05-29-2010 10:19 PM #1 الذى آمن
من الأنصار السابقين الأخيار
أحسن القصص..
قال الله تعالى فى محكم الكتاب:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴿٣﴾}
صدق الله العظيم [يوسف]
أتشرف بأن أضع أمام أعينكم ماخطه الإمام ناصر محمد اليماني بعلم القلم الصامت.
.................................
يا إمام الهدى كلمنا عن قصة نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام..
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..
أخي السائل والسائلة لقد سبق عرض خلافة الملكوت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها لأنها مسؤولية كُبرى سوف يسألهم الله عنها، فخشيت السموات والأرض والجبال من حمل هذه الأمانة الكُبرى فهي أعظمُ مسؤولية في الكتاب.
ثم عرضها الله على آدم من بعد خلقه فقبلها وحملها حُباً في المُلك وليس طمعاً في تحقيق اسم الله الأعظم الذي جعل الله فيه السر من خلق آدم وزوجته وخلق الملكوت كُله ليعبدون نعيم رضوان الله، ولذلك خلقهم ليعبدون نعيم رضوان الله .
ولكن آدم وزوجته يجهلون حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله صفة لرضوانه على عباده النعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدُنيا والآخرة.
وقبل آدم أمانة الخلافة على الجن والملائكة والإنس من ذريته طمعاً في الملك، ولذلك جعل الله فتنته بسبب حُبه للملك ولولا حُبه للملك لما استطاع إبليس فتنته هو وزوجته.
ولم يأكل آدم وزوجته من الشجرة إلا حين كذب عليه إبليس وقال:
{ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه:120]
قال : {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} [الأعراف] وكذب عدو الله اللعين..
ونظراً لحُب آدم وزوجته للملك والنعيم الذي جعلهما الله مُسخلفين فيه أكلا من الشجرة ليدوم ملكهما فيكونا فيه من الخالدين تصديقاً منهم بقسم إبليس إن الله ما نهاهما عن هذه الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها إلا لأنهما إذا أكلا منها لن يشيخا ولن يموتا ثم يكونوا في هذا الملك الذي هم فيه لمن الخالدين.
فعصى آدم ربه فغوى نظراً لجهله بحقيقة اسم الله الأعظم الذي يوجد فيه سر خلقهم هو وزوجته، ويوجد في حقيقة اسم الله الأعظم سر خلق الملكوت كُله ولم يعلموا أن رضوان الله لهو النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة .
ولكن مَنْ عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وحقق الهدف من خلقه أتاه الله ملكوت الآخرة والأولى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم]
ومالك الملك هو الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
صدق الله العظيم [آل عمران:26]
وسلامٌ على المُرسلين ... والحمدُ لله رب العالمين.
المُفتي بعلم الكتاب خليفة الله عبد النعيم الأعظم، الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
**********************************
05-29-2010 10:44 PM #2 الذى آمن
إمامي الغالي هل لك أن تحدثني عن حقيقة هاروت وماروت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .
وإنما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس واتبع الملك ماروت، لأن ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم. وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعدأن حوله إلى إنسان ولكنه كان من الملائكة، ويزعم أن لو اصطفاه الله خليفة أنُه لن يفسد في الأرض أبداً بل هو كان من أشد المُستنكرين كيف يصطفي الله آدم خليفة، ويرى أنه أولى من آدم.
فهو من الملائكة خلقه الله من نور ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسُرعان ما اتّبع هواه وللأسف يئس من رحمة الله ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله. وقال الله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٧٨﴾وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]
وهؤلاء الاثنان في النار هاروت وقبيله ماروت تصديقاً لقول الله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر]
وذريتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذرية بينهم هجين أمهاتهم من ذريات الملك هاروت وهو الشيطان وأباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفين شياطين الإنس والجن يعملون على إضلال الإنس والجن بالأرض ذات المشرقين، وكانوا يصدقوهم بظنهم أن لن يجرؤوا على الكذب على الله ولذلك كانوا يصدقونهم.
ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم ولذلك قالوا:
{وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا}صدق الله العظيم [الجن:5]
بمعنى أن الجن كانوا يصدقون صنفاً آخر وهم شياطين الجن وشياطين الإنس وكان يصدقهم الإنس والجن بظنهم أنهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنف من الإنس وهم من ذرية ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهقاً .. المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي:
1- عالم الجن الشياطين، وأباهم هو ملك كان من الجن وهو الملك هاروت.
2- وعالم الإنس كان أبوهم من الملائكة، وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3- وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر، وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[الأنعام:128]
والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان أكفر فكفر، وليس المقصود به آدم بل خليفة من بعد آدم. وإنما جعله الله إنساناً ذو شهوة واتبع هواه بادء الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه أن الله لن يغفر له فيئس من رحمة الله وذلك هو المقصود من قول الله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر]
ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وأباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاً ولا ذمةً .
والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصدون بقول الله تعالى:
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الجن:7]
وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عم قاله الجن عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن:
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾}صدق الله العظيم [الجن]
وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول أنه الله، والآخر المسيح ابن الله، ولكن الجن اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن ولذلك قالوا:
{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا﴿٥﴾}صدق الله العظيم [الجن]
ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجن لا يعلمون مُطلقاً بنبي الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأجري عليه تكتيم كامل من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب.
لأن الشيطان يريد أن يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويدعي الربوبية وأجرى تكتيم كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم لدرجة أن الجن كانوا يظنوا أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابتعثه الله من بعد نبي الله موسى فهم لا يعلمون أن الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى ولذلك قص الله لنا ما قاله الجن لقومهم وقال الله تعالى:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿٣٠﴾}صدق الله العظيم [الأحقاف]
ولله حكمة من ذلك أن أخبرنا أن الجن لا يعلمون أن القرآن أنزل من بعد عيسى، ومن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله وسوف أفشل مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله مالا تعلمون.
واعلموا أن عوالم الأرض ذات المشرقين صنف منهم من الإنس كان أباهم من الملائكة وصنف هجين إنس أمهاتهم من ذريات الشياطين وآباؤءهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين أولئك الذين غيروا خلق الله طاعة لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]
فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذرياتهم يضلون الجن والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحق وهم يعلمون، وكانت الجن تصدقهم بظن منهم أنه لن يتجرأ بالكذب على الله أحد كما يكذب عليكم أباءهم هاهنا وأضلوكم عن الصراط المُستقيم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.
فهل فهمت الخبر وبيان المهدي المنتظر للذكر أيها الباحث عن الحق المُحترم؟ نوّر الله قلبك وطهرك وبصرك بالحق وثبتك على الصراط المُستقيم.
وأحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكة في الأرض يخلفون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ}صدق الله العظيم [الزخرف:60]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
****************************************
يا أيها المهدي المنتظر وماذا تخبرنا عن نوح رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
هذا رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام مناجي ربه، قال تعالى: { رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [هود:45]
فهذا نوح يقول يارب إن ابني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين ولكن الله بيّن لهُ أنه ليس ابنه بل ثمرة عمل غير صالح بسبب خيانة زوجته مع أحد شياطين البشر من الذين لا يلدون إلا وهم فُجّاراً كُفّاراً من الذين شملتهم دعوة نوح عليه الصلاة والسلام. ويريد الله أن يُطهر الأرض منهم تطهيراً كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
ولكنكم رأيتم رد الله إلى نوح وكأنه صار في نفس الله شيء من نوح بسبب دعوته وقال:
{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [هود:46]
فأدرك نوح بأنه صار في نفس ربه شيء بسبب سؤاله من ربه لشيء ليس له به علم وقال:
{رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود:47]
وأما سبب الرد الجاف من رب العالمين إلى رسوله نوح وذلك لأن الله قد أفتاه من قبل أن يصنع السفينة بأنه لن يؤمن له من قومه إلا من قد آمن لو لبث فيهم ألف سنة أخرى وذلك لأنهم قد صاروا أجمعين من ذُريات الشياطين. ثم قال نوح:
{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴿٢٧﴾} [نوح]
ثم وعد الله نوح بالإجابة وأنه سوف يغرقهم أجمعين وعليه أن يصنع السفينة، ثم أمره أن لا يخاطبه في الذين ظلموا إنهم مغرقون أجمعون ..
ولكن لماذا أوحى الله إلى رسوله بالأمر بأن لا يُخاطبه في الذين ظلموا وأنه سوف يغرقهم أجمعين فلا يذر على الأرض منهم ديّاراً واحداً إجابة لدعوة نوح وقال:
{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} [نوح]
ولكني أكرر وأقول لماذا يأمر الله رسوله نوح بالأمر أن لا يُخاطبه في الذين ظلموا برغم أن الهلاك إجابة لدعوة نوح على الكافرين؟ فهل تعلمون لماذا؟ وذلك لأنه يعلم بأن ولده سوف يكون من المغرقين معهم وأن نوح سوف تأخذه الشفقة والرحمة بولده وسوف يُخاطب الله في شأن ولده مُخالفاً أمر ربه الذي أوحى إليه من قبل في قوله تعالى:
{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾}صدق الله العظيم [هود]
ولكن الشفقة والرحمة بولده أجبرته على مخالفة الأمر{وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}. ولكن نوح خاطب ربه في شأن ولده وفتنته الرحمة والشفقة بولده فتناسى أمر ربه، ألا يعلم بأن الله هو أرحم الراحمين؟
لذلك وجدتم الرد من الله على نوح كان قاسياً {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين}.
ولكن نوح أدرك بأنه تجاوز الحدود في شيء لا يحيط به علماً وأن الله صار في نفسه شيء من عبده ورسوله نوح عليه الصلاة والسلام بسبب تجاوزه الحدود في مسألة لا يحيط بها علماً، ولأن نوح أدرك ما في نفس ربه عليه من خلال الرد القاسي لذلك قال:
{رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} صدق الله العظيم [هود:47]
ويدرك مدى خطابي هذا الراسخون في العلم بمعرفة ربهم، وإنما يخشى الله من عباده العُلماء بمعرفة عظمة ربهم فيقدروه حق قدره فلا يدعون من دونه أحداً،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..
*******************************************
أصحاب الرس - أصحاب الكهف - أصحاب القرية
إمامي الغالي بيّن لي من بيان آيات الله الحقائق المتعلقة بأصحاب الرسِّ وأصحاب الكهفِ -وأصحاب القرية..
( بسم الله الرحمن الرحيم)
من الناصر( لمحمد) الإمام ناصر محمد اليماني إلى عُلماء المُسلمين في جميع الأقطار وبالذات في القُطر العربي (الجٌمهورية اليمنية ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ثم أما بعد..
يامعشر عُلماء الأمة لطالما رجوتكم وتوسلت إليكم أن تخبروني عما يدور في أنفسكم تجاه شأني أنا المدعو ( ناصر محمد اليماني) فوجدت إجابة موحدة منكم من الذين اطلّعوا على الخبر من علماء الأمة في الإنترنت العالمية ألا و هو الصمت الرهيب فلا آمنتم بأمري و لا كفرتم به ذلك لأنكم في حيرة من أمري وتقولون في أنفسكم لربما ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحق وإلى صراط ٍمُستقيم غير أنكم لستم موقنين بشأني فيكم ولستم موقنين بالآيات التي نبأتكم عنها في خسوف القمر النذير والذي حدث في رمضان 1425 هجرية.
وكذلك لا توقنون بأنها حقاً أدركت الشمس القمر في هلال رمضان (1426)، وكذلك وجدت هذه الحقيقة التي في أنفسكم قد نبأ عنها القرآن العظيم قبل أن تثكلكم أمهاتكم وأمهات أبائكم وأنه لن توقنوا بشأني حتى أُبيّن لكم آياتٍ جعلها الله لكم من أنفسكم عجباً ألا وهي أصحاب الكهف والرقيم، قد جعلهم الله من الأشراط الكُبرى للساعة وذلك لتعلمون أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها يا معشر عُلماء الأمة، و تالله لا أعلم أحداً غيري يعلم بحقائق أصحاب الكهف حتى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما هو شأن أصحاب الكهف غير الظاهر من أمرهم.
ولربما يود أحدكم أن يُقاطعني ثم يقول اتق ِالله فهل تزعم بأنك أعلم من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيزبد ويربد علينا كالبعير الهائج. فأقول: ثكلتك أمك أنا أولى بمحمد رسول الله منك بالحُب والقُرب والعلم والتصديق، غير أن الله لم يُخبر محمدُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشأن أصحاب الكهف ذلك بأن شأنهم لا يُخصه بل يخص شأن المهدي المُنتظر ولا غير، لذلك قال تعالى:
{وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} [الكهف]أهل الكتاب.. وذلك لأن علم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقتصر على علم جبريل المُعلم عليه السلام ، فإذا كان لا يعلم المُعلم فكيف يعلم التلميذ؟
ولربما يود أحدكم أن يُمزقني بأسنانه مستشيطاً غضباً بل حتى تزعم بأنك أعلم حتى من جبريل علية الصلاة والسلام فأقول مهلاً ياقوم إنهُ لا يعلم حقيقتهم أحد ٌ من جنود الله في السموات ولا في الأرض غير المهدي المُنتظر وذلك لأن الله لم يستعن في تدمير قوم أصحاب الكهف أحداً من جنوده لا في السموات ولا في الأرض، ليضرب الله لكم مثلاً بأن من جاهد فإنما يُجاهد لنفسه وإن الله لغني عن العالمين وإن لو شاء الله لانتصر من أعدائه ولكن ليبلو بعضكم ببعض ..
فيامعشر الأمة تعالوا لأنبئكم بحقيقة أصحاب الكهف وأفصّل لكم شأنهم من القرآن تفصيلاً لعلكم تعلمون بأني حقاً قد أتاني الله علمَ الكتاب، ولم يأتيني علمٌ من الكتاب بل علمَ الكتاب أي العلم كلهُ جُملةً وتفصيلاً.
فلنُبحر سوياً في قصة أصحاب الكهف مُستنبطين حقائق قصتهم من القرآن العظيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً قــوم أصحاب الكـــهف..
وهم أهل قرية من القرون الأولى من قبل إبراهيم ولوط وشُعيب، ومن بعد نوح وثمود.
بعث الله رسوله إلياس عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرسِّ، ويقصد بالرس ((أي الجبل)) والرواسي أي الجبال ومفرد الرواسي (الرس) أي الجبل.
وذلك جبل صغير يقطن عليه قوم أصحاب الكهف، وهو بما يسموه حمة ذياب بن غانم وموقعه في أعلى مكان في الجزيرة العربية، وأرفع مكان في الجزيرة العربية هضبة صنعاء، وأرفع من صنعاء ربوة ذمار، وأرفع مكان في ربوة ذمار وأرفع مكان في محافظة ذمار منطقة حورور، وأرفع من حورور منطقة الأقمر، والتي توجد به حمة ذياب والبعض يسمونها حمة كلاب تعليقاً واستهزاءً بأهالي القرية الجديدة، والذين يقطنون فوق حمة ذياب ابن غانم كما يسميها بعض المؤرخين، وأما اسمها الحقيقي المذكور في القرآن ( قرية الرس) أي قرية الجبل، وهو بما يسميه أهل الجُغرافيا (التل) وأما أهل ذمار فيسمونه(الحمة)، واسمها الحالي حمة كلاب وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار والتي يسميها القرآن قرية (أصحاب الرس)، أي أصحاب قرية الرس، والرس كما ذكرنا مُفرد رواسي.
ونعود لمواصلة القصة... فلقد بعث الله عبدهُ ورسوله إلياس عليه الصلاة والسلام إلى قرية أصحاب الرس، وشدد الله أزره بفتىً شاباً فجعله الله نبياً مع إلياس يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.
ثم آمن لهم فتىً شاباً آخراً ثم شدد الله أزرهما به وجعله نبياً ثالثاً والفتية الاثنين جعلهم الله أنبياء مثلهم كمثل هارون أخو موسى ألقى الله الرسالة لموسى و أشدّ الله أزره بأخاه هارون نبياً ووزيراً.
وكذلك رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام هو من تلقى الرسالة من ربه، أما الفتية الذين آمنوا بربهم مُصدقين دعوة رسول الله إلياس فقد زادهم الله هُدىً وعلماً، وجعلهم أنبياء مع نبي الله إلياس ليدعوا أصحاب الرس إلى ترك عبادة الأصنام تلبيةً لدعوة الحق وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له.
ولكن أصحاب الرس هددوهم وتوعدوهم لئن لم ينتهوا من هذه الدعوة التي تسببت في غضب الآلهة وإمساك قطر السماء و أنهم لم يروا خيراً منذ ظهور هذه الدعوة لذلك قالوا:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} [يس]
ثم أرادوا المكر بهم، فاختبأوا في كهفهم كما اختبأ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار من مكر الكُفار. وبعد ذلك اختفى إلياس والفتية الأنبياء الاثنين، و جاء رجل من أقصى المدينة يسعى وكان يكتم إيمانه بل هو الوحيد الذي آمن وكتم إيمانه بل لا يعلم به حتى إلياس ووزراؤه المُكرمين، ولكن هذا الرُجل المؤمن سراً مَثَلُهُ كمثل مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حتى إذا سمع بالمكر ضد موسى وقتله استشاط غضباً فلم يستطع أن يكتم إيمانه ثم وعظ قومه وقال لهم قولاً بليغاً.
وكذلك هذا الرجل حين سمع بالمكر ضد أنبياء الله استشاط غضبًا وجاء يدعو قومه ويعلن إيمانه جهاراً ونهاراً بين يدي قومه. وقال مُتحدياً:
{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾} [يس]
ومن ثم قاموا بقتله.. ولكن حفاظاً على سرية أمر أصحاب الكهف لم يُنزل الله على قومه من بعده من جُند من السماء... {وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾} [يس]
فقد خسف الله بأصحاب الرس فابتلعهم وقصورهم جبل الحمة، فغاصت قصورهم في بطن جبل الحمة (بكن فيكون) صيحة واحدة، فإذا هم خامدون مُباشرة بعد قتلهم للداعية الذي أعلن إيمانه بين أيديهم.
وأما رسول الله إلياس والفتية الأنبياء المُكرمين فلا يزالون مختبئين في كهفهم نظراً للتهديد والوعيد.. {لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} [يس]
وبعد صحوهم لم يعلموا ماذا حدث لقومهم من بعدهم، وأراد رسول الله إلياس أن يبعث أحد الفتية إلى المدينة ليأتي لهم بطعام ويلزم الحذر والمُراقبة وقال:
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} [الكهف]
غير أن الرجل خرج إلى باب الكهف فلم يرى قرية قومه في أعلى الحمة، وكأن الأرض ابتلعتهم فلم يرى لهم أنوار أو أي أثر أو ضجيج مع أن الوقت من الليل لا يزال مُبكراً، فأدهشهم ما هذا الصمت الرهيب فلم يسمعوا حتى نهيق حميرهم أو نٌباح كلابهم فأدهشهم الأمر.
ومن ثم قرروا الانتظار إلى الصباح حتى يتبين لهم أمر قومهم أين ذهبوا وماذا حدث لهم من بعدهم، فعادوا إلى كهفهم مرة أخرى فناموا نومة أخرى هي النومة الكُبرى من ذلك الزمن ولا يزالون في سُباتهم إلى هذه الساعة. {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾} [الكهف]
فهل تدرون لماذا الرُعب يصيب من اطلع عليهم؟ إنه ليس كما تظنون بأنه من طول أشعارهم وأظافرهم نظراً للمدة الطويلة، فذلك تأويلٌ بالظن والظن لا يُغني من الحق شيئاً.
ولو كان هذا التفسير صحيح لما قالوا عند لبثهم الأول لبثنا يوماً أو بعض يوم لكان تبين لهم بأن لهم كثيرا ًنظراً لطول أشعارهم وأظافرهم ولكنهم لم يروا من تفسيركم شيء لذلك قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم، وكذلك فلا صحة لتفسيركم والأسطورة بأنه ذهب بالعملة ومن خلالها اكتشف أمرهم، بالله عليكم هل هذا تفسير منطقي ولو كان كذلك لنبأهم هذا الرُجل بشأنهم وقصتهم كما يقول المثل المصري من طاء طاء لسلام عليكم..
ولكننا نجد الذين عثروا عليهم لم يحيطوا بشأنهم شيئاً، بل بالعكس تجادلوا في شأنهم واختلفت توقعاتهم في شأنهم ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم فقالوا:
{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ}[الكهف:21]
فمن أين جئتم بعلمهم وأخبارهم؟ فنحن نجد القوم الذين عثروا عليهم لم يحيطهم الله بشأنهم شيئاً. غير أن أهل العلم رأوا بأن لا بُدّ أن لهم شأنٌ في الكتاب إلى أجل مٌسمىً وأن الله لم يبقهم عبثاً فقرروا أن يبنوا عليهم مسجداً وذلك حتى يأتي بيان شأنهم المُقدر في الكتاب.
وقد جاء الهدف من بقائهم، وهو لتعلموا بأن وعد الله حق، وأن الساعة آتية لاريب فيها. فقد جعلهم الله من علامات الساعة الكبرى.
وكذلك الرقيم المُضاف إليهم من علامات الساعة، إنه عبد الله ورسوله المسيح الحق عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام والذي ذكره الله في أول سورة الكهف {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾}
وكذلك أنتم يامعشر المُسلمين ليس لكم علم بابن مريم، وتظنون بأن الله رفعه إليه جسداً وروحاً، بل إن الله توفاه رافعاً روح ابن مريم إليه، وأمر الملائكة بتطهير الجسد لذلك قال تعالى: {وَمُطَهِّرُكَ} [آل عمران:55]، فقد طهرته الملائكة وجعلته في تابوت السكينة ضمن آيات أخرى.
ويوجد التابوت في نفق أصحاب الكهف في قرية الأقمر التي بجانب حورور في محافظة ذمار ..
وأحذر اليهود من الدخول تلك المنطقة تحذيراً كبيراً وأتحداهم أن يحاولوا مسهم بسوء إن كانوا صادقين، فإن كان لهم كيدٌ فليكيدوا ولا ينتظروا، والله مُحيط بالكافرين.
أولئك قد جعلهم الله وزرائي ولكن أكثركم لا يعلمون! فانظروا يا أهل اليمن أصدقت أم كنت من الكاذبين؟ ولربما تستهزئون بأمري فلا تبحثوا عنهم شيء حتى يفجر الله فيكم بركانًا عظيماً تهتز منه أرضكم. فأطيعوا أمري واستخرجوا آيات التصديق ليعلم الناس بأن وعد الله حق وأن الساعة آتية لاريب فيها.
وأحمل المسؤولية بالدرجة الأولى ( الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ) .. فافعلوا ما تؤمرون.
وإن أردتم مزيداً من أخبارهم زدناكم ولكنكم سوف تُشاهدون الحق على الواقع الحقيقي، فابدأوا بالتابوت (تابوت السكينة من آيات مُلكي عليكم).
فليحمل أحدٌ إلى أهل اليمن خطابنا هذا حتى يسلمه إلى قرية حمة ذياب والتي بين حورور والأقمر ذلك بأن القرية التي خسف الله بها (قرية أصحاب الرس توجد تحت أقدامهم).
وأما الكهف فيوجد في قرية الأقمر التي بجانب حمة ذياب ولربما استخدمه أحد الرعية فجعل فيه القصب، غير أنه لا يعلم ما وراء الجدار القديم وإنه لمن الغافلين.
فإن رأيتم أهل اليمن صامتون فاعلموا بأنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة ولكن من فيه خير لنفسه فسوف يهتم بهذا الأمر حتى يُبين للعالم حقيقة المدعو ( ناصر محمد اليماني ) هل يقول الحق أم كان من اللاعبين المهديين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحق فضلوا وأضلوا؟
أخوكم في الله الناصر لدين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام ناصر محمد اليماني..
***************************************
قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول
أيها الإمام المهدي، ما قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول؟
ويا أُمَّة الإسلام والله الذي لا إله غيره، إنكم لن تتبعوا الحق حتى تنسون الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظن الذي لا يُُغني من الحق شيئاً.
وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، ولربما يزأر على المهدي المنتظر أحد عُلماء الشيعة أو السنة والجماعة وكأنه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: احترم نفسك يا من تزعم أنك المهدي المنتظر فتقول على عُلماء المُسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن فكيف تكون المهدي المنتظر وأنت تفتري علينا نحن عُلماء الأمة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر .. ومن ثم يرُد عليه المهدي المنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكركم و بئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً.
وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبت الأرض بِالأوتاد أنكم اتبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله مالا تعلمون وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله مالا تعلمون. فأعرضتم عن أمر الرحمن واتبعتُم أمر الشيطان، وفسرتُم القُرآن من ذات أنفُسِكُم بالظن الذي لا يُغني من الحق شيئاً ولذلك اتبعتم مُتشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحق المُحكم من ربكم.
ولكن في قلوبكم زيغ عن الحق الأبلج في الآيات المُحكمات وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات البينات لِعالمكُم و جاهِلكُم وأما الآيات المُتشابهات فلم يأمُركم الله إلا بالإيمان بها فقط فتردون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المُتشابه سواه الله رب العالمين، ويُعلّم بِهنَّ من يشاء من عباده فبالله عليكم ألم نُحاجكم بِالآيات المُحكمات ولكِنكُم تذروها وراء ظُهوركم ثم تُحاجوني بالآيات المُتشابهات ومن ثم آتيكم بتأويلها الحق فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر عُلماء الأمة الذين حاوروني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني هيمنت عليهم بالآيات المُحكمات ثم هيمنت عليهم بسلطان علم المُتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون فهل هذا هو المهدي المنتظر أم شيطان أشر؟ ولا يزالون في ريبهم يترددون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم .
ولكن الحمدُ لله الذي جعل من أنصار المهدي المنتظر في ذات البشر، وهي عقولهم ، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت عُلماء المُسلمين هي أن عقولهم لا تخالف لدعوة المهدي المنتظر وتقول لهم إنكم أنتُم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولهم بينهم وبين المهدي المنتظر كما لم يوقن قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين قومه، غير أن نبي الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحق ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحق.
و لربما يود أحد عُلماء الأمة أن يقاطعني فيقول ومنهم هؤلاء الحكام ( العقول ) الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟ ثم يرد عليه المهدي المنتظر وأقول:
{ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:64]
فانظر أيها العالم من هُم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وسوف تجد أن هذا الحُكم الحق صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفُسِهمْ حين رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير، فقالت عقولهم لأنفسِهمْ إنكم أنتم الظالمون.
وكُل واحد من قوم إبراهيم تلقى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
فانظروا لقول الله تعالى {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، أي أنهم رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفُسِهمْ {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم.
وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحق ولكن ليس لها سُلطان على الإنسان، ولكنها مُستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربه أبداً تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46]
فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المُجرمون فهل عميت عُقولهِم عن الحق ؟ كلا وربي، إنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحق مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى { فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم
فَمِنهُم الذين قالوا: { إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير برهة في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحق ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا إن آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على آثارهم مهتدون فلم يتبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثير من المُسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر مُحمد اليماني فرضخت للحق عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: أرجلٌ واحد منا نتبعه ونذر كثيراً من الأئمة وعُلماء الأمة هيهات هيهات؟ ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين لهُ الحق من ربه، فانظروا لقول نبي الله إبراهيم لقومه:
{فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
وقوله {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم ، وكذلك المهدي المنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتبعوني أهدكم صراطاً مُستقيماً وإياكم أن تتبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم وهيهات هيهات [u]فهل حجة الله عليكم إلا العقل والمنطق {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم
ألقى الشيطان فى أمنيتــــه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والتسليم
ألقى الشيطان فى أمنية رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله الباحثُ عن الحق الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون، ومن ثم تفكر في خلق السموات والأرض وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾}
ويامعشر أولوا الألباب الذين يتدبرون الكتاب تدبروا قول إبراهيم {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، وذلك هو التمني لاتباع الحق ولا يريد غير الحق وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} صدق الله العظيم [الحج:52]
ومن ثم يهديه الله الحق إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]
ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}.. وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحق ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً، حتى إذا علم الله أن نبيه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشك في الحق الذي علمه الله به أبداً ونسي أن قلبه بيد ربه يُصرفه كيف يشاء ونسي أن الله يحول بين المرء وقلبه وأراد الله أن يُعلمهم درساً في العقيدة في علم الهدى ومن ثم يلقي الشيطان في نفسه شك في الحق الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبينها له فيعلم أنه على الحق المُبين ويطهر الله قلبه من الشك تطهيراً.
ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم، أي ألقى الشيطان في أمنيته شك من بعد أن تحققت أمنيته وهداه الله إلى الحق.
فنعود لقصة رسول الله إبراهيم هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد إجتهاداً فكرياً وبحث عن الحق وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحق ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكم الله له آياته وطهر قلبه مما ألقاه الشيطان وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:260].
الامام ناصر محمد اليماني..
***********************************
قوم نبي الله يونس عليه الصلاة السلام
يا أيها المهدي المنتظر، ما قولك عن قوم نبي الله يونس عليه الصلاة السلام؟
ولن أجد في الكتاب ان الله كشف العذاب إلا عن أُمَّتين اثنتين، فأما أمةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجل غريب الوطن، أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحد كان يسكن معهم وليس من قوم يونس، وهو الوحيد الذي آمن بنبي الله يونس ولكنه كتم إيمانه لأنه ليس له قبيلة تحميه من أذاهم وشرهم والتزم داره ولم يخبر بإيمانه أحداً حتى نبي الله يونس.
وعندما أمر الله يونس بالارتحال لم يخبر هذا الرجل الصالح ليصطحبه معه لأنه لا يعلمُ بإيمانه.
ولذلك مكث الرجل بين قوم يونس وحين انقضت الثلاثة أيام كما وعدهم نبي الله يونس بإذن ربه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ الناس من الفزع، وإذا هم يقولون نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن يونس رسول الله.
ومن ثم خرج الرجل فأبصر كسفاً من السماء ساقطاً عليهم وعلموا أنه ليس سحاب مركوم بل هو العذاب الأليم الذي أخبرهم عنه نبي الله يونس أنه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام.
ومن ثم قام في قوم يونس خطيباً فوعظهم وقال أيها الناس لو ينفع الإيمان لقوم كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنوا حين نزول العذاب إذاً لما أهلك الله أحداً ولكشف الله عنهم العذاب في كُل مرة ولكنه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحق من ربهم ولن تجد لسُنة الله تبديلاً، غير أني أعلمُ لكم بُحجة على ربكم. ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: وماهي؟ فقال: وكتب ربكم على نفسه الرحمة فاسألوه بحق رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحق وهو أرحم الراحمين.
ومن ثم صلى بهم الرجل ركعتين لكشف العذاب وناجى ربه وقال: (ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم إننا نجأر إليكم مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنك على كُل شيء قدير ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين).
وكانوا يجأرون معه بالدُعاء سائلين الله رحمته وصدّقوا الرجل أنه لا نجاة من عذاب الله إلا الفرار إلى ربهم وعلموا أنه لا ينفع الإيمان بالحق وقتها والاعتراف أنهم كانوا ظالمين فلا ينفعهم حين نزول العذاب كما لم ينفع الذين من قبلهم ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئسوا من رحمة ربهم ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سنة من سُنن الكتاب في وقوع العذاب.
فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى والسر في ذلك هو سؤال الله بحق رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحق وهو أرحم الراحمين وقال الله تعالى{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]
وذلك هو سبب النجاة من العذاب لقوم نبي الله يونس بسبب الدُعاء الذي علمهم إياه الرجل الصالح، وأما قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحق من ربهم حين نزول العذ
من الأنصار السابقين الأخيار
أحسن القصص..
قال الله تعالى فى محكم الكتاب:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿١﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴿٣﴾}
صدق الله العظيم [يوسف]
أتشرف بأن أضع أمام أعينكم ماخطه الإمام ناصر محمد اليماني بعلم القلم الصامت.
.................................
يا إمام الهدى كلمنا عن قصة نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام..
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..
أخي السائل والسائلة لقد سبق عرض خلافة الملكوت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها لأنها مسؤولية كُبرى سوف يسألهم الله عنها، فخشيت السموات والأرض والجبال من حمل هذه الأمانة الكُبرى فهي أعظمُ مسؤولية في الكتاب.
ثم عرضها الله على آدم من بعد خلقه فقبلها وحملها حُباً في المُلك وليس طمعاً في تحقيق اسم الله الأعظم الذي جعل الله فيه السر من خلق آدم وزوجته وخلق الملكوت كُله ليعبدون نعيم رضوان الله، ولذلك خلقهم ليعبدون نعيم رضوان الله .
ولكن آدم وزوجته يجهلون حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله الله صفة لرضوانه على عباده النعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدُنيا والآخرة.
وقبل آدم أمانة الخلافة على الجن والملائكة والإنس من ذريته طمعاً في الملك، ولذلك جعل الله فتنته بسبب حُبه للملك ولولا حُبه للملك لما استطاع إبليس فتنته هو وزوجته.
ولم يأكل آدم وزوجته من الشجرة إلا حين كذب عليه إبليس وقال:
{ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه:120]
قال : {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} [الأعراف] وكذب عدو الله اللعين..
ونظراً لحُب آدم وزوجته للملك والنعيم الذي جعلهما الله مُسخلفين فيه أكلا من الشجرة ليدوم ملكهما فيكونا فيه من الخالدين تصديقاً منهم بقسم إبليس إن الله ما نهاهما عن هذه الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها إلا لأنهما إذا أكلا منها لن يشيخا ولن يموتا ثم يكونوا في هذا الملك الذي هم فيه لمن الخالدين.
فعصى آدم ربه فغوى نظراً لجهله بحقيقة اسم الله الأعظم الذي يوجد فيه سر خلقهم هو وزوجته، ويوجد في حقيقة اسم الله الأعظم سر خلق الملكوت كُله ولم يعلموا أن رضوان الله لهو النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة .
ولكن مَنْ عبد الله كما ينبغي أن يُعبد وحقق الهدف من خلقه أتاه الله ملكوت الآخرة والأولى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم]
ومالك الملك هو الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
صدق الله العظيم [آل عمران:26]
وسلامٌ على المُرسلين ... والحمدُ لله رب العالمين.
المُفتي بعلم الكتاب خليفة الله عبد النعيم الأعظم، الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
**********************************
05-29-2010 10:44 PM #2 الذى آمن
إمامي الغالي هل لك أن تحدثني عن حقيقة هاروت وماروت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .
وإنما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس واتبع الملك ماروت، لأن ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم. وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعدأن حوله إلى إنسان ولكنه كان من الملائكة، ويزعم أن لو اصطفاه الله خليفة أنُه لن يفسد في الأرض أبداً بل هو كان من أشد المُستنكرين كيف يصطفي الله آدم خليفة، ويرى أنه أولى من آدم.
فهو من الملائكة خلقه الله من نور ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسُرعان ما اتّبع هواه وللأسف يئس من رحمة الله ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله. وقال الله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٧٨﴾وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]
وهؤلاء الاثنان في النار هاروت وقبيله ماروت تصديقاً لقول الله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر]
وذريتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذرية بينهم هجين أمهاتهم من ذريات الملك هاروت وهو الشيطان وأباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفين شياطين الإنس والجن يعملون على إضلال الإنس والجن بالأرض ذات المشرقين، وكانوا يصدقوهم بظنهم أن لن يجرؤوا على الكذب على الله ولذلك كانوا يصدقونهم.
ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم ولذلك قالوا:
{وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا}صدق الله العظيم [الجن:5]
بمعنى أن الجن كانوا يصدقون صنفاً آخر وهم شياطين الجن وشياطين الإنس وكان يصدقهم الإنس والجن بظنهم أنهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنف من الإنس وهم من ذرية ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهقاً .. المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي:
1- عالم الجن الشياطين، وأباهم هو ملك كان من الجن وهو الملك هاروت.
2- وعالم الإنس كان أبوهم من الملائكة، وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3- وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر، وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[الأنعام:128]
والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان أكفر فكفر، وليس المقصود به آدم بل خليفة من بعد آدم. وإنما جعله الله إنساناً ذو شهوة واتبع هواه بادء الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه أن الله لن يغفر له فيئس من رحمة الله وذلك هو المقصود من قول الله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الحشر]
ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وأباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاً ولا ذمةً .
والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصدون بقول الله تعالى:
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الجن:7]
وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عم قاله الجن عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن:
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾}صدق الله العظيم [الجن]
وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول أنه الله، والآخر المسيح ابن الله، ولكن الجن اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن ولذلك قالوا:
{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا﴿٥﴾}صدق الله العظيم [الجن]
ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجن لا يعلمون مُطلقاً بنبي الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأجري عليه تكتيم كامل من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب.
لأن الشيطان يريد أن يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويدعي الربوبية وأجرى تكتيم كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم لدرجة أن الجن كانوا يظنوا أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابتعثه الله من بعد نبي الله موسى فهم لا يعلمون أن الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى ولذلك قص الله لنا ما قاله الجن لقومهم وقال الله تعالى:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿٣٠﴾}صدق الله العظيم [الأحقاف]
ولله حكمة من ذلك أن أخبرنا أن الجن لا يعلمون أن القرآن أنزل من بعد عيسى، ومن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله وسوف أفشل مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله مالا تعلمون.
واعلموا أن عوالم الأرض ذات المشرقين صنف منهم من الإنس كان أباهم من الملائكة وصنف هجين إنس أمهاتهم من ذريات الشياطين وآباؤءهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين أولئك الذين غيروا خلق الله طاعة لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١١٦﴾ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء]
فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذرياتهم يضلون الجن والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحق وهم يعلمون، وكانت الجن تصدقهم بظن منهم أنه لن يتجرأ بالكذب على الله أحد كما يكذب عليكم أباءهم هاهنا وأضلوكم عن الصراط المُستقيم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.
فهل فهمت الخبر وبيان المهدي المنتظر للذكر أيها الباحث عن الحق المُحترم؟ نوّر الله قلبك وطهرك وبصرك بالحق وثبتك على الصراط المُستقيم.
وأحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكة في الأرض يخلفون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ}صدق الله العظيم [الزخرف:60]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
****************************************
يا أيها المهدي المنتظر وماذا تخبرنا عن نوح رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
هذا رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام مناجي ربه، قال تعالى: { رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [هود:45]
فهذا نوح يقول يارب إن ابني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين ولكن الله بيّن لهُ أنه ليس ابنه بل ثمرة عمل غير صالح بسبب خيانة زوجته مع أحد شياطين البشر من الذين لا يلدون إلا وهم فُجّاراً كُفّاراً من الذين شملتهم دعوة نوح عليه الصلاة والسلام. ويريد الله أن يُطهر الأرض منهم تطهيراً كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
ولكنكم رأيتم رد الله إلى نوح وكأنه صار في نفس الله شيء من نوح بسبب دعوته وقال:
{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [هود:46]
فأدرك نوح بأنه صار في نفس ربه شيء بسبب سؤاله من ربه لشيء ليس له به علم وقال:
{رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود:47]
وأما سبب الرد الجاف من رب العالمين إلى رسوله نوح وذلك لأن الله قد أفتاه من قبل أن يصنع السفينة بأنه لن يؤمن له من قومه إلا من قد آمن لو لبث فيهم ألف سنة أخرى وذلك لأنهم قد صاروا أجمعين من ذُريات الشياطين. ثم قال نوح:
{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴿٢٧﴾} [نوح]
ثم وعد الله نوح بالإجابة وأنه سوف يغرقهم أجمعين وعليه أن يصنع السفينة، ثم أمره أن لا يخاطبه في الذين ظلموا إنهم مغرقون أجمعون ..
ولكن لماذا أوحى الله إلى رسوله بالأمر بأن لا يُخاطبه في الذين ظلموا وأنه سوف يغرقهم أجمعين فلا يذر على الأرض منهم ديّاراً واحداً إجابة لدعوة نوح وقال:
{رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} [نوح]
ولكني أكرر وأقول لماذا يأمر الله رسوله نوح بالأمر أن لا يُخاطبه في الذين ظلموا برغم أن الهلاك إجابة لدعوة نوح على الكافرين؟ فهل تعلمون لماذا؟ وذلك لأنه يعلم بأن ولده سوف يكون من المغرقين معهم وأن نوح سوف تأخذه الشفقة والرحمة بولده وسوف يُخاطب الله في شأن ولده مُخالفاً أمر ربه الذي أوحى إليه من قبل في قوله تعالى:
{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾}صدق الله العظيم [هود]
ولكن الشفقة والرحمة بولده أجبرته على مخالفة الأمر{وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}. ولكن نوح خاطب ربه في شأن ولده وفتنته الرحمة والشفقة بولده فتناسى أمر ربه، ألا يعلم بأن الله هو أرحم الراحمين؟
لذلك وجدتم الرد من الله على نوح كان قاسياً {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين}.
ولكن نوح أدرك بأنه تجاوز الحدود في شيء لا يحيط به علماً وأن الله صار في نفسه شيء من عبده ورسوله نوح عليه الصلاة والسلام بسبب تجاوزه الحدود في مسألة لا يحيط بها علماً، ولأن نوح أدرك ما في نفس ربه عليه من خلال الرد القاسي لذلك قال:
{رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} صدق الله العظيم [هود:47]
ويدرك مدى خطابي هذا الراسخون في العلم بمعرفة ربهم، وإنما يخشى الله من عباده العُلماء بمعرفة عظمة ربهم فيقدروه حق قدره فلا يدعون من دونه أحداً،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..
*******************************************
أصحاب الرس - أصحاب الكهف - أصحاب القرية
إمامي الغالي بيّن لي من بيان آيات الله الحقائق المتعلقة بأصحاب الرسِّ وأصحاب الكهفِ -وأصحاب القرية..
( بسم الله الرحمن الرحيم)
من الناصر( لمحمد) الإمام ناصر محمد اليماني إلى عُلماء المُسلمين في جميع الأقطار وبالذات في القُطر العربي (الجٌمهورية اليمنية ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ثم أما بعد..
يامعشر عُلماء الأمة لطالما رجوتكم وتوسلت إليكم أن تخبروني عما يدور في أنفسكم تجاه شأني أنا المدعو ( ناصر محمد اليماني) فوجدت إجابة موحدة منكم من الذين اطلّعوا على الخبر من علماء الأمة في الإنترنت العالمية ألا و هو الصمت الرهيب فلا آمنتم بأمري و لا كفرتم به ذلك لأنكم في حيرة من أمري وتقولون في أنفسكم لربما ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحق وإلى صراط ٍمُستقيم غير أنكم لستم موقنين بشأني فيكم ولستم موقنين بالآيات التي نبأتكم عنها في خسوف القمر النذير والذي حدث في رمضان 1425 هجرية.
وكذلك لا توقنون بأنها حقاً أدركت الشمس القمر في هلال رمضان (1426)، وكذلك وجدت هذه الحقيقة التي في أنفسكم قد نبأ عنها القرآن العظيم قبل أن تثكلكم أمهاتكم وأمهات أبائكم وأنه لن توقنوا بشأني حتى أُبيّن لكم آياتٍ جعلها الله لكم من أنفسكم عجباً ألا وهي أصحاب الكهف والرقيم، قد جعلهم الله من الأشراط الكُبرى للساعة وذلك لتعلمون أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها يا معشر عُلماء الأمة، و تالله لا أعلم أحداً غيري يعلم بحقائق أصحاب الكهف حتى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما هو شأن أصحاب الكهف غير الظاهر من أمرهم.
ولربما يود أحدكم أن يُقاطعني ثم يقول اتق ِالله فهل تزعم بأنك أعلم من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيزبد ويربد علينا كالبعير الهائج. فأقول: ثكلتك أمك أنا أولى بمحمد رسول الله منك بالحُب والقُرب والعلم والتصديق، غير أن الله لم يُخبر محمدُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشأن أصحاب الكهف ذلك بأن شأنهم لا يُخصه بل يخص شأن المهدي المُنتظر ولا غير، لذلك قال تعالى:
{وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} [الكهف]أهل الكتاب.. وذلك لأن علم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقتصر على علم جبريل المُعلم عليه السلام ، فإذا كان لا يعلم المُعلم فكيف يعلم التلميذ؟
ولربما يود أحدكم أن يُمزقني بأسنانه مستشيطاً غضباً بل حتى تزعم بأنك أعلم حتى من جبريل علية الصلاة والسلام فأقول مهلاً ياقوم إنهُ لا يعلم حقيقتهم أحد ٌ من جنود الله في السموات ولا في الأرض غير المهدي المُنتظر وذلك لأن الله لم يستعن في تدمير قوم أصحاب الكهف أحداً من جنوده لا في السموات ولا في الأرض، ليضرب الله لكم مثلاً بأن من جاهد فإنما يُجاهد لنفسه وإن الله لغني عن العالمين وإن لو شاء الله لانتصر من أعدائه ولكن ليبلو بعضكم ببعض ..
فيامعشر الأمة تعالوا لأنبئكم بحقيقة أصحاب الكهف وأفصّل لكم شأنهم من القرآن تفصيلاً لعلكم تعلمون بأني حقاً قد أتاني الله علمَ الكتاب، ولم يأتيني علمٌ من الكتاب بل علمَ الكتاب أي العلم كلهُ جُملةً وتفصيلاً.
فلنُبحر سوياً في قصة أصحاب الكهف مُستنبطين حقائق قصتهم من القرآن العظيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً قــوم أصحاب الكـــهف..
وهم أهل قرية من القرون الأولى من قبل إبراهيم ولوط وشُعيب، ومن بعد نوح وثمود.
بعث الله رسوله إلياس عليه الصلاة والسلام لينذر أصحاب الرسِّ، ويقصد بالرس ((أي الجبل)) والرواسي أي الجبال ومفرد الرواسي (الرس) أي الجبل.
وذلك جبل صغير يقطن عليه قوم أصحاب الكهف، وهو بما يسموه حمة ذياب بن غانم وموقعه في أعلى مكان في الجزيرة العربية، وأرفع مكان في الجزيرة العربية هضبة صنعاء، وأرفع من صنعاء ربوة ذمار، وأرفع مكان في ربوة ذمار وأرفع مكان في محافظة ذمار منطقة حورور، وأرفع من حورور منطقة الأقمر، والتي توجد به حمة ذياب والبعض يسمونها حمة كلاب تعليقاً واستهزاءً بأهالي القرية الجديدة، والذين يقطنون فوق حمة ذياب ابن غانم كما يسميها بعض المؤرخين، وأما اسمها الحقيقي المذكور في القرآن ( قرية الرس) أي قرية الجبل، وهو بما يسميه أهل الجُغرافيا (التل) وأما أهل ذمار فيسمونه(الحمة)، واسمها الحالي حمة كلاب وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار والتي يسميها القرآن قرية (أصحاب الرس)، أي أصحاب قرية الرس، والرس كما ذكرنا مُفرد رواسي.
ونعود لمواصلة القصة... فلقد بعث الله عبدهُ ورسوله إلياس عليه الصلاة والسلام إلى قرية أصحاب الرس، وشدد الله أزره بفتىً شاباً فجعله الله نبياً مع إلياس يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.
ثم آمن لهم فتىً شاباً آخراً ثم شدد الله أزرهما به وجعله نبياً ثالثاً والفتية الاثنين جعلهم الله أنبياء مثلهم كمثل هارون أخو موسى ألقى الله الرسالة لموسى و أشدّ الله أزره بأخاه هارون نبياً ووزيراً.
وكذلك رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام هو من تلقى الرسالة من ربه، أما الفتية الذين آمنوا بربهم مُصدقين دعوة رسول الله إلياس فقد زادهم الله هُدىً وعلماً، وجعلهم أنبياء مع نبي الله إلياس ليدعوا أصحاب الرس إلى ترك عبادة الأصنام تلبيةً لدعوة الحق وأن يعبدوا الله وحده لا شريك له.
ولكن أصحاب الرس هددوهم وتوعدوهم لئن لم ينتهوا من هذه الدعوة التي تسببت في غضب الآلهة وإمساك قطر السماء و أنهم لم يروا خيراً منذ ظهور هذه الدعوة لذلك قالوا:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} [يس]
ثم أرادوا المكر بهم، فاختبأوا في كهفهم كما اختبأ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار من مكر الكُفار. وبعد ذلك اختفى إلياس والفتية الأنبياء الاثنين، و جاء رجل من أقصى المدينة يسعى وكان يكتم إيمانه بل هو الوحيد الذي آمن وكتم إيمانه بل لا يعلم به حتى إلياس ووزراؤه المُكرمين، ولكن هذا الرُجل المؤمن سراً مَثَلُهُ كمثل مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حتى إذا سمع بالمكر ضد موسى وقتله استشاط غضباً فلم يستطع أن يكتم إيمانه ثم وعظ قومه وقال لهم قولاً بليغاً.
وكذلك هذا الرجل حين سمع بالمكر ضد أنبياء الله استشاط غضبًا وجاء يدعو قومه ويعلن إيمانه جهاراً ونهاراً بين يدي قومه. وقال مُتحدياً:
{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾} [يس]
ومن ثم قاموا بقتله.. ولكن حفاظاً على سرية أمر أصحاب الكهف لم يُنزل الله على قومه من بعده من جُند من السماء... {وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾} [يس]
فقد خسف الله بأصحاب الرس فابتلعهم وقصورهم جبل الحمة، فغاصت قصورهم في بطن جبل الحمة (بكن فيكون) صيحة واحدة، فإذا هم خامدون مُباشرة بعد قتلهم للداعية الذي أعلن إيمانه بين أيديهم.
وأما رسول الله إلياس والفتية الأنبياء المُكرمين فلا يزالون مختبئين في كهفهم نظراً للتهديد والوعيد.. {لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} [يس]
وبعد صحوهم لم يعلموا ماذا حدث لقومهم من بعدهم، وأراد رسول الله إلياس أن يبعث أحد الفتية إلى المدينة ليأتي لهم بطعام ويلزم الحذر والمُراقبة وقال:
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} [الكهف]
غير أن الرجل خرج إلى باب الكهف فلم يرى قرية قومه في أعلى الحمة، وكأن الأرض ابتلعتهم فلم يرى لهم أنوار أو أي أثر أو ضجيج مع أن الوقت من الليل لا يزال مُبكراً، فأدهشهم ما هذا الصمت الرهيب فلم يسمعوا حتى نهيق حميرهم أو نٌباح كلابهم فأدهشهم الأمر.
ومن ثم قرروا الانتظار إلى الصباح حتى يتبين لهم أمر قومهم أين ذهبوا وماذا حدث لهم من بعدهم، فعادوا إلى كهفهم مرة أخرى فناموا نومة أخرى هي النومة الكُبرى من ذلك الزمن ولا يزالون في سُباتهم إلى هذه الساعة. {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾} [الكهف]
فهل تدرون لماذا الرُعب يصيب من اطلع عليهم؟ إنه ليس كما تظنون بأنه من طول أشعارهم وأظافرهم نظراً للمدة الطويلة، فذلك تأويلٌ بالظن والظن لا يُغني من الحق شيئاً.
ولو كان هذا التفسير صحيح لما قالوا عند لبثهم الأول لبثنا يوماً أو بعض يوم لكان تبين لهم بأن لهم كثيرا ًنظراً لطول أشعارهم وأظافرهم ولكنهم لم يروا من تفسيركم شيء لذلك قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم، وكذلك فلا صحة لتفسيركم والأسطورة بأنه ذهب بالعملة ومن خلالها اكتشف أمرهم، بالله عليكم هل هذا تفسير منطقي ولو كان كذلك لنبأهم هذا الرُجل بشأنهم وقصتهم كما يقول المثل المصري من طاء طاء لسلام عليكم..
ولكننا نجد الذين عثروا عليهم لم يحيطوا بشأنهم شيئاً، بل بالعكس تجادلوا في شأنهم واختلفت توقعاتهم في شأنهم ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم فقالوا:
{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ}[الكهف:21]
فمن أين جئتم بعلمهم وأخبارهم؟ فنحن نجد القوم الذين عثروا عليهم لم يحيطهم الله بشأنهم شيئاً. غير أن أهل العلم رأوا بأن لا بُدّ أن لهم شأنٌ في الكتاب إلى أجل مٌسمىً وأن الله لم يبقهم عبثاً فقرروا أن يبنوا عليهم مسجداً وذلك حتى يأتي بيان شأنهم المُقدر في الكتاب.
وقد جاء الهدف من بقائهم، وهو لتعلموا بأن وعد الله حق، وأن الساعة آتية لاريب فيها. فقد جعلهم الله من علامات الساعة الكبرى.
وكذلك الرقيم المُضاف إليهم من علامات الساعة، إنه عبد الله ورسوله المسيح الحق عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام والذي ذكره الله في أول سورة الكهف {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾}
وكذلك أنتم يامعشر المُسلمين ليس لكم علم بابن مريم، وتظنون بأن الله رفعه إليه جسداً وروحاً، بل إن الله توفاه رافعاً روح ابن مريم إليه، وأمر الملائكة بتطهير الجسد لذلك قال تعالى: {وَمُطَهِّرُكَ} [آل عمران:55]، فقد طهرته الملائكة وجعلته في تابوت السكينة ضمن آيات أخرى.
ويوجد التابوت في نفق أصحاب الكهف في قرية الأقمر التي بجانب حورور في محافظة ذمار ..
وأحذر اليهود من الدخول تلك المنطقة تحذيراً كبيراً وأتحداهم أن يحاولوا مسهم بسوء إن كانوا صادقين، فإن كان لهم كيدٌ فليكيدوا ولا ينتظروا، والله مُحيط بالكافرين.
أولئك قد جعلهم الله وزرائي ولكن أكثركم لا يعلمون! فانظروا يا أهل اليمن أصدقت أم كنت من الكاذبين؟ ولربما تستهزئون بأمري فلا تبحثوا عنهم شيء حتى يفجر الله فيكم بركانًا عظيماً تهتز منه أرضكم. فأطيعوا أمري واستخرجوا آيات التصديق ليعلم الناس بأن وعد الله حق وأن الساعة آتية لاريب فيها.
وأحمل المسؤولية بالدرجة الأولى ( الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ) .. فافعلوا ما تؤمرون.
وإن أردتم مزيداً من أخبارهم زدناكم ولكنكم سوف تُشاهدون الحق على الواقع الحقيقي، فابدأوا بالتابوت (تابوت السكينة من آيات مُلكي عليكم).
فليحمل أحدٌ إلى أهل اليمن خطابنا هذا حتى يسلمه إلى قرية حمة ذياب والتي بين حورور والأقمر ذلك بأن القرية التي خسف الله بها (قرية أصحاب الرس توجد تحت أقدامهم).
وأما الكهف فيوجد في قرية الأقمر التي بجانب حمة ذياب ولربما استخدمه أحد الرعية فجعل فيه القصب، غير أنه لا يعلم ما وراء الجدار القديم وإنه لمن الغافلين.
فإن رأيتم أهل اليمن صامتون فاعلموا بأنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة ولكن من فيه خير لنفسه فسوف يهتم بهذا الأمر حتى يُبين للعالم حقيقة المدعو ( ناصر محمد اليماني ) هل يقول الحق أم كان من اللاعبين المهديين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحق فضلوا وأضلوا؟
أخوكم في الله الناصر لدين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام ناصر محمد اليماني..
***************************************
قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول
أيها الإمام المهدي، ما قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقول؟
ويا أُمَّة الإسلام والله الذي لا إله غيره، إنكم لن تتبعوا الحق حتى تنسون الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظن الذي لا يُُغني من الحق شيئاً.
وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، ولربما يزأر على المهدي المنتظر أحد عُلماء الشيعة أو السنة والجماعة وكأنه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: احترم نفسك يا من تزعم أنك المهدي المنتظر فتقول على عُلماء المُسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن فكيف تكون المهدي المنتظر وأنت تفتري علينا نحن عُلماء الأمة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر .. ومن ثم يرُد عليه المهدي المنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكركم و بئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً.
وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبت الأرض بِالأوتاد أنكم اتبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله مالا تعلمون وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله مالا تعلمون. فأعرضتم عن أمر الرحمن واتبعتُم أمر الشيطان، وفسرتُم القُرآن من ذات أنفُسِكُم بالظن الذي لا يُغني من الحق شيئاً ولذلك اتبعتم مُتشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحق المُحكم من ربكم.
ولكن في قلوبكم زيغ عن الحق الأبلج في الآيات المُحكمات وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات البينات لِعالمكُم و جاهِلكُم وأما الآيات المُتشابهات فلم يأمُركم الله إلا بالإيمان بها فقط فتردون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المُتشابه سواه الله رب العالمين، ويُعلّم بِهنَّ من يشاء من عباده فبالله عليكم ألم نُحاجكم بِالآيات المُحكمات ولكِنكُم تذروها وراء ظُهوركم ثم تُحاجوني بالآيات المُتشابهات ومن ثم آتيكم بتأويلها الحق فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر عُلماء الأمة الذين حاوروني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني هيمنت عليهم بالآيات المُحكمات ثم هيمنت عليهم بسلطان علم المُتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون فهل هذا هو المهدي المنتظر أم شيطان أشر؟ ولا يزالون في ريبهم يترددون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم .
ولكن الحمدُ لله الذي جعل من أنصار المهدي المنتظر في ذات البشر، وهي عقولهم ، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت عُلماء المُسلمين هي أن عقولهم لا تخالف لدعوة المهدي المنتظر وتقول لهم إنكم أنتُم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولهم بينهم وبين المهدي المنتظر كما لم يوقن قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبين قومه، غير أن نبي الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحق ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحق.
و لربما يود أحد عُلماء الأمة أن يقاطعني فيقول ومنهم هؤلاء الحكام ( العقول ) الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟ ثم يرد عليه المهدي المنتظر وأقول:
{ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:64]
فانظر أيها العالم من هُم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وسوف تجد أن هذا الحُكم الحق صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفُسِهمْ حين رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير، فقالت عقولهم لأنفسِهمْ إنكم أنتم الظالمون.
وكُل واحد من قوم إبراهيم تلقى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
فانظروا لقول الله تعالى {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، أي أنهم رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفُسِهمْ {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم.
وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحق ولكن ليس لها سُلطان على الإنسان، ولكنها مُستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربه أبداً تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46]
فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المُجرمون فهل عميت عُقولهِم عن الحق ؟ كلا وربي، إنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحق مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى { فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم
فَمِنهُم الذين قالوا: { إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفُسِهمْ بالتفكير برهة في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحق ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا إن آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على آثارهم مهتدون فلم يتبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثير من المُسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر مُحمد اليماني فرضخت للحق عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: أرجلٌ واحد منا نتبعه ونذر كثيراً من الأئمة وعُلماء الأمة هيهات هيهات؟ ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين لهُ الحق من ربه، فانظروا لقول نبي الله إبراهيم لقومه:
{فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]
وقوله {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم ، وكذلك المهدي المنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتبعوني أهدكم صراطاً مُستقيماً وإياكم أن تتبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم وهيهات هيهات [u]فهل حجة الله عليكم إلا العقل والمنطق {أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم
ألقى الشيطان فى أمنيتــــه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والتسليم
ألقى الشيطان فى أمنية رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله الباحثُ عن الحق الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون، ومن ثم تفكر في خلق السموات والأرض وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾}
ويامعشر أولوا الألباب الذين يتدبرون الكتاب تدبروا قول إبراهيم {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، وذلك هو التمني لاتباع الحق ولا يريد غير الحق وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} صدق الله العظيم [الحج:52]
ومن ثم يهديه الله الحق إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]
ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}.. وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحق ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً، حتى إذا علم الله أن نبيه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشك في الحق الذي علمه الله به أبداً ونسي أن قلبه بيد ربه يُصرفه كيف يشاء ونسي أن الله يحول بين المرء وقلبه وأراد الله أن يُعلمهم درساً في العقيدة في علم الهدى ومن ثم يلقي الشيطان في نفسه شك في الحق الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبينها له فيعلم أنه على الحق المُبين ويطهر الله قلبه من الشك تطهيراً.
ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم، أي ألقى الشيطان في أمنيته شك من بعد أن تحققت أمنيته وهداه الله إلى الحق.
فنعود لقصة رسول الله إبراهيم هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد إجتهاداً فكرياً وبحث عن الحق وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحق ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكم الله له آياته وطهر قلبه مما ألقاه الشيطان وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:260].
الامام ناصر محمد اليماني..
***********************************
قوم نبي الله يونس عليه الصلاة السلام
يا أيها المهدي المنتظر، ما قولك عن قوم نبي الله يونس عليه الصلاة السلام؟
ولن أجد في الكتاب ان الله كشف العذاب إلا عن أُمَّتين اثنتين، فأما أمةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجل غريب الوطن، أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحد كان يسكن معهم وليس من قوم يونس، وهو الوحيد الذي آمن بنبي الله يونس ولكنه كتم إيمانه لأنه ليس له قبيلة تحميه من أذاهم وشرهم والتزم داره ولم يخبر بإيمانه أحداً حتى نبي الله يونس.
وعندما أمر الله يونس بالارتحال لم يخبر هذا الرجل الصالح ليصطحبه معه لأنه لا يعلمُ بإيمانه.
ولذلك مكث الرجل بين قوم يونس وحين انقضت الثلاثة أيام كما وعدهم نبي الله يونس بإذن ربه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ الناس من الفزع، وإذا هم يقولون نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن يونس رسول الله.
ومن ثم خرج الرجل فأبصر كسفاً من السماء ساقطاً عليهم وعلموا أنه ليس سحاب مركوم بل هو العذاب الأليم الذي أخبرهم عنه نبي الله يونس أنه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام.
ومن ثم قام في قوم يونس خطيباً فوعظهم وقال أيها الناس لو ينفع الإيمان لقوم كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنوا حين نزول العذاب إذاً لما أهلك الله أحداً ولكشف الله عنهم العذاب في كُل مرة ولكنه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحق من ربهم ولن تجد لسُنة الله تبديلاً، غير أني أعلمُ لكم بُحجة على ربكم. ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: وماهي؟ فقال: وكتب ربكم على نفسه الرحمة فاسألوه بحق رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحق وهو أرحم الراحمين.
ومن ثم صلى بهم الرجل ركعتين لكشف العذاب وناجى ربه وقال: (ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم إننا نجأر إليكم مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنك على كُل شيء قدير ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين).
وكانوا يجأرون معه بالدُعاء سائلين الله رحمته وصدّقوا الرجل أنه لا نجاة من عذاب الله إلا الفرار إلى ربهم وعلموا أنه لا ينفع الإيمان بالحق وقتها والاعتراف أنهم كانوا ظالمين فلا ينفعهم حين نزول العذاب كما لم ينفع الذين من قبلهم ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئسوا من رحمة ربهم ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سنة من سُنن الكتاب في وقوع العذاب.
فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى والسر في ذلك هو سؤال الله بحق رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحق وهو أرحم الراحمين وقال الله تعالى{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]
وذلك هو سبب النجاة من العذاب لقوم نبي الله يونس بسبب الدُعاء الذي علمهم إياه الرجل الصالح، وأما قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحق من ربهم حين نزول العذ
الثلاثاء أبريل 23, 2024 10:30 am من طرف ابرار
» البَيَانُ المُختَصَرُ عَن آيةِ الرِّيحِ المُصفَرِّ مِن آياتِ اقتِرابِ كَوكَبِ العَذابِ سَقَر فِي مُحكَمِ الذِّكرِ (القُرآنِ العََظِيمِ) ..
الثلاثاء أبريل 23, 2024 10:28 am من طرف ابرار
» وُلِدَ هِلال شَوَّال مِن قَبْل الكُسوف الشَّمسيّ (28 - رمضان) واجتمَعت به الشَّمس وقَد هو هِلالًا ..
الثلاثاء أبريل 23, 2024 10:26 am من طرف ابرار
» لا يَقرأ هذا البَيان إلَّا إنسَانٌ يحتَرِم ما يُمليه عَليه عَقله ..
الثلاثاء أبريل 23, 2024 10:24 am من طرف ابرار
» وُلِدَ هِلال شَوَّال مِن قَبْل الكُسوف الشَّمسيّ (28 - رمضان) واجتمَعت به الشَّمس وقَد هو هِلالًا ..
الثلاثاء أبريل 16, 2024 2:53 pm من طرف ابرار
» وُلِدَ هِلال شَوَّال مِن قَبْل الكُسوف الشَّمسيّ (28 - رمضان) واجتمَعت به الشَّمس وقَد هو هِلالًا ..
الثلاثاء أبريل 16, 2024 2:53 pm من طرف ابرار
» استمر بالمناجاة حتى تشعر بأنّ الله قد رضيَ عنك وغفر لك ..
الثلاثاء أبريل 02, 2024 10:10 am من طرف ابرار
» لا يَقرأ هذا البَيان إلَّا إنسَانٌ يحتَرِم ما يُمليه عَليه عَقله ..
الأحد مارس 31, 2024 9:54 am من طرف ابرار
» كُوكَبُ سَقَر وصَل؛ آيةُ التَّصديقِ للمَهديّ المُنتَظَرِ نَاصِر مُحَمَّد اليَمانيّ .
الإثنين مارس 25, 2024 10:49 am من طرف ابرار
» كَوكَبُ سَقَر يَرفعُ حَرارةَ الأرضِ ويُخِلّ بنِظامِ كافَّةِ كَواكِبِ المَجموعَةِ الشَّمسيَّةِ وتُعاني مِن اقترابه، أفلا تَتَّقون؟!
الإثنين مارس 25, 2024 10:46 am من طرف ابرار