمعين إلا قليلاً، ولكنه المسيح الكذاب ولن يقول أنه المسيح الكذاب بل سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وهو ليس المسيح عيسى ابن مريم، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍّ بل هو كذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم، بل هو الشيطان الرجيم انتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب؛ بل هو الشيطان الرجيم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر لينقذ المسلمين والنّاس أجمعين من فتنة المسيح الكذاب الكبرى؛ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهدي المنتظر الإنسان الذي علمه الله البيان الشامل للقرآن ليستنبط لكم السلطان من محكم القرآن إذاً لاتبعتم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا علماء أمّة الإسلام وأتباعهم، والله الذي لا إله غيره لا أستطيع إنقاذكم من فتنة المسيح الكذاب حتى تصدقوا كلام الله ربّ العالمين المحفوظ من التحريف في القرآن العظيم وتكذبوا بما خالف لمحكم كلام الله ربّ العالمين، ولم يبعثني الله بكتابٍ جديدٍ بل أدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم ومن ثم أُعلمكم بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حكم الله من محكم القرآن العظيم، وإني أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنكم لن تهتدوا أبداً حتى تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة النّبويّة، وذلك لأنّ الله أفتاكم أنّما أحاديث السُّنة النّبوية هي البيان الحقّ لآيات في القرآن وعلمكم الله أنّ القرآن والبيان من عند الله، غير أنّ الله لم يعدكم بحفظ البيان في السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف، وأفتاكم الله أنه توجد طائفةٌ من المؤمنين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر والمكر ويقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مجالس البيان للسنّة النّبويّة ومن ثم يبيتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ولذلك أمركم الله أن تعرضوا أحاديث البيان على محكم القرآن، وأفتاكم الله بالنّاموس لكشف الأحاديث المكذوبة أو الإدراج الزائد وأنكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، بل العكس تماماً وذلك لأنها أحاديث من مكر الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدوا عن اتّباع القرآن بأحاديث تخالف لآيات أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم هنّ أمّ الكتاب ولذلك إذا عرضتمونها على القرآن حتماً تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً وبل العكس تماماً وذلك لأن الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} صدق الله العظيم [النساء].

    وتعالوا لنطبق أحد الأحاديث الحقّ التي أُضيف فيها إدراج وسوف تجدون كلمات الحقّ منها لا تخالف الكتاب وأمّا الباطل المُدرج فحتماً تجدونه يتناقض مع آيات بيّنات في محكم القرآن، وتعالوا لنطبق أشهر الأحاديث النّبوية وسوف نجعل الكلمات المدرجة باللون الأحمر:
    [ سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة ].

    فتعالوا لنعرض الحديث على محكم كتاب الله وسوف نجد أن الله لم يأمر رسوله أن يأمر المؤمنين أن يذروا الوسيلة للأنبياء من دون الصالحين وذلك لأن الوسيلة هي تنافس العبيد إلى الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ونجد موضع الإدراج في حرفين في أول الحديث وهو ( لي ) ولكن محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- ما كان له أن يأمرهم بغير ما أمره الله، بل قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد] انتهى الحديث الحقّ ونسفنا الإدراج بالحقّ نسفاً.

    صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد] صدق عليه الصلاة والسلام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ومن ثم نأتي للإدراج المفترى في آخر الحديث وهو قولهم بما يلي: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة]، وبما أن هذا باطلٌ مُفترًى مدرجٌ ولذلك حتماً سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً؛ بل يناقضه تماماً؛ بل أمر الله رسوله أن ينذرهم فيقول لهم: قال الله تعالى:{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فكيف يقول: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة] فيخالف أمر الله أن ينذرهم أن ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ لعلهم يتقون! أفلا تعقلون؟

    وتبيّن لكم أنّ الإدراج الزائد على الحقّ قد جاء مناقضاً لأمر الله إليكم في محكم كتابه فأصبحتم من المشركين وتركتم التنافس إلى الله ربّ العالمين، ولم تكونوا يا معشر المسلمين من ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود كما يفعل جميع عبيد الله الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس، فجميع المهتدين من عبيد الله في السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس يتنافسون إلى الربّ المعبود فيبتغون إليه الوسيلة أيهم أقرب، نظراً لأن الله قد جعل صاحب تلك الدرجة عبداً مجهولاً، وكلّ عبد يرجو أن يكون هو ذلك العبد، فلا ينبغي للعبيد أن يفضلوا بعضهم بعضاً في التنافس إلى الربّ المعبود، وتلك هي عبادة كافة الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم ونهج نهجهم من الجنّ والإنس، كما عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم في مُحكم كتاب الله في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عذابه إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكن بسبب الافتراء على محمدٍ رسول الله من قبل شياطين البشر فقد أضلّوا أمّته عن الصراط المستقيم واتّبعوا غير الذي قال الله لهم ورسوله وذلك لأنّ أمر الله المُحكم يعلمه عالم الأمّة وجاهلها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وعلمكم أنّ صاحبها مجهول ولم يُعْلِم به اللهُ رسلَه ولا جميع عبيده في سماواته وأرضه والحكمة من ذلك لكي يتمّ تنافس جميع العبيد في السموات والأرض إلى الربّ المعبود فمن ثم لن تجدوا مشركاً بالله لو تنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب، ولكن بسبب الافتراء والتعظيم والمبالغة بغير الحقّ في أنبياء الله أشركوا بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً، أفلا تتفكرون لماذا جعل الله صاحب الدرجة مجهولاً وهي أقرب درجة إلى الرحمن!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: "ولكن يا ناصر محمد اليماني هل ممكن أن يفوز بها أحد علماء الأمّة أو أتباعهم من المسلمين؟". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول:
    يا أخي الكريم عليك أن تعلم أنّ ليس للإنسان إلا ما سعى في هذه الحياة وكل امرئ بما كسب رهين، فإذا لم تفز بها فكذلك فزت فوزاً عظيماً، وذلك لأنكم تجاوزتم عن الإشراك بالله بسبب التنافس إلى الله وعدم تعظيم عباده من دونه فزحزحكم من ناره وأدخلكم جنّته، وتلك هي الثمرة من وراء هذه الحكمة العظيمة من ربّ العالمين أن جعل صاحب الدرجة العالية عبداً مجهولاً وذلك لكي يتمّ تنافس كافة العبيد في السماوات والأرض إلى الربّ المعبود، وليس مستحيلاً أن تفوز بها أيّها المُسلم فقد كان صحابة محمد رسول الله ينافسون محمداً رسول الله إلى ربّهم صلّى الله عليه وعليهم وسلم تسليماً.

    ولذلك قال الله تعالى لنبيّه الكريم أن يصبر نفسه معهم. وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الحقّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف]، أولئك هم صحابة محمدٍ رسول الله الربانيين -صلّى الله عليه وعليهم وسلم تسليماً- الذين يتنافسون مع نبيّهم إلى ربّهم.

    ويا أمّة الإسلام لقد سكت الإمام المهدي عن الباطل كثيراً حتى ضاق بالحقّ صدري وإنما سكوتي خشية فتنة بعض أنصاري من الذين لم يستخلصهم الله لنفسه فيطهرهم تطهيراً وقلت أرفق بهم شيئاً فشيئاً حتى يدخل اليقين إلى قلوبهم ولكني تلقيت من ربّي عتاباً شديداً بالرؤيا الحقّ: وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها المهديّ المنتظر اتق الله ودافع عن سُنتي الحقّ بمحكم كتاب الله وتالله ما أمرهم محمد رسول الله بغير أمر الله إليهم في مُحكم كتابه القرآن العظيم وكفى بالله شهيداً بيني وبينهم والإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى كتاب الله ليحكم بينهم بحُكم الله {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
    ــــــــــــــــــــــ
    انتهت الرؤيا الحقّ.

    ولكني أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّ الله لم يجعل برهان التّصديق رؤيا جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنما الشيطان لا يتمثل بمحمدٍ رسول الله في الرؤيا الصالحة. وكذلك فما يدريكم لعل ناصر محمد اليماني من المهديين الذين اعترتهم مسوس الشياطين، وما يدريكم لعل ناصر محمد اليماني من الكاذبين! فإيّاكم ثم إيّاكم من الثقة في النّاس في أمر دين الله مهما كانت ثقتكم فيهم فلا تصدّقوهم حتى تجدوا أنّ الله أصدقه فزاده بسطةً في العلم عليكم أجمعين فلا يحاجّه أحد من كتاب الله إلا هيمن عليكم بسلطان العلم المحكم من ربّ العالمين، فلا تتبعوا ما ليس لكم به علم من ربّ العالمين إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم.

    ويا معشر طُلاب العلم لقد أمركم الله أن تستخدموا عقولكم في التفكر في سلطان علم العالم من قبل الاتباع فتتفكروا في سلطان علمه هل هو الحقّ من ربّ العالمين ويقبله العقل والمنطق، فإذا كان من عند غير الله فلن يقبله العقل والمنطق لو كنتم تعقلون. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    وهل سبب ضلالكم عن الصراط المُستقيم إلا الاتّباع الأعمى من غير تفكّرٍ ولا تدبّرٍ؟ بل تتبعون أحاديث تخالف لمحكم كتاب الله وتزعمون أنها عن أناسٍ ثقاتٍ! فهل ثقتكم فيهم أشدّ وأعظم من ثقتكم في حديث الله في محكم كتابه المحفوظ من التحريف؟ غير أنّي لا أطعن في ثقة أيٍّ من صحابة محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لأن شياطين البشر الذين افتروا عن رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لقادرون أن يسندوا الحديث المفترى للصحابي الجليل كما افتروه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك فلن أطعن في راوي الحديث بل أطعن في الحديث المفترى فأقذف عليه آيةً محكمةً من كتاب الله فإذا هو زاهقٌ فيتبيّن لكم أنّه حديث مفترًى غير الذي يقوله محمدٌ رسول الله وصحابته المكرمون صلّى الله عليهم وسلم تسليماً، ولذلك فإني الإمام المهديّ أحرم على أنصاري الطعن في راوي أي حديث نثبت أنه مفترى عن النبيّ بل افتراه شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر عن رسول الله وصحابته صلّى الله على جدّي وصحابته المُكرمين الذين معه قلباً وقالباً وسلّم تسليماً، وأمّا الشياطين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فإن الله كان بهم عليماً ولا يعلمهم كثير من صحابة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:60].

    وأما المقصودين في قول الله تعالى: {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:60]، أولئك هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر لتحسبوهم منكم وما هم منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} صدق الله العظيم [البقرة].

    من الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18)} صدق الله العظيم [البقرة].

    من الذين قال الله عنهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وعلّمكم الله كيفية صدهم عن سبيل الله وذلك بصدّهم عن اتّباع القرآن العظيم فيحضرون مجالس البيان بالأحاديث النّبوية ليحرفوا القرآن المحفوظ من التحريف عن طريق البيان في السُّنة النّبوية. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء]، وذلك لأنّ بيانه لا ينبغي أن يخالف لمحكم قرآنه لو كنتم تعقلون.

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إنما أحاجكم بما سوف يسألكم الله عليه لأنه الحجّة عليكم بالحقّ القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44]، وذلك لأنه محفوظ من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    ولا ولن يتّبع الذكر إلا الذين يخشون ربّهم بالغيب فأبشرهم بمغفرة من ربّهم و أجر كريم. تصديقاً لقول تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

    ويا أمة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إنّ خلاصة دعوة المهديّ المنتظر هي خلاصة دعوة رُسل الله أجمعين.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25]، فكيف يكون على ضلالٍ من يدعو العبيد من الجنّ والإنس إلى التنافس إلى الربّ المعبود؟ سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً! فلا تبالغوا في الأنبياء والمهديّ المنتظر فإنّما نحن عبيدٌ لله أمثالكم ولكم في ربّكم من الحقّ ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر فمن أراد أن يكون من المكرمين فليكن من المتقين لربّ العالمين لا يشرك بالله شيئاً ويقول:
    "اللهم إني عبدك خلقتني لعبادتك فإني أشهدك أني أنضمّ إلى التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود حتى تكون عبادتي لك ربّي كمثل عبادة أوليائك الذين أفتيتنا عن عبادتهم في محكم كتابك في قولك الحقّ: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم، فكيف لا أكون منهم؟ فإذا لم أكن منهم فما بعد الحقّ إلا الضلال والشرك بالله والعياذُ بالله من الشرك إن الشرك لظلم عظيم."

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الصراط المستقيم خليفة الله في الأرض عبد النّعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11583
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    المجموعة رقم ( 10 ) إلى العضو موحد والزوار الكرام وكل من له قلبٌ ..  17-03-2010 - 05:08 AM Empty لا يكُن هذا البيان فتنةً لكم لجهلكم بالمهديّ المُنتظَر ! 17-03-2010 - 05:15 AM

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء فبراير 20, 2018 11:59 am


    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 04 -1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــ


    لا يكُن هذا البيان فتنةً لكم لجهلكم بالمهديّ المُنتظَر !

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..
    ويا معشر علماء المسلمين وأمَّتهم، أرجو أن لا يكون هذا البيان فتنةً لكم فإنّكم تجهلون قدر المهديّ المُنتظر ولا تحيطون بسرّه، وألقي إليكم سؤالاً: ألستُم تعتقدون أنّ الله جعل الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وأنتم تعلمون أنّ هذه الفتوى من الله ورسوله في شأن الإمام المهديّ أنه قد جعله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام سوف تسوء النّصارى أيّما إساءة، فتكون فتنةً لكثيرٍ منهم فلا يتّبعون الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّهم، وسبب فتنتهم هي المُبالغة في نبيّهم المسيح عيسى ابن مريم لدرجة أنّهم قالوا ابن الله، ومنهم من بالغ أكثر وقال بل هو الله ذاته! سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! فإذا كانت هذه مبالغتهم في رسول الله المسيح عيسى ابن مريم فهل ترونهم سوف يتّبعون الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّهم لأنّهم لن يقبلوا أن يكون المهديّ المُنتظر هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم؟

    إذاً النّصارى لن يرضوا أبداً أن يكون الإمام المهديّ إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم بسبب المُبالغة بغير الحقّ في شأن رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وكذلك المسلمون حتماً سيُغضبهم أن يقول ناصر محمد اليماني أنّه أعلم عبدٍ في الكتاب ثمّ يكون ذلك سبب فتنتهم ويقولون: كيف يكون الإمام المهديّ هو أعلم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ثمّ يرتد عن التصديق بعض الأنصار، ويزيد المسلمين إنكاراً وكُفراً بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وسبب فتنتهم هي المُبالغة في شأن جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله يا قوم أنّه مهما كرّم الله الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّكم فما هو إلا عبدٌ مثلكم، ويحيا عبداً ويموت عبداً ويُبعث عبداً، ولا ينبغي له أن يتجاوز النّاموس الحقّ في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كلّ مَن فِي السموات وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك هو بينكم وبين المهديّ المُنتظَر أن لا يتجاوز النّاموس لعبيد الله في السموات والأرض، ويدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد لا تُشركون بالله شيئاً، فيدعوكم أن تكونوا ربانيّين تعبدون نعيم رضوان الله عليكم وتتنافسون في حبّه وقربه سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنّبوة ثمّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتم تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتم تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

    وذلك بيني وبينكم يا علماء المسلمين وأمَّتهم، فإن تغيّرت دعوتي يوماً ما ولا قدَّر الله فعند ذلك قد جعل الله لكم الحجّة على ناصر محمد اليماني، وأرجو من ربّي التّثبيت الذي يحول بين المرء وقلبه وهو السميع العليم. ولكن سبب فتنتكم هي المُبالغة في الأنبياء والمُرسلين لدرجة أنّكم حصرتُم الوسيلة لهم من دون الصالحين حتى أشركتم بالله ربّ العالمين.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام، إنّ أكثر الآيات التي أمدّ الله بها خلفاءه هي للمهديّ المُنتظر، ولكنّي أعلم أنَّ الله لو يمدّني بها الآن أنّها لن تزيدكم إلا كُفراً وإعراضاً. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آية مِّن ربّه ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ‌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آية وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض وَلَا طَائِرٍ‌ يَطِيرُ‌ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّ‌طْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثمّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُ‌ونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مستقيم ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    وفي ذلك ملكوت خليفة الله الإمام المهديّ على الأمم مَنْ في الأرض ومَنْ في السماء فيرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء، وذلك لأنّه برغم الملكوت الذي سيؤتيه الله فلن يرضى إلا بالنّعيم الأعظم من ذلك كُله وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة للعباد من الله وحده الذي له الشّفاعة جميعاً، ولكنّكم لا تُحيطون بسر الشّفاعة فهي ليست كما تزعمون يا إخواني المسلمين، ولو كانت الشّفاعة كما تزعمون لكفرتم بآيات الكتاب المُحكمات التي تفتيكم عن الشّفاعة فتنفيها جُملةً وتفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    بل تجدون الله يخاطب في محكم الكتاب المؤمنين المنتظرين للشفاعة بين يدي ربّهم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شيئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:48].

    وقال الله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُردّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وقال الله تعالى: {وَبُرِّ‌زَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لهمْ أَيْنَ مَا كنتم تَعْبُدُونَ ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُ‌ونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُ‌ونَ ﴿٩٣﴾ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مبين ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِربّ العالمين ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا المجرمون ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ(101)} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السموات وَلاَ فِي الأرض سبحانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وقال الله تعالى: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كنتم تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    وقال الله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنيا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

    وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السموات وَالأرض وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشّفاعة جَمِيعًا له مُلْكُ السموات وَالأرض ثمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، فبالله عليكم كيف تعتقدون بالشّفاعة بين يدي الله من بعد النفي المُطلق للشفاعة بين يدي الله؟ ومن ثمّ يتوقف علماء الأمّة وأولوا الألباب للتفكّر والتدبّر فيقولون: "إنً الشّفاعة هي ليست كما نزعم أن يتقدّم أحدٌ بين يدي ربّه ويطلب الشّفاعة سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فكيف نكفر بآياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب البيِّنات تنفي الشّفاعة جُملةً وتفصيلاً حتى للمؤمنين؟ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم [البقرة:254]".

    ومن ثمّ يردّ أولوا الألباب سرّ الشّفاعة إلى علّام الغيوب حتى يبعث الله لهم الإمام المهديّ ليفتيهم في سرّ الشفاعة، ونقول لهم:
    يا أمّة الإسلام، إن سرّ الشّفاعة هي في حقيقة اسم الله الأعظم الذي لم يسبق ببيانه أحدٌ من عبيد الله في السموات والأرض ولم يبيّنه لعبيد الله بالملكوت إلا خليفة الله عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني، ولم أقُل لكم أنّ الشّفاعة لي من دون الأنبياء بل ننفيها، وإنّما علّمناكم بسرّها كيف تكون وهو: أنَّ الإمام المهديّ يُحاجّ ربّه أن يُحقِّق له النّعيم الأعظم من كافة ملكوت ربّه في الدُّنيا والآخرة ولم يرضَ أبداً بملكوت ربّه بل يطلب من ربّه أن يحقق له النّعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته ويحقق لعبده الهدف الذي حرّم على نفسه نعيم جنّة ربّه ويريد النّعيم الأعظم منها، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله، وذلك لأنّ الإمام المهديّ أَذِنَ له الرحمن وقال صواباً، ذلك لأنّ الله المتحسِّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنهم لم يظلمهم شيئاً هو حقاً أرحم الراحمين، وذلك هو الصواب يا أولي الألباب، ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله لعبيده فتشفع لهم رحمته التي كتب على نفسه فلن ينكر اللهَ عبدُهُ أنّه حقاً أرحم الراحمين ولذلك يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم ومن ثمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده فيتفاجأ العبيد بعفو ربّهم الشامل.

    وقال الله تعالى: {ولَا تَنفَعُ الشّفاعة عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ له حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكم قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وفي هذا الموضع يتبيّن لكم أنّ سرّ الشّفاعة اختصّ به عبداً من عبيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {ولَا تَنفَعُ الشّفاعة عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ له} صدق الله العظيم [سبأ:23]، وذلك هو العبد الذي يخاطب ربّه بالصواب، وهو الوحيد الذي أَذِنَ الله له أن يخاطب ربّه في مسألة الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلاَّ مَنْ أَذِنَ له الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].

    فما هو الصواب في نظركم؟ فهل هو أن يخاطب أحدُ أنبياء الله ربَّ العالمين فيسأله الشّفاعة لأمّته؟ فهل هو أرحم بهم من الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ أفلا تعقلون؟ أم إنّ الصواب هي فتوى الإمام المهديّ في سرّ الشّفاعة الحقّ أنّها لله جميعاً سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وإنّما القول الصواب هو لأنّ الإمام المهديّ خاطب ربّه يسأله أن يُحقِّق له النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة برغم أنّ الله آتاه الدرجة العالية فرفضها ويريد تحقيق النّعيم الأعظم والأكبر منها؛ أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسراً ولا غضبان، ومن ثمّ جاءت الشّفاعة من الله برغم أنّ الإمام المهديّ لم يسأل ربّه الشّفاعة شيئاً ولا ينبغي له، وإنّما خاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنتّه وهو أن يكون راضياً في نفسه، وذلك هدف الإمام المهديّ الذي يبتغيه في الدُّنيا والآخرة أن يكون ربّه الله حبيبه راضياً في نفسه، وأقسمُ بالله العظيم أن الإمام المهديّ لفي عجبٍ شديدٍ ممن فرحوا بجنّة ربّهم. وقال الله تعالى: {فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يحزنون}صدق الله العظيم [آل عمران:170].

    وسبب عجبي هو كيف يرضون بنعيم الجنّة والحور العين وربّهم الرحمن الحبيب الأعظم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    هيهات هيهات أن يرضى الإمام المهديّ بملكوت ربّه فلن يفتنَه عن نعيمه شيءٌ حتى لو ضاعفه الله لي عداد مثاقيل ذرات الكون العظيم، وحتى لو كل ذرة ملكوتٍ بأسرها لما ازددتُ إلا إيماناً وتثبيتاً وعدم الرضى إلا بتحقيق النّعيم الأعظم من ذلك كله، وأقسمُ بالله ربّ العالمين لا يساوي قدر بعوضة حتى ولو افتديتُ البعوضة بما فوقها من ملكوت ربّي الذي استخلفني عليه.

    ويا أحباب الله يا من يحبون الله أعظم من جنّة النّعيم والحور العين وأعظم من ملكوت ربّي كلهُ مهما كان ومهما يكون، فهل ترون أنفسكم سوف ترضى بنعيم الجنّة وحورها وقصورها وملكوتها وحبيبكم ليس بسعيدٍ ولا فرحان؟ بل حزين في نفسه وغضبان ومتحسر على عباده الذين يصطرخون في نار جهنّم، ويقولون: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

    ولكن يا أحباب الله إنّهم لم يسألوا الله برحمته التي كتب على نفسه فيقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ويا أصحاب النّار من الذي أفتاكم أنّ الدعاء قد رُفع في الآخرة؟ وإنّما رُفعت الأعمال وجفّت الصحُف فلا يقبل الله عملاً في ذلك اليوم ولا نفقةً حتى لو ينفق أحدهم مِلء الأرض ذهباً فلن يتقبل منه لأنّها رفعت الأعمال وجفّت الصحف: {اقْرَ‌أْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن بقي وعدٌ من الله غير مكذوب في الدُّنيا والآخرة. وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {وَقالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ولكن للأسف فإنّ أصحاب النّار يدعون عبادَه من دونه. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النّار لِخَزَنَةِ جهنّم ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دعاء الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا إلى قول ملائكة الرحمن {قَالُوا فَادْعُوا}، أي ادعوا الله، فكيف يدعون عبادَه من دونه؟ فهل هم أرحم بهم من الله أرحم الراحمين؟ ومن ثمّ انظروا إلى قوله: {وَمَا دعاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم يلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمة من الله فيدعونهم من دونه أن يدعوا ربّهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ولكن دعاءهم في ضلالٍ وذلك لأنّهم يدعون الملائكة من دونه أن يشفعوا لهم عند ربّهم وأن يُخفِّف عنهم حتى يوماً واحداً من العذاب، إذاً دعاؤهم في ضلالٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سبيلاً ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]، وذلك لأنّه أعمى عن معرفة ربّه الله أرحم به من عباده؛ الله أرحم الراحمين ولكنهم من رحمته يائسون ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام يا أمّة المهديّ المُنتظر في زمان بعثه، لقد منَّ الله عليكم أعظم مَنٍّ مَنَّهُ على أمّةٍ في الكتاب لو تكونوا من الشاكرين فتستجيبوا لدعوة الإمام المهديّ إلى عبادة النّعيم الأعظم من ملكوت الدُّنيا والآخرة.

    ويا معشر أحباب الله يا أنصار المهديّ المُنتظر يا من يحبون الله أعظم من كلّ شيء في الدُّنيا والآخرة يا من كانوا أشدَّ حباً لله من بين الأمم، أقسمُ لكم بالله العظيم من يُحيي العظام وهي رميم أنّ الله ربّ العالمين ليس بسعيدٍ في نفسه بل غضبان ومتحسر على عباده، فأمّا الغضب فهو من الأحياء الذين لم يتوبوا إلى ربّهم من قبل موتهم الآن، وأمّا التحسّر فهو على أممٍّ أهلكهم من قبلهم فأصبحوا من النادمين، ويقول كلّ منهم: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كنت لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    فهؤلاء لم يعُد الله غاضباً عليهم ولكنّه متحسّرٌ عليهم بسبب ظلمهم لأنفسهم، ولو سألوه رحمته لأجابهم ولكنّهم من رحمته يائسون، ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمون.

    ويا أحباب الله يا من يحبّون الله حُبّاً شديداً سألتكم بالله العظيم لو أنّ أحد أبنائكم كان عاصياً لوالديه طيلة الحياة الدُّنيا ومن ثمّ وجدوه يوم القيامة يصطرخ في نار جهنّم، فيسمعَ صوتَه والداه وهو يصرخ من حريق جهنّم التي وقودها النّاس والحجارة، فتَصوّروا مدى الحسرة في أنفسهم على ولدهم مهما كان عاصياً لهم في الحياة الدُنيا، فما بالكم بحسرة الله أرحم الراحمين الذي يقول: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس]؟

    وفي هذا الموضع يبكي المهديّ المُنتظر ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ فكيف يمكن أن أكون سعيداً بجنة النّعيم والحور العين وحبيبي ربّي من هو أحبّ من جنّة النّعيم والحور العين ليس بسعيدٍ في نفسه بل ومتحسر على عباده؟ ولو كان ينام مثلنا لكان ارتاح من الحسرة على عباده الذين ظلموا أنفسهم ما دام نائماً سبحانه! ولو كان ينسى ولو ثانية واحدة لكانت ارتاحت نفسه ما دام ناسٍ! ولكنّه حيٌّ قيّوم لا تأخذة سنة ولا نوم لا يسهى ولا ينسى وفي كلّ ثانيةٍ تمرّ هو متحسرٌ على عباده الذين يتعذّبون في ناره بسبب ظلمهم لأنفسهم فأدخلهم كمثل أمّة نبيّ الله نوح دخلوا النّار فور غرقهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].

    وكافة الأمم من بعدهم المُكذِّبين برسل ربّهم يدعون عليهم رسلُ ربّهم فيستجيب لهم، فيصدقهم ما وعدهم، ويدمر المكذبين برسل ربّهم تدميراً، فكيف يخلف وعدَه لرسله؟ ومن أصدق بوعده من الله؟ ولكنّ عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم لم يهونوا عليه، فهل يَهون في قلوب الوالدين ولدهم مهما كان عاصياً لهم؟ فما ظنّكم في الله أرحم الراحمين، فهل ترون أنّ عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم سوف يهونون عليه وهو أرحم الراحمين؟ بل لم يهونوا عليه وإنّه لحزينٌ عليهم أعظم من حزن الوالدَين على ولدهم العاصي لو ينظرون إليه وهو يصطرخ في نار جهنّم، بل حسرة الله على عباده الكافرين هي أعظم.

    وتالله لا أزال أذّكر أحبابي الذي الله هو أشدّ حباً في قلوبهم من كلّ شيء في الدُّنيا والآخرة، وأقول لهم يا من يحبون الله أكثر من آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم ومن جنّة النّعيم والحور العين، فهل ترون أنّكم سوف تكونون سُعداء بجنة النّعيم والحور العين وحبيبكم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وهنا تسيل دموع الإمام المهديّ على خديه فيُناجي ربّه ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ وإنّي أعلم بجوابك لعبدك في محكم كتابك عن الهدف من خلقي: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ومن ثمّ أقول: يا إلهي ألم تُحرّم الظُلم على نفسك؟ وجوابك معلوم في محكم كتابك: {وَلا يَظْلِمُ ربّك أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    ومن ثمّ أقول: فما ذنب من يحبك أعظم من جنّة النّعيم والحور العين؟ فكيف يكون فرحاً مسروراً بجنة النّعيم والحور العين وحبيبه الأعظم الله ربّ العالمين ليس بفرحٍ مسرورٍ في نفسه؟ بل متحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم، بل حسرتك ربّي على عبيدك منذ أمدٍ بعيد وأنت تقول: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يقول الإمام المهديّ: يا أحباب الله يا من تفيض أعينهم مما عرفوا من حقيقة اسم الله الأعظم، إنّكم من القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه فهل ترضون بالحور العين وجنات النّعيم وحبيبكم الأعظم ليس راضياً في نفسه بل ومُتحسِّراً على عباده؟ فاتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه، واعلموا أنّ الله لن يكون راضياً في نفسه حتى يجعل الأمم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، وليس ذلك على الله بعزيز. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ ربّك لَآمَنَ مَنْ فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهدًى النّاس جَمِيعاً} صدق الله العظيم [الرعد:31].

    اللهم إنّي على ذلك لمن الشاهدين وما ذلك على الله بعزيز، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
    أخو البشر في الدّم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مارس 19, 2024 4:49 pm