.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بك في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فالرجاء التسجيل

وإذا كنت عضو من قبل فقم بتسجيل الدخول

.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.::الإمام ناصر محمد اليماني::.

منتدى المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني المنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر

مرحباً بكم في منتديات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28

    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11594
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28 Empty مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28

    مُساهمة من طرف ابرار الجمعة يناير 18, 2013 4:08 pm


    الإمام ناصر محمد اليماني 02:20 am 04-03-2010
    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ولا اُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وياأيها السائل إني الإمام المهدي أُصلي وأسلم على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلباً وقالباً وأسلمُ عليهم تسليماً وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمد رسول الله من قبل الفتح وأشدوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المُبين أولئك أثني عليهم جميعاً كما أثنى الله عليهم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }صدق الله العظيم

    ومنهم أبو بكر الصديق بالحق من الأنصار السابقين الأخيار ومن صحابة مُحمد رسول الله قلباً وقالباً وذكر الله صحبته في محكم الكتاب في قول الله تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )صدق الله العظيم

    ولذلك فإني الإمام المهدي أصلي على أبي بكر وعُمر وأسلم عليهم من ربهم وأقول فيهم قولاً كريما" إنهم من الأنصار السابقين الأخيار في عصر العسرة من قبل التمكين بالفتح المُبين أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه تصديقاً لقول الله تعالى ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18)صدق الله العظيم

    أليس أبا بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشجرة ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبشرين بنعيم رضوان الله عليهم تصديقاً لقول الله تعالى(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )صدق الله العظيم

    وأما معاوية ابن أبي سُفيان وإبنه يزيد فقد سبق فيهم الحكم الحق في الحديث الحق أنهم هُم الفئة الباغية على المُتقين ولن تجدني ألعن أحداً من المُسلمين حتى ولو علمت أنهم كانوا خاطئين إلا المُنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر وأما غير ذلك فالحكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتزم بقول الله تعالى(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)صدق الله العظيم

    ويا أيها النابغة إن كُنت نابغة حقاً فلتسعى مع الإمام المهدي لجمع المُسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أمة أخرجت للناس لا يفرقون دينهم شيعاً وأحزاباً فهذا مُحرم في كتاب الله في قول الله تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)صدق الله العظيم

    فهل تعلم بالبيان الحق لقول الله تعالى(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) وهُن الآيات المُحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم تصديقاً لقول الله تعالى (‏( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ))صدق الله العظيم

    ألا وإن من الكبائر إختلافكم في الدين الذي يسبب تفرق المُسلمين شيعاً واحزاباً فيفشلوا فتذهب ريحكم كما هو حالكم فذلك من كبائر مما تنهون عنه بعدم التفرق في الدين وتدمير وحدة المُسلمين ولذلك وعدكم الله لإن خالفتم أمره بعذاب عظيم تصديقاً لقول الله تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)صدق الله العظيم

    وسبب العذاب لأنهم أعرضوا عن البينات من ربهم في محكم كُتبه تصديقاً لقول الله تعالى((( وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) )) صدق الله العظيم

    ولذلك تجد الإمام المهدي يدعو عُلماء المُسلمين وأمتهم إلى الإحتكام إلى آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم والسؤال الذي يوجهه المهدي المنتظر إلى كافة ُعلماء المُسلمين هو لماذا لا يجيبوا داعي الإحتكام إلى آيات الكتاب البينات في مُحكم القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين ولا يزالون يتبعون ملة فريق من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى(((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23))))صدق الله العظيم

    وذلك لأنه يوجد فيه الحكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقاً لقول الله تعالى ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ )

    ({إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}صدق الله العظيم

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الإحتكام إلى كتاب الله وقال الله تعالى ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23))))صدق الله العظيم

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تتبعون ملتهم فتعرضون عن دعوة الإحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا فلماذا تنهجون نهجهم وتعرضون عن آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا من الفاسقين المُعرضين عن آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم فتذكروا قول الله تعالى((( وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99))) صدق الله العظيم

    وذلك لأنها من آيات أم الكتاب البينات هُن أم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ )صدق الله العظيم

    ومن آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم قول الله تعالى (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )صدق الله العظيم

    وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) صدق الله العظيم

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم مُعرضين عن آيات الكتاب البينات هُن أم الكتاب وتتبعون آيات الله المُتشابهات في الشفاعة وليس بيانهن كما تزعمون فكيف وهن آيات مُتشابهات ، لهن بيان غير ظاهرهن المتشابه ولم يأمركم الله بالإعتصام بظاهرهن لأنهن من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهن إلا الله ويعلم بتأويلهن الراسخون في العلم من الأئمة المُصطفين إن وجدوا فيكم و إذا لم يوجدوا فلم يأمركم الله بإتباع ظاهرهن بل أمركم بإتباع آيات الكتاب المحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم كل ذي لسان عربي مُبين ولكنكم تتبعون ظاهر المُتشابه إبتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابه ولذلك اتبعتم ظاهر المُتشابه إبتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنها موضوعة بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويل لهذه الآية ولذلك قال الله تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )صدق الله العظيم

    ولربما يود أحد السائلين أن يقاطعني فيقول ويا ناصر محمد اليماني أليس البيان الحق يأتي مُتشابه لآيات القرآن تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (ما تشابه مع القرآن فهو مني) ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديث لأحد آيات الكتاب المُحكمات البينات فلا ينبغي أن يكون تناقض في كلام الله سُبحانه وتعالى علوا" كبيراً وتعالوا لنزيدكم علماً فإن الآيات المُتشابهات لهن بيان يختلف عن ظاهرهن جُملة وتفصيلاً ولذلك لا يعلم بتأويلهن إلا الله ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تماماً إذا" لماذا يقول الله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ) ويقصد المُتشابه إذا" لو كان الحديث تأويلاً لتلك الآية لما تشابه مع ظاهرها تماماً ولكن ياقوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البينات المحكمات هُن أم الكتاب وذلك لأن الله وضع فيهن أسرار في الكتاب يعلمها الراسخون في العلم منكم الذين لا يقولون على الله مالا يعلمون ولم يجعل الله الحُجة عليكم في الآيات المُتشابهة التي لا يعلم بتأويلها إلا الله بل أمركم فقط بالإيمان بهن أنهن كذلك من عند الله وأمركم أن تتبعوا آيات الكتاب المحكمات البينات لا يعرض عنهن فيتبع ظاهر المُتشابه إلا من كان في قلبه زيغ عن الحق المُحكم والبين ولذلك قال الله تعالى (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )) صدق الله العظيم

    إذا" الله أمركم بإتباع آيات الكتاب المحكمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله أفلا تتقون ولكني الإمام المهدي آتاني الله علم الكتاب مُحكمه ومُتشابهه ليجعلني شاهداً عليكم بالحق إن أعرضتم عن الدعوة إلى مُحكم كتاب الله تصديقاً لقول الله تعالى ({وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)صدق الله العظيم

    وبما أن الله آتاني علم الكتاب فحتماً أعلم بمحكمه وعلمني ربي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله ولكن أكثركم يجهلون برغم أني أدعوكم إلى الإحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هُن أم الكتاب لا يزيغ عم جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغ عن الحق فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ )صدق الله العظيم

    والسؤال للإمام المهدي أليس قول الله بمحكم بين ينفي شفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود ولذلك قال الله تعالى (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )صدق الله العظيم

    فانظروا لقول الله تعالى( لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ )صدق الله العظيم

    ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون سيقولون مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنما نفى الشفاعة للكُفار أما المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربهم ولذلك يشفع لهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي و أقول سننظر اصدقت أم كُنت من الكاذبين ممن يقولون على الله مالا يعلمون وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ) صدق الله العظيم

    وتجد الخطاب موجه للمؤمنين وينفي الله الشفاعة لهم بين يدي ربهم تصديقاً لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ) صدق الله العظيم

    والسؤال الذي يطرح نفسه أليست كلمة (لأ ) هي نافية في قاموس اللغة العربية ولذل تقولون (لا إله إلا الله) وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى (وَلَا شَفَاعَةٌ ) أي ولا شفاعة لولي أو نبي بين يدي ربه يشفع للمؤمنين وكذلك كلمة (ليس ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلق ولذلك قال الله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )صدق الله العظيم

    ولذلك قال الله تعالى (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) صدق الله العظيمأفلا ترون أن الإمام المهدي يحاجكم بآيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم هُن أم الكتاب لتصحيح العقيدة الحق فلماذا لا تتبعون آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم فهل أنتم فاسقون وقال الله تعالى ((( ((( وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) )) صدق الله العظيم

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً}

    ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ))صدق الله العظيم

    وقال الله تعالى (( الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش(13) ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ))

    وقال الله تعالى (( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل(7) نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ))

    وقال الله تعالى (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم(9) في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ))

    وقال الله تعالى (( وأنذرهم يوم الآزفة(16) إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) صدق الله العظيم

    ولكن الذين في قلوبهم زيغ عن الحق لن يستطيعوا أن ينكروا لمحكم ما جاء فيهن بل سيعرض عنهن وكأنه لا يعلم بهن ويجادلني بآيات الكتاب المتشابهات في ذكر الشفاعة كمثال قول الله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) و قوله تعالى ( ما من شفيع إلا من بعد إذنه ) و قوله تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون(20) )) صدق الله العظيم
    وقال الله تعالى (( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، فيذرها قاعا صفصفا(22)، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا(23)، يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ))

    وقال الله تعالى (( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون))

    وقال الله تعالى({وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    ويا عُلماء المُسلمين وأمتهم إنما نتهرب من تأويل آيات الكتاب المُتشابهة في سر الشفاعة حتى لا يزيدكم الحق فتنة إلى فتنتكم لأن من الناس من لا يزيدهم الحق إلا رجسا" إلى رجسهم ولكني أعظكم بواحدة لعلكم تتفكرون في الإستثناء وهو قول الله تعالى (( إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    فانظروا لقول الله تعالى { وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    إذا" الشفاعة ليس كما تزعمون وإنما يوجد عبد من بين العبيد أذن الله له أن يُخاطب ربه في هذا الشأن من بين المُتقين جميعاً ولن يسأل الله الشفاعة سُبحانه وتعالى علوا" كبيراً بل خاطب ربه أنه يرفض جنة النعيم ويريد تحقيق النعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضي في نفسه ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته ولذلك قال الله تعالى(({وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    إذا" إن تحقيق الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه وكيف يكون راضي في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته ومن ثم تأتي الشفاعة من الله وحده لا شريك له وهُنا المُفاجئة الكُبرى لدى أهل النار تصديقاً لقول الله تعالى (((((((((((((( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ))))))))))))

    وقال الله تعالى (وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )

    فأما البيان لقول الله تعالى (( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) صدق الله العظيم

    فلا يقصد الله أنه أذن له أن يُشفع لعباده بل أذن له أن يُخاطب ربه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صواباً وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربهم ولذلك أذن الله له من بين المُتقين لأنه سوف يقول صواباً ولن يتجرأ للشفاعة بين يدي ربه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً ولذلك لن تجدوا لجميع المتقين من الجن والإنس وملائكة الرحمن المُقربين لن تجدونهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظراً لأنهم جميعاً لا يعلمون بإسم الله الأعظم الذي جعله سراً في نفسه ولذلك قال الله تعالى(( (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)صدق الله العظيم

    فانظروا يا عباد الله إلى محكم كتاب الله الذي يفتيكم أن المُتقين من الإنس والجن لا يملكون من الرحمن خطاباً في مسألة الشفاعة وكذلك الملك جبريل وكافة ملائكة الرحمن المُقربين تصديقاً لقول الله تعالى ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ )صدق الله العظيم

    ومن ثم استثنى على عبد من عبيد الله وقال الله تعالى ( إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)صدق الله العظيم

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحق له أن يخاطب ربه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاج ربه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سُبحانه وتعالى علواً كبيراً بل يخاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من نعيم جنته ويريدُ من ربه أن يرضى ..

    (((((((((((((((((((((((((وَيَرْضَى)))))))))))))))) )))))))))))))

    إذا" الشفاعة هو أن يرضى الله في نفسه ولذلك عبده سوف يُخاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من جنته (((((((((((((((((((((((((وَيَرْضَى)))))))))))))))) )))))))))))))

    وقال الله تعالى((({وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    وكيف يكون الله راضي في نفسه حتى يدخل عباده الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنته فيقول الله تعالى ((({وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} صدق الله العظيم

    إذا" الشفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقق حتى يرضى فإذا رضي في نفسه تحققت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقاً لقول الله تعالى (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * صدق الله العظيم

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين ويا قوم أفلا تعلمون أنه يتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئاً ولا نزال نُذكركم بتحسر الله على عباده فيقول الله تعالى (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ )) وأما الذين ظلموا أنفسهم فيقول كل منهم ((يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56}صدق الله العظيم

    فهل يجتمع الحسرة والغضب بمعنى فهل يمكن أن يغضب الله على قوم وفي نفس الوقت يتحسر عليهم والجواب كلا إنما الحسرة تحدث في نفس الرب من بعد أن يتحسر و عباده على أنفسهم فيقول الظالم لنفسه (يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56}صدق الله العظيم

    وإنما الحسرة تحدث في نفس الرب من بعد أن يهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمر عدوهم تدميراً ولكن عباده لم يهنوا عليه ولو لم يظلمهم شيئاً وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي الرحمة وليس كرحمة الأم بولدها العاصي لو نظرت إليه يصرخ في نار جهنم بل أشد وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين فبعد أن يدمر عباده المُكذبين برسل ربهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم وقال الله تعالى (وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ. قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ )صدق الله العظيم

    حتى إذا اعتقد المرسلون أن قومهم قد كذبوهم فاستيأسوا من هداهم ومن ثم يقولون (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)صدق الله العظيم

    ومن ثم يأتيهم نصر الله ولن يخلف الله وعده رسله و أولياءه فينصرهم على عدوهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم و قال الله تعالى((وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)) صدق الله العظيم

    وقال الله تعالى(وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) و قال تعالى ((وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـ?كِن كَانُو?اْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))صدق الله العظيم

    ولكن يا أحباب الله يامعشر الآباء والأمهات فتصوروا لو أن أحد أبنائكم عصاكم طيلة حياته لم يطيع لكم أمراً ومن بعد موته اطلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدة عذاب الحريق في نار جهنم فتصوروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم فما بالكم بحسرة ربهم الذي هو أرحم بهم من أمهاتهم الله أرحم الراحمين أم إنكم لم تجدوا في محكم كتابه أنه يتحسر على عباده وقال الله تعالى ((إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )) صدق الله العظيم

    وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم ((يَا حَسْرَتَي علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ))صدق الله العظيم

    وأما آخرين ((فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )) صدق الله العظيم

    وأما القوم الذين قال الله عنهم ((( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ))) صدق الله العظيم

    فكيف يرضون بجنة النعيم وقد علمهم إمامهم أن من يحبونه يتحسر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولذلك فهم يريدون تحقيق النعيم الأعظم من جنته وكل عباد الله الصالحين يحبون ربهم لأنه أحسن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنته ولكن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه تنزه حُبهم لربهم عن المادة ولذلك لم تجدوا الله ذكر ناره أو ذكر جنته بل قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم

    وهُنا يستوقف أولوا الألباب للتفكير فيقول إذا كنت حقاً أحب الله بالحب الأعظم من النعيم والحور العين فما الفائدة من الإستمتاع بنعيم الجنة وحورها وقد علمنا الإمام المهدي أن حبيبنا الأعظم مُتحسر وحزين على عباده الذين ظلموا أنفسهم أولئك لن يرضيهم الله بالنعيم والحور العين بل ينضمون إلى جانب الإمام المهدي فيُناضلوا في تحقيق النعيم الأعظم حتى يذهب التحسر من نفسه على عباده ((((((((((وَيَرْضَى))))))))) فذلك هو أملهم ومنتهى غايتهم وكُل أمنيتهم وجميع هدفهم فهل تدرون لماذا لأنهم قوم (((((((((((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ))))))))))))) فمن كان منهم فوالله لا يجد إلا أن يتبع الإمام المهدي فيُحرم على نفسه جنة ربه ويقول وكيف أرضى بجنة النعيم وحورها وقصورها وأحب شيء إلى نفسي يقول ((((((((( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ )))))))))) فلا نزال نذكركم بتحسر الله في نفسه حتى لا تدعون على عباده فتصبروا على عباده حتى يهديهم وأقصد الصبر على الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مهتدون وذلك لأنهم لم يبصروا بعد ما أبصرتموه يا معشر الأنصار فصبراً جميلاً عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسع ربنا كل شيء رحمة وعلماً وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11594
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28 Empty رد: مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28

    مُساهمة من طرف ابرار الجمعة يناير 18, 2013 4:09 pm

    بسم الله وبالله ولله درك يا حبيب قلبي أبو محمد الكعبي فنعم الرد ردك بالحق المبين لا شك ولا ريب ألا والله الذي لا إله غيره لا يستطيع أحداً أن يهيمن على أبو محمد الكعبي ما دام يحاج البشر بإقتباس الرد من بيان المهدي المنتظر وكذلك جميع الأنصار الذين يقتبسون الردود من البيان الحق للقرآن لعبد الله وخليفته الإمام المهدي فنعم الرجال الذين أخذوا ما علمناهم بقوة ليجادلوا به الناس حتى يهيمنوا عليهم بالحق ولن يلجأوا لأنفسهم كون ردودهم لن تكون أهدى من رد الإمام المهدي وهم على ذلك من الشاهدين كمثل أبو محمد الكعبي لطالما أجده يردُ على السائلين مباشرة من البيان الحق للقرآن الذي كتبه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وكذلك أجدُ صاحب القلب السليم الثابت على الصراط المستقيم كذلك يرد على السائلين بالإقتباس من البيان الحق للقرآن وكذلك الأخت نور وغيرهم من الأنصار كذلك يفعلون فنعم الرجال الذين أخذوا البيان الحق للقرآن بقوة ليجادلوا به العالمين وسلام على المرسلين والحمد ُلله رب العالمين )

    أخو الاأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    ابرار
    ابرار
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 11594
    تاريخ التسجيل : 02/08/2010

    مالبيان الحق لهذه الايه الكريمه (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) سورة الأنبياء: 28 Empty سبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعوا لكم بين يدي أرحم الراحمين

    مُساهمة من طرف ابرار الجمعة يناير 18, 2013 4:52 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    ابتعث الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين لكي ينذر المسلمين والعالمين أن ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع

    قال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأنعام : 51]

    بيان منقول في أمر الشفاعة
    يبيّنه عبد النعيم الأعظم
    الامام ناصر محمد اليماني
    المهدي المنتظر

    http://www.smartvisions.eu/vb/showthread.php?t=1034

    من ردود الامام على المصري المبايع : سبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعوا لكم بين يدي أرحم الراحمين
    ---------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ..

    ويا معشر الباحثون عن الحق..
    أشهدُ لله بالحق أن الله أرحم بكم من أبائكم ومن أمهاتكم وأبنائكم واخوانكم.. بل أرحم بكم من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأرحم بكم من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    وسبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعوا لكم بين يدي أرحم الراحمين ,أفلا تتقون؟؟!!
    ويا ايها المُبايع المصري إني أراك تُحاجني ببياني وكأني قلت لكم أني سوف أتقدم بين يدي الله وأقول أنا لها أنا لها, فأطلب من الله الشفاعة, أفلا تتقي الله أخي الكريم؟؟!!!
    ولماذا لا تُبصر الحق والمقصود؟
    فتعال لأزيدك علماً بالحق, وأشهدُ أن أني لم أجدُ في الكتاب أرحم من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس, ولا أعلم بمن هو أرحم من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا الله أرحم الراحمين ,ونظرت إلى رحمة محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم بالناس فوجدته كاد أن يذهب نفسه حسرات على الناس من شدة الأسى والتأسف عليهم..

    وقال الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}صدق الله العظيم[الكهف:6]

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }صدق الله العظيم [ فاطر : 8 ]

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }صدق الله العظيم[الشعراء: 3]

    فزاده الله عتابا, وقال الله تعالى:
    { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }[طه:2] صدق الله العظيم

    ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمر في التحسر على الناس ويكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات بسبب عدم إيمانهم بالحق, ولذلك يتحسر عليهم لأن الله سوف يعذبهم ويريد أن ينقذهم بالتصديق, فأعرضوا.. ثم حرص عليهم واستغفر لهم فرد الله عليه بالحق:
    { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
    صدق الله العظيم
    [التوبه:80]
    وأوجه لك سؤال ولجميع الباحثين عن الحق :أليس التقدم بين يدي الله يوم القيامة طالبه الشفاعة بمعنى أنه ُ يرجو من الله أن يغفر للذين كفروا
    فإذا لا يجوز لمحمد رسول الله والمؤمنين في الدُنيا أن يستغفروا الله فيرجون منه أن يغفر لذين كفروا, فكيف يجوز لهم ذلك يوم القيامة؟ وقال الله تعالى:

    {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
    [التوبة 11]صدق الله العظيم

    وهل تعلمُ يامعشر الباحثين عن الحق أن الله ينزع الرحمة من قلوب جميع المُتقين يوم القيامة حتى لا يرحموا أصحاب الجحيم وقال الله تعالى:

    { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا }صدق الله العظيم

    وذلك حتى لا يأسوا على أهليهم في النار شيئاً ولا يحزنون عليهم شيئاً
    ,
    وقال الله تعالى:

    {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ؛ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ؛ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }صدق الله العظيم[المطففين :34-36]

    ولو لم ينزع الله الرحمة من قلوب كافة الأنبياء والمُرسلين وكافة عباد الله المُتقين لحزنوا حزناً شديداً على أهاليهم ولما استمتعوا بالجنة شيئاً لأنهم في حُزن على أهاليهم, ولكن الله نزع الرحمة من قلوب المُتقين نحو أهل النار فتجدوهم يضحكون منهم وليس محزونون عليهم شيئا كما كانوا محزونون عليهم في الدُنيا
    ,
    وكذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني كذلك ينزع الله من قلبه الرحمة بالكافرين يوم القيامة حتى ولو كانوا من المُقربين
    فتصور الآن أيها المُبايع المصري لو أن أباك في النار وأنت في الجنة, فهل تراك سوف تنعم في الجنة وفي قلبك أسى وحُزن وحسرة على أبيك؟
    كلا لن تكون سعيد وسوف تظل حزيناً على أبيك لو كان ولا قدر الله في النار
    ولذلك ينزع الله من قلوب المُتقين, وكأنهم لا يعرفون آباءهم ولا أمهاتهم ولا إخوانهم ولا عشريتهم برغم أنهم يُبصرونهم ويعرفونهم ولكن.. وكأنهم لا يعرفونهم وكأن لا أنساب بينهم من قبل.. بين المتقين والكافرين.. تصديقاً لقول الله تعالى:

    { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }
    صدق الله العظيم[ المؤمنون:101-103]

    ولذلك تجدوا أصحاب الجنة قلوبهم جعلها الله كمثل قلوب خزنة جهنم لا يرحمون المُعذبون في نار جهنم

    وذلك حتى يكونوا أصحاب الجنة سُعداء وليس في قلوبهم حُزن ولا أسى على أحد من الكافرين
    وأقسمُ بالله العظيم لو لم ينزع الله من قلوبكم الرحمة يوم القيامة تجاه الكافرين من اصحاب النار لتعذبتم في أنفسكم عذاباً عظيما.. فانظروا إلى حال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الدُنيا يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات من قبل أن يراهم في العذاب.. بل وهو يرى الكافرين مسرورين فرحون, وبرغم ذلك يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات, فكيف بحسرته يوم يراهم في جهنم يصطرخون فيها تصديقاً لقول الله تعالى:

    {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}صدق الله العظيم
    [فاطر:37]
    ولكنك تجده يوم القيامة يُخاصمهم ويقيم عليهم الحجة بين يدي ربهم أنه بلغهم وأنذرهم, وقال الله تعالى:

    {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }
    صدق الله العظيم
    [الزمر:30]
    وكذلك الرحمة تُنزع من قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة على الكافرين, ويقيم عليهم الحجة ويشهد أنه بلغهم وحذرهم فأعرضوا عن الحق من ربهم.. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ (9)} صدق الله العظيم
    [الزمر]
    ألا والله لو تُركت الرحمة في قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما كان في الدُنيا لكان من أشدُ الناس عذاباً في نفسه حسرة على الكافرين من أصحاب النار ولكن الله لم ينزع الرحمة من قلب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و المتقين تجاه بعضهم بعضاً.. بل قال الله تعالى:

    {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }صدق الله العظيم[الحجر:47]

    بمعنى أن الرحمة لن تُنزع من قلوب المُتقين تجاه بعضهم بعضاً.. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}صدق الله العظيم

    ولكنكم تجدونهم لا يرحمون الكُفار شيئا بل يضحكون منهم ولم يحزنوا عليهم شيئاً تصديقاً لقول الله تعالى:

    {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ؛ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ؛ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}صدق الله العظيم

    ولذلك تجدوا أصحاب الجنة حين يستغيثون أصحاب النار لا يرحموهم شيئاً, وقال أصحاب النار لأصحاب الجنة:

    { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا }صدق الله العظيم

    ولو لم يفعل الله ذلك فما ظنكم بعظيم حُزنكم على أقربائكم وأولادكم وآبائكم وأخوانكم لو كانوا من أصحاب الجحيم..!
    وما ظنكم بُحزن إبراهيم على أبيه آزر الذي كان من الكافرين؟!!!

    وكذلك الإمام المهدي ينزع الله من قلبه الرحمة يوم الدين بالكافرين..
    ولكن لماذا حرم على نفسه جنة النعيم؟
    إنهُ ليس رحمة بالناس.. بل لاني أعلمُ من الله مالا تعلمون..
    وياقوم قد علمتم بعظيم حسرة محمد رسول الله أرحم عبد في خلق الله أجمعين
    فما ظنكم بحسرة رب العالمين الذي هو أرحم بعباده من مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم الله أرحم الراحمين, ولكنكم لا تعلمون ما يقوله الله في نفسه فور هلاك عباده الذين كذبوا برسُل ربهم فأهلكهم,
    وقال الله تعالى:

    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ. إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ. قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ. قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ. وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ. قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ. قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ. وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ. قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ. وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ. إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ. وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}صدق الله العظيم[يس]

    ولماذا لا يتحسر الله على عباده وهو أرحم الراحمين؟,
    ولكن الذي أغضب الله منهم هو يئسهم من رحمته فهم منها مُبلسون حين يروا العذاب الأليم,
    وقد علمتم الآن إن الله يتحسر على عباده بعد أن يهلكهم في الدُنيا بسبب تكذيبهم برسل ربهم, وكذلك يوم القيامة, فالعبد الخبير بالرحمن المذكور في القرآن في قوله تعالى:
    { الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا }
    يفتيكم عن حال ربكم أرحم الراحمين أنه ليس بسعيد ويتحسر على عباده في نفسه ولكنهم من رحمته يائسون, ويتوسلون أصحاب النار إلى الملائكة أن يدعوا الله أن يُخفف عنهم يوما واحداً من العذاب ,وأفتوهم الملائكة أن يدعوا ربهم فليس ممنوع الدُعاء للرب يوم القيامة, وقال الله تعالى:

    {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ }صدق الله العظيم[غافر]

    فانظروا لقوله:
    { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ }صدق الله العظيم

    وذلك لأنكم وجدتموهم بدل أن يدعوا الله أن يرحمهم فتجدوهم يلتمسون الرحمة عند الملائكة الذين هم أدنى رحمة من الله فيتوسلوا إليهم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم يوما واحداً من االعذاب, ولكن الملائكة أجابوهم بالحق وقالوا :
    {قَالُوا فَادْعُوا}
    أي: أدعوا ربكم فهو أرحم بكم من ملائكته ,ولكن الكفار لم يفطنون, ولذلك يدعون عباده من دونه لكي يدعوا ربهم أن يخفف عنهم يوما من العذاب ,
    وذلك هو الضلال والشرك بالله أن يدعون غير الله فيرجون منهم أن يدعون الله أن يرحمهم أولئك يئسوا من روح الله الذي وسع كُل شىء رحمة وعلماً وهو أرحم الراحمين ولم يعرفوا ربهم ولم يقدروه حق قدرته فيعلموا أنه أرحم الراحمين ولذلك تجدوهم يلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمة من أرحم الراحمين وما دُعاء الكافرين إلا في ضلال بسبب البحث عن الرحمة عند عباده من دونه ليدعون ربهم فجعلوا بينهم وبين الله وسيطاً وأشركوا بالله وما دُعاء الكافرين إلا في ضلال بسبب الدعاء من عباده من دونه أن يشفعوا لهم عند ربهم وذلك هو الضلال البعيد تصديقاً لقول الله تعالى:

    { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ }صدق الله العظيم[غافر:49]

    فانظروا لقوله:
    { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ }صدق الله العظيم

    وذلك لأنهم يدعون غير الله من عباده ويلتسمون الرحمة عندهم ليشفعوا لهم عند الله حتى يخفف عنهم يوم واحداً من العذاب ولذلك قال الله عن دعاءهم لملائكته من دونه { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ }صدق الله العظيم

    وبسبب دعائهم لغير الله في الدُنيا وفي الآخرة حتماً سيدخلون جهنم داخرين ولن يجدوا لهم من دون الله من ينفعهم أو يشفع لهم.. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿60﴾}صدق الله العظيم

    فلا تُجادلني أيها المصري بأن الشفاعة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأستغني برحمة الله ولا تنتظر للشفاعة من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من ناصر محمد اليماني ولم أقل بأني سوف أشفع لكم بين يدي الله حسب اعتقادكم بالشفاعة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وإنما أفتيتكم كيفية الشفاعة أنها: ليست كما تزعمون ولا تحيطون بها علماً وإنما أحاج ربي في تحقيق النعيم الأعظم بالنسبة لي من نعيم ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض ومهما كانت ومهما تكون فأعوذُ بالله أن أدخلها حتى يتحقق لي النعيم الاعظمُ منها فيكون الله راضي في نفسه وليس مُتحسر على عباده وليس أني أحاج الله في عباده سُبحانه وتعالى علوا كبيرا فليس لي من الأمر شيئا وإنما لأني علمت أن الله أرحم بعباده من عبده وليس سعيداً في نفسه بل مُتحسر على عباده أعظمُ من تحسر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاسألوا الخبير عن الرحمن وأفتيكم بالحق وأقول لكم أنظروا تحسر الله أرحم الراحمين على عباده في مُحكم الكتاب.. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ. إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ. وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}صدق الله العظيم[يس]

    فتذكروا وتدبروا :
    ((يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ))
    من الذي قال ذلك إنه الله أرحم الراحمين قال ذلك فكيف لا يتحسر على عباده وهو أرحم الراحمين ؟!
    ولكن الذين يئسوا من رحمة الله فالتمسوا الرحمة من سواه ظلموا أنفسهم وأشركوا بالله والشرك ظلم عظيم لأنفسهم, فهل تحبون الله أم تحبون أنفسكم يا معشر المؤمنين؟ فإن كنتم تحبون انفسكم فلن تتخذوا رضوان الله وسيلة لتحقيق الحور العين وجنات النعيم ,وإن كنتم تحبون الله فأقسمُ بالله العظيم لا تستمتعوا بالحور العين وجنات النعيم وأنتم تعلموا ان الله ليس راضي في نفسه بسبب ظُلم عباده الذين في النار لأنفسهم فإن نُزعت الرحمة من قلوبكم نحوهم فإن الذي لا يتغير ولا يتبدل الأول والآخر والظاهر والباطن لا يزال كما هو في الدنيا وفي الآخرة أرحم الراحمين لو كنتم تعلمون لما بحثتم عن الرحمة لدى عباده من دونه فهل أنتم برحمة الله مؤمنون..
    تصديقاً لقول الله تعالى:

    {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (12)}صدق الله العظيم[الأنعام]

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

    أخوكم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني قد جعل الله في أسمائي حقيقة لأمري أيها المُبايع المصري )

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 2:58 pm