.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    عن صحابة رسول الله

    avatar
    مفتاح الجزائر


    عدد المساهمات : 35
    تاريخ التسجيل : 30/03/2012

    عن صحابة رسول الله  Empty عن صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف مفتاح الجزائر الأربعاء يونيو 13, 2012 9:57 pm


    صحابة رسول الله..

    {وَبَشِّرِ‌ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾} [الحج]وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد:16] وهم قوم في آخر الزمان وليسوا صحابة رسول الله ..
    ..................................
    ويامعشر عُلماء الأمة وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوني بأني أنا المهدي المنتظر ما لم آتيكم بسلطان مبين وقد جعل الله سلطاني البيان الحق للقرآن وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني لجمت عُلماء المسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً.
    فذلك نصر من الله عظيم وإقامة الحجة على كُل مسلم لم يتبعني ويعترف بشأني بعد أن أظهره الله على أمري في الإنترنت العالمية أو سُلمت له نسخة ورقية ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولى ويقول إن آمن به علماء الأمة آمنا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون فسوف يعلمون من الكذاب الأشر وإني أنا المهدي المنتظر ولا أقول على الله غير الحق.

    ولم أقل لكم بأني رسول جئتكم بكتاب جديد بل بالبيان الحق للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحي جديد ولا كتاب جديد بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحق فلبئس ما يأمركم به إيمانكم يامعشر المسلمين، وأذكركم مايقوله الله لكم أنتم يامعشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [الحديد:16]

    وياقوم ماخطبكم قتلتم القرآن شر قتلة بأسباب النزول والتي معظمها كذب وافتراء على المؤمنين الحق في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله عنهم المُخبتين وأمر رسوله أن يبشرهم. وقال تعالى:
    {وَبَشِّرِ‌ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ‌ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِ‌ينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَ‌زَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الحج]

    وقال الله عنهم:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَِ} صدق الله العظيم [الأنفال:2]

    فهل هم صحابة رسول الله الحق الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى. وقال الله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّ‌سُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ‌ رُ‌حَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَ‌اهُمْ رُ‌كَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِ‌ضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ‌ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَ‌اةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْ‌عٍ أَخْرَ‌جَ شَطْأَهُ فَآزَرَ‌هُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّ‌اعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ‌ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَ‌ةً وَأَجْرً‌ا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح]

    فكيف تفترون عليهم يامعشر المفسرين.. يا إمَّعات.. يامن تتبعون الأقاويل بغير تدبر ولا تفكر؟ فأضللتم المسلمين عن الصراط المسقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعة ما، وهو مطلق للأمم والناس أجمعين.
    وتتهمون صحابة رسول الله الحق بأن قلوبهم لم تخشع لذكر الله وما نزل من الحق وإنكم لكاذبون يامعشر المفترين يامن تقولون على الله ورسوله مالا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله مالا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله مالا تعلمون فكيف تظنون بأن هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحق:
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} صدق الله العظيم

    بل والله العلي العظيم أنه يخاطبكم أنتم يامعشر المسلمين في عهد الظهور. أما آن لكم التصديق؟ ألم أعلن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها الهلال ثم أدركته فتلاها الهلال ثم اجتمعت به وقد هو هلال كراراً ومراراً ولم يحدث لكم ذكرى؟
    ويامعشر المسلمين هل تعلمون كم الأمد إنه زمن أكثر من ألف عام وليس في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.
    وياقوم إنها لتوجد في القرآن آيات مخاطبة ولا يقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق بل يخاطب الله بها قوم في آخر الزمان كمثال قوله تعالى:
    {أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]

    فبالله عليكم ماالذي يدري رعاة الإبل بذلك بأن السموات والأرض كانت رتقاً كوكباً نيترونياً واحداً فتكونت نتيجة الإنفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الإنفجار الأعظم فقضاهن سبع سموات؟ فكيف يخاطب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي؟
    بل يخاطب كفار اليوم الذين يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقي ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية أفلا يؤمنون؟
    فمن ذا الذي يقول أنه يخاطب كفار قريش بل يخاطبهم على قدر فهمهم وأكثر خبرتهم في الإبل لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية:17]
    فدعاهم إلى التفكر في الإبل وذكرها قبل أن يذكر السموات والجبال والأرض وذلك لأن أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل ويخاطب القرآن الناس في كل زمان ومكان على قدر فهمهم وعلمهم .
    وقد أحاط الله هذه الأمة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات ولذلك المهدي المنتظر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويبين لهم ماهي الساعة فلو جاء بيان الساعة لكفار قريش لما فهموا الخبر وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} صدق الله العظيم [الجاثية:32]
    ...................................



    كل ابن آدم خطاء...

    و من ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حين اتخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب و لم ينتظر للفتوى من ربه، فجاء جبريل عليه الصلاة و السلام بالفتوى الحق من ربه، ويعلم نبيه أنه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَ‌ىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ تُرِ‌يدُونَ عَرَ‌ضَ الدُّنْيَا وَاللَّـهُ يُرِ‌يدُ الْآخِرَ‌ةَ ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٧﴾ لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]

    سبحان الله ويقول الله تعالى بأن لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالرد بل لكان مسهم من ربهم عذاباً عظيماً. وقال:
    {لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ( 68 )} صدق الله العظيم [الأنفال]

    وهنا تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في اتخاذ القرارٍ الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم إنه هو الغفور الرحيم ..

    وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجني بها الصافي من المُتشابهات ونقطة التشابه في كلمة واحدة في قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:128]

    والتشابه حدث في كلمة، وهي {الظَّالِمِينَ} فظن الشيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكن الله يقصد ظُلم الإشراك بالله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48]

    وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13]

    وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة وذلك لأن المؤمن مُعرض للإبتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنه سوف يكون داعية للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مُشركاً لأنه سوف يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
    وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأن ظلم الخطيئة قد يحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربه ..

    أفلا ترون أنكم اتبعتم المُتشابه والذي يتناقض مع الآيات المُحكمات هُن أم الكتاب ولم يأمركم الله أن تتبعوا المُتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده و يعلِّم به من يشاء من عباده ، بل أمركم الله باتباع الآيات المُحكمات البينات هُن أم الكتاب فتهتدوا إلى صراط ٍمستقيم، وذلك لأنكم إذا اتبعتم المُتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغوا عن الحق فيضلكم المُتشابه ضلالا بعيداً. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]

    ويا أيها الصافي إني الإمام المهدي بعهد الله وفيّ لا أشرك به شيئاً، و لكنني كُنت كثير الخطايا والذنوب فأنبت إلى ربي فوجدت ربي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلمني البيان للقرآن مُحكمه ومُتشابهه، ألا والله الذي لا إله غيرة لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليحاجوا الإمام المهدي بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟

    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

    أخو الشيعة وأهل السنة والجماعة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    .................................

    النَّبي الأمِّـــي ..

    ويا أخي الضارب إنك تُحاجني بالأخطاء اللغوية وذلك من مُعجزات التصديق وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. في قول الله تعالى:
    {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:48]

    فأصبحت الأمية بُرهان للنبي الأمي لدى عُلماء اليهود فعرفوا أنه رسول من رب العالمين.
    إذاً كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعلمهم بحقائق ما في التوراة والإنجيل ويُبين لهم الحق فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنه أميّ لا يقرأ قبله من كتاب، لا كتاب التوراة ولا الإنجيل ومن ثم يُبين لهم في كثير ماكانوا فيه يختلفون؟
    فتبين لهم أنه حقاً تلقى القرآن من لدن حكيم عليم فعرفوا أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو حقاً رسول من رب العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثم أنكر المُبطلون منهم فأنكروا الحق من بعد ما تبين لهم أنه الحق من ربهم فأعرضوا عن الحق كفاراً حسداً من عند أنفسهم ولذلك قال: {إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}. وذلك لأنهم يشكون أن محمداً رسول الله هو الحق من ربهم لأنه أمي لم يقرأ في التوراة ولا الإنجيل فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصُدِّقُ ما بين أيديهم من التوراة والإنجيل ويُبين لهم في كثير ماكانوا فيه يختلفون.. ولأنه أميٌّ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم.
    وعلموا أن القرآن تلقاه حقاً من لدُن حكيم عليم في أول الدعوة المحمدية، بل كان يقينهم بأنه رسول من رب العالمين، أشد من يقين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر. وقال الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَ‌ءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّ‌بِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِ‌ينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس]

    وكذالك المهدي المُنتظر الذي يوحي له الله بالبيان الحق من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم عُلماء الأمة بالحق مع أن جميع عُلماء المُسلمين لا يُخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغُنة والقلقة. إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحق للقرآن فيُلجم جميع من حاوره من القرآن من عُلماء الأمة؟
    فلا يحاوره أحد من عُلماء الأمة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحق للقرآن مع أن جميع عُلماء الأمة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنة والقلقلة ثم يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحق للقرآن من نفس القرآن.
    فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحق للقرآن ومن ثم تعلمون بأن ناصر محمد اليماني حقاً تلقى البيان الحق للقرآن بوحي التفهيم من رب العالمين فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو مُعجزة للتصديق وحُجة لي وليست عليَّ أيها الضارب المُحترم ..
    .................................



    تنزيل القرآن من الرحمن على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم
    فمعلمه جبريل القوي الأمين..

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ولا أفرق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين.
    ثم أما بعد، إلى مُحب المهدي الباحث عن الحقيقة وإلى جميع المُسلمين هل تعلمون بأن الله وعدكم بالبيان الحق للقرآن ونزل القُرآن على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} صدق الله العظيم [القيامة:18]

    والقارئ هو جبريل عليه الصلاة والسلام إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى:
    {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النجم]

    ومعنى قوله {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} أي وما يتكلم إلا بما كلمه به معلمه جبريل عليه الصلاة والسلام لذلك قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}، وشديد القوى هو جبريل وهو من أعظم الملائكة في الحجم وبسطة في العلم وذلك لأن الملائكة ليسوا بسواء في الأحجام وذلك لأنهم ليسوا بالتناسل فيأتي الابن مثل أباه بل يخلقهم الله بكن فيكون كيف يشاء وقال الله تعالى:
    {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُ‌سُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُ‌بَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر]

    وإن جبريل عليه الصلاة والسلام من الملائكة العظام في الخليقة حتى إذا تنزل إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستوي بإذن الله إلى بشر كما استوى حين ابتعثه الله إلى مريم ليُبشرها بأنها سوف تلد غلاماً بكن فيكون فصدقت بكلمات ربها وكذلك تمثل لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشراً سوياً ثم دنا من محمد رسول الله صلى عليه وآله وسلم فكان قاب قوسين وهي المسافة لحبل القوس الرابط بين القوسين المُتقابلين والمُنحنيين وذلك لأنه يشد محمد رسول الله إليه أثناء الوحي بادئ الرأي ولكن المسافة غير ثابتة بينهما أثناء الوحي كما يبدو لي في القرآن العظيم في دقة الخطاب لذلك قال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وليس ذلك قول بالظن منه تعالى بقوله {أَوْ أَدْنَىٰ} بل من دقة القول الصدق منه تعالى.
    يقول بأن المسافة لم تكن ثابتة وذلك لأن جبريل كان يشده إليه ثم يلين له وذلك لكي يركز محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سوف يقوله لهُ المرسل إليه ويعلم عظمة الأمر وأنه القول الفصل وما هو بالهزل من رب العالمين لذلك قال تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ} أي أوحى الله سبحانه إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أوحاه جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى جبريل نزلة أخرى ولكن على هيئته ملك عظيم وذلك عند سدرة المُنتهى ليلة الإسراء والمعراج ورأى في تلك الليلة من آيات ربه الكُبرى ..

    إذاً المُعلم شديد القوى هو جبريل عليه الصلاة والسلام، الذي كان يُعلم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن، ولكن المهدي المنتظر يُعلمه البيان الله الذي خلقه مُباشرة بوحي التفهيم. لذلك قال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]

    فأما القرآن فعلمه الله لجبريل ليُعلمه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأما البيان فكان الله هو المُعلم به مُباشرة إلى المهدي المنتظر وذلك هو التأويل الحق لقوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} وقال الله تعالى {الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْ‌آنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]
    والرحمن علم القرآن لجبريل ليُعلمه لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك هو التأويل لقوله {الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْ‌آنَ ﴿٢﴾}.

    وأما المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علمهُ الله البيان الشامل للقرآن وأن الشمس والقمر بحسبان فقد علمناكم بالسنة الشمسية في ذات الشمس وكذلك السنة القمرية لذات القمر وفصلنا ذلك من القُرآن تفصيلا، ومعنى قوله {خَلَقَ الْإِنسَانَ} فذلك هو المهدي المنتظر حتى إذا جاء العمر المناسب له علمه البيان الحق للقرآن ولم يخبئه في سرداب سامراء ثم أخرجه وعلمه وربما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّ‌كَ بِرَ‌بِّكَ الْكَرِ‌يمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَ‌ةٍ مَّا شَاءَ رَ‌كَّبَكَ ﴿٨﴾} [الإنفطار]
    ومن ثم نقول له إن الإنسان الذي خلقه الله وعلمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن والقرآن لم يتنزل على آدم بل على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويخصه قوله تعالى {الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْ‌آنَ ﴿٢﴾} أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمد رسول الله عليهما الصلاة والسلام.

    ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحق للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم.

    وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربكم على الواقع الحقيقي تصديقاً لقوله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]
    ................................



    حجم سدرة المُنتهى حجاب الرب هي أكبر من جنة المأوى

    قال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَ‌آهُ نَزْلَةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَ‌ةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم]

    ونعلم ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه فكم حجم جنة المأوى، وقال الله تعالى:
    {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الحديد:21]

    إذاً كيف تكون الجنة عند الشجرة مالم تكن الشجرة هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثم تصور حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكُبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سد الأفق] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وكذلك تم الإذن لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحدثكم عن حجم ملك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأن السبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه [مسيرة سبعمائة سنة] !! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى:
    {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَ‌ةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ‌ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَ‌أَىٰ مِنْ آيَاتِ رَ‌بِّهِ الْكُبْرَ‌ىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم]

    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
    .............................



    دعوته صلى الله عليه وآله وسلم الى كسرى عظيم فارس..

    وأما حُسين باراك أوباما فربما أنه خير منك وعسى أن يهتدي إلى الحق إذا شاء الله وأما بالنسبة لحًجتك علينا لما نقول له فخامة الرئيس باراك أوباما فأرد عليك برسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال عليه الصلاة والسلام:
    [ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ ]

    فلم يحقره محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له : [عَظِيمِ فَارِسَ] تنفيذاً لأمر ربه في محكم كتابه { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} صدق الله العظيم
    ...........................



    أهل الطائف يؤذون محمد صلى الله عليه وآله وسلم والرسول لايريد غير رضوان الله..

    وأفتيك بالحق إن عبادة الله هو أن تتبع رضوانه وتقلع عم يسخطه فانظر إلى أمر الله لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} صدق الله العظيم [طه:14]

    ثم أنظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِ‌ي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَ‌بِّ لِتَرْ‌ضَىٰ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [طه]

    وقال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله الغظيم [التوبة:62]

    وذلك لأن رضوان محمد رسول الله مُتعلق برضوان ربه لأنه يدعو إلى رضوان الله ولذلك لم يقل والله ورسوله أحق أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى:{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم

    وذلك لأن هدف محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رضوان ربه فانظر لدعاء رسول الله يوم رجموه بالحجارة الصبيان بالطائف وقال عليه الصلاة والسلام:
    [اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    وناجى ربه وقال: [إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي] وذلك لأن هدفه رضوان ربه عليه ولذلك ناجى ربه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى] فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربه وقال: [لك العتبى حتى ترضى] إذاً محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الناس إلى اتباع رضوان الله وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله الغظيم [آل عمران:31]

    حتى إذا اتبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعوه على نُصرة الله تحقق الهدف. وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} صدق الله العظيم [الفتح:18]
    .............................



    فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت..

    وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولة لتثبيتك على أن يكون المهدي المنتظر في عقيدتك أدنى درجة من نبي الله يونس وذلك لأن أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله مُحمد عبده ورسوله أن يكون مثله وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} صدق الله العظيم [القلم:48]
    .............................



    التثبيت برحلة الإسراء والمعراج...

    فمر على النار وشاهدها وشاهد من فيها ليلة الإسراء وكذلك شاهد جنة ربه عند سدرة المُنتهى، وهُناك شاهد جبريل نزلة أخرى بصورته الملائكية كما خلقه ربه لأنه دائماً يشاهده بصورة إنسان، بشراً سوياً، إلا ليلة وصلا إلى سدرة المُنتهى تحول بقدرة ربه إلى صورته الملائكية فشاهد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملك جبريل مخلوق عظيم ثم خرّ جبريل ساجداً لربه الله رب العالمين، فكان مُحمد رسول الله ينظر إلى حجاب ربه العظيم فإذا هو يرى نور وجه ربه يشرق مُخترقاً الحجاب فإذا ربه يُرحب به من وراء الحجاب فكلمه تكليماً ولم يشاهد ذاته سُبحانه وتعالى علواً كبيراً.

    ألا والله لو تقدروا ربكم حق قدره فتكفرون برؤية الله جهرة لما استطاع المسيح الكذاب أن يفتنكم شيئاً لأنه سوف يكلمكم مواجهة وأنتم ترونه أفلا تتقون؟ ألم يضرب الله لكم على ذلك مثلاً لعلكم تعقلون أنه لا يتحمل رؤية الله أي شيء مهما كان عظيماً فليس أعظم من ذات ربه ولذلك لن يتحمل رؤيته أي شيء من خلقه جميعاً إلا شيء مثله، وليس كمثله شيء من خلقه جميعاً ولذلك قال الله تعالى لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام:
    {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحق لا يعلم أيهم على الحق فيتبعه هل قومه أم النصارى أم اليهود وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحق ولم يكن على ضلال لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ولكنه كان ضالاً عن الطريق الحق وهو لا يريد غير الحق ثم هداه الله إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى:7].

    واصطفاه الله وهداه إلى الحق وأوحى إليه بالحق عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام، وابتعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحق ولكنه كان يعتقد أنه لا يمكن أن يشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلمه درساً في العقيده في علم الهُدى.
    وقال له قومه إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمس شيطان وهو الذي يوحي إليك ذلك فشك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يبدي ذلك الشك لأحد وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب وذلك لأن قومه قالوا له إن الذي يُكلمك إنه شيطان وليس ملك بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    ولكن محمد رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يريد أن يطمئن قلبه وقال تعالى:
    {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:94]

    ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنه على الحق المُبين ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربه ليريه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحق من ربهم من الأمم الأولى ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحق المبين وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18]

    إذاً حكم الله آياته لنبيه وأراه من آيات ربه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهر الله قلبه من الشك تطهيراً وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52]
    ....................................



    الإسراء والمعراج وفرض الصلاة...

    وإليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلوات الخمس عمود الدين عليك أن تعلم أيها السائل بأن أمر الصلاة تلقاه محمد رسول الله مُباشرة بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم وكذلك مر بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجن والإنس وكذلك الذين تأخذهم العزة بالإثم بعد ما استيقنت الحقَ أنفسُهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون أنه الحق من ربهم أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشد العذاب.

    وقد مر مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين علماً وليس حُلماً بل أسري به بقدرة الله الواحد القهار تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
    {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:95]

    وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق وتلك الشجرة المُباركة لا شرقية ولا غربية نظراً لأنها تحيط بعرش الملكوت كُله شرقاً وغرباً.
    ولو كانت شرقية لعلمنا أنها صغيرة الحجم نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق ولو كانت غربية لرأينا الأمر كذلك. وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إما شرقية وإما غربية ولكنا وجدناها في القُرآن بأنها ليست شرقية وليست غربية.
    ومن ثم بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض.
    وقد يود سائل أن يقول إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكم الطول؟
    ومن ثم نقول ليس للكرة طول بل عرض والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُن السماوات السبع، والجنة التي عرضها السماوات والأرض، وكُل سماء أوسع حجماً من التي قبلها بمعنى أن السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع.
    وهي الطبق الأول، فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُل بناء سماء يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً.
    وتحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً وذلك معنى قوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:47]

    بمعنى أن كُل سماء تحيط بالأدنى منها فالسماء الأولى تحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفعت في السماوات تجد بناءهن أوسع فأوسع إلى السماء السابعة.

    ومن ثم يأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، الأرض الأم مركز الإنفجار الكوني، ومن ثم يأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى.

    بل هي علم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها، وبما أنا نعلم بأن الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ولكنا نجد بأن سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض.
    وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبر ويتفكر وقال الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم]

    فإن سألني أحدكم عن بيت فلان فقلت لهُ الجبل الفلاني عند بيت فلان الذي تسأل عنه، لقاطعني قائل كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر بل قُل بيت فلان عند الجبل الفلاني فأقول له صدقت وصدق الله العظيم وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} وذلك لأن السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض أم تظنونها شجرة صغيرة فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأن الجنة عرضها السماوات والأرض أفلا تتفكرون؟

    بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها محمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51]

    وهل تظنون الله كلم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرة؟ بل من الشجرة المباركة وقربه الله نجياً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَ‌كَةِ مِنَ الشَّجَرَ‌ةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص]

    ولربما يستغل الضالون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأن موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن.
    وأما موقع الصوت فهو من الشجرة. لذلك قال الله تعالى بأنه كلم موسى من الشجرة وقال سبحانه:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَ‌كَةِ مِنَ الشَّجَرَ‌ةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص]

    وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة وهي في الحقيقة نور وليست نار، وإنما حسب ظن موسى بأنها نار ولكنهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتي من سدرة المُنتهى ولكنه لم يرى موسى بأن هذا الضوء آتٍ من السماء بل كان يراه جاثماً على الأرض فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثم وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغربا من هذا الضوء الجاثم على الأرض فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:8]

    فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور الذي ظنها ناراً، ومن ثم رأى بأن النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثم عرف الله لموسى بأن هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّـهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾} [النمل] وذلك لأن الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نور فما لهُ من نور.

    ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحق لهذه الآية والذي يريد أن يستغلها المسيح الدجال فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة ثم ترون إنساناً في وسطها فيكلمكم وخسئ عدو الله، ولأنه يقول بأنه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنا نعلم بأن الله لس كمثله شيء فلا يشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض وهيهات هيهات لما يمكرون وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّـهُ نُورُ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۚ مَثَلُ نُورِ‌هِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّ‌يٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَ‌ةٍ مُّبَارَ‌كَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْ‌قِيَّةٍ وَلَا غَرْ‌بِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ‌ ۚ نُّورٌ‌ عَلَىٰ نُورٍ‌ ۗ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِ‌هِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِ‌بُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [النور]

    فلا تفكروا في ذاته فكيف تتفكروا في شيىء ليس كمثله شيىء؟ وتعرفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم ، وتفكروا في خلق السماوات والأرض ومن ثم لا تجدون في أنفسكم إلا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيل من الدمع مما عرفتم من عظمة الحق سُبحانه، ومن ثم تقولون ربنا ما خلقت هذا باطلاً سُبحانك فقنا عذاب ..

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرة من رب العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهن الله الصلة بين العبد والمعبود من أقامهن أقام الدين ومن هدمهن هدم الدين فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [المدثر]

    وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلون إنما تخص هذه الآية الكفار ومن ثم نقول لهُ إذا لم تُصلي فأنت منهم والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة. فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحق عصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله رب العالمين يوم يُدعون وأولياءهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون لسجود لله في الدنيا وهم سالمون.

    وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأن ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهن في زُلفة من الليل في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي ميقات قريب من أول النهار وآخره.
    وأما اثنتين فجعلهن الله في النهار فيكونا في طَرفي نهار العشي، ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس. وقال الله تعالى :
    {إِذْ عُرِ‌ضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ‌ عَن ذِكْرِ‌ رَ‌بِّي حَتَّىٰ تَوَارَ‌تْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾} [ص]

    فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء، وطرفه الآخرعند الغروب، فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب، فيستمر إلى غسق الليل، فيدخل ميقات صلاة العشاء. وقال الله تعالى:
    {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَ‌فَيِ النَّهَارِ‌ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} [هود:114]

    فأما طُرفي النهار فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول، فيكون عند وقت صلاة الظُهر، والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب .

    وأما زُلفاً من الليل، فقد بينا بأن الزُلفة أي الوقت القريب من النهار سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر، ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس .

    ولربما يود إبن عُمر أو غيره أن يقول مهلاً إنما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟
    ومن ثم نقول له .. إعلم بأن النهار يتكون من نهار الغدو، وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار، فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر. وقال الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌ لَعَلَّكَ تَرْ‌ضَىٰ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [طه]

    فأما قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس. وأما قوله تعالى {وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا} وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب ..
    وأما قوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق، وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء، وهُن قريبات من بعض فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق، فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل، ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.
    وأما قوله تعالى: {وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌} وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر.
    ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر. فنقول ولكنك كررت صلوات وأضعت أُخر فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر فكيف تظن قوله {وَأَطْرَ‌افَ النَّهَارِ‌} بأنه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُ‌وبِهَا}؟
    إذاً ليس لك إلا أن توقن بأنه حق ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر ..

    ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ماسلف ذكره بأن الصلوات خمس وليس ثلاث.. وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُ‌ونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الروم]

    وإلى التأويل المُطابق بالحق مع الآيات التي ذكرناها من قبل {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ} وإنما الحين هو الوقت المُحدد لتسبيح في الصلوات، لذلك يقول {حِينَ}.
    وأما التسبيح المطلق فهو في النوافل والذكر وهي في أي وقت من الأوقات. كمثال قوله تعالى {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿٧﴾}. وأما إذا تم التحديد بقوله {حِينَ} فذلك تحديد الوقت وذلك الوقت قد أصبح

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 8:08 am