13.05.2019
رد: دعوة للنقاش
- 23 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 02 - 1432 هـ
18 - 01 - 2011 مـ
06:33 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
الروح هي الوجــــه الحقيقي للإنســــــــــــان
ونفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين وجميع المُسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..
وبما أنّ السؤال عن الروح فيعتبر ذلك ليس خارجاً عن نقاط الحوار التي بدأنا بطرحها للحوار كون ذكر الروح متعلق بالعذاب من بعد الموت، وكان جدالكم عن أعين وعقل وأذن الروح، ولذلك وجب علينا الردّ بالمزيد من البرهان المُبين عن أذن وأعين وقلب الروح وحواسها والتي تُعتبر الروح الوجه الباطن للإنسان لها نفس مواصفات الوجه الظاهري ولكن في علم القدرة الربانيّة، فنحن لا نستطيع أن نعلمكم كيفية ذات الروح في طبيعة الخلق وإنما نفتيكم أني أجدها في كتاب الله هي الوجه الباطن للإنسان وهي الوجه الحقيقي للإنسان، وتملك حواس كحاسة العقل والبصر والسمع والألم والحبّ والكره، فتعالوا لنبحر في كتاب الله عن حواس الروح، ولا ولن تسمعوا الحقّ إذا كانت آذانكم صُمٌ ولا ولن تبصروا الحقّ إذا كانت أعينكم عُميٌ ولا ولن تعقلوا القول إذا كانت قلوبكم لا تعقل، ولا ولن تنطقوا بالحقّ إذا كانت ألسنتكم بُكمٌ ولكنه لا يقصد بتلك وجه الإنسان الظاهر بل الوجه الحقيقي. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجنّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد أن أعينهم وآذانهم الظاهرة وألسنتهم الظاهرة أنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب. وقال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾}صدق الله العظيم [الحج].
وضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم وقف وراء رجل أصمٍّ أبكم ومن ثم يناديه بأعلى صوته فهل ترونه سوف يسمع؟ فلن تجدونه يلتفت إلى مصدر الصوت من ورائه كونه لم يسمع الصوت من ورائه. وقال الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فهنا ضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم نادى أصماً أبكماً من ورائه حين يدبر لو بينه وبينه قدر مترٍ فلن يلتفت إلى الصوت كونه لم يسمع شيئاً، وكذلك آذان الروح وجه الإنسان الباطن إذا لم تسمع أذنيه فلن يستجيب إلى الحقّ. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:36].
وكذلك إذا كانت آذان الروح صُمّاً فلن تسمع نداء الحقّ، وكذلك إذا كانت أعين الروح عُمياً فلن تبصر الحقّ، وكذلك إذا كان لسان الروح أبكم فلن ينطق بالحقّ كون الله قد ختم على أسماعهم وأبصارهم وأصم آذانهم. وقال الله تعالى: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة:7].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الأنعام:39].
وقال الله تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50].
وقال الله تعالى: {إِنَّ شرّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [الأنفال:22].
فهل يقصد أصم الأذنين الظاهرة للإنسان، أو أبكم اللسان الظاهر للإنسان؟ بل يقصد حواس جوهر الإنسان الباطن، وذلك في علم القدرة الربانيّة. وقال الله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ}[الأنفال:23].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].
كون الفريق الذي يتبع آيات الله البيّنات والفريق الذي يعرض عن آيات الله البيّنات فيتبع ما خالفها، فالفريقان كالأعمى والبصير فهل يستويان مثلاً؟ واحدٌ يبصر ويسمعُ وينطقُ بالحقّ ويفهم القول، والآخر لا يسمعُ ولا يرى ولا ينطق بالحقّ. ولذلك قال الله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [هود:24].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الأنعام:39].
وقال الله تعالى: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة:7].
وقال الله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة:18].
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام:36].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].
وقال تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].
وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].
وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].
وللروح أيدٍ وأذقانٍ. وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} صدق الله العظيم [المائدة:64].
أي غلت أيديهم الباطنة عن فعل الخير، كونها هي التي تحرك الأيدي الظاهرة إلى فعل الخير. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].
وقال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت:44].
وقال الله تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين} [الزخرف:40].
وقال الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:23].
وقال الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].
وقال الله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿٩٧﴾ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم [الإسراء:97-98].
فانظروا لحجة الله عليهم: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم. وتجدونهم لا يزالون فعلاً عُمياناً عن معرفة ربّهم الحقّ، ولذلك لم يقدِّروا ربّهم حق قدْرِه يوم القيامة حتى وقد عذبهم الله في الدنيا عند الهلاك وعذَّب أرواحهم في النار من بعد الموت، ولكن للأسف كذلك نجدهم عُمياناً فلم يبصروا ربّهم الحقّ يوم القيامة، ولذلك تجدوهم يبحثون عن الشفعاء بين يدي الله وقالوا: {فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}، أي الذين كانوا يفترون الشفعاء وهم في الدُنيا. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:51].
ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون به عباده المُقربين سيقولون: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما نفي الشفاعة عن الكافرين فقط وتحل للمؤمنين". ومن ثم نرد عليه بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].
وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِنوَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة:4].
وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَعِباً وَلَهواً وَغَرَّتهُمُ الحَيَوةُ الدُّنيَا وَذَكِّر بِهِ أن تُبسَلَ نَفسُ بِمَا كَسَبَت لَيسَ لَهَامِن دُونِ اللهِ وَليٌّ وَلا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].
ولكنَّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ المبين في آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم لن يتبع فتاوى الله في آيات الكتاب المحكمات؛ بل سوف يذرهنّ وراء ظهره وكأنه لم يسمع بهنّ قط في الحياة ومن ثمّ يتبع ظاهر الآيات المتشابهات في شأن الشفاعة التي لا تزال بحاجة للتأويل كونه من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل قال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].
وقال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].
وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: لم يأذن الله له بالشفاعة وإنما أذن له بتحقيق الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى:{قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وأذن له ُالرحمن بالخطاب كونه لن يشفع بين يدي الله من هو أرحم منه بعباده الله أرحم الراحمين سُبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل سوف يقول صواباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].
فما هو القول الصواب؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فلا ينبغي أن يكون هناك عبد هو أرحم بعباد الله من الله أرحم الراحمين حتى يشفع لهم بين يدي أرحم الراحمين؛ بل سوف يحاججِ الله في تحقيق النعيم الأعظم من جنة النعيم حتى يرضى فإذا تحقق رضوان الله في نفسه تحققت الشفاعة يا قوم. وقال الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم؟ فهذا يعني أنّ الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة لم يشفع لأحدٍ وإنما حاججَ ربه في تحقيق رضوان الله في نفسه، فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم. فإذا تحقق رضوان الرحمن في نفسه هُنا المفاجأة الكبرى، وإنما الذي أذن الله له بتحقيق الشفاعة هو بأنّ يحاج الله في تحقيق رضوان نفسه فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة لكون الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه لم يشفع لعباده وإنما حاج ربّه في تحقيق النعيم الأعظم من جنّة النعيم وهو أن يرضى الله في نفسه فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة فتأتي من الله لعباده وهُنا المُفاجأة الكُبرى. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].
ألا والله وكأني أرى أعيناً تنهمر بالدموع مما عرفوا من الحقّ، وأما الروح فلا تحيطون بها علماً وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، وأما رؤية محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لأصحاب النار ليلة الإسراء والمعراج، فإن الذي عرج به حتى أراه الجنة والنار لقادر أن يريه أرواح الكفار يصطرخون في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإنّا عَلـى أنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرونَ} [المؤمنون:95].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ولربّما يودّ الجاهلون أن يقولوا: "لقد رأى الله ربّه ليلة الإسراء والمعراج"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: لم يرَ ذات الله سبحانه وإنما رأى من آيات ربه الكبرى. ولربما يقاطعني مرة أخرى ويقول: "أفلا تنظر إلى قول الله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: رأى جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى حين وصلا إلى تحت العرش العظيم، فتحول جبريل عليه الصلاة والسلام إلى صورته الملائكيّة وخرّ ساجداً بين يدي ربّ العرش العظيم كونه كان يأتي محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رجلاً سوياً، ورآه نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى، ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم تتدبر قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النجم]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: إنما ذلك شديد القوى رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مُعلم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿١٢﴾وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم يقل: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾}؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ذلك عندما نزل بدأ جبريل عليه الصلاة والسلام بتنزيل القرآن ليعلمه لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلم أجد المسافة ثابتة بين صدر محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وصدر جبريل عليه الصلاة والسلام بل كان يجره إليه ويطلقه حين كلمه جبريل عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} صدق الله العظيم، وذلك من دقة الصدق لكلام الله فيقول فكان قاب قوسين أو أدنى، كون المسافة لم تكن ثابتة بسبب أنّ جبريل كان يجره إليه ويطلقه. ومن ثم قال الله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، أي فأوحى الله إلى عبده ما أوحاه جبريل عليه الصلاة والسلام. فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون!
ويا علماء المُسلمين وأمّتهم، تعالوا للحوار في هذا الموقع المبارك ليكون طاولة الحوار العالميّة بينكم وبين المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور كون الرابطة العلميّة العالميّة موقعٌ محايدٌ فلا هم من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضده فلا يزالون باحثين عن الحقّ حتى يتبيّن لهم حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني، فهل هو حقاً لا يجادله عالِم من القرآن إلا غلبه بسلطان العلم يستنبطه من محكم القرآن العظيم، أم إنّه من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ من ربهم؟ ولكن لنا شرط عليكم أحبتي علماء الأمّة وهو أنّ الإمام المهديّ هو من سوف يضع لكم مواضيع الحوار المُختارة كون الإمام ناصر محمد اليماني سوف ينسف عقائد محدثات في الدين نسفاً بمحكم كتاب الله حتى نُطهِّر سنة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار بمحكم الذكر تطهيراً حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنترككم على كتاب الله وسنة رسوله كما ترك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذين من قبلكم، ولكن أعداء الله قد أخرجوكم عن الصراط المستقيم، ولو لم تزالوا على الهدى لما ابتعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولم ننكر من السنة إلا ماخالفت لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وأما الذي لا يختلف مع القرآن فنرده للعقل والمنطق إن كنتم تعقلون.
ويا أمّة الإسلام وعُلماءهم، إن كنتم تريدون الحقّ فسوف يختار لكم المهديّ المنتظَر مواضيع الحوار فأنسف البدع والمُحدثات نسفاً بسلاح جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- محكم القرآن العظيم فأُجاهدكم به جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].
ويا قوم ليس المنطق أن يبعث الله خليفته الإمام المهديّ ليحاج علماء المُسلمين والنصارى واليهود بكتاب البخاري ومُسلم أو بحار الأنوار، فلن تجيروني من الله لو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم، وما ينبغي للإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أن يبعثه الله مُتّبعاً لأهوائكم؛ بل متّبعاً لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن، ولو حاورتكم الدهر كُله لما تزحزحتُ عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ قيد شعرة إنْ شاء الله ربّ العالمين وإنا لصادقون، وأمّا الذين يحاجون الإمام المهديّ بغير علمٍ من ربّهم ويشتمون الإمام المهديّ ويصفونه بالدجال وبالمنافق والضال هو وأنصاره وغير ذلك من البهتان و كان عند الله عظيماً، فنقول لهم: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55].
ويا معشر علماء أمّة الإسلام ليس المنطق أن نضع الحوار لكم ليتمّ التحاور فيه بيني وبينكم فإذا الجاهلون منكم يصرون على إخراجنا من موضوع الحوار المُختار ونحنُ نعلم ما هو السبب لديهم، وهو أنهم عاجزون عن إقامة الحجّة على الإمام المهديّ في ذلك الموضوع ومن ثم يبحثون في مواضيع أخرى علّهم يجدون مدخلاً فيحاجون به الإمام ناصر محمد اليماني حتى يُرجعوا أنصاره عن اتِّباعه، أولئك لا يهدي الله قلوبهم أبداً ما داموا لا يبحثون عن الحقّ شيئاً وإنما يبحثون عن مدخل ولو خرم إبره علهم يقيمون الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني، أولئك من الذين أضلّتهم الشياطين عن الصراط المستقيم ويصدوهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون، وأما كيف تعلمون أنهم لا يبحثون عن الحقّ شيئاً فسوف تجدونهم حين يقيم عليهم الإمام المهديّ الحجّة الداحضة في مسألةٍ فسوف تأخذهم العزّة بالإثم ولا ولن يعترفوا بالحقّ من ربّهم مهما كان بيّنٌ في محكم كتاب الله، فلن يتّبعوه حتى ولو تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم لا شكّ ولا ريب، فلن تجدونهم يتبعون محكم آيات الله ولن يعترفوا بنقطةٍ واحدةٍ أنّ الحقّ مع الإمام ناصر محمد اليماني أولئك هُم المستكبرون عن اتباع آيات الله وسوف يصرف الله قلوبهم عن اتباع الحقّ من ربّهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:146].
رد: دعوة للنقاش
اقتباس المشاركة: 36852 من الموضوع: سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين
- 23 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 02 - 1432 هـ
18 - 01 - 2011 مـ
06:33 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
الروح هي الوجــــه الحقيقي للإنســــــــــــان
ونفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين وجميع المُسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..
وبما أنّ السؤال عن الروح فيعتبر ذلك ليس خارجاً عن نقاط الحوار التي بدأنا بطرحها للحوار كون ذكر الروح متعلق بالعذاب من بعد الموت، وكان جدالكم عن أعين وعقل وأذن الروح، ولذلك وجب علينا الردّ بالمزيد من البرهان المُبين عن أذن وأعين وقلب الروح وحواسها والتي تُعتبر الروح الوجه الباطن للإنسان لها نفس مواصفات الوجه الظاهري ولكن في علم القدرة الربانيّة، فنحن لا نستطيع أن نعلمكم كيفية ذات الروح في طبيعة الخلق وإنما نفتيكم أني أجدها في كتاب الله هي الوجه الباطن للإنسان وهي الوجه الحقيقي للإنسان، وتملك حواس كحاسة العقل والبصر والسمع والألم والحبّ والكره، فتعالوا لنبحر في كتاب الله عن حواس الروح، ولا ولن تسمعوا الحقّ إذا كانت آذانكم صُمٌ ولا ولن تبصروا الحقّ إذا كانت أعينكم عُميٌ ولا ولن تعقلوا القول إذا كانت قلوبكم لا تعقل، ولا ولن تنطقوا بالحقّ إذا كانت ألسنتكم بُكمٌ ولكنه لا يقصد بتلك وجه الإنسان الظاهر بل الوجه الحقيقي. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجنّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد أن أعينهم وآذانهم الظاهرة وألسنتهم الظاهرة أنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب. وقال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾}صدق الله العظيم [الحج].
وضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم وقف وراء رجل أصمٍّ أبكم ومن ثم يناديه بأعلى صوته فهل ترونه سوف يسمع؟ فلن تجدونه يلتفت إلى مصدر الصوت من ورائه كونه لم يسمع الصوت من ورائه. وقال الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فهنا ضرب الله لكم مثلاً لو أنّ أحدكم نادى أصماً أبكماً من ورائه حين يدبر لو بينه وبينه قدر مترٍ فلن يلتفت إلى الصوت كونه لم يسمع شيئاً، وكذلك آذان الروح وجه الإنسان الباطن إذا لم تسمع أذنيه فلن يستجيب إلى الحقّ. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:36].
وكذلك إذا كانت آذان الروح صُمّاً فلن تسمع نداء الحقّ، وكذلك إذا كانت أعين الروح عُمياً فلن تبصر الحقّ، وكذلك إذا كان لسان الروح أبكم فلن ينطق بالحقّ كون الله قد ختم على أسماعهم وأبصارهم وأصم آذانهم. وقال الله تعالى: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة:7].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الأنعام:39].
وقال الله تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50].
وقال الله تعالى: {إِنَّ شرّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [الأنفال:22].
فهل يقصد أصم الأذنين الظاهرة للإنسان، أو أبكم اللسان الظاهر للإنسان؟ بل يقصد حواس جوهر الإنسان الباطن، وذلك في علم القدرة الربانيّة. وقال الله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ}[الأنفال:23].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].
كون الفريق الذي يتبع آيات الله البيّنات والفريق الذي يعرض عن آيات الله البيّنات فيتبع ما خالفها، فالفريقان كالأعمى والبصير فهل يستويان مثلاً؟ واحدٌ يبصر ويسمعُ وينطقُ بالحقّ ويفهم القول، والآخر لا يسمعُ ولا يرى ولا ينطق بالحقّ. ولذلك قال الله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [هود:24].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الأنعام:39].
وقال الله تعالى: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة:7].
وقال الله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة:18].
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام:36].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].
وقال تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].
وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].
وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73].
وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} [يونس].
وللروح أيدٍ وأذقانٍ. وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} صدق الله العظيم [المائدة:64].
أي غلت أيديهم الباطنة عن فعل الخير، كونها هي التي تحرك الأيدي الظاهرة إلى فعل الخير. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].
وقال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت:44].
وقال الله تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين} [الزخرف:40].
وقال الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:23].
وقال الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:72].
وقال الله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿٩٧﴾ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم [الإسراء:97-98].
فانظروا لحجة الله عليهم: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا} صدق الله العظيم. وتجدونهم لا يزالون فعلاً عُمياناً عن معرفة ربّهم الحقّ، ولذلك لم يقدِّروا ربّهم حق قدْرِه يوم القيامة حتى وقد عذبهم الله في الدنيا عند الهلاك وعذَّب أرواحهم في النار من بعد الموت، ولكن للأسف كذلك نجدهم عُمياناً فلم يبصروا ربّهم الحقّ يوم القيامة، ولذلك تجدوهم يبحثون عن الشفعاء بين يدي الله وقالوا: {فَهَل لّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}، أي الذين كانوا يفترون الشفعاء وهم في الدُنيا. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:51].
ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون به عباده المُقربين سيقولون: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما نفي الشفاعة عن الكافرين فقط وتحل للمؤمنين". ومن ثم نرد عليه بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم [البقرة:254].
وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِنوَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة:4].
وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَعِباً وَلَهواً وَغَرَّتهُمُ الحَيَوةُ الدُّنيَا وَذَكِّر بِهِ أن تُبسَلَ نَفسُ بِمَا كَسَبَت لَيسَ لَهَامِن دُونِ اللهِ وَليٌّ وَلا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:70].
ولكنَّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ المبين في آيات أمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم لن يتبع فتاوى الله في آيات الكتاب المحكمات؛ بل سوف يذرهنّ وراء ظهره وكأنه لم يسمع بهنّ قط في الحياة ومن ثمّ يتبع ظاهر الآيات المتشابهات في شأن الشفاعة التي لا تزال بحاجة للتأويل كونه من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل قال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].
وقال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].
وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بالحقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: لم يأذن الله له بالشفاعة وإنما أذن له بتحقيق الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى:{قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وأذن له ُالرحمن بالخطاب كونه لن يشفع بين يدي الله من هو أرحم منه بعباده الله أرحم الراحمين سُبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل سوف يقول صواباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:38].
فما هو القول الصواب؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فلا ينبغي أن يكون هناك عبد هو أرحم بعباد الله من الله أرحم الراحمين حتى يشفع لهم بين يدي أرحم الراحمين؛ بل سوف يحاججِ الله في تحقيق النعيم الأعظم من جنة النعيم حتى يرضى فإذا تحقق رضوان الله في نفسه تحققت الشفاعة يا قوم. وقال الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم؟ فهذا يعني أنّ الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة لم يشفع لأحدٍ وإنما حاججَ ربه في تحقيق رضوان الله في نفسه، فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم. فإذا تحقق رضوان الرحمن في نفسه هُنا المفاجأة الكبرى، وإنما الذي أذن الله له بتحقيق الشفاعة هو بأنّ يحاج الله في تحقيق رضوان نفسه فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة لكون الذي أذن الله له أن يخاطب ربّه لم يشفع لعباده وإنما حاج ربّه في تحقيق النعيم الأعظم من جنّة النعيم وهو أن يرضى الله في نفسه فإذا رضي في نفسه تحققت الشفاعة فتأتي من الله لعباده وهُنا المُفاجأة الكُبرى. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].
ألا والله وكأني أرى أعيناً تنهمر بالدموع مما عرفوا من الحقّ، وأما الروح فلا تحيطون بها علماً وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، وأما رؤية محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لأصحاب النار ليلة الإسراء والمعراج، فإن الذي عرج به حتى أراه الجنة والنار لقادر أن يريه أرواح الكفار يصطرخون في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإنّا عَلـى أنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرونَ} [المؤمنون:95].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ولربّما يودّ الجاهلون أن يقولوا: "لقد رأى الله ربّه ليلة الإسراء والمعراج"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: لم يرَ ذات الله سبحانه وإنما رأى من آيات ربه الكبرى. ولربما يقاطعني مرة أخرى ويقول: "أفلا تنظر إلى قول الله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: رأى جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى حين وصلا إلى تحت العرش العظيم، فتحول جبريل عليه الصلاة والسلام إلى صورته الملائكيّة وخرّ ساجداً بين يدي ربّ العرش العظيم كونه كان يأتي محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رجلاً سوياً، ورآه نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة عند سدرة المنتهى، ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم تتدبر قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النجم]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: إنما ذلك شديد القوى رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مُعلم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ﴿١٢﴾وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ولربما يقاطعني آخر ويقول: "ألم يقل: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾}؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما ذلك عندما نزل بدأ جبريل عليه الصلاة والسلام بتنزيل القرآن ليعلمه لمحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلم أجد المسافة ثابتة بين صدر محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وصدر جبريل عليه الصلاة والسلام بل كان يجره إليه ويطلقه حين كلمه جبريل عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} صدق الله العظيم، وذلك من دقة الصدق لكلام الله فيقول فكان قاب قوسين أو أدنى، كون المسافة لم تكن ثابتة بسبب أنّ جبريل كان يجره إليه ويطلقه. ومن ثم قال الله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}، أي فأوحى الله إلى عبده ما أوحاه جبريل عليه الصلاة والسلام. فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون!
ويا علماء المُسلمين وأمّتهم، تعالوا للحوار في هذا الموقع المبارك ليكون طاولة الحوار العالميّة بينكم وبين المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور كون الرابطة العلميّة العالميّة موقعٌ محايدٌ فلا هم من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضده فلا يزالون باحثين عن الحقّ حتى يتبيّن لهم حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني، فهل هو حقاً لا يجادله عالِم من القرآن إلا غلبه بسلطان العلم يستنبطه من محكم القرآن العظيم، أم إنّه من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ من ربهم؟ ولكن لنا شرط عليكم أحبتي علماء الأمّة وهو أنّ الإمام المهديّ هو من سوف يضع لكم مواضيع الحوار المُختارة كون الإمام ناصر محمد اليماني سوف ينسف عقائد محدثات في الدين نسفاً بمحكم كتاب الله حتى نُطهِّر سنة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار بمحكم الذكر تطهيراً حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فنترككم على كتاب الله وسنة رسوله كما ترك محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذين من قبلكم، ولكن أعداء الله قد أخرجوكم عن الصراط المستقيم، ولو لم تزالوا على الهدى لما ابتعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولم ننكر من السنة إلا ماخالفت لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وأما الذي لا يختلف مع القرآن فنرده للعقل والمنطق إن كنتم تعقلون.
ويا أمّة الإسلام وعُلماءهم، إن كنتم تريدون الحقّ فسوف يختار لكم المهديّ المنتظَر مواضيع الحوار فأنسف البدع والمُحدثات نسفاً بسلاح جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- محكم القرآن العظيم فأُجاهدكم به جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].
ويا قوم ليس المنطق أن يبعث الله خليفته الإمام المهديّ ليحاج علماء المُسلمين والنصارى واليهود بكتاب البخاري ومُسلم أو بحار الأنوار، فلن تجيروني من الله لو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم، وما ينبغي للإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أن يبعثه الله مُتّبعاً لأهوائكم؛ بل متّبعاً لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن، ولو حاورتكم الدهر كُله لما تزحزحتُ عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ قيد شعرة إنْ شاء الله ربّ العالمين وإنا لصادقون، وأمّا الذين يحاجون الإمام المهديّ بغير علمٍ من ربّهم ويشتمون الإمام المهديّ ويصفونه بالدجال وبالمنافق والضال هو وأنصاره وغير ذلك من البهتان و كان عند الله عظيماً، فنقول لهم: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55].
ويا معشر علماء أمّة الإسلام ليس المنطق أن نضع الحوار لكم ليتمّ التحاور فيه بيني وبينكم فإذا الجاهلون منكم يصرون على إخراجنا من موضوع الحوار المُختار ونحنُ نعلم ما هو السبب لديهم، وهو أنهم عاجزون عن إقامة الحجّة على الإمام المهديّ في ذلك الموضوع ومن ثم يبحثون في مواضيع أخرى علّهم يجدون مدخلاً فيحاجون به الإمام ناصر محمد اليماني حتى يُرجعوا أنصاره عن اتِّباعه، أولئك لا يهدي الله قلوبهم أبداً ما داموا لا يبحثون عن الحقّ شيئاً وإنما يبحثون عن مدخل ولو خرم إبره علهم يقيمون الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني، أولئك من الذين أضلّتهم الشياطين عن الصراط المستقيم ويصدوهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون، وأما كيف تعلمون أنهم لا يبحثون عن الحقّ شيئاً فسوف تجدونهم حين يقيم عليهم الإمام المهديّ الحجّة الداحضة في مسألةٍ فسوف تأخذهم العزّة بالإثم ولا ولن يعترفوا بالحقّ من ربّهم مهما كان بيّنٌ في محكم كتاب الله، فلن يتّبعوه حتى ولو تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم لا شكّ ولا ريب، فلن تجدونهم يتبعون محكم آيات الله ولن يعترفوا بنقطةٍ واحدةٍ أنّ الحقّ مع الإمام ناصر محمد اليماني أولئك هُم المستكبرون عن اتباع آيات الله وسوف يصرف الله قلوبهم عن اتباع الحقّ من ربّهم من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:146].
الإثنين مارس 25, 2024 10:49 am من طرف ابرار
» كَوكَبُ سَقَر يَرفعُ حَرارةَ الأرضِ ويُخِلّ بنِظامِ كافَّةِ كَواكِبِ المَجموعَةِ الشَّمسيَّةِ وتُعاني مِن اقترابه، أفلا تَتَّقون؟!
الإثنين مارس 25, 2024 10:46 am من طرف ابرار
» إعلانُ مَوعِدِ دُخُولِ كَوكَبِ الأرضِ في مناخِ كَوكَبِ سَقَر؛ القَولُ الفَصلُ ومَا هو بالهَزلِ ..
الإثنين مارس 18, 2024 9:55 am من طرف ابرار
» الحُكْمُ مِنَ القُرآن أنَّ الله جَعَلَ غُرَّةَ رَمَضَان لعَامِكم هَذا (1445 هـ) الثُّلاثَاء ..
الإثنين مارس 18, 2024 9:49 am من طرف ابرار
» كَوكَبُ سَقَر يَرفعُ حَرارةَ الأرضِ ويُخِلّ بنِظامِ كافَّةِ كَواكِبِ المَجموعَةِ الشَّمسيَّةِ وتُعاني مِن اقترابه، أفلا تَتَّقون؟!
الإثنين مارس 18, 2024 9:36 am من طرف ابرار
» إعلانُ مَوعِدِ دُخُولِ كَوكَبِ الأرضِ في مناخِ كَوكَبِ سَقَر؛ القَولُ الفَصلُ ومَا هو بالهَزلِ ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:29 am من طرف ابرار
» إعلانُ انتهاءِ الفُصولِ الأربعةِ من بَعْد اجتياح الشِّتاءِ الجاري حتى تَخضَعوا لأمرِ اللهِ وتُسَلِّموا تَسليمًا ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:21 am من طرف ابرار
» دُعَاءُ الإمامِ المَهديّ للطَّيار الأمريكيّ (الذي أحرَقَ نَفسهُ) بِرَحمَة الله وجَنَّاتِ النَّعيمِ ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:13 am من طرف ابرار
» إعلانُ انتهاءِ الفُصولِ الأربعةِ من بَعْد اجتياح الشِّتاءِ الجاري حتى تَخضَعوا لأمرِ اللهِ وتُسَلِّموا تَسليمًا .
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:54 pm من طرف ابرار
» وصايا خليفةِ الله المهديّ إلى المُجاهدين في أرض فلسطين..
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:51 pm من طرف ابرار