فتاوى الإمام ناصر محمد اليماني والردّ على أسئلة أهل السُنَّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين:
السؤال الأول:
علماء السُّنة أي علماء المذاهب الأربعة اختلفوا فيما بينهم فلم يدَّعِ أحدٌ منهم أنه أعلم الناس وأنّه هو المهديّ؛ لذلك الاختلاف واردٌ وحتى الإسلام نفسه فيه مذاهب. فما تعليقك؟
الجواب على السؤال الأول:
أخي الباحث عن الحقّ لقد صدقنا عهدك أنك لا تُريد غير الحقّ وإلى الجواب الحق حقيق لا أقول إلا الحق والحق أحق أن يُتبع وأفتيك بالحقّ في قولك لماذا لم يقل أحد عُلماء المذاهب الأربعة أنه الإمام المهديّ، وذلك لأنه لا يستطيع أن يثبت بالعلم والسُلطان أنّه الإمام المهديّ لأنّ لو كان أحدهم الإمام المهديّ الحقّ لاستطاع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ويأتي بحكمه من كتاب الله حتى لا يجدوا في صدورهم حرجٌ مما قضى بينهم بالحقّ فيسلموا تسليماً، ثمّ يوحّد المذاهب والفِرق فيجمعهم على منهاج النبوّة الحقّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وذلك لأنّ الإمام المهديّ قائد الأمّة وملِكَها إذا كان حقاً اصطفاه الله عليهم خليفةً وملِكاً وإماماً ليحكم بينهم بالعدل ويقول فصلاً وما هو بالهزل، لذلك فلا بدّ أن يؤيِّده الله ببرهان الاصطفاء له من ربّه وهو أن يزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة كما اصطفى الله الملِك طالوت فجعله قائداً وملِكاً وإماماً لبني إسرائيل. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٤٧].
يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم على مُختلف طوائفهم، لو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدري وعصر ظهوري، فهل تعلمون متى عصر بعث الإمام المهديّ؟ إنه يكون في أمّة آخر الزمان حين يصبح الإسلام ليس إلا جنسيةٌ ينتسبون إليها ولم يبقَ إلا الاسم فلا يسلم الناس من شرّ يده ولا من لسانه، والمُسلم من سلم الناس من شرّ يده وشرّ لسانه. ويظلم القوي منهم الضعيف فلا يبقى من الإسلام إلا اسم لهم ومن القرآن إلا رسمه بين أيديهم ويتخذونه مهجوراً بحجّة أنه لا يعلمُ تأويله إلا الله! وإنما يقصد المٌتشابه. ولكنهم معرضون عن آياته المحكمات الواضحات البيِّنات أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ فيتبع ظاهر المُتشابه إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ.
وأما السّنة المحمديّة فيرون السُنَّة بدعةً والبدعة سُنَّةً؛ أي أنّهم يرون الحقّ منها باطلاً والباطل الموضوع المخالف لمُحكم القرآن هو الحقّ! فيضِلّ عُلماؤهم عن الحقّ ثم يُضلّوا أمّتهم حتى إذا لم يبقَ من الإسلام إلا اسم لهم ولا يتعاملون به، ومن القرآن إلا رسمه محفوظٌ بين أيديهم ويتخذونه مهجوراً وإن درسوه فلا يتدبّروه فلا يهتمون إلا بدراسة منطق لفظه ومخارج حروفه في حلقاتهم ويذرون الأساس وهو التدبر في كلمات القرآن العظيم؛ حتى إذا خرج عُلماء المُسلمين عن الصراط المُستقيم وأخرجوا أمّتهم فلا يتعاملون بينهم بالدين، وأصبح الكفار أعدلَ منهم في تعاملهم وحتى نسيَ المُسلمون ما ذكِّروا به وضلَّ عُلماؤهم وأضلّوا أمّتهم في أمّة آخر الزمان التي تطلع الشمس من مغربها في عصرهم، ومن ثمّ يبعث الله إليهم الإمام المهديّ ليهديهم فيعيدهم إلى الصراط المُستقيم على منهاج النبوّة الأولى فيدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم، ومن ثم يعرض عنه عُلماؤهم ويأبون الاحتكام إلى مُحكم القرآن لأنه سوف يأتي مُخالفاً للباطل الذي هم به مُستمسكون من الأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة المخالفة لمُحكم القرآن العظيم، وتلك الأحاديث والروايات جاءت من عند غير الله فيتّبعونها برغم علمهم أنّها مُخالفةٌ لمحكم القرآن؛ أولئك مُعرضون عن كتاب الله وكذلك أعرضوا عن سنّة رسوله الحقّ ويرون الحقّ منها باطلاً والباطل حقاً، أولئك أشرّ عُلماءٍ في أمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جميع المذاهب، ومثلهم كمثل عُلماء اليهود والنصارى استمسكوا بما جاء من عند غير الله من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، ومنهم عُلماء اليوم وأمّتهم في آخر أمّة الإسلام في عصر الدعوة للحوار للمهديّ المنتظَر قُبيل طلوع الشمس من مغربها، وعُلماء هذه الأمّة وأتباعهم هم الذين قال عنهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سيأتي زمان علي أمتي يحبون خمسا وينسون خمسا، يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون المال وينسون الحساب، ويحبون الخلق وينسون الخالق، ويحبون الذنوب وينسون التوبة، ويحبون القصور وينسون القبور. قالوا : وسيأتي هذا الزمان يا رسول الله؟ قال : بل سيأتي أعظمُ منه، قالوا : وما هو؟ قال : لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المُنكر. قالو : وسيأتي هذا الزمان يا رسول الله على أمة محمد؟ قال : بل سيأتي أعظمُ منه . قالوا : وما هو؟ قال : يرون الحق باطلاً والباطل حقاً] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عنهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به، و هم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة، وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة، وإليهم تعود].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : [يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض . حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا : يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال : نعم، كل درهم عندهم صنم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم: [سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم، و تحسن فيه علانيتهم، طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله عز وجل، يكون أمرهم رياء، لا يخالطه خوف، يعمهم الله منه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم].
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب] صدق مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا معشر علماء الأمّة، أقسمُ بالله الواحدُ القهار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار إنّني أنا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ابتعثني الله إليكم لأهديكم أنتم وعُلماءكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، وآمركم بما أمركم الله به ورسوله وأنهاكم عمَّا نهاكم عنه الله ورسوله، ولم يبتعثني الله بدينٍ جديدٍ بل لأعيدكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كما كانت الأمّة الأولى على منهاج النبوّة الحقّ، وبما أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربكم فلا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم ولا يطلب رضوانكم ولا يخشاكم شيئاً، وأقول الحقّ من ربكم ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين فيظهرني الله عليه في ليلةٍ ببأسٍ شديدٍ من لدنه وهو من الصاغرين.
ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أنا الإمام المهديّ لكم من بعد ضلالكم فلو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدر عصري وظهوري.
ويا معشر علماء الأمّة، وإني على إثبات أنكم لضالون مُضلّون لقديرٌ وعلى الهيمنة بالحقّ عليكم لجديرٌ وأتلقّى العلم من لدُنِ عليمٍ خبيرٍ، وأبدأ بالبرهان المُبين فآتيكم به من مُحكم القرآن العظيم، وأفتيكم أنّكم تركتم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وتمسّكتم بما خالف أمر الله في مُحكم القرآن العظيم واتَّبعتم أمر الشيطان وقلتم على الله ما لا تعلمون وأعرضتم عن أمر الرحمن أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، وفتنتكم أحاديث من لدُن شيطانٍ رجيمٍ في الأحاديث التي جاءت من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذي قال لكم اختلاف أمّتي رحمة! فأطعتم أمر الشيطان وعصيتم أمر الرحمن في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:١٣].
وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:١٣].
وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٥٩].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:١٠٣].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:٤٦].
ولكن عُلماء المُسلمين تفرّقوا ثمّ فشلوا ثمّ ذهبت ريحكم كما هو حالكم يا معشر المسلمين ومن ثم ذهب عزّكم إلى أعدائكم، فأصبحوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم بحجّة الإرهاب وأيَّدهم على ذلك قاداتكم فأصبح الذين كانوا يدعون إلى الحقّ من عُلمائكم مُستضعفين يخافون أن يتخطفهم الناس ولا ذنب لهم بسبب الذين يقتلون الناس بغير الحقّ ويزعمون أنّهم مُصلحون! ألا إنّهم هم المُفسدون ولكن لا يعلمون؛ العالمين، فابتعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لأحكم بينكم في جميع ما كُنتم فيه تختلفون في الدين بالحُكم الفصل وما هو بالهزل لجمع شملكم وتوحيد صفّكم ولجبر كسركم فصدقوا بالحقّ من ربّكم وكونوا من الشاكرين يا أمّة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأُقسم لكم بربي وربكم الله الواحد القهار بأنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم ولم يجعل الله حُجتي عليكم في القسَم ولا في الاسم بل جعل حُجّتي عليكم في العلم فزادني على جميع علماء الأمّة بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم لكي يجعلني قادراً على الحُكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً مما قضيت بينهم بالحقّ من ربهم فيُسلّموا تسليماً.
وأول شيء أبدأ الحُكم فيه بينهم بالحقّ هو في اختلافهم في السُّنة النّبويّة الحقّ فطائفةٌ تركت سُنّة محمدٍ رسول الله الحقّ واستمسكت بالقرآن وحده فضلّوا وأضاعوا فرضين من الصلوات عمود الدين، وأخرى تمسكت بسُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتركت القرآن فضلّوا وأضلّتهم الأحاديث الموضوعة التي تختلف مع مُحكم القرآن العظيم، وأخرى يبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء ويُبالغون في آل البيت بغير الحقّ، وأخرى يفترون على الله بالعلم اللدُنّي، وأخرى تتّبع البدع والمُحدثات بأعياد الميلاد والمُبالغة في عباد الله المُقرّبين وغلَّواً في دينهم بغير الحقّ، وجميعكم أُخرجتم من النور إلى الظُلمات إلا من اتَّبع الحقّ الذي يدعوكم إلى منهاج النبوّة الأولى (كتاب الله وُسنّة رسوله الحقّ)، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فلا يستمسك بالسُنّة وحدها ويتخذ القرآن مهجوراً ولا يستمسك بما جاء في القرآن ويترك السُّنة النّبويّة الحقّ ويكفر بما خالف من السّنة لمحكم القرآن فيذر الأحاديث التي تُخالف لمُحكم القرآن وراء ظهره فيعتصم بالقرآن والسّنة الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن؛ أولئك كانوا على ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه وكان منهجهم كتاب الله والسُّنة النّبويّة الحقّ، الذين أجابوا دعوة الحقّ منكم أولئك على منهاج النبوّة الأولى لا يفرّقون بين كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؛ ذلك لأنّ القرآن من عند الله والسُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله تركهم فيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلَّمكم أنهما لا يفترقان فيختلفان إلى يوم الدين، وما خالف لمُحكم القرآن من السُّنة النّبويّة فاعلموا أنّ ذلك الحديث جاء من عند غير الله لعلكم تتقون.
وأنا الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله، وأشهدُ أنّ القرآن من عند الله وأشهد أنّ السُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ القُرآن محفوظٌ من التحريف ليجعله الله المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث في السُّنة النّبويّة، وأشهد أنَّ الله لم يعِدُكم بحفظ السُّنة النّبويّة من التحريف ولذلك جعل الله مُحكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من علم الحديث في السُّنة النّبويّة، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يجادلني عالِمٌ بالقرآن العظيم إلا أخرست لسانه بالحقّ فيُسلم تسليماً لأنه لن يستطيع أن يُنكر سُلطان علمي عليه بالحقّ من مُحكم القُرآن العظيم أو يأتي بالبيان للقرآن هو خيرٌ من تفسير ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين وإنا لصادقون، ولكُل دعوى بُرهان والكذب حباله قصيرة. وبما أنّ الله جعلني حَكَماً بين جميع عُلماء المُسلمين بالحقّ فحقيقٌ لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ وأفتي بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحق فليستمسك بمن يستمسك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعتصم بنور القرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ نور على نور وهُدًى للمؤمنين.
وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم جعلني الله حكماً بينكم في جميع ما اختلف فيه عُلماء الدين فسوف أبدأ بالحُكم بينكم بالحقّ مُقدماً مُعلناً الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وكذلك أفتي بالحقّ أنّ السُّنة النّبويّة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنه وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف ليجعل آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هُنَّ المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة النّبويّة، وبما أنّي أفتيتُ بأنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم فقد وجب على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُلجم بالبرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم أنّ السُّنة النّبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وأعلن الفتوى بالحقّ عن الحديث الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله، وقال عليه الصلاة والسلام وآله: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا حاجة لي بالبحث عن مصدر هذا الحديث ولا عن الثُّقات الوارد عنهم؛ بل آتيكم بسند هذا الحديث الحقّ مُباشرة من مُحكم القرآن العظيم. قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وسند هذا الحديث الحقّ تجدونه في مُحكم القرآن العظيم، فإذا تدبرتم القُرآن كما أمركم ربكم فسوف تجدون سنده بالضبط في سورة النساء الآية رقم (81) و(82) وذلك في قول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ومن ثم نستنبط لكم سند الحديث الحقّ من هذه الآيات فأجده في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً﴿٨١﴾} صدق الله العظيم.
ويا معشر هيئة كُبار العُلماء، إن ما جاء في سورة النساء في الآية (81) و(82) قد جعلهنَّ الله الأساس لدعوة المهديّ المنتظَر لعُلماء المُسلمين إلى طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، وكلا ولا ولن تستطيعوا إنكار ما جاء فيهنَّ أبداً إلا من كفر بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.
ويا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وجميع علماء الأمّة الإسلاميّة أُحذِّركم تفسير القُرآن بالرأي وبالظنّ الذي لا يُغُني من الحقّ شيئاً وبالاجتهاد من قبل الوصول إلى البُرهان المُبين بعلمٍ وسُلطانٍ مُنيرٍ لأنّ القرآن كلام الله ربّ العالمين.. ألا وإنّ تفسير القرآن هو المعنى المراد في نفس الله من كلامه وما يقصده بالضبط، فإذا قلتم على الله ما لا تعلمون بقول الظنّ والاجتهاد الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فإن فعلتم ذلك فاعلموا بأنكم لم تطيعوا أمر الله ورسوله بل أطعتم أمر الشيطان الرجيم الذي يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأنتم تعلمون بأنَّ الله حرَّم على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وذلك في مُحكم كتاب الله في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغير الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٣٣].
مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون ولكن للأسف فإنّ كثيراً من عُلماء المُسلمين يتبعوا ما ليس لهم به علم دون أن يستخدموا عقولهم؛ هل ذلك منطقيّ وهل أفئدتهم مُطمئنة لذلك؟ وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦].
وبسبب اتِّباعكم لتفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من قبلكم ؛ أضلوكم حتى عن بعض مُحكم القرآن العظيم كمثال قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء: ٨٢].
وقال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ الله يُخاطب الكُفار! أفلا يتدبرون القرآن، وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً؟ ولكني أُحذّر المُفسرين فصل آيةٍ عن أخواتها وهُنَّ في نفس الموضوع لكي تكون يتيمةً فيؤولها على هواه كيف يشاء، وفإذا أردتم تدبر القرآن فلا تفصلوا الآية عن أخواتها بل تأخذوا جميع الآيات التترى واحدةً تلو الأخرى اللاتي في نفس الموضوع حتى لا يحرِّفون كلام الله عن مواضعه بالبيان الباطل حتى يتبيّن لكم الحقّ من الباطل وحرصاً منكم أن تقولوا على الله غير الحقّ، وإذا أخذنا الآيات اللاتي تتكلم عن موضوعٍ مُعينٍ فسوف نفهم المقصود في نفس الله من كلامه حتى لا نقول على الله غير الحقّ. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فإذا قام أحد المُفسرين بأخذ الآية رقم (82) قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم، ثم فسَّرها وقال: "إن الله يُخاطب الكُفار أن يتدبروا القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ومن اطَّلع على هذا التفسير فلن يشك مثقال ذرة أنه غير صحيح برغم أنه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود، وذلك لأنّ الله لا يُخاطب الكفار في هذا الموضع بل يُخاطب عُلماء المُسلمين بأنهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النّبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله بأنّ عليهم أن يتدبروا القرآن ليقوموا بالمُطابقة للأحاديث الواردة مع مُحكم القرآن العظيم وعلَّمهم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النّبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينهنّ وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وهذا دليلٌ داحضٌ للجدل بأنّ السُّنة النّبويّة لا شك ولا ريب أنها حقاً جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عند الله، وإنما جعل مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النّبويّة وذلك لأنه محفوظ من التحريف، وأما السُنَّة فلم يعدكم الله بحفظها من التحريف فإن كنتم من أولي الألباب تدبروا الآيتين تجدوا ما جاء في بياني هذا هو الحقّ لا شك ولا ريب، فتدبروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفيهما يخبركم الله بأنها توجد طائفةٌ بين المؤمنين جاءت إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلنت الطاعة وقالت: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ مُحمداً رسول الله" كذباً! وإنّما يريدون أن يكونوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدوا عن سبيل الله بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ومن ثم بيَّن الله لكم مكرهم والمقصود من قوله: {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وعلَّمكم أنهم لم يصدّوا عن الحقّ بالسيف بل بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام في السُّنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء].
وجاء في هذا الموضع سنداً للحديث الحق في أول البيان: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وذلك لأنّ الله يُخاطب علماء الأمّة بأنّ الحديث المُفترى يتم إرجاعه للقرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لا أنكر سُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل آخذ بجميع ما ورد عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لأني أعلم أنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده تعالى، وإنما أكفر بما خالف منها لمحكم القرآن العظيم لأنّي أعلم أنّه حديث مُفترى ما دام جاء مُخالفاً لمُحكم القرآن العظيم وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يأخذ إلا ما تطابق مع القرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل آخذ بجميع الأحاديث النّبويّة حتى ولو لم يكن لها بُرهان في القرآن العظيم فأني آخذ بها، وإنما أكفر بما جاء مُخالفاً لمحكم القرآن العظيم لأني علمت أنه حديث مُفترى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا هيئة كُبار عُلماء المسلمين بالمملكة العربيّة السعوديّة وكذلك جميع علماء الأمّة الإسلاميّة إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون من أحاديث السّنة من أجل تصحيح أحاديث السّنة المحمديّة الحقّ وتصحيح عقائدكم ونفي كافة البدع والمُحدثات في الدين الإسلامي الحنيف فنوحّد صفّكم من بعد تفرقكم وفشلكم فتقوى شوكتكم من بعد أن ذهبت ريحكم نظراً لمُخالفة أمر الله الصادر في آيات القرآن المُحكمات ينهاكم ويحذِّركم بعدم الاختلاف والاحتكام إلى مُحكم القرآن فيما اختلفتم فيه من السّنة فما وجدتموه جاء مُخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أن هذا الحديث النّبويّ جاء من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم وأوليائهم من شياطين الجنّ والإنس يوحون إليهم بالباطل ليُجادلوا به الحقّ ليخرجوكم عن الحقّ كما علمكم الله بذلك، وأما إذا لم يخالف الحديث المروي لمحكم القرآن العظيم فأرجعوا ذلك لعقولكم والحقّ منها تطمئن إليه قلوبكم وتقبله عقولكم كمثل حديث السواك ليس له بُرهان في القرآن ولكنه يقرّه العقل ويطمئن إليه القلب ذلك لأنّ الله أمركم باستخدام عقولكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦].
الأربعاء يناير 22, 2025 12:04 am من طرف ابرار
» افرش السّجاد يا جو بايدن ويا معشر البيت الأبيض؛ هيَ لِي هِيَ لِي هِيَ لِيَ هِيَ لِي بأمرٍ من عِند اللهِ - سُبحانه - يَخلقُ ما يَشاءُ ويَختارُ، فافرشوا السّجاد أمام بَوَّابة البَيت الأبيض بالأمْر، ما لم؛ فلا قِبْل لَكُم بحربِ الله، يا جو بايدن ويا معشر الب
الأحد يناير 12, 2025 4:44 pm من طرف ابرار
» فَليسقُط دونالد ترامب (Donald Trump) أشَرُّ الدَّواب بإذن اللهِ العَزيزِ الوَهَّاب؛ إنّ الله غالِبٌ على أمرِه ولَكِنَّ أكثَر النَّاس لا يَعلَمون ..
الأربعاء يناير 08, 2025 10:34 am من طرف ابرار
» {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
الأربعاء يناير 08, 2025 10:28 am من طرف ابرار
» فليسقُط دونالد ترامب أشرُّ الدَّواب بإذن اللهِ العزيزِ الوهاب؛ إنّ الله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يَعلَمون ..
السبت يناير 04, 2025 4:13 pm من طرف ابرار
» مقارنة بين (تفسير العلماء) وتفسير (الإمام المهدى ناصر محمد اليمانى) هام هام
الأربعاء ديسمبر 25, 2024 10:23 am من طرف ابرار
» رَدُّ الإمَام المَهديّ خَليفة الله على العالَمين على تَهديد ترامب لِشعوب الشَّرْقِ الأوسَط ..
الأربعاء ديسمبر 04, 2024 10:10 am من طرف ابرار
» فليَشهَد الأعاجِم والعرَب أنّ وَعدَ الله اقترَبَ لإظهار خليفتِه في ليلةٍ واحِدةٍ على العالَم بأسرِه؛ إنّ الله بالغُ أمرِه ولكنّ أكثر الناس لا يَعلمُون ..
الأحد ديسمبر 01, 2024 11:54 pm من طرف ابرار
» هَمسَةٌ في آذانِ آل إبراهيم (وهُم بَنو إسماعيل وبَنو إسحاق) وكافَّة العالَمين ..
الخميس أكتوبر 31, 2024 3:54 pm من طرف ابرار
» نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
الإثنين أكتوبر 21, 2024 10:39 am من طرف ابرار