بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابه مقتبسه من بيان للإمام ناصر محمد اليماني
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبروا قول الله تعالى:
((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )))صدق الله العظيم ( الحج 52 )
وإلى البيان الحق حقيق لا اقول على الله بالبيان غير الحق فآتيكم بالبيان من ذات القرآن... حتى يتبين لكم أنه الحق, وفي هذه الآية يُعلمكم الله أنه لم يهدي الانبياء والمُرسلين حتى بحثوا عن الحق بالإجتهاد الفكري فتمنوا أن يتبعوا سبيل الحق
ومن ثم هداهم الله إلى الحق واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وابتعثهم إلى الناس رسُل من رب العالمين, ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيتهم شك من بعد تحقيقها
ومن ثم يُحكم الله لهم آياته ويبينها لهم, ومن ثم يطهر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيرا...
فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله الباحثُ عن الحق الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكر في خلق السماوات والأرض وقال الله تعالى:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ( 74 ) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ( 75 ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ( 76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 ) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)) ( 78 )صدق الله العظيم
ويامعشر أولوا الألباب الذين يتدبرون الكتاب تدبروا قول إبراهيم:(( قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ))( 77 )صدق الله العظيم
وذلك هو التمني لإتباع الحق ولا يريد غير الحق وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى ))صدق الله العظيم
ومن ثم يهديه الله الحق إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
(( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى:((أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحق, ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولا حتى إذا علم الله أن نبيه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشك في الحق الذي علمه الله به أبدا, ونسي أن قلبه بيد ربه يُصرفه كيف يشاء, ونسي أن الله يحول بين المرء وقلبه
وأراد الله أن يُعلمهم درس في العقيدة في علم الهدى, ومن ثم يلقي الشيطان في نفسه شك في الحق الذي قد صار يدعوا الناس إليه ومن ثم يُحكم الله له آياته, فيبينها له فيعلم أنه على الحق المُبين ويطهر الله قلبه من الشك تطهيرا ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى:((أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ))صدق الله العظيم
أي ألقى الشيطان في أمنيته شك من بعد أت تحققت أمنيته وهداه الله إلى الحق, فنعود لقصة رسول الله إبراهيم, هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد إجتهاد فكريا وبحث عن الحق وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماما ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحق, ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكم الله له آ ياته وطهر قلبه مما القاه الشيطان, وقال الله تعالى:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))
ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحث عن الحق ولا يريد غير الحق وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي ابتعثه الله بالبينات إلى آل فرعون ولكنهم فرقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات وكان نبي الله موسى ينتمي لاحد الطوائف وارداه أحدهم فقتل نفس بغير الحق وقال الله تعالى:
((وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)) صدق الله العظيم
ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر وقال الله تعالى:
(( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ( 19 ) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)) ( 20 ) صدق الله العظيم
ومن ثم فر موسى وهو متألم لما حدث وقال: (((رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))
ومن ثم قرر أن يفر من آل فرعون, وكذلك يعتزل شعيته الذين كانوا سبب في قتله لنفس بغير الحق ,ويرى أنه لمن الضالين ,ولم يهتدي إلى الحق بعد’ وقرر الفرار من ال فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحق
واصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولا, وقال له فرعون:
وقال الله تعالى:((قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)) (21)صدق الله العظيم
ومعنى قول موسى:((قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ))(21)صدق الله العظيم
بمعنى أنه كان من الضالين عن الطريق الحق.. بمعنى أنه كان يظن أنه على الحق وتبين له أنه لا يزال ضال عن الحق وكان يظن هذه الطائفة على الحق.. حتى إذا فرّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولا بعد رجوعه من مدين
وبعد ان اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وابتعثه إلى فرعون رسولا, واعتقد موسى أنه لا ولن يشك أبدا في الحق الذي هداه الله إليه وأيده بآيتان من عنده ,واعتقد موسى أنه لا يفتنه شئ عن الحق الذي علمه من ربه وأراد الله أن يعلمه درس في العقيده في علم الهُدى فألقى الشيطان في أمنيته شك حين ألقوا السحرة عصيهم وحبالهم فخُيل إليه من سحرهم انها تسعى وأوجس في نفسه خيفة موسى ,وتزلزلت العقيدة الحق في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكم الله له آياته وأوحى إليه أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون
واعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبين له أنه على الحق المُبين وقال الله تعالى:
((قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)) (70)صدق الله العظيم
والشك الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هده الله إلى الحق واستخلصه لنفسه وابتعثه إلى فرعون رسولا ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شك ثم حكم الله له آياته وذلك قول الله تعالى:((فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)) (70)صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي لنبي الله عزير المؤمن مر على قرية وهي خاوية على عروشها, وألقى الشيطان في أمنيته شك بعد إذ هداه إلى الله إلى الحق وقال: كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟
ومن ثم أماته الله هو وحماره مئة عام ثم بعثه ليُحكم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك؟ فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه, وقال أنظر إلى العظام كيف ننشزها, فلما تبين له ذلك قال عزير :أعلم ان الله على كُل شىء قدير, وقال الله تعالى:
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وجده الله ضال باحث عن الحق لا يعلم أيهم على الحق فيتبعه, هل قومه؟ أم النصارى؟ أم اليهود؟
وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحق ولم يكن على ضلال لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ,ولكنه كان ضال عن الطريق الحق وهو لا يريد غير الحق.. ثم هداه الله إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
(( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى )) واصطفاه الله وهداه إلى الحق
وأوحى إليه بالحق عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام
وابتعثه الله إلى الناس رسولا وكان يدعوهم إلى الحق ولكنه كان يعتقد أنه لا يمكن أن يشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلمه درساً في العقيده في علم الهُدى, وقال له قومه إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمس شيطان وهو الذي يوحي إليك ذلك فشك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يبدي ذلك الشك لأحد وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب, وذلك لأن قومه قالوا له إن الذي يُكلمك انه شيطان وليس ملك.. بسبب إعراضه عن آلهتهم
ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
((وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ)) (213)صدق الله العظيم
ولكن محمد رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يريد أن يطمئن قلبه
وقال تعالى :(﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )﴾صدق الله العظيم
ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل الذين أوتوا الكتاب, بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين انه على الحق المُبين
ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربه ليرية بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحق من ربهم من الأمم الأولى, ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين, وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحق المبين وقال الله تعالى :((لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ))صدق الله العظيم
إذاً حكم الله آياته لنبيه وأراه من آيات ربه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى, فطهر الله قلبه من الشك تطهيرا وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )))صدق الله العظيم
الإجابه مقتبسه من بيان للإمام ناصر محمد اليماني
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبروا قول الله تعالى:
((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )))صدق الله العظيم ( الحج 52 )
وإلى البيان الحق حقيق لا اقول على الله بالبيان غير الحق فآتيكم بالبيان من ذات القرآن... حتى يتبين لكم أنه الحق, وفي هذه الآية يُعلمكم الله أنه لم يهدي الانبياء والمُرسلين حتى بحثوا عن الحق بالإجتهاد الفكري فتمنوا أن يتبعوا سبيل الحق
ومن ثم هداهم الله إلى الحق واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وابتعثهم إلى الناس رسُل من رب العالمين, ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيتهم شك من بعد تحقيقها
ومن ثم يُحكم الله لهم آياته ويبينها لهم, ومن ثم يطهر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيرا...
فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله الباحثُ عن الحق الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكر في خلق السماوات والأرض وقال الله تعالى:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ( 74 ) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ( 75 ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ( 76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 ) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)) ( 78 )صدق الله العظيم
ويامعشر أولوا الألباب الذين يتدبرون الكتاب تدبروا قول إبراهيم:(( قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ))( 77 )صدق الله العظيم
وذلك هو التمني لإتباع الحق ولا يريد غير الحق وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى ))صدق الله العظيم
ومن ثم يهديه الله الحق إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
(( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى:((أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحق, ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولا حتى إذا علم الله أن نبيه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشك في الحق الذي علمه الله به أبدا, ونسي أن قلبه بيد ربه يُصرفه كيف يشاء, ونسي أن الله يحول بين المرء وقلبه
وأراد الله أن يُعلمهم درس في العقيدة في علم الهدى, ومن ثم يلقي الشيطان في نفسه شك في الحق الذي قد صار يدعوا الناس إليه ومن ثم يُحكم الله له آياته, فيبينها له فيعلم أنه على الحق المُبين ويطهر الله قلبه من الشك تطهيرا ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى:((أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ))صدق الله العظيم
أي ألقى الشيطان في أمنيته شك من بعد أت تحققت أمنيته وهداه الله إلى الحق, فنعود لقصة رسول الله إبراهيم, هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد إجتهاد فكريا وبحث عن الحق وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماما ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحق, ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكم الله له آ ياته وطهر قلبه مما القاه الشيطان, وقال الله تعالى:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))
ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحث عن الحق ولا يريد غير الحق وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي ابتعثه الله بالبينات إلى آل فرعون ولكنهم فرقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات وكان نبي الله موسى ينتمي لاحد الطوائف وارداه أحدهم فقتل نفس بغير الحق وقال الله تعالى:
((وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)) صدق الله العظيم
ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر وقال الله تعالى:
(( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ( 19 ) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)) ( 20 ) صدق الله العظيم
ومن ثم فر موسى وهو متألم لما حدث وقال: (((رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))
ومن ثم قرر أن يفر من آل فرعون, وكذلك يعتزل شعيته الذين كانوا سبب في قتله لنفس بغير الحق ,ويرى أنه لمن الضالين ,ولم يهتدي إلى الحق بعد’ وقرر الفرار من ال فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحق
واصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولا, وقال له فرعون:
وقال الله تعالى:((قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)) (21)صدق الله العظيم
ومعنى قول موسى:((قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ))(21)صدق الله العظيم
بمعنى أنه كان من الضالين عن الطريق الحق.. بمعنى أنه كان يظن أنه على الحق وتبين له أنه لا يزال ضال عن الحق وكان يظن هذه الطائفة على الحق.. حتى إذا فرّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولا بعد رجوعه من مدين
وبعد ان اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وابتعثه إلى فرعون رسولا, واعتقد موسى أنه لا ولن يشك أبدا في الحق الذي هداه الله إليه وأيده بآيتان من عنده ,واعتقد موسى أنه لا يفتنه شئ عن الحق الذي علمه من ربه وأراد الله أن يعلمه درس في العقيده في علم الهُدى فألقى الشيطان في أمنيته شك حين ألقوا السحرة عصيهم وحبالهم فخُيل إليه من سحرهم انها تسعى وأوجس في نفسه خيفة موسى ,وتزلزلت العقيدة الحق في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكم الله له آياته وأوحى إليه أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون
واعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبين له أنه على الحق المُبين وقال الله تعالى:
((قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)) (70)صدق الله العظيم
والشك الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هده الله إلى الحق واستخلصه لنفسه وابتعثه إلى فرعون رسولا ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شك ثم حكم الله له آياته وذلك قول الله تعالى:((فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)) (70)صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي لنبي الله عزير المؤمن مر على قرية وهي خاوية على عروشها, وألقى الشيطان في أمنيته شك بعد إذ هداه إلى الله إلى الحق وقال: كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟
ومن ثم أماته الله هو وحماره مئة عام ثم بعثه ليُحكم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك؟ فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه, وقال أنظر إلى العظام كيف ننشزها, فلما تبين له ذلك قال عزير :أعلم ان الله على كُل شىء قدير, وقال الله تعالى:
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))صدق الله العظيم
ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وجده الله ضال باحث عن الحق لا يعلم أيهم على الحق فيتبعه, هل قومه؟ أم النصارى؟ أم اليهود؟
وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحق ولم يكن على ضلال لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ,ولكنه كان ضال عن الطريق الحق وهو لا يريد غير الحق.. ثم هداه الله إلى الحق تصديقاً لقول الله تعالى:
(( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى )) واصطفاه الله وهداه إلى الحق
وأوحى إليه بالحق عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام
وابتعثه الله إلى الناس رسولا وكان يدعوهم إلى الحق ولكنه كان يعتقد أنه لا يمكن أن يشك في الحق بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلمه درساً في العقيده في علم الهُدى, وقال له قومه إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمس شيطان وهو الذي يوحي إليك ذلك فشك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يبدي ذلك الشك لأحد وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب, وذلك لأن قومه قالوا له إن الذي يُكلمك انه شيطان وليس ملك.. بسبب إعراضه عن آلهتهم
ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
((وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ)) (213)صدق الله العظيم
ولكن محمد رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يريد أن يطمئن قلبه
وقال تعالى :(﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )﴾صدق الله العظيم
ولكن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسأل الذين أوتوا الكتاب, بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين انه على الحق المُبين
ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربه ليرية بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحق من ربهم من الأمم الأولى, ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين, وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحق المبين وقال الله تعالى :((لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ))صدق الله العظيم
إذاً حكم الله آياته لنبيه وأراه من آيات ربه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى, فطهر الله قلبه من الشك تطهيرا وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
((( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )))صدق الله العظيم
الإثنين مارس 25, 2024 10:49 am من طرف ابرار
» كَوكَبُ سَقَر يَرفعُ حَرارةَ الأرضِ ويُخِلّ بنِظامِ كافَّةِ كَواكِبِ المَجموعَةِ الشَّمسيَّةِ وتُعاني مِن اقترابه، أفلا تَتَّقون؟!
الإثنين مارس 25, 2024 10:46 am من طرف ابرار
» إعلانُ مَوعِدِ دُخُولِ كَوكَبِ الأرضِ في مناخِ كَوكَبِ سَقَر؛ القَولُ الفَصلُ ومَا هو بالهَزلِ ..
الإثنين مارس 18, 2024 9:55 am من طرف ابرار
» الحُكْمُ مِنَ القُرآن أنَّ الله جَعَلَ غُرَّةَ رَمَضَان لعَامِكم هَذا (1445 هـ) الثُّلاثَاء ..
الإثنين مارس 18, 2024 9:49 am من طرف ابرار
» كَوكَبُ سَقَر يَرفعُ حَرارةَ الأرضِ ويُخِلّ بنِظامِ كافَّةِ كَواكِبِ المَجموعَةِ الشَّمسيَّةِ وتُعاني مِن اقترابه، أفلا تَتَّقون؟!
الإثنين مارس 18, 2024 9:36 am من طرف ابرار
» إعلانُ مَوعِدِ دُخُولِ كَوكَبِ الأرضِ في مناخِ كَوكَبِ سَقَر؛ القَولُ الفَصلُ ومَا هو بالهَزلِ ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:29 am من طرف ابرار
» إعلانُ انتهاءِ الفُصولِ الأربعةِ من بَعْد اجتياح الشِّتاءِ الجاري حتى تَخضَعوا لأمرِ اللهِ وتُسَلِّموا تَسليمًا ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:21 am من طرف ابرار
» دُعَاءُ الإمامِ المَهديّ للطَّيار الأمريكيّ (الذي أحرَقَ نَفسهُ) بِرَحمَة الله وجَنَّاتِ النَّعيمِ ..
الأربعاء مارس 06, 2024 11:13 am من طرف ابرار
» إعلانُ انتهاءِ الفُصولِ الأربعةِ من بَعْد اجتياح الشِّتاءِ الجاري حتى تَخضَعوا لأمرِ اللهِ وتُسَلِّموا تَسليمًا .
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:54 pm من طرف ابرار
» وصايا خليفةِ الله المهديّ إلى المُجاهدين في أرض فلسطين..
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:51 pm من طرف ابرار