.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن 27-08-2010 - 11:39 AM

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11593
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن  27-08-2010 - 11:39 AM Empty بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن 27-08-2010 - 11:39 AM

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء يونيو 11, 2019 10:08 pm


    [size=24][size=24][ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 09 - 1431 هـ
    27 - 08 - 2010 مـ
    05:55 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    سـ1ـ هل توحَّدت أمّة البشر جميعاً في عصر بعث المُرسلين إليهم من ربهم فاستجابوا جميعاً لدعوة الحق وجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم؟
    جـ1ـ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} صدق الله العظيم [النحل:36].

    سـ2ـ فهل هذا يعني أنهم اختلفوا إلى فريقين فريقاً هدى فاتبعوا رسول ربّهم وفريقاً كفروا برسول ربّهم؟ فزدنا برهاناً أكثر وضوحاً من محكم الكتاب.
    جـ2ـ قال الله تعالى: { فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ } صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    سـ3ـ وهل آمن أهل الأرض جميعاً في عصر بعث المُرسلين؟
    جـ3ـ قال الله تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } صدق الله العظيم [هود:118].

    سـ4ـ فمن هو ذلك الذي استثناه الله بتحقيق الهدى للناس جميعاً في قوله: { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } صدق الله العظيم [هود 119].
    جـ4ـ ذلكم الإمام المهدي خليفة الله في الأرض الذي هدى الله في عصر بعثه الناس جميعاً فحقق الله إشاءته بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } صدق الله العظيم [يونس:99].

    سـ5ـ وهل سوف يبعث الله الإمامَ المهدي رسولاً جديداً للناس من ربهم؟
    جـ5ـ قال الله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

    سـ6ـ إذاً حقيقة بعث الإمام المهدي أنه سيبعثه الله ناصراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكون مُحمد رسول الله هو خاتم الأنبياء والمُرسلين فلا بد أن يأتي الإمام المهدي ناصرَ لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بد أن يحاجّ الناس بذات البصيرة التي جاء بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا بُد أن يُعلّم الله الإمام المهدي بيان القرآن العظيم لكي يبينه للناس كما كان بيَّنه لهم خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل من دليل في محكم الكتاب على أنه يوجد إنسانٌ يتولى تعليمه الرحمن البيان الحق للقرآن؟
    جـ6ـ قال الله تعالى: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4) } صدق الله العظيم [الرحمن].

    سـ7ـ وهل سوف يؤتيه الله علم الكتاب ليجعله شاهداً بالحق على من كفر به؟
    جـ7ـ قال الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:43].

    سـ8ـ وكيف سوف يعلمه الله البيان الحق للكتاب ليحاج به الكافرين؟
    جـ8ـ قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].

    سـ9ـ وما يقصد الله تعالى بقوله: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].
    جـ9ـ قال الله تعالى: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4) } صدق الله العظيم [الرحمن].

    سـ10ـ ولكن ربما أنهُ يقصد خليفة الله آدم عليه الصلاة والسلام وليس خليفة الله الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام؟
    جـ10ـ قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].

    سـ11ـ مهلاً مهلاً فلم نفهم المقصود من ردك بهذه الآية ونرجو التوضيح.
    جـ11ـ يدركهُ أولو الألباب وذلك لأن الله لم يخلق آدم من علق ثم مضغة؛ بل خلقه من تراب بكن فيكون.

    سـ12ـ وهل محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رسول من الله إلى الناس كافة بالقرآن؟
    جـ12ـ قال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } صدق الله العظيم [الأعراف:158].

    سـ13ـ فهل قط آمن الناس بالقرآن جميعاً؟
    جـ13ـ قال الله تعالى: { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } صدق الله العظيم [الحج:55].

    سـ14ـ وهل عذاب اليوم العقيم هو قبل يوم القيامة؟
    جـ14ـ قال الله تعالى:{ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } صدق الله العظيم [الإسراء:58].

    سـ15ـ وهل سوف يستمر شكهم في القرآن العظيم فلا يؤمن به الناس جميعاً فيتبعوه حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ؟ فما هو عذاب اليوم العقيم الذي سوف يغشى الناس فيه العذاب حتى يؤمنون جميعاً بهذا القرآن العظيم؟
    جـ15ـ قال الله تعالى: [/size]
    [/size]بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾ } صدق الله العظيم [الدخان].

    سـ16ـ فهل هذه الآية جعلها الله آية التصديق لما يدعو إليه الإمام المهدي ناصر محمد؟
    جـ16ـ قال الله تعالى: { إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } صدق الله العظيم [الشعراء:4].

    سـ17ـ وما هي هذه التي تأتيهم من السماء؟
    جـ17ـ قال الله تعالى: 
    فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾ } صدق الله العظيم [الدخان].

    سـ18ـ ولكن أليس هذا الخطاب موجَّه لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
    جـ18ـ قال الله تعالى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) } صدق الله العظيم [الأنفال].

    سـ19ـ صدق الله ورسوله { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } صدق الله العظيم [الأنفال:33]، ولكن فمن أي الكواكب مطر الحجارة المرتقب بكسف الدُخان المبين؟
    جـ19ـ قال الله تعالى: { وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم [الأنبياء].

    تعليق من السائل: "إذا كنت يا ناصر محمد اليماني حقاً المهدي المنتظر الذي يؤتيه الله البيان الحق للذكر وجئت من الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بُد أن تكون أنت وكوكب العذاب الذي بيّنته من محكم الذكر في سباقٍ إلى البشر، لكونك تُفتي أنّّ الله سوف يظهرك به على العالمين في ليلةٍ وهم صاغرون، ولو كنت بيّنته لنا من كتب البشر لما صدقناك وليس كتب البشر حُجة على البشر؛ بل الحجة أن تبينه من كتاب الله الواحدُ القهار وتفصله تفصيلاً وبالعقل والمنطق، بما إن البشر صاروا يغزون الفضاء فوصلوا إلى سطح القمر فبالعقل والمنطق إذا كان كوكب سقر الذي بينته للبشر من محكم الذكر جاء قدر مروره وقدر بعث المهدي المنتظر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فلا بُد أن يُحيط به علماء الفضاء بأنه يوجد هناك كوكبٌ يقترب من أرض البشر فهذا ما يقوله العقل والمنطق حتى ولو لم يستطيعوا أن يقدروا اليوم الذي سيمر فيه على أرض البشر فبالعقل والمنطق أضعف الإيمان لا بد أن يحيط به علماء الفضاء البشر من قبل أن يمرَّ على أرض البشر، فهذا ما يقوله العقل والمنطق. فبقي على الباحثين عن الحق أن يبحثوا في علوم الفضاء لدى علماء الفضاء ويقولوا يا علماء الفضاء هل حقاً يقترب كوكب من الأرض في هذا العصر الذي نحن فيه وهل هو كوكب تحيط به النار كون هناك رجل في الإنترنت العالمية يُفتي بآيات بينات من محكم الذكر ويقول إنها من آيات التصديق لكتاب الله القرآن العظيم، ومنها قول الله تعالى: 
    { وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) } صدق الله العظيم [الأنبياء]".

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    السائل والمجيب بالحق، الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11593
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن  27-08-2010 - 11:39 AM Empty 08-06-2011 - 07:35 PM

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء يونيو 11, 2019 10:13 pm






    - 3 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 09 - 1434 هـ
    29 - 07 - 2013 مـ
    09:22 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    إنّما جعل الله برهان بعث الإمام المهديّ في أسرار القرآن، وذلك لأنّه لن يأتيكم بكتابٍ جديدٍ بل يُحاجّ النّاس بالقرآن المجيد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أمّا بعد..
    إنّما تعلمون حقيقة بعث الإمام المهديّ في أسرار القرآن مثال قول الله تعالى: 
    {وَيَقُول الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْت مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنكُمْ وَمَنْ عِنْده عِلْم الْكِتَاب} صدق الله العظيم [الرعد:43].

    فالذي يؤتيه الله علم الكتاب فيجعله شاهداً على العالمين فيحاجّهم بالقرآن المجيد فيهديهم به إلى صراط العزيز الحميد فذلكم هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يدعو العالمين إلى أن يتخذوا رضوان الله غايةً لتحقيق عكس هدف الشياطين (فيرضى)، ولا يرضى الله لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. ولذلك قال الله تعالى: 
    {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ وأنصاره يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون ليجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الشكر لله كون الله يرضى لعباده الشكر ونحن اتّخذنا رضوان نفس الله غايةً، ولكن الشيطان وحزبه تجدونهم يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون ليجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر كونهم علموا إنَّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. ولذلك قال الشيطان الرجيم: 
    {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فكيف يكونون على ضلالٍ مبينٍ قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين أفلا تتفكّرون؟ كون الشيطان وحزبه يسعون إلى تحقيق هدفٍ في نفس الله وهو عدم رضوان الله على عباده وهو الهدف المعاكس لهدف المهديّ المنتظَر وحزبه. 
    لكون في سرّ دعوة المهديّ المنتظَر حقيقة اسم الله الأعظم؛ صفة رضوان نفس الله على عباده، ولذلك خلقهم، وسوف يهديهم الله من أجل تحقيق هدف الإمام المهديّ ليتحقق الهدف من خلقهم فيتخذوا رضوان الله غايتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاس أمّةً واحدةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ (119)} صدق الله العظيم [هود].

    وإلى البيان الحقّ فأمّا قول الله تعالى: 
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاس أُمّةً واحِدَةً}، فتجدون البيان في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وأمّا البيان الحقّ لقوله تعالى: 
    {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ويقصد في عصر بعث الرسل فمن أوّلهم إلى خاتمهم فلم يتحقق هدى الأمّة كلها في عصر بعث الرسل. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
     {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنّة وَالنّاس أَجْمَعِينَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر الذي اتّخذ رضوان نفس ربّه غايةً، وكيف يكون الله راضياً في نفسه على العالمين؟ وذلك حتى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيرضى.

    وأمّا قول الله تعالى: 
    {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} كون سرّ الخلق هو في دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر ليتخذوا رضوان نفس الله غاية وليس وسيلة لتحقيق النّعيم الأصغر كون رضوان الله هو النّعيم الأكبر من نعيم الجنة، فكيف تتخذون النّعيم الأكبر وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة الأصغر؟ ألم يقل الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فقد أفتاكم الله في محكم كتابه أنَّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: 
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    كون الله خلقهم ليتّخذوا رضوان ربّهم غاية فيكونوا له عابدين ولم يخلقهم من أجل جنّته بل خلق الجنّة من أجلهم وخلقهم لهدفٍ في نفس ربّهم وهو ذات الهدف الذي يدعوكم إلي تحقيقه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي سوف يتمُّ الله بعبده نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:33].

    وقول الله تعالى: 
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    ولا يخصّ المهديّ المنتظَر من سورة القلم إلا الحرف
     نون الذي أقسم به الله لمحمدٍ رسول الله لينصرنّه به فيتمّ ببعثه نورَه على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره فيظهره على الدين كله في مشارق الأرض ومغاربها.

    وكذلك يوجد برهان بعث المهديّ المنتظَر في آياتٍ كثيرة ولكن في أسرار القرآن للمتدبّرين المتفكّرين، ولم يجعل الله برهان بعث الإمام المهديّ في محكم القرآن بل في أسرار القرآن، بل جعل البرهان البين لبعث الإمام المهدي في سنّة البيان. والحكمة من ذلك كون الإمام المهدي لن يأتيكم بكتاب جديد بل يحاج النّاس بالقرآن المجيد، فمن يكفر بدعوته فإنّما كفر بما تنزَّل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كون الإمام المهدي يدعو إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ، وما عندي غير ذلك شيئاً.

    ويا معتبر؛ من ألدّ أعداء دعوة الاحتكام إلى الذكر، إنَّ قاعدة كشف الأحاديث المكذوبة واحدةً موحدةً في كافة البيانات فإنّ ما وجدناه من الأحاديث قد جاء مخالفاً لمحكم الكتاب فهو حديثٌ مفترًى على الله ورسوله في أحاديث سنّة البيان، ولذلك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يدعو كافة علماء المسلمين إلى تطبيق هذا النّاموس في محكم الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة، والقاعدة في محكم القرآن حكم من الله بين المختلفين بأنّ الأحاديث المفتراة في سنة البيان أنّهم سوف يجدون بينها وبين محكم القرآن تناقضاً واختلافاً كبيراً، هذه القاعدة لكشف الأحاديث المكذوبة لم يأتِ بها ناصر محمد من عنده، بل الله من أمركم بذلك أن تقوموا بعرض الأحاديث النبويّة على محكم القرآن العظيم وعلَّمكم الله أنّ ما كان منها مفترًى على النبي بأنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافاً كثيراً (82) } صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معتبر، إنّ كتاب الله وأحاديث البيان في سُنّة رسوله لا شك ولا ريب أنّهم من عند الله و إنّما ندعوكم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم على هذا الأساس إنَّ ما وجدناه من الأحاديث جاء مخالفاً لمحكم القرآن، فهنا تعلمون علم اليقين أنّ ذلك حديثٌ مفترى لا شك ولا ريب.

    ويا معتبر، وما قط وجدتَ الإمام المهديّ يقولُ غير ذلك في كافة البيانات، والسؤال الذي يطرح نفسه في الحكم في الأحاديث الحقّ المبشرة ببعث الإمام المهديّ المنتظَر فما وجدناه جاء يخالف لأيٍّ من آيات الكتاب المحكمات فهو حديثٌ مفترى، فبعد عرض القاعدة لكشف الأحاديث المكذوبة فهل وجدت حديثاً يبشر ببعث الإمام المهديّ جاء مخالفاً حتى لآيةٍ واحدةٍ في محكم القرآن العظيم؟ فآتنا بها إن كنت من الصادقين.

    إذاً يا معتبر فإذا كانت الأحاديث المبشّرة بأنّ الله يبعث الإمام المهديّ فإذا كانت لم تخالف القرآن في شيء فكيف حكمت عليها بالباطل؟ وربما معتبر يودّ أن يقول: "إني لم أحكم عليها بالباطل يا ناصر محمد فأنا مؤمنٌ بكتاب القرآن العظيم بأحاديث السُّنة النبويّة ومنها الحديث الذي أجادلكم به (كل مجتهد مصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر)". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل له وزرٌ ووزرُ من اتّبعه إلى يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].

    كون من قال على الله ما لا يعلم علم اليقين أنّه الحقّ من ربّه لا شكّ ولا ريب فقد أطاع أمر الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن القول على الله بغير سلطان العلم البيّن من ربّهم ذلك من كبائر الإثم في محكم الكتاب قد حرَّمه الله على المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    فهل تعلم عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: 
    {وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؟ أي أنّه محرَّمٌ على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم لا شك ولا ريب كون ذلك هو اتّباع الظنّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً لكون زلة عالِمٍ تكون سبباً في زلة عالَم بأسره، فليس خطأُ من يقول في دين الله بغير الحقّ خطأً سهلاً ينحصر ضرره على العالِم وحده بل يكون سبب في إضلال أمّةٍ بأسرها تتّبعه، فكيف يكون له أجرٌ من قال على الله في دينه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيء؟ وقال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظنّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (116)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    كون قول المفتي في دين الله وهو يظنّ أنّ قوله قد يصيب وقد يخطئ فذلك هو الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظنّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شيئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [يونس:36].

    فلا بدّ لكم أن تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لعرض أحاديث السُّنة النبويّة على الأساس الحقّ كما حكم الله بين المختلفين، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم القرآن من الأحاديث النّبوية فهو حديثٌ مفترًى من عند غير الله ورسوله، وما دعوتُكم إلا لتطبيق هذا النّاموس في محكم القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة من بدء الدعوة المهديّة. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافاً كثيراً (82)} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معتبر، إن كنت تنكر أحاديث البشرى ببعث المهديّ المنتظَر فيجب عليك أن تثبت أنّها جاءت مخالفةً لأيٍّ من الآيات المحكمات البيّنات إن كنت من الصادقين.

    ويا معتبر، نحن قومٌ يحبّهم الله ويحبونه نؤمن بكتاب الله وأحاديث رسوله الحقّ في سنّة البيان ولا نفرّق بين كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؛ نورٌ على نورٍ، وإنما ننكر ما جاء في الأحاديث النّبوية مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، فما خطبك لا تفهم الخبر يا معتبر الذي يريد أن يلبس الحقّ بالباطل وهو من ألدّ أعداء دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ بل ويحاجنا في أحاديث بعث الإمام المهديّ المنتظَر! ومن ثمّ نردّ على المعتبر ونقول: ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فهو حديثٌ باطلٌ مفترى على الله في سُنَّة رسوله.

    ويا معتبر، لسوف أفتيك بالحقّ لماذا لم تأتِ البشرى ببعث المهديّ المنتظَر في آيات بيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في محكم القرآن العظيم؛ ولسوف أفتيك عن السبب بالحقّ، وذلك كون خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلا كتاب جديد من بعد القرآن وإنما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليحاجّهم بهذا القرآن العظيم الذي تنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك حتى يكون القرآن العظيم هو الحجّة بينكم وبين الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فإن استجبتم لدعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد فإنما استجبتم إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ لكونه لن يأتيكم بغير ما في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وإن كذّبتم فإنّما كذّبتم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ لكونه لم يبعثه الله بوحيٍّ جديدٍ ولا بكلمةٍ واحدةٍ غير ما في كتاب الله وسنة رسوله، ولكنّك من الذين يصدون عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ صدوداً وتريد أن يعتصم المسلمون بأحاديث الشيطان الرجيم التي تأتي مخالفةً لمحكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وعليه فسوف يُفتي المهديّ المنتظَر في حقّ المعتبر من غير ظلمٍ بإذن الله: فسوف تجدونه يا معشر الأنصار دائماً يعتصم بما يأتي مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولذلك سوف تجدونه يعتصم بكافة أحاديث شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وكذلك يعتصم بحدّ الرجم للزاني المتزوج كونه جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، وكذلك تجدونه معتصماً بكافة أحاديث عذاب القبر، وكذلك سوف تجدونه معتصماً بالمبالغة في رسل الله ويحرّم منافستهم في حبّ الله وقربه ويحرّم على المسلمين أن يتمنّى أحدهم أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الله من كافة رسله، فيقول لكم ما ينبغي لكم أن تتمنّوا أن يكون أحدكم أحبّ إلى الله وأقرب من رسوله كونه يعلم أنّ من اعتقد أنّه لا يجوز منافسة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فقد أشرك بالله بسبب المبالغة الغير الحقّ في رسل الله ويرجون شفاعتهم بين يدي الله.

    وعلى كل حال إنّي أتحداك يا معتبر أن تُجيب دعوة الاحتكام إلى محكم الذِّكر القرآن العظيم لعرض أحاديث سنّة البيان وذلك بهدف الكشف عن الأحاديث المكذوبة عن النّبي، فما وجدناه من أحاديث سُنّة البيان جاء مخالفاً لمحكم القرآن فقد تبيَّن لكم أنه حديث شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّكم عن اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأشهد لله في الدنيا والآخرة أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله كما القرآن من عند الله ولن تجدوننا نُنكِر منها إلا ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم، ونكرِّر ونقول لن تجدوننا نُنكِر منها إلا ما جاء منها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم..
    ونكرر للمرة المليون مرة: أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يُنكِر من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم. 

    وإن قال المعتبر: "إنّ أحاديث بعث المهديّ المنتظَر جاءت مخالفةً لمحكم القرآن العظيم"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد وأقول ما أمر الله أن يقال لأمثالكم: 
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾} [البقرة].

    وأشهد الله أنّ أي حديث في شأن الإمام المهديّ جاء مخالفاً لمحكم القرآن فذلك حديثٌ مفترى، فقد عرضنا الأحاديث التي تخصُّ شأن الإمام المهديّ المنتظَر على محكم كتاب الله فوجدنا منها ما هو حقٌّ ومنها ما هي باطلٌّ مفترى، ومن ثم نسفتُ الباطل نسفاً بآيات محكمات بيّنَات وفركته بنعل قدمي ولا أبالي، ولن تفلت من مباهلة المهديّ المنتظَر يا معتبر بعد أن نُنهي جدالنا فيما آتانا الله من العلم، ولن نردّ عليك في شيء سبقت الفتوى فيه بل على الأنصار أن ينسخوا لك ردوداً على أمثال في نفس النقاط أو يقتبسوا نصّ الردّ من البيان شرط أن يكون اقتباساً متكاملاً من البيان، وإذا لم نهيمن عليك بسلطان العلم من محكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد.

    وربّما يودّ معتبر أن يقول: "ومن قال لك يا ناصر محمد أنّ اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إن هذا يكاد أن يكون هو الشيء الوحيد الذي اتّفق فيه كافة علماء الأمّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم فتجدهم يؤمنون إنّما يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلن تجدهم يعتقدون أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يعتقدون إنما يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصراً محمداً صلى الله عليه وسلم تسليماً وآله الأطهار وصحابته الأخيار، فاتّقِ الله يا معتبر ولا تصدّ البشر عن اتّباع البيان الحقّ للذكر، وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً بيني وبينك أنّك من ألدّ أعداء المهديّ المنتظَر الحقّ سواءً يكون الإمام المهدي هو ناصر محمد اليماني أو غيره، فلو تجد الإمام المهديّ المنتظَر يا معتبر لاتّخذته عدواً لدوداً فهكذا هم اليهود كابراً عن كابرٍ وقد عرفناك من خلال لحن قولك من بادئ الأمر، ومثلك كمثل (الزمان القديم) تصدّون عن الصراط المستقيم وضدّ دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم واتّخذتم الشيطان الرجيم وليّاً حميماً، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النّشور.

    وعلى كل حال أهم شيء لدينا أن تعدنا بالمباهلة، ألا والله الذي لا إله غيره لن أتردّد عن مباهلتك شيئاً يا معتبر فمن ثم نبتهل إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الداعي إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لكشف الأحاديث المكذوبة في السُّنة النبويّة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11593
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن  27-08-2010 - 11:39 AM Empty رد: بيان البُرهان لبعث المهدي المنتظر في مُحكم القرآن 27-08-2010 - 11:39 AM

    مُساهمة من طرف ابرار الثلاثاء يونيو 11, 2019 10:23 pm

    اقتباس المشاركة: 5117 من الموضوع: ردود الإمام على الشيخ أحمد الهواري..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 05 - 1431 هـ
    09 - 05 -2010 مـ
    03:42 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?p=1985
    ـــــــــــــــــــ



    ردُّ الإمام المُهيّمن بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين ولا أُفرّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..
    وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفى أكرِّر الترحيب بفضيلة الشيخ أحمد أحد مشايخ العلم من دولة الأردن الشقيقة وبكافة عُلماء أمَّة الإسلام والنّصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحقّ من مُختلف دول البشر، واُرحِّب بكافة الكُفار للحوار في موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فأهلا بكم وسهلاً ومرحباً بضيوف طاولة الحوار العالميّة الحرّة.

    ونقتبس من بيان فضيلة الشيخ أحمد ما يلي:


    أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الشيخ فكيف لا يصلح أن يكون دليلاً كلامُ الله الحقّ المحفوظ من التحريف والتزييف؟ وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ‌ مُسْتَكْبِرً‌ا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْ‌هُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    ويا فضيلة الشيخ أحمد تذكَّر فتواك بالباطل بما يلي:


    أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا

    ولكنّي الإمام المهديّ بعثني الله مُتّبِعاً ولستُ مُبتدِعاً بمعنى أنّي أحاجّ الناسَ بما كان يُحاجُّهم به جدّي مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولذلك تجدني أدعو الى الله بذات البصيرة التي يُحاجّهم بها مُحمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- القُرآن العظيم لأنّي من أتباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك أحاجُّهم بذات البصيرة التي يُحاجّهم بها خاتم الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف: 108].

    وما هي هذه البصيرة؟ وتجد الفتوى في قول الله تعالى: 
    {إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ رَ‌بَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّ‌مَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْ‌تُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْ‌آنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِ‌ينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِ‌يكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِ‌فُونَهَا ۚ وَمَا رَ‌بُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فانظر إلى البصيرة الحقّ:
     {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى: {وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} أي من المُنذرين بكتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} [الأنعام:19].

    وإنّما الإنذار لهم من ربِّهم هو أن يتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربِّهم تنفيذاً لأمر الله تعالى: 
    {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف:3].

    ولن يتّبِع الذكرَ؛ كلام الله المحفوظ من التحريف إلا من كان يخشى الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

    وأمر الله نبيَّه أن يُجاهد الكُفار بهذا القرآن العظيم جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {فَلَا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

    بمعنى أنّه لا يتَّبع أهواءَهم المُخالفةَ لما أنزل الله عليه في محكم القرآن العظيم، وأنّه لو يتَّبع أهواءَهم المُخالفةَ لما أنزل الله في القرآن العظيم لضلّ عن الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].

    وبما أنّ الإمام المهديّ يبعثه الله مُتَّبِعاً لمُحمدٍ رسولِ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأُمرتُ بتنفيذ ما أمر الله به جدّي تماماً أن أحذو حذوَه فأُجاهد الناس بمُحكم القُرآن العظيم جهاداً كبيراً، وأن لا أتَّبع أهواءَهم المُخالفة لمُحكم آيات الكتاب البيّنات، بل أنا الإمام المهديّ المُعتصم بحبل ِالله القُرآن العظيم النور الذي أنزله الله على نبيّه. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ}صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وأمر الله نبيّه أن يحكم بما أنزل الله بين المُختلفين في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} [النساء:105].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
     {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: 
    {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    ومن ثمّ دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذين فرّقوا دينهم شِيعاً من أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فأعرض الذين هم للحقّ كارهون. وقال الله تعالى:
     {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وقال الله تعالى:
     {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولكنّ كثيراً من عُلماء المُسلمين اليوم قد اتّبعوا أحاديثَ مُفترياتٍ على رسوله من قِبَلِ فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله عليهم في آيات الذكر الحكيم، وسبق الإنذار للذين من قبلهم من المُسلمين. وقال الله تعالى:
     {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِ‌يقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُ‌دُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿١٠٠﴾وَكَيْفَ تَكْفُرُ‌ونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَ‌سُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأمّا كيف الاعتصام بالله؟ وهو أن تعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    وإنّما الاعتصام هو الاتّباع لكتاب الله القرآن العظيم وعدم الاعتصام بما خالف لمُحكم كتاب الله، ومن اعتصم بحبل الله القرآن العظيم فقد هُدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذاً يا فضيلة الشيخ لقد أصبح كتاب الله القرآن العظيم هو الحجّة عليكم من ربّكم وحَفِظَهُ من التحريف حتى لا تكون لكم الحجّة على الله يوم لقائه. وقال الله تعالى: 
    {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولم يحفظ الله كتابه القرآن العظيم من التحريف عبثاً؛ بل لكي تتّبعوه جيلاً بعد جيلٍ لعلكم تُرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم، وحتى لا تكون لكم الحجّة على الله لو تمَّ تحريف القرآن عبر الأجيال فلم يتبيّن لكم الحقّ من الباطل. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

    وذلك لأنّ الله جعله البُرهان من الله للعالم على طالب العلم فجعله الله بُرهان الصدق من ربّ العالمين. ولذلك قال الله تعالى: 
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    وبما أنّ القرآن هو البرهان للعالم على طالب العلم وعلى الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى: 
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ألا وإنّي الإمام المهديّ آتاني الله حُكم الكتاب بقوةٍ حتى لا يُحاجّني عالِمٌ من القُرآن إلا هيمنتُ عليه بسُلطان العلم المُحكم من كتاب الله القُرآن العظيم، وجعلني الله إمامَ عدلٍ وحَكَمَ فصلٍ بما أنزل الله، ولذلك زادني بسطةً في علم البيان للقُرآن العظيم ليكون بُرهان الخلافة كما زاد آدم بسطةً في العلم على الملائكة، ولم يأمر الله ملائكته بالسجود لآدم إلا من بعد إقامة الحجّة بسُلطان العلم أنّه زاد آدم بسطةً في العلم عليهم، فأثبت خليفة الله آدم أنّ الذي اصطفاه عليهم قد زاده بسطةً في العلم، وقال الله تعالى:
     {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    أم إنَّكم لا تعلمون لماذا وبَّخ الله ملائكتَه بقولِه:
     {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}؟ وذلك بسبب قولهم لربهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}، وكأنّهم أعلم من ربِّهم، سُبحانه! وما كان لهم الخيرة في خليفة الله ولا للجنّ والإنس ولا يُشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 68].

    فكيف يحقّ لكم أنتم يا معشر عُلماء المُسلمين الخيرة في اصطفاء المهديّ المنتظَر حتى حرّمتم عليه أن يُعرّفكم بشأنه فيكم إذا ابتعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ بل قلتم أنَّكم أنتم من تصطفون المهديّ المنتظَر من بين البشر، فيا عجبي منكم! وما يدريكم بعصر بعث المهديّ المنتظر؟ وما يُدريكم أي شخصٍ في البشر المهديّ المنتظر؟ وما يُدريكم في أي جيلٍ وفي أي أمَّةٍ هو ما لم يبعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور فيؤتيه حُكمَ الكتابِ بقوةٍ كما آتاه لأنبيائه ورُسله والتابعين لكُتبه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
     {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:63].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: 
    {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} صدق الله العظيم [مريم: 12].

    وليس الأمر بأخذ الكتاب بقوة حصريّاً على الأنبياء والمهديّ المنتظَر؛ بل على كل عالمٍ من عُلماء الدين وأتباعهم. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {‏‏وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم‏} [الزمر:55].

    {‏‏فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} [الزمر]

    ويا أيها الشيخ أحمد الهواري عجباً قولك ما يلي:


    أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا

    فكيف لا يصلح القُرآن العظيم يا فضيلة الشيخ أحمد أن يكون دليلاً على الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم الذي بعثه الله حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لوحدة صفّكم من بعد تفرّقِكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ أم تُريد الإمام المهديّ يأتيكم بجديدٍ؟ ولكنّ الإمام المهديّ مُتبعٌ وليس مبتدعاً. ويا رجل إنّما الإمام المهديّ جعله الله حكماً بينكم والحقّ قد تفرّق هُنا وهُناك فمن الطوائف من يكونون على الحقّ في مسألةٍ ولكنّهم على باطلٍ في أخرى، ولن تجد الإمام المهديّ ينتمي إلى طائفةٍ من طوائفكم وذلك لأنّك إن وجدتني صدقت طائفةً في مسألةٍ في الدين فستجدني أخالفهم إلى الحقّ في مسألةٍ أخرى فلا تكن من الجاهلين أخي الكريم.

    وأمّا قولك بما يلي:


    اذاً لا بد ان نضع ضابطا محكما لمعرفة المهديّ الحقّ فما هو الضابط: هل هو العلم؟ اي ان يكون في غاية من الحجّة والبرهان؟ الجواب لا لان العلماء بهذا الوصف كثيرون

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: بل الضوابط التي تستطيعون من خلالها معرفة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم هو أن يزيده الذي اصطفاه عليكم بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن حتى يُهيمن عليكم جميعاً بحكم الله الحقّ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون يستنبطه لكم من محكم القرآن العظيم حتى يهيمن على كافة المُختلفين في الدين بمُحكم القرآن العظيم سواء يكونون من الأُمّييِّن أو من أهل الكتاب، وذلك لأنّ الله جعل بُرهان الإمامة والقيادة هي البسطة في العلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    وكذلك الإمام المهديّ مَثلُه كمثلِ طالوت الذي اصطفاه الله إماماً لبني إسرائيل فزاده بسطةً في العلم عليهم، وكذلك الإمام المهديّ زاده الله عليكم بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن ليكون البرهان في عصر الظهور، وجعل القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة، ولذلك أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القُرآن العظيم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. وقال الله تعالى: 
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظروا لقول الله تعالى 
    {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، ولذلك وجب على الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم إذا حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور أن يدعوكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم فيستنبط لكم حُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى: 10].

    وأما قولك أنّ العُلماءَ كثيرون ولذلك لا ينبغي أن يكون الضابط الحقّ لمعرفة المهديّ المنتظَر هو سُلطان العلم. ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي لستُ مثلكم أقول على الله ما لم أعلم وأفتي الناس مثلكم ومن ثم أقول: "والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي"! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. بل أتحدّى بسُلطان العلم المُلجم لكُل عالِم حتى يتّبع الحقّ أو يكفر بمحكم القُرآن العظيم أو يصمت كما صمت فضيلة الشيخ أحمد الهواري الذي كان يظنّ أنّ الروايات لم يأتِ بينها حديثٌ مُفترًى من الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر حتى صدّوكم عن الصراط المستقيم حتى إذا ضربنا لك على ذلك مثلاً وآتيناك بروايةٍ شيطانيّةٍ جعلتكم تكفرون بتحدي الله وتعتقدون بتحدي الشيطان الرجيم على أنّه يعيد روح ميتٍ من بعد أن قتله ومرّ بين الفلقتين ومن ثم أرجع إليه روحه من بعد موته فأحياه، والشياطين يعلمون علم اليقين أنّ وليهم الباطل من دون الله لا يستطيع أن يفعل ذلك وإنما يريدون أن تكفروا بتحدي الله في مُحكم كتابه: 
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ومن ثم جعلوكم تعتقدون بعكس التحدي من ربّ العالمين فاعتقدتم أنّ الباطل المسيح الكذاب سوف يعيد روح ميت من بعد قتله فأصبحتم تكذِّبون بتحدّي الله في محكم كتابه وأنتم لا تعلمون وتحسبون أنّكم مهتدون، وأنتم لستِم على شيءٍ حتى تتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربِّكم في مُحكم القرآن العظيم، وقال الله تعالى للمُختلفين من أهل الكتاب أمثالكم أنّهم ليسوا على شيءٍ حتى يُقيموا التّوراة والإنجيل والقُرآن العظيم. قال الله تعالى:
     {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التّوراة وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:68].

    وذلك لأنّ القُرآن لا يكفر بما أنزل الله في التّوراة والإنجيل، بل مُصدق لما بين يديه من التّوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التّوراة وَالإِنجِيلَ} صدق الله العظيم [آل عمران:3].

    وإنّما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل وما خالفه في التّوراة والإنجيل فهو باطلٌ مُفترًى. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: 
    {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التّوراة فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [المائدة:43].

    وقال الله تعالى:
     {إِنَّا أَنزَلْنَا التّوراة فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44].

    وقال الله تعالى:
     {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التّوراة وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم من ربِّهم لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:66]

    وأنا الإمام المهديّ مُصدقٌ لما بين يديَّ من التّوراة والإنجيل والقُرآن العظيم الذي جعله الله المرجع والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة وما خالف فيهما جميعاً لمُحكم القرآن العظيم، فاشهدوا أنَّ ناصر محمد اليماني لمن أشدّ الناس كُفراً لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة والإنجيل أو في السُّنة النَّبويّة، وما سبب كُفري بما خالف لمُحكم القرآن العظيم إلا لأنّي أعلمُ علم اليقين أنّ ما خالف لمُحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة أنهُ من عند غير الله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فكيف لا أكفر بحكم الطاغوت وأفركه بنعل قدمي؟ ولا حاجة لي برضوانكم حتى أتّبع أهواءكم، ولا ولن أعبدُ رضوانكم؛ بل أعبدُ رضوان الله حتى يكون ربّي راضياً في نفسه، ومن ثم يجعل ساكن الأرض والسماء يرضون عن الإمام المهديّ إلا الشياطين من كُل جنسٍ من الجنّ والإنس الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل وإن يروا سبيل الحقّ لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الباطل يتخذوه سبيلاً؛ أولئك لا يزيدهم الله ببعث الإمام المهديّ إلا رجساً إلى رجسهم ويهدي الله بالإمام المهديّ ما دون ذلك من كافة الأمم ما يدبُّ أو يطير، وسيريكم الله آياته ويؤتي مُلكه من يشاء. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ من ربِّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم[البقرة:26].

    أم أنَّكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله تعالى:
     {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}؟ إنّها آيات الله من جميع الأُمم ما يدبُّ أو يطير من البعوضة فما فوقها، فهل يا فضيلة الشيخ لو يوحي الله إلى كافة جنوده من الأمم من كُلِّ شيء من البعوضة فما فوقها أن يطيعوا أمر خليفة الله الإمام المهديّ فيكونوا جُنوده ضدّ جُنود إبليس المسيح الكذاب أجمعين من شياطين الجنّ والإنس ويأجوج ومأجوج فهل سوف تُصدِّقون بآيات الحقّ من ربِّكم؟ والجواب كلا وربِّي فلن يزيدكم ذلك إلا طُغياناً وكفراً فتقولون إنك أنت المسيح الكذاب. وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوْا لِيُؤْمِنُوْا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُوْنَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    وذلك لأنّ عقيدتكم في آيات الله مُخالفةٌ لناموس الحقّ في الكتاب وذلك لأنّ الله ما قط أفتاكم أنّه يؤيّد بآياته أعداءه، سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً! وبما أنّ عقيدتكم أصبحت بغير الناموس الحقّ في الكتاب ولذلك امتنع الله من إرسال الآيات بسبب كُفركم المقدم بها جميعاً، ولذلك فقدَّم العذاب من قبل الآيات. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولذلك سوف تأتيكم آية العذاب من السماء ومن ثم تخضع أعناقكم من هولها لخليفة الله الحقّ من ربِّكم، والفتوى تجدوها في قول الله تعالى: 
    {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَة فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء: 4].

    وأما نوع هذه الآية فتجدون الفتوى في قول الله تعالى: 
    {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ومن ثم تصدقون بهذا القرآن العظيم فيتّبعه كافة من كفر به من قبل. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج: 55].

    وسوف يستمر الشكّ في القُرآن العظيم في قلوب الذين كفروا به من العالمين حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة؛ بل عذاب يومٍ عقيمٍ ومن ثم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم جميعاً فيتّبعوه وهم صاغرون، ومن ثم يُتمّ الله نوره على العالمين فيؤمنون به أجمعين فيذهب الشك من قلوبهم في الحقّ من ربِّهم فيؤمنون به أجمعين فيقولون:
     {رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ويا فضيلة الشيخ أحمد الهواري، غفر الله لك وثبّتك على الصراط المُستقيم فلا تكن من المُمترين وكُن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في عصر بعث الإمام المهديّ ليهديك وجميع المُسلمين إلى الصراط المُستقيم، ولم أعرض عن مسائلك في بيانك فإنّي على إلجامك بالحقّ لقدير بإذن الله العليم الخبير، وإنّما أريد أن نتّفق أولاً أن نجعل القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة أم تظنّ الإمام المهديّ سوف يبعثه الله ليحاجّ البشر بكتاب الُبخاري ومُسلم أو بحار الأنوار؟ هيهات هيهات؛ بل المهديّ المنتظَر يُحاجّ البشر بمحكم الذكر كتاب الله القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليكون حُجّة الله عليكم من بعد تنزيله إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
     {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ارفقوا بضيفكم الكريم فضيلة الشيخ أحمد الهواري وقولوا لهُ قولاً كريماً وتذكّروا كيف كنتم من قبل أن يهديكم الله إلى الحقّ، وإذا شئتم الردّ فاقتبسوا من بيان الإمام المهديّ. تصديقاً لقول الله تعالى: 
    {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 4:06 am